الخطيب دعا الى عدم الخضوع للادارة الاميركية :
لا سبيل لنا بالخلاص الا بالوحدة والتضامن

وطنية - أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة في مقر المجلس في طريق المطار  وألقى خطبة الجمعة التي قال فيها:"بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين. الحمد لله الأول قبل الإنشاء والإحياء، والآخر بعد فناء الأشياء، العليم الذي لا ينسى من ذكره، ولا ينقص من شكره، ولا يخيب من دعاه، ولا يقطع رجاء من رجاه، وصل على محمد أمينك على وحيك، ونجيبك (5) من خلقك، وصفيك من عبادك، إمام الرحمة، وقائد الخير، ومفتاح البركة، كما نصب لأمرك نفسه، وعرض فيك للمكروه بدنه وكاشف (6) في الدعاء إليك حامته (7) وحارب في رضاك أسرته (8) وقطع في إحياء دينك رحمه، وأقصى الأدنين على جحودهم، وقرب الأقصين على استجابتهم لك، ووالى فيك الأبعدين، وعادى فيك الأقربين.

وآذاب (9) نفسه في تبليغ رسالتك، وأتعبها بالدعاء إلى ملتك وشغلها بالنصح لأهل دعوتك،

وصل على محمد وآل محمد، صلاة عالية على الصلوات، مشرفة فوق التحيات، صلاة لا ينتهي مددها (37) ولا ينقطع عددها، كأتم ما مضى من صلواتك على أحد من أوليائك، إنك المنان الحميد، المبدئ المعيد، الفعال لما تريد.

وصل اللهم على اصحابه المنتجبين الذين لبوا دعوته وصدعوا بالحق ائتمارا بأمره وعلى جميع النبيين والشهداء والصديقين.

والسلام عليكم ايها الاخوة المؤمنون ورحمة الله وبركاته، ونسأله تعالى ان يتم علينا شهر رمضان بالقبول والرضا، وقد بلغنا الثلث الاخير منه، وأن يعيده على امتنا بوحدة الكلمة وجمع الشمل والنصر على الاعداء الذين اجمعوا امرهم على حربنا وتشتيت جمعنا وايقاع الفتنة بيننا والمكر بنا".

أضاف :" اللهم إنا نشكو اليك فقد نبينا، وغيبة وليِّنا، وشدة الفتن بنا، وتظاهر الزمان علينا، فصل على محمد وآل محمد، واعنّا على ذلك بفتح منك تعجله، وبنصر تعزه، وسلطان حق تظهره، ورحمة منك تُجللناها، وعافية منك تُلبسناها، برحمتك يا ارحم الراحمين، وتقبل منا ومنكم صيام شهر رمضان، ونسأله ان يُتمّه علينا بالتسليم والرضا والتوفيق لليلة القدر التي هي خير من الف شهر، وان يغفر لنا ولكم ويعظم اجورنا واجوركم بمصيبتنا بما استُبيح من حُرمة امير المؤمنين في مثل فجر هذا اليوم.

قال أمير المؤمنين عليه السلام: فقمت فقلت: يا رسول الله! ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟ فقال: يا أبا الحسن، أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله عز وجل.

 ثم بكى فقلت: يا رسول الله! ما يبكيك؟ فقال: يا علي أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر، كأني بك وأنت تصلي لربك، وقد انبعث أشقى الأولين شقيق عاقر ناقة ثمود، فضربك ضربة على قرنك فخضّب منها لحيتك.

قال أمير المؤمنين عليه السلام: فقلت: يا رسول الله، وذلك في سلامة من ديني؟

فقال عليه السلام: في سلامة من دينك ثم قال: يا علي من قتلك فقد قتلني، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن سبّك فقد سبّني لأنك مني كنفسي، روحك من روحي، و طينتك من طينتي )

فصل الله على روحك يا سيدي، فقد كنت اول الناس اسلاما واعظمهم ايمانا، وما الذي نقموا من أبي الحسن، نقموا منه والله نكير سيفه، وقلة مبالاته بحتفه، وشدة وطأته، ونكال وقعته، وتنمّره في ذات الله.

كما قالت السيدة فاطمة الزهراء ع في بعض ما أجابت به من اتى يعودها، وسألنها كيف اصبحت يا ابنة رسول الله ؟

وفي كلامها هذا س الاجابة عن كثير من الأسئلة.. فعلي ع شهيد العدالة والاصلاح والاستقامة والحقيقة المرة  التي تيتمت بشهادته كما  قال الخليفة الثاني عمر ابن الخطاب رض في واحدة من شهاداته الكثيرة عن امير المؤمنين علي ع :

أما إن ولي أمرهم حملهم على المحجة البيضاء والصراط المستقيم" (3).

وتابع  :"وهكذا كانت الاولويات هي محط اهتمام امير المؤمنين ع في ادارة الخلاف التي جعلته يقدم سلامة امور المسلمين على حقه، وقال في خطبة الشقشقية كلمته المشهورة: "لأسالمن ما سلمت امور المسلمين، ولم يكن جور إلا علي، خاصة حتى لا يؤخذ الخلاف على انه ذو طابع شخصي،  وتكون الضحية سلامة الإسلام والمسلمين".. وقد تحقق له ذلك بشهادة الخليفة الثاني كما ذكرنا ومنها  : لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو الحسن.

لقد حلّ المشكلة العملية ابو الحسن، وفصل بين الأمرين حفاظا على وحدة الامة. والمشاكل التي تلت لم تكن على  مسألة الخلافة والاحقيّة، وانما على الثانية حين اصبحت امور المسلمين في خطر التي اوضحها الامام الحسين ع في اعلانه رفض البيعة ليزيد : ( أني لم اخرج أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا، وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدّي وأبي عليّ بن أبي طالب عليه السلام "1.٣٠‏/٠٩‏/٢٠١٦..  اريد ان آمر بالمعروف وانهى عن المنكر، فمن قبلني بالحق  فالله اولى بالحق، ومن رد علي اصبر ).

فما هي سيرة ابيه علي ابن ابي طالب غير أنه منع الفتنة وحافظ على وحدة الأمة وسلامة امورها والاصلاح فيها، في مواجهة الفساد وإحقاق الحق وإقامة العدل فيها، ولم يك ابدا ان كانت حركت اهل البيت حركة انشقاقية عن الامة، او كان لهم ولأتباعهم مشروع انفصالي  خاص بهم طوال هذا التاريخ".

 

واردف الخطيب : "وهم اي اتباع اهل البيت  اليوم على هذا يؤمنون بأنهم جزء من هذه الامة، لهم ما لها وعليهم ما عليها، بعد ان اثبتوا ذلك تاريخيا فتوائيا كما فعل فقهاؤهم بإصدارهم الفتوى بوجوب الوقوف الى جانب الدولة العثمانية والدفاع عنها، حين تعرضت للتهديد من جانب الدول الأوروبية، او مساندة الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الصهيونية وتحرير ارضه، وعمليا في احتضان جبل عامل للمقاومة الفلسطينية والانخراط في صفوفها ضد المحتل الإسرائيلي، الذي سبق الثورة الاسلامية في ايران، ولم يكن هذا الموقف مستجدا ولا طارئا ليتهم ظلما انه كان لخدمة مشروع فارسي كما يُدّعى، وانما على العكس من ذلك.وقد استفدنا من الجمهورية الاسلامية ان قدمت الدعم  مناصرة لقضية الامة في مواجهة مشروع اعدائها التفتيتي والتقسيمي والفتنوي، بعد ان خاصمنا النظام الشاهنشاهي المعادي لقضية الأمة، والعامل لصالح اعدائها، ولا نريد الدخول في اشكاليات ما حصل واسبابها.".

وأكد الخطيب :"نحن اليوم بعدما حصل من احداث في المنطقة العربية والإسلامية، وما تتعرض له من حرب تتزعمها الولايات المتحدة الامريكية وحلف الناتو، بحاجة الى مراجعة شاملة من كل الأطراف، لتبديد كل الاشكاليات والوصول الى حلول تعيد لها الوصل وتتيح لها الوقوف معا لتقليل الخسائر والحفاظ على ما تبقى امام الخطر الداهم الذي يواجه الجميع، ولن يسلم منه احد.. لا قطر ولا مذهب".

ووجه الخطيب " النداء" الى "الجميع، دولا وحركات ومذاهب، قبل وقوع الكارثة، ويكفي صراعات مذهبية وإقليمية، لم يكن فيها مصلحة لأحد سوى العدو الاسرائيلي الذي يُغذّي هذه الصراعات لتحقيق اهدافه التي لم تكن يوما سرّية، وانما هي معلنة وبشكل وقح، ولعله بنى على ان امرنا لن يصلح ابدا".

وقال :"ومن هنا فإن ما يحصل على الحدود اللبنانية الشمالية مع سوريا يجب ان يتوقف، فليس من المصلحة لكلا البلدين ان يحصل ما يحصل. فلقد اعلنّا بشكل صريح وواضح، اننا مع وحدة سوريا ارضا وشعبا، ومع استقرارها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدين ، فلا يجوز فسح المجال للمصطادين في الماء العكر بإثارة الفتنة بين البلدين في الوقت الذي يتعرض كلاهما لعدوان اسرائيلي همجي، ويعبر العدو بكل صلافة عن اطماعه التوسعية فيهما، بل ويستغل الفرصة لابتلاع المزيد من الاراضي السورية واللبنانية، ويحاول فرض شروطه عليهما مع ما يمارسه من عدوان همجي متجدد على الشعب الفلسطيني وتهديد جدي للدول العربية المجاورة".

 

ودعا الخطيب السلطة اللبنانية الى ان "تقوم بهذا الدور، كما اجدد دعوتي للدول العربية والاسلامية الفاعلة عبر الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، للقيام بدور فاعل في اصلاح ما فسد من العلاقات بينها، والخروج بحلول استراتيجية للمشكلات التي تعاني منها العلاقات البينية، مقدمة لرسم مظلة سياسية تحفظ للامة ولاقطارها مصالحها الوطنية والاسترتيجية".

أضاف :"وعلى الصعيد اللبناني ، وفي ظل ما يتعرض له من اعتداء اسرائيلي يومي متكرر وعدم التزام بالقرار الدولي ١٧٠١، وعدم مصداقية اللجنة المشرفة على تنفيذ الاتفاق، وفي ضوء ممارسات العدو التي تمنع المواطنين من العودة الى قراهم، خصوصا التي تعرضت للهدم ،وعمليات القتل واستهداف المواطنين المدنيين في القرى وعلى الطرقات، فإن ما يجب ان يفهمه الجميع ان العدو بهذه الممارسات فإنه اول ما يستهدف اقامة الدولة، وان ما يقوم به ليس إلا رسالة للبنانيين بنشر الفوضى، كما يفعل في سوريا تماما، وكما يريد ان يفعل في الاردن ومصر، وان الجواب الحقيقي والفاعل هو بتكاتف اللبنانيين جميعا والاصرار على اقامة الدولة الحقيقية والقوية بجيشها ومؤسساتها وشعبها، لمقاومة المشروع العدواني الصهيوني الساعي للهيمنة والاستتباع، كما تحاول رسل امريكا افهامنا والدول العربية، بانه لا اعمار ولا بناء ولا رفع للحصار الا بالخضوع لارادة العدو والتخلي عن القضية الفلسطينية، وترك كل منها يواجه مصيره وحده".

ولفت الخطيب الى انه "لا سبيل لنا بالخلاص كلبنانيين على الاقل الا بالوحدة والتضامن وترك الحسابات القبلية التي ستكون وبالا على الجميع. وإن اولوية الحكومة تحرير الارض وتطبيق القرار الدولي ووقف العدوان وعدم الخضوع لما تحاول الادارة الامريكية فرضه من تشكيل لجان للوصول الى مفاوضات سياسية والتطبيع مع العدو.

وختم العلامة الخطيب بتوجيه التحية الى "الأمهات الاحياء منهن، والرحمة للامهات الاموات، لمناسبة عيد الأم الذي يصادف اليوم في 21 آذار".

 

                                             

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب