وطنية - غيب الموت الاعلامية هدى شديد، بعد صراع مع المرض رافقها لسنوات عدة.
طوال فترة معاناتها، لم يكن لهدى سلاح إلا الإيمان المشفوع بابتسامة، والرجاء المغلّف بوداعة. كثيرة الأوجاع، قليلة التذمّر، خبّأت مراراتها بثغر باسم لتطلّ على الناس وتخبرهم. عاشت نصف عمر، ولكن ملء الحب والعزيمة والتوقّد. نادرا ما يُجمع وسط، إعلامي او سياسي او اقتصادي او قضائي او عسكري او طبي، على محبة شخص وتقديره واحترامه كما أجمع الكلّ على هدى.
كانت بالأمس شمعة الإعلام الإيمانيّة، وصارت اليوم دمعة الوسط...
والراحلة كُرّمت قبل اسبوعين في القصر الجمهوري، بمبادرة من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون واللبنانية الأولى نعمت عون، في لفتة تقدير لمسيرتها المهنية التي نال منها القصر تغطياتها لاكثر من ثلاثين عاما ولصمودها في وجه تحديات الحياة والمرض.
وخلال التكريم توجه الرئيس عون إلى شديد قائلاً: "العزيزة هدى، مسيرتك الإعلامية وصمودك في وجه المرض هما رسالة أمل وإلهام. دخلتِ البيوت والقلوب بحرفيتك وموضوعيتك، واليوم نكرّم فيكِ روحاً لا تهزم.
حافظت على موضوعيتك ووطنيتك في رسالتك الإعلامية، ولا يمكن لأي تكريم أن يسمو إلى اختبار أوجاعك بصبر المؤمنين".
بدورها، عبّرت شديد عن تأثرها الكبير بالتكريم، قائلة: "اعتدنا في لبنان أن نُكرَّم بعد رحيلنا، لكن هذا التكريم اليوم هو بمثابة حياة ثانية ودافع للاستمرار". كما شكرت زملاءها الذين رافقوها في مسيرتها، مؤكدة أن" الحب والدعم هما سرّ القوة في مواجهة المحن".
=======