وطنية - شرح رئيس منظمة "فرسان مالطا ذات السيادة" مروان الصحناوي في لقاء مع عدد من العاملين في القطاع الإعلامي في كندا، في حضور مسؤولة التنمية والتواصل في المنظمة السيدة اميمة فرح، أهداف المنظمة في العالم ولبنان، وقال:" إنها أهداف إنسانية بحتة تقوم على القيم المسيحية، التي تعتبر أن كل انسان، أيًّا كان دينه أو لونه أو جنسيته أو انتماؤه السياسي، هو كذاك السامري، الذي تحدّث عنه الانجيل"، مؤكدًا أن "عمل المنظمة في لبنان يهدف إلى إبقاء المواطن اللبناني، وبخاصة المسيحي، الذي يعيش في الأطراف راسخًا في أرضه من خلال ما يمكن تقديمه له من خدمات طبية واجتماعية وزراعية تمكّنه من التمسّك بأرض الأباء والأجداد، مدافعًا عنها بكل ما أوتي من قوة إيمانية".
فرح
بعد ترحيب للمطران تابت بالحضور شارحًا أهمية الدور الإنساني التي تقوم به المنظمة في لبنان ولاسيما في الأطراف، تولت فرح إعطاء نبذة عن نشأة المنظمة، وقالت: "فرسان مالطا جماعة كاثوليكية مقرها روما، يعترف بها القانون الدولي كياناً ذا سيادة. وتضمّ حالياً نحو 13.5 ألف عضو، ولها عضوية في الأمم المتحدة ونحو 80 منظمة دولية بصفة مراقب، وتقيم علاقات ديبلوماسية رسمية مع 115 دولة."
أضافت: "تأسست منظمة فرسان مالطا، واسمها الكامل نظام السيادة العسكري لفرسان مستشفى القديس يوحنا الأورشليمي من رودوس ومالطا نحو عام، أي قبل الحملات الصليبية 1048، خلال عصر الدولة الفاطمية، لتقديم المساعدة الطبية للحجاج المسيحيين القادمين لزيارة قبر المسيح بكنيسة القيامة. وبعد انحسار السيطرة الصليبية على القدس انسحب الفرسان أولاً إلى قبرص في الفترة بين عامَي 1291 و1310، ثم إلى جزيرة رودوس حتى طردهم منها العثمانيون عام 1523، فمالطا حيث مارسوا السيادة المطلقة حتى طردهم نابوليون بونابارت عام 1798 بعدما اعتبر تلك الجزيرة موقعاً استراتيجياً يساعده في حملته إلى مصر."
الصحناوي
وكانت كلمة للصحناوي تطرق فيها إلى "دعوته لزيارة كندا التي جاءت جاءت بناء على دعوة من المطران تابت، الذي يجمع حوله جميع أبناء الجالية اللبنانية، والذي مُنح ميدالية الملك شارلز الثالث تقديرًا لجهوده في توثيق العلاقات بينهم وبين المجتمع الكندي". وأشار إلى أن "هدف الزيارة تعريف المغتربين اللبنانيين على أهداف المنظمة، وتشجيعهم على الاستمرار في مدّ يد المساعدة لوطنهم الأم، لأنه من غير المقبول أن نترك لبنان يموت، وهو لن يموت بفضل جهود المخلصين، الذين يبذلون الغالي والرخيص من أجل أن يبقى وطنهم في طليعة الدول الساعية إلى رفاهية شعوبها، إذ كفى لبنان ما عاناه من حروب ومآسٍ وكوارث".
وانتقد "السياسات التي أدت إلى تدهور الوضع في لبنان"، مشيرًا إلى أن "السياسات المتناحرة والخطابات التي تُقسّم المجتمع ساهمت في إضعاف الروح الوطنية، والشعب اللبناني يحتاج اليوم إلى إعادة بناء الثقة والعودة إلى قيم الوحدة والتعايش المشترك، مع تعزيز العمل الإنساني بعيدًا من النزاعات الحزبية". وأشار إلى "ضرورة أن تبقى المؤسسات والفاعليات – سواء كانت دينية أو اجتماعية – ملتزمة لمبادئ إنسانية عليا، بحيث تُعزز من مكانة الإنسان اللبناني وتعيد له كرامته".
ودعا إلى "التفكير البعيد المدى"، مشددًا على أن "لبنان لا يحق له أن يموت سياسيًا أو اجتماعيًا، بل يجب العمل على إعمار الوطن بكل ما أوتي من إمكانات". ووجه رسالة إلى "أبناء الوطن بأنه إذا لم يُستثمر في الإنسان اللبناني، فلن يكون هناك مستقبل مشرق للبلاد، بل ستظل البنى التحتية والهوية معلقة في حال ركود".
ووجه دعوة واضحة إلى "تحمل المسؤولية والبدء في العمل على إعادة بناء الكيان الوطني من خلال شراكة إنسانية وصادقة". وأكد أن "العودة إلى القيم الحقيقية والتزام العمل الإنساني هما السبيلان الرئيسيان لاستعادة كرامة لبنان وجعل كل فرد جزءًا من قصة وطنية متكاملة".
وأكد أن "لا دوافع شخصية أو سياسية وراء المبادرات التي يقدمها، بل ينطلق العمل من روح التواضع والتزام مصلحة الوطن. فهو يعتبر أن العمل الجماعي والابتعاد عن الانقسامات السياسية السبيل لإحياء قيم الوحدة الوطنية وإعادة إشراقة الأرض المقدسة بالشرق".
ودعا إلى "التركيز على الخدمة الإنسانية والعمل على إعادة بناء الكيان الوطني"، مؤكدًا أن "لبنان اليوم بحاجة إلى تجاوز الخلافات والتركيز على ما يجمعنا كبشر، وإعادة الاعتبار لقيم العدل والكرامة في مواجهة التحديات الراهنة".
وفي المجال ذاته شدد على ان "أهداف منظمة فرسان مالطا أهداف إنسانية بحتة تقوم على القيم المسيحية"، مؤكدًا أن "عمل المنظمة في لبنان يهدف إلى إبقاء المواطن الذي يعيش في الأطراف راسخًا في أرضه، من خلال ما يمكن تقديمه له من خدمات طبية واجتماعية وزراعية تمكّنه من التمسّك بأرض الاباء والأجداد، مدافعًا عنها بكل ما أؤتي من قوة إيمانية".
وأشار في لقائه مع إعلاميي كندا إلى أن "عمل المنظمة يهدف إلى أن يعيش اللبناني بكرامة وعزّة نفس، من خلال ما يُقدّم له من خدمات تساعده على العيش متصالحًا مع الأرض ومع بيئته، وذلك انطلاقًا من مبدأ أساسي، وهو عدم ترك اليأس يتغلغل إلى نفسه، وإلى تعزيز ثقته بقدراته الذاتية، وإلى ترسيخ ايمانه بلبنان، الذي يجب أن يبقى حاملًا تلك الرسالة التي تحدّث عنها البابا القديس يوحنا بولس الثاني، الذي أعطاه بعدًا انسانيًا ومسيحيًا فريدًا من نوعه".
وتطرق إلى عناوين عدة في ما تقوم به المنظمة في لبنان من جنوبه إلى بقاعه وجبله وشماله، من عمل انساني بحت بعيدًا من السياسة الضيقة. ومن بين هذه العناوين السعي إلى إيجاد بيئة مكتملة العناصر، حيث يمكن الانسان عمومًا، إلى أي دين انتمى، والمسيحي خصوصًا، أن يعيش في سلام مع محيطه المكتفي ذاتيًا من خلال ما ينتجه بمساعدة اختصاصيين في أكثر من مجال من العاملين في المنظمة والبالغ عددهم الـ 600، عدا عن عدد كبير من المتطوعين المؤمنين بأهداف المنظمة وعملها الإنساني".
ولفت إلى أن علاقته جيدة مع جميع المسؤولين في الدولة، وبخاصة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، الذي يُشكّل "الأمل لجميع اللبنانيين التواقين إلى رؤية طنهم متعافيًا وبعيدًا عن التأثيرات الخارجية وصراعات الآخرين، سواء على أرضه، أو على حدوده"، مؤكدًا "مواصلة العمل مع جميع المخلصين من أجل تعزيز وضع الذين يحتاجون إلى مساعدة، وبخاصّة الذين يعيشون في الأطراف المحرومين من الخدمات القليلة، التي تقدّمها الدولة في ما يُسمّى الانماء المناطقي المتوازن".
وبالنسبة إلى العلاقة الوطيدة التي تجمعه بالبابا فرنسيس لفت إلى أنه "يخصّ لبنان بمحبة خاصة، ويسعى بكل ما للفاتيكان من تأثير إيجابي من أجل رفع الضغط الذي يُمارس على لبنان لكي يستطيع أن يستعيد عافيته، ويعود إلى لعب دوره الإيجابي في المنطقة".
وأشار إلى أن "عمل المنظمة يهدف إلى تشجيع اللبناني على البقاء في وطنه، وأن يعيش بكرامة وعزّة نفس، من خلال ما يُقدّم له من خدمات تساعده على العيش متصالحًا مع الأرض ومع بيئته، انطلاقًا من مبدأ أساسي، وهو عدم ترك اليأس يتغلغل إلى نفسه، وإلى تعزيز ثقته بقدراته الذاتية، وإلى ترسيخ ايمانه بلبنان، الذي يجب أن يبقى حاملًا تلك الرسالة التي تحدّث عنها البابا القديس يوحنا بولس الثاني، الذي أعطاه بعدًا انسانيًا ومسيحيًا فريدًا من نوعه".
===ج.س