رئيس دير سيدة البلمند ترأس قداس عيد البشارة

وطنية - تراس رئيس دير سيدة البلمند البطريركي الأرشمندريت جورج يعقوب قداس عيد البشارة وعيد ثانوية سيدة  البلمند، الذي أقيم في كنيسة  الدير يعاونه لفيف من الكهنة وبحضور حشد من المؤمنين. 

بعد قراءة الانجيل المقدس القى عظة جاء فيها: "اليوم نعيّد لعيد بشارة سيدتنا والدة الإله الدائمة البتوليّة مريم من الملاك جبرائيل. وكلّنا سمعنا قصّة هذا العيد في الإنجيل المقدس الذي تلي على مسامعنا. إن العيد الحاضر كما نرتل في الطروبارية "هو رأس خلاصنا"، أي بداية خلاص البشرية بتجسد ابن الله لخلاص العالم. إن بشارة العذراء مريم غيّرت مسيرة حياة الإنسان وطبيعته البشرية بأكملها. إذ بتجسد الكلمة من البتول واتخاذه جسداً ألّه طبيعتنا وجعلنا شركاء ألوهيته. يقول ناظم التسابيح "أنّه حيث يشاء الإله يغلب نظام الطبيعة" وهي تفسير لقول الملاك جبرائيل للعذراء مريم "ليس من شيء غير مستطاع عند الله" (لو1: 37). فالله بالعذراء مريم غلب نظام الطبيعة. فالكلمة حلّ في أحشاء العذراء بحلول الروح القدس إذ وجدها إناء مختاراً له، مكاناً رحباً امتاز بصفات ثلاث أساسية ألا وهي نقاوة النفس والجسد، الصمت المقدس والطاعة الحرّة كما يتضح من النص الإنجيلي".

وتابع: "إن العيد الحاضر يبقى حدثاً تاريخياً إذا لم يستطيع الإنسان أن يتقبل الإله في حياته وأن تملأه نِعَم الروح القدس وأن يُظهر المسيح للعالم كما فعلت العذراء. ولهذا عليه أن يتمثّل بها فيكون نقياً بالنفس والجسد من خلال سرّ التوبة، محباً للصمت والذي لا يعني عدم الكلام بل الصمت عن لغة العالم وتكلّم لغة الدهر الآتي كما يقول القديس إسحق السرياني أي محباً للصلاة الغير المنقطعة وأن يكون مطيعاً لمشيئة االله أي واثقاً بما يريده االله منه. بهذه الطريقة يغلب الإنسان نظام الطبيعة في حياته ويصير على مثال مريم، يجسد حضور المسيح في العالم إن من خلال شخصه أو من خلال الجماعة المسيحيّة مجتمعة". 

وقال: "انطلاقاً مما ذكرناه، نجتمع اليوم جميعنا في هذا الدير الشريف لنعيد لعيد بشارة والدة الإله، هذا العيد الذي اتخذته ثانوية سيدة البلمند عيداً سنوياً. نجتمع ببركة أبينا صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر الذي كلّفني أن أنقل لكم جميعاً، لمديرة الثانوية وللهيئتين الإدارية والتعليمية وللموظفين والطلاب محبته وأدعيته ومعايدته القلبيّة بمناسبة هذا العيد البهي. نجتمع متطلعين الى دور ثانويتنا الأساسي والمحوري في المجتمع اللبناني عامّة والكوراني خاصّة من خلال تجسيدها وإظهارها لوجه الرب يسوع المسيح في عالم يسعى للتعامي عن حضوره المُشرق أبداً. إن هذا الدور البشاري المهم تلعبه ثانوية سيدة البلمند في محيطها ويبرز على كافة المستويات والأصعدة التربوية والعلمية والأخلاقية والاجتماعية والخدماتية وغيرها. فهي تدرك تماماً عمق المسؤولية والدور المنوط بها ولا تفتخر باسمها لمجرد فخامته بل تفتخر به لأنه مجبول بعراقة وأصالة امتدت على مدى عقود طوال وتسعى للحفاظ على هذه الأمانة. ففي حين تدرك الثانوية وتفخر بارتباطها المباشر والوثيق ببطريركية انطاكية وسائر المشرق عبر دير سيدة البلمند البطريركي تحتفظ لنفسها بهذه الفرادة والتميّز والشهادة على المستويين العلمي والأخلاقي ذلك لأنها تخدم سرّ حضور المسيح فيها وفي المجتمع المحيط بها بنقاوة قلب، وصمت صلاة وطاعة لفكر الكنيسة بفضل نهج كل من هيئتها الإدارية الناجحة والتعليميّة المتميّزة والكفؤة وعمل كافة الموظفين المتفانين فيها. بهذه الطريقة يحاول كل الجسم المدرسي أن ينقل البشارة الحسنة، رغم الصعوبات والمعوقات، لأبنائنا الطلاب ويسعى لتربيتهم على أسمى القيم الدينيّة والأخلاقية وإيصالهم الى أعلى المستويات العلميّة المشهود لها". 

أضاف: "إن والدة الإله التي تجمعنا في عيد بشارتها اليوم هي الجندية المحامية التي تحفظ هذه التلّة البلمندية بكافة مؤسساتها التربويّة وهي التي تستر بستر وقايتها ثانويتها ومن فيها وتحفظهم وتحميهم من الأعداء المنظورين وغير المنظورين. هي ستكتب رايات الغلبة على كل مكايد الأشرار الذين سيحاولون محاربتها. في هذا العيد المبارك على عائلة الثانوية، ثانوية سيدة البلمند أن تسمع صوت الملاك للعذراء مريم "لا تخافي" وأن يكون جوابها كجواب مريم "ها أنذا أمة للرب، ليكن لي بحسب قولك". 

وختم: "أخيراً إن ثانويتنا، ثانوية سيدة البلمند، ستبقى بنقاوتكم وصلاتكم ومحبتكم للكنيسة متألقة ولامعة، فهي الأبيّة. ستبقى ثانوية واحدة بفرعين ينبضان بالحياة لأن المجد قد عرف فيها هوية. ستبقى بتكاتف الجميع عائلة واحدة متماسكة، مؤسسة ولكن ذات روح كنيسّة تعمل لخير ربيب البلمند، كي يسلك في النور لأن "النور في الظلمة يضيء".

 

=========== ل.خ

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب