"صيدا عاصمة رمضان".. لوحة متكاملة تجمع بين الفن والسياحة والتراث والإيمان وتستقطب أكثر من  4 آلاف زائر في كل عطلة نهاية الأسبوع

تحقيق حنان نداف 

وطنية - صيدا - عام بعد عام تثبت مدينة صيدا انها العاصمة الرمضانية الاولى دون منازع والوجهة المفضلة لدى الكثيرين للاستمتاع بأجوائها الرمضانية في تجربة تجمع بين الجانب الروحي والتراثي والسياحي والثقافي في مزيج يُحتفى به طوال الشهر .

كما في كل عام خلال شهر رمضان المبارك يسطع نجم المدينة ويزداد  توهجا وهي تستقبل زوارا ووفودا من كل حدب وصوب حيث يسجل دخول اكثر من اربعة الاف زائر في كل نهاية عطلة الاسبوع  والسبب سحر المدينة ونكهتها الخاصة خلال الشهر الفضيل.

عند مدخلها الشمالي تستقبلك المدينة الرمضانية بزينتها المميزة وأنوارها المتلألأة وعلى امتداد الكورنيش البحري وصولا إلى واجهتها البحرية قبالة خان الافرنج التاريخي حيث تقام فيه البرامج والأنشطة التراثية والترفيهية ضمن فعاليات " صيدا مدينة رمضانية " التي تنظمها مؤسسة الحريري بالتعاون مع بلدية صيدا وجمعيات.

تتحول باحة خان الافرنج إلى ساحة فرح  تتجلى فيها اجواء العيد الحقيقية: عجقة زوار ومعارض حرفية وكيوسكات لبيع المأكولات والمشروبات على اختلاف أنواعها بالإضافة إلى فقرات ترفيهية يقدمها فنانون لبنانيون مثل سعد حمدان وطوني عيسى وليليان نمري  وغيرهم ليعيش الزائر  ليالي رمضانية في قلب التاريخ والتراث. 

وعلى بعد أمتار قليلة ينتقل الزائر سيرًا إلى ساحة باب السرايا قلب المدينة القديمة النابض بالحياة حيث المقاهي والمطاعم لتناول أشهى أطباق السحور التقليدية الصيداوية : كالمسبحة والمشوشة والفول والحمص وطبعا المناقيش المحضرة  بحب في أفران المدينة العتيقة . 

ولا تكتمل هذه الأمسيات دون تواجد فرقة "الطربوش "وهي فرقة صيداوية تراثية تتجول في أزقة المدينة القديمة وتعزف مقطوعات وأناشيد تراثية ورمضانية لتضفي رونقا خاصا على الاجواء . 

والى ساحة ضهر المير حيث لا يختلف المشهد كثيرا عجقة زوار وأنشطة كشفية وفنية تتكامل مع الاجواء الرمضانية المميزة .

فيما تنبض خانات ومتاحف المدينة القديمة وهي كالجواهر والكنوز المخفية فيها " hidden gems " بالأمسيات التراثية والثقافية ولا سيما في " متحف عودة للصابون"  "وقصر دبانة" "وخان صاصي" "والحمام الجديد" . 

حجازي 

وفي حديث إلى "الوكالة الوطنية للاعلام" قال رئيس "لجنة صيدا مدينة رمضانية"  عضو المجلس البلدي المهندس مصطفى حجازي :  "في هذا الشهر الفضيل نرى زوارًا من مناطق مختلفة وأعمار مختلفة يتقاطرون إلى مدينة صيدا للاستمتاع بأجوائها الرمضانية، وهذه السنة لدينا نشاطات متنوعة ثقافية ودينية وتراثية هناك أمسيات وسهرات رمضانية وايضاً مساجد صيدا مليئة بالناس".

أضاف: "من يحب ان يمضي وقت السحور في صيدا يأتي إلى هنا حيث قلب المدينة القديمة النابض هناك أنشطة عدة ومهرجانات تقام ان كان في خان الافرنج الاسبوع الحالي والأسبوع المقبل سيقام المهرجان الشهير في الخان صيداوي اح  بالاضافة إلى الأمسيات الفنية في الخانات في قلب المدينة ان كان متحف عودة وخان صاصي والحمام الجديد وايضا تمتد إلى خارج المدينة القديمة وصولا إلى ساحة النجمة وهناك المهرجانات المتنقلة في الاحياء وايضاً في المتاجر". 

تابع: "زوار المدينة سنة عن سنة تزداد اعدادها ولدينا من ثلاث إلى اربعة الاف زائر في كل عطلة نهاية الاسبوع يدخلون إلى صيدا القديمة للاستمتاع بالأجواء الرمضانية ونتوقع ان تزداد هذه الأعداد في الايام المقبلة ونحن كبلدية ندعو الجميع إلى زيارة مدينة صيدا والاطلاع على اجوائها الجميلة ونحن كبلدية نحاول بالتعاون مع الجمعيات وجميع فرقاء المدينة ان ندعم هذا الموضوع". 

معرض " صيدا بالقلب "

ولأن صيدا تجمع كل الجوانب خلال الشهر الفضيل لا يمكن تفويت تجربة زيارة المعرض الفني بعنوان "صيدا بالقلب " الذي يقام في مكتب بلدية صيدا إلى جانب قهوة باب السرايا طيلة ايام الشهر الفضيل .

يحتضن المعرض  في حنايا جدرانه الأثرية لوحات فنية وصور فوتوغرافية للفنانين دلال العزي  القيسي ومحمد الظابط ويأخذك في تجربة فريدة مع الفن لتكتشف بريشة الفنانة القيسي وعدسة الظابط معالم الجمال والتراث والتاريخ للمدينة القديمة بقلعتيها البرية والبحرية ومعالمها التراثية وأسواقها القديمة. 

وتقول الفنانة التشكيلية دلال  العزي القيسي: "ان معرض صيدا بالقلب الذي يضم نحو ستين لوحة فنية تبرز معالم صيدا الجمالية والتراثية من واجهتها البحرية إلى وجوه الصيداويين والقلعة البرية والبحرية بالإضافة إلى الأسواق القديمة والبيوت العتيقة ولفتت القيسي انها رسمت هذه المعالم بريشتها مجملة اياها لابراز مكامن الجمال في كل زاوية من المدينة القديمة وان شهر رمضان المبارك كان فرصة للمشاركة في هذا المعرض وتعريف الزوار الآتين من باقي المناطق على جمال وكنوز هذه المدينة".

اما المصور الفوتوغرافي محمد الظابط الذي شارك ايضا في معرض صيدا بالقلب من خلال صوره الفوتوغرافية فلفت إلى أن "عدسة كاميرته التقطت اجمل الزوايا لأشهر المعالم التاريخية في صيدا ولا سيما القلعة البرية والبحرية وميناء الصيادين حيث تروي كل صورة حكاية صيداوية عن الفن والجمال والعراقة في آن".

الجانب الروحاني والتكافلي 

لا تقتصر هذه الفعاليات على ساحات المدينة القديمة بل امتدّت ايضا إلى خارجها وصولا إلى ساحة النجمة حيث اقيم اكبر مهرجان ديني بعنوان" جسور الإخاء " والذي نظمه "لبنان دعوة " بالتعاون مع  عدد من المؤسسات الإسلامية والجمعيات الدينية والخيرية وتم خلاله جمع التبرعات لدعم الاهالي الصامدين في غزة في وقت لا تخلو مساجد المدينة من المؤمنين لأداء صلاة التراويح والعبادة خلال الشهر الفضيل .

ولا يمكن خلال شهر رمضان أن نغفل عن الجانب التكافلي الذي لطالما ميز اهل مدينة صيدا حيث تنشط الجمعيات الخيرية فيها والمبادرات الفردية في مد يد العون للعائلات المحتاجة والمتعففة فتنشط حملات إفطار وإطعام صائم من خلال توزيع الوجبات الساخنة وكذلك توزيع الحصص التموينية على العائلات والأفراد المحتاجة وغيرها من المبادرات وحفلات السحور والإفطارات التي يعود ريعها لمساعدة المحتاجين .

باختصار ترسم صيدا لوحتها الرمضانية تجمع فيها كل زوايا الفن والتراث والروحانية والتكافل وتستقبل زوارها بأذرع مفتوحة وتتركهم مع ذكريات لا تُنسى تأخذهم بين الواقع والروحانية لتكون مع مرور الايام قطعة من الجمال اللبناني الأصيل خلال شهر رمضان المبارك .         

==== ج.س

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب