وطنية - احتفل اقليم كاريتاس بعبدا الاول بقداسه السنوي في كنيسة مار مارون – الشياح تحت شعار "حملة الصوم 2025: ايمان . انسان . لبنان". وترأس الذبيحة الالهية رئيس رابطة كاريتاس الاب ميشال عبود، منسّق جهاز الأقاليم الأب رولان مراد في حضور خادم رعية مار ميخائيل الشياح الأب سليم مخلوف، كما حضر نائب رئيس كاريتاس نقولا الحجار، المدير التنفيذي لكاريتاس جيلبير زوين، رئيس الإقليم بيار فضول واعضاء هيئة المكتب، مسؤولة جهاز الاعلام في كاريتاس ماغي مخلوف، عدد من رؤساء الاقاليم ، شبيبة كاريتاس، رئيس بلدية الشياح أدمون غاريوس، رئيس جمعيّة تجّار الشياح- كرم الزّيتون جان كلود عيراني، ومسؤولة الاعلام في بلدية الشياح نادين صمويل وعدد من فعاليات المنطقة وممثلين عن جمعيات محلية والوسائل الإعلامية. خدم القداس الخوري طوني الياس عاونه الاكليركي ميشال الأشقر.
استهل الاب عبود عظته بالترحيب بالحضور وقال: "نلتقي اليوم حول مائدة الربّ، حاملين معنا صراخ هذا الأعمى الجالس على قارعة الطريق، الذي لم يكن يرى بعينيه، لكنه كان يرى بنور الإيمان أكثر ممّن كانوا حوله. بارتيماوس، ابن طيماء، لم يكن يملك إلّا الصوت، فصرخ: "يا يسوع، ابن داود، ارحمني!" وهذه الصرخة، أيها الإخوة، ليست فقط صرخة رجل أعمى، بل هي صرخة كل إنسان يتألّم، يُهمّش، يُقصى… صرختنا نحن، وصرخة الذين نخدمهم في كاريتاس.
أضاف: ان بارتيماوس لم يكن يرى بعينيه، لكن قلبه كان مفتوحًا على حضور المسيح. عرف أن يسوع يمرّ، فصرخ. وما أجمل هذه الصرخة: "يا يسوع، ابن داود، ارحمني!" إنها صرخة التوسّل، التواضع، والثقة. صرخة الإنسان الذي يرفض أن يبقى سجين الظلام، ويمدّ قلبه نحو النور. يقول القديس أغسطينوس: "خلقنا الله بغير إرادتنا، لكنه لا يخلّصنا بغير إرادتنا." أي أنّ بارتيماوس لو لم يرد، لما شُفي. والله لا يُجبرنا على الخلاص، بل ينتظر أن نصرخ، أن نفتح الباب".
وتابع: "عندما ناداه يسوع، "طرح رداءه، ونهض وجاء إلى يسوع". الرداء كان كلّ ما يملك. تركه وراءه. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم:"لا يمكن للذي يتمسّك بالأرض أن يركض نحو السماء". فبارتيماوس بدأ رحلة جديدة، ترك ماضيه، وانتقل إلى حياة النور. وهنا تكمن دعوة كاريتاس، أن نساعد الناس على النهوض، أن نساعدهم على التخلّي عن “ردائهم”، عن ألمهم، عن يأسهم لنقودهم نحو الرجاء. سأله يسوع:"ماذا تريد أن أصنع لك" ان سؤال يسوع يبدو غريبًا! أليس واضحًا أن الأعمى يريد أن يُبصر؟ لكن يسوع يحترم حرية الإنسان. لا يشفي أحدًا بدون رغبة الشخص. وهذا هو جوهر رسالة كاريتاس: نحن لا نفرض المساعدة، بل نسمع، نصغي، نحترم الشخص، نؤمن بكرامته. يقول الفيلسوف إيمانويل مونييه: "الكرامة لا تُعطى، بل تُكتَشَف." ونحن في كاريتاس، نكشف كرامة الفقير، لا نعامله كحالة اجتماعية، بل كوجه المسيح".
واعتبر ان "شفاء بارتيماوس لم يكن سحريًا. إنه نتيجة إيمانه، ثقته، إصراره. وهنا رسالة لنا كعاملين في كاريتاس: لا تيأسوا من كثرة الظلام حولكم، لا تتوقفوا عند الحجارة التي توضع في الطريق، لا تتراجعوا إن صرخ الفقير كثيرًا، بل كونوا كيسوع: قفوا، وانظروا إليه، وأحبّوه. يقول القديس منصور دي بول، شفيع المحبّة: "إننا لا نلمس الله إلّا في فقراء هذا العالم."
وقال: "في كاريتاس، نحن نعيش هذا الإنجيل يوميًا، فنسمع صرخة الفقير، كما سمعها يسوع، ولا نسكت صوته كما فعل الجمع، بل نقترب منه، ونساعده على الوقوف وترك "ردائه"بل نعيد إليه كرامته، ونرافقه حتى يبصر من جديد: يبصر الرجاء، الحياة، الله. يقول البابا فرنسيس: "كاريتاس ليست مجرد مؤسسة خيرية. إنها عناق الكنيسة للمتألمين، للمهملين، للمنسيّين."
وختم: "لنكن، أيّها الأحبّاء، صوت يسوع وسط الضجيج، ولنقل للناس: "تشجّع، قم، هو يدعوك!" ولنطلب لأنفسنا شجاعة بارتيماوس، وللكنيسة قلب المسيح الذي يقف عند كل أعمى على قارعة الطريق".
فضول
في ختام القداس كانت كلمة لرئيس إقليم بعبدا الاول رحب فيها بالحضور وشكرهم على تلبية الدعوة، وقال: "نشكر الله الّذي سمح بلقائنا في هذا الأحد بالتّحديد، أحد شفاء الأعمى، لنحتفل سويًّا بقدّاسنا السّنويّ خلال إطلاق حملة كاريتاس لبنان لهذا العام وشعارها "إيمان، إنسان، لبنان" في زمن الصّوم المبارك، سائلين الله أن ينير عقولَنا وقلوبَنا بنور معرفتِه وحكمتِه. منذ تشرين الثّاني 2024 تمّ اختياري رئيسًا لإقليم بعبدا الأوّل في رابطة كاريتاس لبنان، ومنذ ذلك الوقت أعمل وأعضاء الهيئة الإداريّة الجديدة، ما بوسعنا للمحافظة على الأمانة التي أوكلت إلينا، ايمانًا منّا بمبادىء رابطة كاريتاس لبنان، طامحين في زيادة الوزنات والسّير نحو الأفضل. فالله الّذي أطعم 5000 رجلًا بسمكتَيْنِ وخمسة أرغفة، لن يتركنا نصارع وحدنا، عيناه لا تَغْفَلان عنّا ولا تنامان، فإيماننا به لم ولن يتزعزع في يومٍ من الأيام".
أضاف: "تحيّة شكر واحترام لرئيس كاريتاس لبنان الأب ميشال عبود، ولمنسق جهاز الأقاليم الأب رولان مراد ونائب رئيس الرّابطة الدّكتور نيكولا الحجار والرّئيس التّنفيذي السّيّد جيلبير زوين، على ثقتهم ودعمهم. والشّكر موصول ايضًّا رئيس بلديّة الشّياح ادمون غاريوس، وأعضاء المجلس البلديّ، ولرئيس وأعضاء جمعيّة التّجّار في الشياح- كرم الزّيتون، السّيّد جان كلود عيراني."
بعد القداس وبمبادرة من بلدية الشياح وجمعية تجار الشياح- كرم الزيتون تسلم الاب ميشال عبود والاب رولان مراد وسام تقديرا لعطاءاتهما في كاريتاس لبنان.
بعد ذلك تحدث رئيس بلدية الشياح ادمون غاريوس فشكر الأبوين عبود ومراد على اهتمامهما بمنطقة الشياح ومنطقة بعبدا. وقال:"نحن نرى وجها جديدا لكاريتاس في المنطقة، وان العمل الكبير الذي تقومان به سيزرع محبة كبيرة في قلوب الشبيبة والاجيال الصاعدة في المنطقة."
وشكر كل القيمين على كاريتاس والناشطين فيها، معتبرا أن "رسالة البلدية في المنطقة هي العمل بمحبة، وبان هذه المحبة موجود وهي تثمر تعاونا وعملا ناجحا في الخدمة والعطاء".
والقى رئيس جمعية تجار الشياح - كرم الزيتون جان كلود عيراني كلمة اعتبر فيها أن "ما من حب أعظم من ذلك الحب العظيم الذي تجلى على الصليب أنه الحب الإلهي الذي افتدى البشرية وحررها من سلطان الموت". وقال: "باسم العطاء اللا محدود وباسم جمعية تجار الشياح كرم الزيتون وبالتعاون مع رئيس بلدية الشياح نعبر عن محبتنا وتقديرنا واحترامنا لرابطة كاريتاس لبنان الممثلة بالاب ميشال عبود متمنين لها الاستمرارية في عطاءاتها المتجردة بما فيها الخدمة الانسانية الجمعاء".
واخيرا تبادل نخب المناسبة في صالون الكنيسة.
==== ن.ح.