اللواء: ترحيب بقاعي بانتشار الجيش.. والبدء بإغلاق معابر التهريب

عون: لبنان مصرّ على إنهاء احتلال النقاط الخمس واستعادة الأسرى.. وسلام يؤكد على ملاحقة المهربين

وطنية – كتبت صحيفة "اللواء": في خطوة تركت ارتياحاً واسعاً، شعبياً وسياسياً، بسط الجيش اللبناني سلطاته على قرية حوش السيد علي، بتنسيق مع السلطات السورية، للحؤول دون عودة الأوضاع للتدهور، كما سيطر على عدد من المعابر غير الشرعية. وعلى الرغم من بعض التشويشات غير المبررة، التي واجه «بعض العناصر» وحدات الجيش، والهتافات التي اطلقت، بغير اتجاه، وبلا اي معنى، فضلاً عن ممارسات مسيئة ضد بعض الاعلاميين الذين تواجدوا في المنطقة لتغطية التطورات العسكرية الايجابية.

وقالت مصادر سياسية لـ«اللواء» أن آلية التعيينات الإدارية يفترض أن تسلك طريقها في مجلس الوزراء اليوم بعد ما اشبعت درسا ورأت أنه بمجرد إقرارها فإن هناك شروطا تتم مراعاتها قبل أن تكون الكلمة الفصل لمجلس الوزراء.

إلى ذلك تحدثت المصادر نفسها عن أن التطورات على الحدود مع سوريا وما جرى في منطقة حوش السيد علي قد يحضر في مجلس الوزراء حيث يتم التأكيد على دور القوى العسكرية الشرعية ومن غير المستبعد أن يتم التطرق إلى ما وجِّه للجيش من اتهامات بالتخوين لحظة دخوله المنطقة.

وفي قصر بعبدا أنجزت التحضيرات لمأدبة الافطار التي يقيمها رئيس الجمهورية بحضور سياسيين وديبلوماسيين وامنيين وشخصيات مختلفة وأمامهم يلقي كلمة شاملة تتمحور حول الملفات الأساسية.

ونفى مصدر وزاري لـ«اللواء» كل ما تروِّجه مطابخ بعض السياسيين، عن تعيينات معينة في بعض الادارات العامة، مؤكداً ان كل التعيينات ستخضع للآلية التي سيقرها مجلس الوزراء اليوم، والتي تحافظ على الاسس التي ارسى قواعدها اتفاق الطائف.

وسط ذلك، تصر الادارة الاميركية على لبنان لفتح قنوات اتصال لحل احتلال النقاط الخمس، وقد تواصلت الموفدة الاميركية مورغن اروتاغوس مع كبار المسؤولين من اجل ذلك.

وقالت المعلومات ان الاتصال جاء بهدف تشكيل لجان تفاوض تحت طائلة سحب اليد الاميركية من لجنة المراقبة، وترك اسرائيل تتصرف كما هي الحال في غزة.

وتوقفت مصادر سياسية عند ما قاله وزير الخارجية يوسف رجي من ان حزب الله يتنصل من اتفاق وقف النار، والنص واضح وصريح ويحدد المجموعات المسموح لها حمل السلاح.

وفي الاطار، كشف مصدر على صلة بالادارة الاميركية ان واشنطن لا تمانع ان تعاود اسرائيل الحرب في لبنان، عبر اجتياح بري واسع، يهدف الى تهجير شيعة الجنوب، في حال رفضوا الرضوخ لما يمكن وصفه بـ«سايكس - بيكو» جديد، وهو يعني معاهدات وتسولات مع اسرائيل للتنازل عن مساحات حدودية شاسعة جنوباً لصالح توسيع دولة الاحتلال.

وتحضر هذه الاوضاع الخطيرة وانعكاساتها على جدول اعمال مجلس الوزراء اليوم، والمخصص اصلاً لإعادة قراءة آلية التعيين في وظائف الدولة، ثم اقرارها بصورتها النهائية.

وكشف مصدر مطلع انه صرف النظر عن جلسة كانت متوقعة غداً، لتعيين حاكم لمصرف لبنان.

سياسة ومناقالات أمنية

وتبقى التشكيلات والتعيينات الدبلوماسية موضع عناية وزير الخارجية يوسف رجّي الذي قال لـ «اللواء»: لا شيء بعد على صعيد التشكيلات الدبلوماسية ونحن نقوم بدرسها بالتنسيق مع الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام على ما يجب ان نقوم به.

وحول معالجة الوضع مع سوريا قال الوزير رجّي: التنسيق قائم بين وزيري دفاع البلدين في هذا الموضوع، ونحن نعمل دوماً على متابعة الوضع وندرس الخطوات المقبلة، لكن الامر بحاجة الى بعض الوقت.

ويرافق الوزير رجي الرئيس عون في زيارته المرتقبة الى باريس في 28 من الشهر الحالي، فيما يرتقب وصول الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان إلى بيروت الثلاثاء المقبل لتنسيق الزيارة والاطلاع على تطورات الوضع اللبناني لوضع الرئيس الفرنسي ماركون في صورته قبل زيارة عون لباريس.

وفي اطار المناقلات والتشكيلات الامنية، اصدر مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبدالله برقية مناقلات في المديرية ابرز ما فيها تعيين العميد محمود قبرصلي رئيساً لشعبة المعلومات، بدل العميد خالد حمود الذي جرى فصله مع العميد خالد عليوان الى الديوان بتصرف المدير العام. كما جرى فصل العميد جورج خير الله من إمرة فصيلة الاشرفية وتعيينه في رئاسة ديوان المدير العام. وفصل رئيس مكتب مكافحة المخدرات الاقليمي في الجنوب العميد زاهر عاصي ووضعه بتصرف المدير العام.

وفي السياق، أكد رئيس الحكومة نواف سلام، «أن حكومته بدأت العمل على جملة ملفات، سياسية واقتصادية واجتماعية، معتبراً أن لا بد لقطار الدولة أن ينطلق على أكثر من مستوى أو مسار، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وفي العاصمة بيروت. وأشار سلام إلى التركيز على معالجة كل الأزمات في بيروت، بما تعنيه من عاصمة وحاضنة ومدينة جامعة لكل اللبنانيين من مختلف المكونات. وذلك من خلال تكثيف العمل على تعزيز الأمن والسلم الأهلي، والتنسيق مع كل الجمعيات المعنية في المدينة لتعزيز الواقع الأمني، والإنمائي والاجتماعي والصحة.

وقال: فعلى الصعيد الأمني نعمل على إطلاق خطة أمنية وخطة تتصل بالسير والسلامة المرورية في العاصمة. وسترون نشاطاً بارزاً للقوى الأمنية على هذا الصعيد.

وزيرة خارجية المانيا

في هذا الوقت حطت وزيرة خارجية المانيا انالينا بيربوك في بيروت في زيارة وصفتها مصادر رسمية لـ «اللواء» بانها استطلاعية قبل نهاية ولايتها الوزارية. والتقت الرئيس عون بحضور الوزير رجّي، واكدت بيربوك على أهمية إقرار الاصلاحات بعد تشكيل الحكومة، ونقلت اهتمام بلادها بالأوضاع في لبنان لاسيما في الجنوب وعلى الحدود اللبنانية- السورية. واستوضحت «طبيعة الاحداث التي وقعت على الحدود اللبنانية-السورية».

وابلغ الرئيس عون الوزيرة أنه مقتنع بأن «لبنان لا يمكن ان ينهض من جديد من دون اصلاحات، وبالتالي فإن هذا المطلب ليس مطلبا دوليا او اقليميا، بل حاجة لبنانية، مؤكدا ان توجهات العهد والحكومة واضحة لجهة السير بهذه الاصلاحات على مختلف المستويات.

وأكد الرئيس عون ان «استمرار احتلال اسرائيل لاراض وتلال في الجنوب يعرقل تنفيذ القرار 1701 ويتناقض مع الاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني الماضي»، لافتا الى ان «الجيش اللبناني الذي انتشر في كل الاماكن التي انسحب منها الاسرائيليون يقوم بواجبه كاملا في بسط الامن ومصادرة السلاح على انواعه».

وأكد الرئيس عون للوزيرة الالمانية ان «اسرائيل رفضت كل الاقتراحات التي تقدم بها لبنان لإخلاء التلال الخمس التي لا تزال تحتلها واحلال قوات دولية مكانها، ولا تزال المساعي الديبلوماسية والمفاوضات مستمرة من اجل ايجاد حل جذري لهذه المسألة»، مشيرا الى أن «اسرائيل لا تزال تحتفظ بعدد من الاسرى اللبنانيين ولم تسلم سوى خمسة منهم، علماً ان لبنان مصر على استعادة جميع الاسرى الذين اعتقلتهم اسرائيل مؤخرا».

وردا على سؤال حول الاوضاع على الحدود اللبنانية-السورية، ابلغ الرئيس عون وزيرة الخارجية الالمانية ان «الاتصالات مستمرة مع الجانب السوري لاعادة الاستقرار الى الحدود اللبنانية- السورية وأن الجيش اللبناني انتشر في البلدات المتاخمة لمنع تكرار ما حصل خلال الايام الثلاثة الماضية.

وزارت بيربوك رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام، وأكدت له استمرار دعم بلادها للبنان في هذه المرحلة، عبر مشاريع اقتصادية واجتماعية بالاضافة إلى استمرار دعم الجيش اللبناني ومن خلال المشاركة في قوات اليونيفيل.

وقال سلام خلال اللقاء: أن توطيد الاستقرار في لبنان يبدأ من الجنوب. وأن تحقيق الاستقرار يتطلب دعم لبنان بالمجالات المختلفة، لا سيما في ملف إعادة الاعمار، وفي القطاعات الاقتصادية. خصوصاً أن الحكومة استأنفت المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، ووضعت خطة شاملة للإصلاح وهي التزمت بالإصلاح في بيانها الوزاري، كحاجة وضرورة وطنيتين.

واعتبر سلام أن هناك فرصة جدية في سوريا بنتيجة التغيير الذي حصل، مطالباً ألمانيا بالمساعدة على توفير المتطلبات اللازمة لإعادة النازحين السوريين بما يتطابق مع شروط عودتهم الكريمة والمستدامة.

الجيش في حوش السيد علي

في البقاع، تمركزت خمسون آلية في الجانب اللبناني من حوش السيد علي لحفظ الامن والتصدي للخروقات.

وقالت قيادة الجيش اللبناني ان الوحدات العسكرية بدأت بتنفيذ تدابير امنية في البلدة، بما في ذلك تسيير دوريات.

على ان المثير للاشمئزاز ظهور كلام عدائي ضد الجنود والضباط، وهتافات للشهيد السيد حسن نصر الله، لكن عشائر الهرمل سارعت الى الاستنكار وطالبت بحماية الجيش.

وشدد الرئيس جوزف عون على ضرورة تثبيت وقف اطلاق النار، ووقف الاعتداءات وضبط الحدود عند القرى المتاخمة.

وكان عون بقي على اتصال مع قائد الجيش رودولف هيكل، لمتابعة سير دخول الجيش واتصالات التهدئة مع الجانب السوري.

كما تابع وزير الدفاع ميشال منسى التطورات الميدانية عند الحدود الشرقية والشمالية، واجرى ما يلزم من اتصالات للمحافظة على الاستقرار في المنطقة.

وشهدت الحدود الشمالية الشرقية انتشاراً كبيراً لوحدات الجيش اللبناني، في حين تستعد العائلات التي نزحت عن البلدة قبل يومين للعودة إليها، بانتظار استكمال إعادة انتشار الجيش اللبناني وفتح الطريق أمامهم للدخول مجددًا.

ومساء، اعلن الجيش السوري عن اتفاق مع الجيش اللبناني على إنهاء الوجود العسكري في قرية حوش السيد علي وإعادة المدنيّين. وقال: نه تم خلال الاتفاق على انسحاب وحدات الجيشين السوري واللبناني من أراضي قرية حوش السيد علي وضمان عودة المدنيين إليها دون أي وجود عسكري داخلها، حيث يتمركز الجانبان على أطراف البلدة.

ونقلت وكالة «سانا» عن قائد عسكري سوري: أن الجيش السوري ملتزم بتنفيذ الاتفاق ونؤكد على أن أي خرق لهذا التفاهم من قبل «حزب الله» سيواجه برد حازم ومباشر دون إنذار مسبق.

ولكن يبدو ان بعض اهالي المنطقة استاؤوا من انسحاب الجيش الى خارج البلدة وطالبوا ببقائه لحمايتهم من اي اعتداء.

وبدأ الجيش اللبناني اغلاق معابر غير شرعية بين الاراضي اللبنانية والسورية.

اللجنة الوزارية

وعقدت اللجنة الوزارية المكلفة بدراسة التدابير الواجب اتخاذها لضبط ومراقبة الحدود على اختلافها ومكافحة التهريب إجتماعاً برئاسة رئيس الحكومة الدكتور نواف سلام، وفي حضور وزراء المالية ياسين جابر، الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى، الداخلية والبلديات العميد احمد الحجار، العدل عادل نصار، الاشغال العامة والنقل فايز رسامني ، مدير عام القصر الجمهوري الدكتور انطوان شقير والامين العام لمجلس الوزراء محمود مكية.

وبعد الاجتماع جرى التأكيد على: تقدير الدور الذي يقوم به الجيش اللبناني، في حماية أمن المواطنين.

تعزيز إمكانيات الجيش عتاداً وعديداً.

التشدد في مكافحة التهريب.

واعتقال المهربين، وإحالتهم إلى القضاء المختص.

كما تقرر الطلب إلى وزير الدفاع متابعة التواصل مع نظيره السوري لمعالجة الأسباب التي أدت إلى اندلاع الاشتباكات، مؤخراً، ولمنع تكرارها، وذلك عبر تعزيز التنسيق والتواصل مع السلطات السورية لما يحفظ أمن البلدين وسلامة الأراضي والمواطنين.

وانطلاقاً من استراتيجية الادارة المتكاملة للحدود (Ibm)، قررت اللجنة ضرورة متابعة إجراءاتها التنفيذية من قبل الوزارات والجهات المعنية. على أن تستكمل اللجنة عملها في اجتماع قريب، في ضوء الاقتراحات التي قدمها الوزراء المعنيون.

الأمم المتحدة تدعو إسرائيل للانسحاب

وفي الجنوب، دعت الامم المتحدة اسرائيل الى سحب قواتها من جنوب لبنان، مشيرة الى رصد سبعة انشطة للجيش الاسرائيلي شمالي الخط الازرق.

ميدانياً، استهدف العدو الاسرائيلي منطقة «رباع التبن» جنوب كفرشوبا بقذيفة مدفعية. واطلقت قوات الاحتلال بعد ظهر أمس النار على مواطن في تل النحاس وجرى نقله الى مستشفى مرجعيون للعلاج.

وسمعت نهاراً صوات انفجارات ورمايات في بعض قرى الجنوب في القطاع الغربي تبين انها ناتجة عن مناورة يجريها العدو الاسرائيلي في الجليل قرب الحدود مع لبنان.

 ====

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب