وطنية - احتفلت منظمة "أطباء بلا حدود"، برعاية وزير الصحة العامة جميل جبق وفي حضوره، بمرور سنة على إدارتها مركز الولادة في مستشفى رفيق الحريري الجامعي حيث يقدم المركز الرعاية الصحية للأمهات من خلال نموذ القبالة للرعاية، ويعتبر المستشفى الأول الحكومي في لبنان الذي يعتمد هذه المقاربة. ويوفر المركز منذ أيار 2018 خدمات الولادة بشكل مجاني ووفق جودة عالية للأمهات من جنسيات مختلفة، ويعزز مهارات القابلات المؤهلات في لبنان، وذلك تطبيقا لاستراتيجية وزارة الصحة العامة في لبنان بتعزيز الشراكات بين المستشفيات الحكومية والمنظمات الدولية.
حضر الاحتفال رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان كريستوف مارتان، ورئيس بعثة أطباء بلا حدود في لبنان أموري غريغوار، ورئيس مجلس إدارة ومدير عام مستشفى رفيق الحريري الجامعي الدكتور فراس الأبيض، والمدير العام لوزارة الصحة العامة الدكتور وليد عمار، ومدير مكتب وزير الصحة الدكتور حسن عمار، والمستشار الإعلامي محمد عياد، ومدير دائرة العناية الطبية الدكتور جوزف حلو وأطباء وموظفون وممثلون عن منظمات غير حكومية عاملة في المجال الإنساني والصحي.
جبق
وأشاد جبق في الكلمة التي ألقاها بالدور الذي تقوم به المنظمات الدولية على الصعيد الصحي والإنساني في ظل التحديات التي يواجهها القطاع الصحي في لبنان والتي يتقدمها وجود نحو مليوني نازح سوري، وأكد أن "وزارة الصحة العامة مستمرة في التنسيق مع هذه المنظمات بأقصى درجات التعاون، وملتزمة أجندة منظمة الصحة العالمية لأنها المظلة التي تحمي كل النظام الصحي العالمي". وأعلن أن "مدير عام منظمة الصحة العالمية تادروس أدانوم جيبيرياسوس والمدير الإقليمي أحمد النعيمي سيزوران لبنان في كانون الأول المقبل حيث سيتناول البحث الحاجات الأساسية الموجودة والأمور التي يمكن تطويرها".
ولفت جبق إلى أن "إنشاء مختبر مركزي يتقدم أولويات المرحلة وقد قطعت الوزارة شوطا مهما في التحضير لإنشائه وتمويله وسيكون مركزه في مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي، على أن تكون مهمته الأساسية فحص الأدوية وتصنيفها، سواء تلك المستوردة أم التي يتم تصنيعها في لبنان. وسيؤدي ذلك إلى الإستغناء عن الإعتماد على تصنيفات خارجية للأدوية غالبا ما تتبدل من دون أن يكون السوق اللبناني على علم بها".
وأوضح أن "المختبر المركزي سيسهم في زيادة الإعتماد على الدواء اللبناني ذي الجودة والذي يتم إنتاجه في أحد عشر مصنعا لبنانيا، ما سيؤدي إلى تعزيز الثقة في هذا الدواء وإقناع الأسواق الخارجية به".
وقال: "الوزارة تسعى مع منظمة الصحة العالمية إلى اعتماد التغطية الصحية الشاملة كهدف رئيسي للإستراتيجية الصحية الوطنية الجديدة، وثمة مشروع سيقدم في وقت قريب لإصدار البطاقة الصحية التي يفترض أن تغطي كل الشعب اللبناني وتسهم في ترشيد الصرف ووضع حد للعديد من مشاكل الإستشفاء".
وكشف في هذا السياق أن "موازنة وزارة الصحة لا تكفي إلا لتغطية كلفة استشفاء حوالى ستين في المئة من المرضى المليون والثمانمئة ألف الذين ليس لديهم أي جهة ضامنة، فيما كلفة استشفاء الأربعين في المئة الآخرين تحال على عقود مصالحات مع المستشفيات".
وأوضح أن "الوزارة تسعى لإطلاق مشروع بالتنسيق مع المستشفيات الحكومية، يتم بموجبه إجراء الفحوصات المخبرية والصور الشعاعية على حساب وزارة الصحة من ضمن ميزانية خاصة، فلا يعود المريض مضطرا للمكوث في المستشفى لإجراء هذه الفحوصات، ومن شأن ذلك أن يخفف فاتورة الوزارة من جهة، ويزيد دخل المستشفيات الحكومية من جهة ثانية، ما يعزز إمكانات الأخيرة في تلبية حاجاتها ولا سيما تأمين رواتب موظفيها بشكل دائم ومنظم".
كذلك أشار إلى مشروع تعاون مع البنك الدولي لتطوير المستشفيات الحكومية وتجهيزها. وقال إنه يعول على هذا المشروع "لرفع مستوى المستشفيات الحكومية خصوصا في الأطراف مثل عكار والهرمل وبعلبك، فلا تفتقد هذه المستشفيات غرف عناية فائقة أو مراكز قلب متخصصة، ما يؤدي إلى موت المرضى على الطرقات للوصول إلى المستشفيات المجهزة في المدن الكبرى".
وختم مؤكدا عزمه على "إصلاح القطاع الإستشفائي فيكون مستشفى الرئيس رفيق الحريري مثالا ناجحا لكل المستشفيات الحكومية الأخرى".
وقائع الاحتفال
وكان الاحتفال قد بدأ بالنشيد الوطني، ثم تطرق الأبيض إلى أهمية التعاون والشراكة مع شركاء دوليين أو محليين، مؤكدا أن "الشراكة والتعاون هما الحل الذي يتيح للمستشفى الوصول إلى المعرفة والموارد والقدرات". وأكد أن "مستشفى الحريري يدعم المشروع القائم مع منظمة أطباء بلا حدود ويكمله عندما تكون هناك حاجة لتدخلات في الحالات التي تستلزم المزيد من الرعاية الطبية. وبالتالي يتم توفير خدمة أقل تكلفة وأكثر إنسانية دون المساس بالجودة المقدمة".
وقال رئيس بعثة "أطباء بلا حدود" في لبنان أموري غريغوار إن "الشراكة مع مستشفى رفيق الحريري الجامعي تؤدي دورا مهما في السماح بتطوير نموذج القبالة للرعاية في لبنان. فمن خلال التعاون يمكن التأثير بشكل كبير على جودة الرعاية المقدمة للنساء الحوامل كما يشكل تقديم هذه الخدمات إستجابة إنسانية للإحتياجات الطبية البارزة لدى السكان الأكثر حاجة في لبنان".
بدوره عرض رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان كريستوف مارتان أهم نقاط التعاون بين المنظمة ومستشفى رفيق الحريري الجامعي في خدمات الطوارئ وغيرها من الخدمات في المستشفى.
معرض صور "الشراكة من أجل الخدمات الصحية"
بعد ذلك افتتح جبق معرض الصور الذي نظمه مستشفى رفيق الحريري الجامعي تحت عنوان "الشراكة من أجل الخدمات الصحية"، بهدف تسليط الضوء على أهمية التعاون والشراكة مع المنظمات الدولية والمحلية لرفع مستوى الخدمات الصحية المقدمة، ما يؤدي إلى زيادة الجهود والتركيز على تطوير الخدمات بشكل عام لتوفير احتياجات المواطن من العلاج وتحسين الرعاية الطبية الشاملة للمجتمع.
وتضمن المعرض عرضا لأكثر من 22 مشروعا تم تنفيذه داخل المستشفى من المنظمات والجمعيات، مع تقديم شرح للجهود والموارد والدور الذي قامت به كل جهة داخل المستشفى.
ومن أهم هذه المشاريع:
- التعاون المشترك بين المستشفى واللجنة الدولية للصليب الأحمر الذي قدم الرعاية الصحية لأكثر من 11 ألف مريض من جنسيات مختلفة، ووضع برامج لتحسين وتطوير الأداء الوظيفي في المستشفى إضافة إلى إعادة تأهيل وصيانة البنى التحتية لضمان تأمين رعاية صحية أفضل للمرضى.
- مركز الولادة الذي تديره منظمة أطباء بلا حدود في مستشفى رفيق الحريري الجامعي لتوفير خدمات للولادات الطبيعية عالية الجودة للمرضى من الفئات الأكثر حاجة.
- الخدمات الصحية للقوات الكندية في بيروت لاستكمال فحوصات الهجرة الطبية.
- إنشاء مركز عمليات الطوارئ بدعم من المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في الشرق الأوسط.
-افتتاح وحدة العزل في المستشفى بالتعاون مع كل من وزارة الصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية.
- عمليات قسطرة القلب للاجئين بدعم من المنظمة الطبية الأميركية MedGlobal وجمعية الوعي والمواساة الخيرية ACA.
- إطلاق الجمهورية التشيكية لبرنامجها الطبي الإنساني Medevac حيث نفذ الفريق الطبي بالتعاون مع فريق من داخل مستشفى الحريري، وبمساعدة من مؤسسة عامل، عملية إعتام عدسة العين Cataract لثلاثة وثمانين (83) مريضا.
- إنشاء مركز الصحة النفسية المجتمعية في المستشفى بالتعاون مع البرنامج الوطني للصحة النفسية في وزارة الصحة العامة، وبالشراكة مع منظمة أطباء العالم (MDM) واللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) ومركز الإدمان اللبناني "سكون"، من أجل تزويد الأشخاص المقيمين في لبنان بإمكانية الوصول إلى خدمات ذات جودة قائمة على الأدلة العلمية في مجال الصحة النفسية وعلاج إضطراب استخدام المواد المسببة للإدمان.
- إقامة مشروع إنشاء برنامج للعناية التلطيفية لدعم المرضى في مراحلهم الأخيرة ولعائلاتهم بالتعاون مع جمعية سند، وبدعم من وزارة الصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية في لبنان.
=============== ك. ف.