وطنية - افتتحت بلدية جونية، بالشراكة مع المنظمة الدولية للفرنكوفونية ومدينة ميتز والمعهد الفرنسي في لبنان في جونيه والجمعية الدولية لرؤساء البلديات الفرنكفونية، وتحت رعاية وزارة الثقافة، الدورة الرابعة من مهرجان "جونية مدينة فرنكوفونية 2025" تحت عنوان "نساء كفؤات، تعليم متميز"، الذي يستمر حتى 24 الحالي.
حضر حفل الافتتاح ممثلة السيدة الأولى ورئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية لينا كوماتي، السفير الفرنسي هيرفي ماغرو، السفير الأرمني فاهاجن أتابكيان، سفير الأوروغواي كارلو جيتو، رئيس بلدية جونية جوان حبيش واعضاء المجلس البلدي، الامين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر، القنصل العام الفرنسي في لبنان إريك أمبلارد، وئيس جامعة سيدة اللويزة الأب بشارة خوري، رئيس جامعة الكسليك الأب طلال الهاشم، ورئيس الرابطة المارونية خليل كرم وشخصيات اجتماعية وسياسية وثقافية.
بعد النشيد الوطني ألقى حبيش كلمة عبر خلالها عن سعادته "للاحتفال بالدورة الرابعة لـ "جونيه المدينة الفرنكفونية"، الحدث الذي يعزز، سنة بعد سنة، تمسكنا بالقيم التي تحملها اللغة الفرنسية. وفي هذا العام، وتحت شعار "امرأة كفؤة، تعليم بارز"، نكرم هؤلاء النساء اللواتي بعلمهن والتزامهن وإصرارهن، يبنين مستقبل مجتمعاتنا. التعليم هو أساس كل تقدم، وعندما تأخذ المرأة مكانها الكامل، يتحرك المجتمع بأكمله نحو مستقبل أكثر عدلا واستنارة وازدهارا".
اضاف: "تحت رعاية وزارة الثقافة، وبفضل الدعم القيم من مدينة ميتز، والمعهد الفرنسي في لبنان، والمنظمة الدولية للفرنكوفونية (OIF)، والجمعية الدولية لرؤساء البلديات الفرنكوفونية (AIMF) والعديد من الشركاء الآخرين، قمنا بتصميم أسبوع مليء بالأحداث. ستسلط المؤتمرات والمعارض والاجتماعات الأكاديمية والفنية الضوء على مساهمات المرأة الفرنسية اللبنانية في التعليم والابتكار والتنمية الاجتماعية".
وتابع حبيش: "إن ارتباطنا بالفرنكوفونية مستمر في النمو، وتستمر جونية في ترسيخ مكانتها كمركز للابتكار والتبادل الثقافي. نشكر كل من جعل هذا الاحتفال ممكنًا: الفنانين والمدرسين والطلاب والمؤسسات الأكاديمية، وبالطبع أنتم ضيوفنا الأعزاء، الذين تشاركوننا هذا الشغف باللغة الفرنسية.لقد شدد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون في كلمته اليوم، على أن الاحتفال بالفرنكوفونية لا يعني الاحتفال باللغة فحسب، بل يعني أيضاً تكريم سنوات من الثقافة وسيادة الوطن واحترام القوانين وغنى اختلافاتنا مع التأكيد على الحقوق المتساوية للجميع. وخلال ولايتي على رأس بلدية جونيه واتحاد بلديات كسروان الفتوح، تمكنا، من خلال التزامنا وهويتنا العالمية وإرادتنا، من إقامة تعاون لامركزي مع العديد من المجتمعات الدولية. ومن بينها، إدارة إيفلين، التي تدعم اليوم نهجنا في مجال السياحة والتنمية الاقتصادية. كما عززنا علاقاتنا مع مدينة ميتز، التي وقعت معها بلدية جونيه اتفاقية تعاون في عام 2023، لتعزيز التبادلات في مجالات الثقافة والتعليم وريادة الأعمال. ونشكر بشكل خاص السيناتور الفرنسي خليفة خليفة، والسيد فرانسوا غروسديدير، رئيس بلدية ميتز على دعمهم المستمر".
كما أشار حبيش إلى أنه "وبفضل كل هذه التحالفات والثقة التي أظهرها لنا شركاؤنا الدوليون، نجحنا، على مر السنين، في توسيع شبكة تعاوننا، التي تتيح لنا اليوم نشر مشاريع واسعة النطاق تهدف إلى تعزيز جاذبية جونيه وكسروان-الفتوح، وسنواصل هذا الالتزام من أجل وضع منطقتنا كنموذج للتنمية المحلية الديناميكية والمبتكرة، بما يتماشى مع تحديات العالم المعاصر".
ماغرو
بدوره أعرب السفير الفرنسي عن سعادته بالمشاركة في افتتاح النسخة الجديدة من مهرجان الفرانكوفونية في جونية، "المدينة التي نحتفظ معها بعلاقة تاريخية خاصة جدًا " والتي تتمتع ب"ديناميكية مجتمعها المدني وإمكاناتها السياحية من أجل إنعاش لبنان"، مؤكدا "التزامه العمل على الاستجابة بشكل أفضل لاحتياجات وتطلعات السكان"، مشيدا ب"وجود المعهد الفرنسي في لبنان الذي يلعب دورًا أساسيًا في تعزيز ثقافة التعليم وقيم الناطقين بالفرنسية". وقال:" لقد شرفنا السيد رئيس الجمهورية باستقبالنا في قصر بعبدا، مع السفراء الآخرين، كرمز لعودة الأمل في هذا البلد، وقد وجدت أنه من الرمزي بشكل خاص أن تعود الفرنكفونية إلى القصر الرئاسي في هذا اليوم الخاص للاحتفال بالفرنكوفونية"، مشيرا إلى أن "الفرنكوفونية لاتزال ديناميكية بفضل شبكة استثنائية من المدارس الجيدة التي أتيحت لي الفرصة لزيارتها وارتباط السكان العميق بنا. قد أتيحت لفرنسا الفرصة لاستضافة قمة فرنكوفونية التاسعة عشرة في أكتوبر 2024 في فيليرز-كوتيريه، حيث وضعت بدقة مسألة تفعيل دور الشباب في قلب المناقشات بهدف فتح آفاق ووجهات نظر جديدة في اللغة الفرنسية وتوسيع الآفاق المهنية لمن يتقنها".
كما ذكر أن "الفرنكوفونية ليست لغة فقط، انها مجتمع من البلدان والقيم المشتركة والثقافة الإبداعية، هي أيضا جزء كامل من التعددية اللغوية إلى جانب اللغتين الإنجليزية والعربية لأن هذه التعددية اللغوية لا بد من الحفاظ عليها في المستقبل فلا داعي اليوم لتعارض اللغات مع بعضها البعض على العكس من ذلك، كل لغة تتحدث بطريقة مختلفة في الفهم وفهم العالم هو انفتاح حقيقي على الثقافات الأخرى وجزء لا يتجزأ من الهوية اللبنانية، ولدي الفرصة لأقول لمحاوري في كثير من الأحيان أن التحدث بالفرنسية هو جزء من هذه الهوية وهذه القيمة المضافة للبنانيين الذين يصنعون اختلافهم في هذه المنطقة مقارنة بالدول الأخرى وفي وضع فوضوي نعرفه في المنطقة، وأن هذا المثال الذي يجب على اللبنانيين الاعتزاز به وحمايته. ان لبنان اليوم في مرحلة محورية من تاريخه، في الفترة الأخيرة حصلت انتخابات رئاسة الجمهورية وأصبح هناك رئيس حكومةوحكومة جديدة، وستكون مهمتها تنفيذ الإصلاحات الأساسية لوضع البلاد مرة أخرى على مسار النمو والتنمية بعد عدة سنوات من الأزمات وتداعيات الحرب في الخريف الماضي. وبطبيعة الحال، على الرغم من وقف إطلاق النار، لا تزال البيئة الإقليمية غير مستقرة ومتقلبة، ويأتي قرب سوريا ليذكرنا كل يوم، ولكن رياح الأمل تهب منذ بداية العام في لبنان، ويجب أن يستمر هذا الزخم بفضل القوة الحية للأمة التي تمثلونها، ولا سيما شبابها، تأكدوا من الدعم المتجدد من العالم الناطق بالفرنسية لمرافقتكم في هذه المرحلة الجديدة".
غروسديدير
وعبر تقنية الاتصال عبر الفيديو، كانت كلمة رئيس بلدية ميتز فرانسوا غروسديدير، شكر فيها "بشكل خاص بلدية جونية على التزامها الثابت تجاه العالم الناطق بالفرنسية، وهذا يعني أيضًا القيم التي يحملها الشخص الناطق بالفرنسية"، مشيرا إلى ان "مدينة ميتز الفرنسية شديدة الارتباط بلبنان"، مستعرضا مراحل تاريخيّة من الصراع مع ألمانيا التي"ارادت إضفاء الطابع الألماني عليها بالقوة والقضاء على الثقافة الفرنسية وفرض اللغة والثقافة الجرمانية. كانت ميتز ناطقة بالفرنسية بشدة وعاشقة للفرنكوفونية. اليوم بعد أن انتقلت ميتز بنجاح من هذه المقاومة إلى المصالحة والتعاون العميق جدًا بين فرنسا وألمانيا وأصبحنا نحترم بعضنا البعض ونعتبر الاختلافات اللغوية والثقافية كقيم مضافة، وليس كاختلافات".
ورأى ان "التعليم هو ركيزة أساسية للتقدم والتحرر، فهو الناقل الذي تنتقل من خلاله قيم حرية التعبير وحرية التنوع والتضامن بين الناس وجميع القيم الإنسانية، والمرأة تلعب دورًا أساسيًا في نقل المعرفة وفي بناء المجتمعات الأكثر عدلاً واستنارة وإنسانية، فأينما وجدت المرأة تبتكر وتعلم وتبدع، وهنا من واجبنا كقادة أن نقدم للسيدات كل التقدير وفي نفس الوقت الفرص التي يستحقونها".
وختم بالقول: "نحن هنا، مستعدون دائمًا لدعمكم في دعم المبادرات التي من شأنها تعزيز هذه اللغة المشتركة والقيم التي تحملها".
كوماتي
ثم القت ممثلة السيدة الاولى لينا كوماتي كلمتها، فقالت: "يشرفني أن أمثل اليوم السيدة الأولى للجمهورية اللبنانية، السيدة نعمت عون رئيسة الهيئة الوطنية للمرأة اللبنانية، في افتتاح أسبوع الفرنكوفونية في مدينة جونيه الجميلة، رمز الانفتاح والحوار. إن الفرنكوفونية في لبنان هي أكثر بكثير من مجرد مشاركة لغة، إنها ثقافة وتاريخ وهوية، إنها ثقافة عميقة توحد بلدنا في مساحة قيم مشتركة والتعليم وحقوق الإنسان والتنوع الثقافي والانفتاح. إن موضوع هذا العام، المرأة الكفؤة، التعليم المتميز، يذكرنا بأن اللغة هي أكثر بكثير من مجرد أداة اتصال بسيطة، إنها أداة للتحرر والتعلم وإتاحة الفرص. غالبًا ما تكون النساء أول الجهات الفاعلة التي تتخذ الإجراءات اللازمة، حيث تنقل اللغة والمعرفة منذ سن مبكرة جدًا. في المدارس، مكان التعلم، يتعزز ويزدهر العالم الناطق بالفرنسية، ويفتح التعليم الناطق بالفرنسية آفاقًا واسعة ويسمح للطلاب بالوصول إلى الشبكات الجامعية المهنية والثقافية على نطاق دولي. لكن الفرنكوفونية هي أيضًا جسر إلى المستقبل، وبوابة للمعرفة والثقافة وعالم العمل والابتكار، وهي رصيد في الاقتصاد العالمي حيث تعد التعددية اللغوية قوة وحيث يمكن للغة الفرنسية أن تكون أداة للانفتاح والتنمية ليس فقط لغويًا ولكن أيضًا اقتصاديًا وتكنولوجيًا، ولكي تستمر الفرنكوفونية في لعب هذا الدور، يجب علينا الاستثمار في التعليم، وتكييف مناهجنا الدراسية مع الأجيال الجديدة وتعزيز التبادلات مع الفضاء الفرنكوفوني العالمي. دعونا نجعلها قضية مواطنة للنساء والرجال المدربين والمطلعين الذين يشاركون بشكل أكبر في الحياة العامة والسياسية، مما يعزز الديمقراطية والتماسك الاجتماعي؛ والتعليم الوشيك يقود المرأة إلى أن تصبح صانعة قرار وفاعلة مبتكرة في التغيير. إن الاحتفال بالتحدث بالفرنسية هو احتفال باللغة التي توحد الثقافة الملهمة والالتزام المشترك بالتعليم والمساواة".
المعرض
يتضمن المعرض: أمسية الطهي، ومعرض رسم مع Artistidama تحت شعار "المرأة، عمل فني"، وسوق الكتب، وسوق الزهور، وحلقة نقاشية حول "المرأة والتعليم والمستقبل"، ومسابقة السكرابل، كما عرض كتاب "مفاتيح التصويت" لطانيوس شهوان وأنشطة للأطفال في المعهد الفرنسي في جونيه ومسابقة أسئلة مع مجلس شباب البلدية، يضا عرض كتاب "شظايا الحياة" للكاتب رمزي سلامة وأمسية موسيقية ومسابقة الدراجات الجبلية وجلسة يوغا مع أوريلي كرم بمناسبة عيد الأم وورش الرسم الفني والزراعة مع آل غيوم، كذلك توقيع كتاب "Les Faux Arc-En-Ciel" للكاتب إيلي حايك وعرض كتاب "Le ciel rouge" للكاتبة كريستل فهد في المعهد الفرنسي في جونيه وفيلم سينمائي مع السيد إميل شاهين "Le Grand Chemin".
===========ر.إ