تهجُّم على الجيش اللبناني لضبطه الوضع في الهرمل
وطنية - كتبت صحيفة "الديار": بين ازمات الداخل المتدحرجة والمتكاثرة، من تعثر اقلاع العهد بفعل الظروف المتقاطعة والمحيطة بتلك العملية، من سياسية الى امنية واقتصادية، الى مصائب الحدود الجنوبية والشرقية، وما بعد بعدها، من تل ابيب الى واشنطن، وبينهما ما تبقى من عواصم الممانعة، حيث طبول الحرب تقرع، يتوزع الاهتمام الداخلي والدولي، وسط ضبابية المشهد الاقلمي، في ظل التوازنات الدولية الجديدة التي ترسم، وتوزيع القوى والحصص، نفوذا وجغرافية.
في قلب تلك العاصفة يتخبط لبنان، الذي استبشر مواطنوه خيرا مع اكتمال عقد سلطته التنفيذية، مع انجاز الانتخابات الرئاسية وتشكيل حكومة اصيلة، واقلاع قطار "ترشيق الادارة"، قبل ان يصحوا على كابوس تحول معه ما كان يتردد همسا وتسريبا، الى فعل حقيقي يضع البلاد والعباد على برميل بارود قابل للاشتعال والانفجار في اي لحظة.
تصريحات ويتكوف
فطين الازمات اضيفت اليه بلة تصريحات مبعوث الرئيس الاميركي للشرق الاوسط ستيف ويتكوف، الشديدة الاهمية والخطيرة جدا، في اعنف موقف من ادارة الرئيس ترامب ضد المسؤولين اللبنانيين الرسميين، تحديدا الرؤساء الثلاثة، الذي فضح المستور الاميركي، في ظل مقاطعته ومساعدته "مورغان اورتاغوس" لبيروت بناء لقرار البيت الابيض، الذي ينتظر الحصول على الرد اللبناني في غضون اسبوعين.
كلام ويتكوف الذي جاء من الدوحة، التي التقى على ارضها عددا من الشخصيات اللبنانية بناء لطلبه، اكد ان المرحلة التي يمر بها لبنان حساسة ودقيقة للغاية، عسكريا وسياسيا، عشية العاصفة الاقليمية المتوقعة، حيث تحييد الساحة اللبنانية، واخراجها من المعادلة اساسي، اذ ترى مصادر مواكبة زيارة ويتكوف الى الدوحة، ان الاخير، كان حازما في كلامه، معتبرا ان "التسويف وتدوير الزوايا" الذي درج عليه المسؤولون اللبنانيون لم يعد ينفع، "فقطار المنطقة اقلع وعلى المسؤولين اللبنانيين حسم خياراتهم بعيدا عن الحجج والمبررات التي درجوا عليها لسنوات".
وتتابع المصادر بان المسؤول الاميركي توقف عند النقاط التالية:
- عدم رضى واشنطن عن المسؤولين اللبنانيين، ما يمكن ان يتحول في القريب العاجل الى انسحاب اميركي كامل من التسوية التي انتجت اعادة تكوين السلطة.
- اعلانه ان تل ابيب تحظى بتغطية اميركية كاملة ، للبقاء في النقاط التي تحتلها، طالما ان بيروت تمتنع عن فتح حوار ومفاوضات مع اسرائيل لحل المسائل العالقة.
- تاكيده ان الاعمار له شروطه السياسية، وان الرهان على احداث خرق، على هذا الصعيد، من خلال دول الخليج هو امر في غير محله.
- تاكيد واشنطن لاول مرة عن اتجاهها لوقف المساعدات للجيش اللبناني، وهو ما قد يعرض السلم الاهلي للخطر.
- تاكيده على ان القرار 1559 هو اساس في اي عملية، كما في تقييم مدى التزام لبنان بالخطة المرسومة.
-على بيروت ان تنجز ترسيم كافة حدودها البرية والبحرية، مع "اسرائيل" ومع سوريا.
اذن، الوضع حساس ومهلة الاسبوعين للرد على "اللغم" الاميركي، تضع البلاد في وضع خطير ومفتوح على كل الاحتمالات،وهو ما دفع بالرؤساء الثلاثة الى الاتفاق على عقد لقاء قبيل افطار بعبدا، لوضع رد مشترك، اذ بالتاكيد ستكون هناك مواقف اميركية اكثر خطورة وتشددا، وترجمة عملية للتهديدات، على ما تشير المصادر، التي اكدت ان على لبنان الرسمي ان ياخذ بجدية الموقف الاميركي بصفته الرسمية الواضحة والمباشرة، في وقت ولحظة حساسة تمر بها المنطقة، وسط وضع هش يزنر الحدود اللبنانية كلها.
وختمت المصادر، بان لبنان امام مشكل مركب ، حيث سيستمر الاستقرار الهش الذي تعيشه البلاد لفترة لن تطول، في حال استمرت الولايات المتحدة في منحاها التصاعدي من الضغوط، فنتيجة المخاض العسير، اما ان "يزمط "البلد ويباشر ورشة اعادة الاعمار والنهوض، واما سيكون على خط الزلازل والحروب في المنطقة، مع ما سيعنيه ذلك.
مجلس الامن
وليس بعيدا، وفيما كان قائد قوات الطوارئ الدولية الجنرال اورولدو لازارو يعلق اهمية على التعاون بين اليونيفيل والجيش اللبناني لتطبيق القرار 1701 والحفاظ على الاستقرار في الجنوب، كانت اجواء مداولات مجلس الامن الثلاثاء، تسير على موجة اخرى.
فوفقا لاوساط دبلوماسية شاركت في الجلسة المغلقة التي عقدها مجلس الامن لمناقشة تنفيذ القرار 1701، اثار الامين العام للامم المتحدة نقطتين مثيرتين للاهتمام كان سبق وتم طرحهما الا ان لبنان تمسك برفضهما، الاولى، "تعزيز حرية حركة اليونيفيل وتمكينها من الوصول الى جميع المناطق ذات الاهمية" اي عدم فرض اي قيود على مهامها، والثانية، "اعتماد تقنيات جديدة لتحسين الرصد والتحقق"، عبر كاميرات متطورة ومسيرات.
واذ اشارت المصادر، الى ان النقطتين الواردتين في تقرير من 35 صفحة، جاءتا بعد تواصل مع المندوبة الاميركية في نيويورك دوروثي شاي، وهما ان دلتا على شيئ فعلى "تشكيك" بالاليات الموضوعة حاليا، والاهم، "تلميح الى تقاعس لبناني ما"، كاشفة ان التوافق الروسي - الاميركي قد يسمح بتمرير التعديلات المطروحة على القرار 1701، بما تعنيه من تغيير واضح في قواعد الاشتباك، رغم التساؤلات حول الدور والموقف الفرنسي "المنحاز" لبيروت، علما ان المندوب الفرنسي لم يبد اي اعتراض خلال النقاشات.
الحدود الشرقية
وفي جديد الوضع الامني على الحدود الشمالية - الشرقية، دخلت قوة مؤللة كبيرة من الفوج المجوقل الى الجزء اللبناني من بلدة حوش السيد علي، تمهيدا لعودة النازحين. خطوة جاءت بعد سلسلة من الاتصالات بين المخابرات اللبنانية والسورية، اثمرت انسحابا للقوات السورية، بعد اتفاق على ترسيم خط فاصل للحدود الادارية بين الجزءين اللبناني والسوري، لتلافي اي اشكالات او صدامات مستقبلا، وعودة الاهالي الى منازلهم، فيما بقيت نقطة عودة السكان اللبنانيين الى الجانب السوريعالقة.
ومساء اعلنت وكالة سانا عن اتفاق بين سوريا ولبنان يقضي بسحب وحدات الجيش التابعة للبلدين من قرية حوش السيد علي، مع ضمان عودة الاهالي اليها دون اي وجود عسكري داخلها، على ان تتمركز وحدات الجيشين عند مداخل البلدة.
مصادر متابعة اشارت الى ان الضربات المؤذية التي الحقها الجيش اللبناني بالجانب السوري، من خلال رده المدروس والمركز، لعبت دورا اساسيا في سرعة انجاز الاتفاق وتراجع الجيش السوري، الى ما وراء خط حدود 1923، متحدثة عن دور دبلوماسي فعال لعبته الدوحة، من خلال وساطة في الكواليس قامت بها بين بيروت ودمشق، بمشاركة من انقرة.
وختمت المصادر الى ان الاهتمام اللبناني، ينصب راهنا سواء من خلال الخطوات السياسية او العسكرية المتخذة، على تفويت الفرصة التي تسعى اسرائيل اليها لجهة تدويل الامن على تلك الحدود من خلال نشر قوات دولية، بناء لطلب سوري، وهو ما نجح الجانب اللبناني حتى الساعة في تفاديه. علما ان وزير الدفاع اكد ان احدا لم يفاتح بيروت في هذا الخصوص.
المانيا
وسط هذه الاجواء، وصلت الى بيروت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك ، مستهلة زيارة للبنان تلتقي خلالها عددا من المسؤولين اللبنانيين ستعرض خلالها لمختلف التطورات سياسيا واقتصاديا وعسكريا.
خطة امنية لبيروت
في الاثناء، وعشية جلسة لمجلس الوزراء ستخصص لاقرار آلية التعيينات اليوم، أكد رئيس الحكومة نواف سلام، أن حكومته بدأت العمل على جملة ملفات، سياسية واقتصادية واجتماعية، معتبراً أن لا بد لقطار الدولة أن ينطلق على أكثر من مستوى أو مسار، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وفي العاصمة بيروت. وأشار سلام إلى التركيز على معالجة كل الأزمات في بيروت، كاشفا عن العمل على إطلاق خطة أمنية وخطة تتصل بالسير والسلامة المرورية في العاصمة. وسترون نشاطاً بارزاً للقوى الأمنية على هذا الصعيد.
نفضة في المعلومات
وليس بعيدا استمرت امس، ورشة التغييرات في قوى الامن الداخلي، مع اصدار المدير العام لقوى الامن الداخلي قرارا، الغى بموجبه مذكرات فصل سابقة، قضت بتعيين العميد محمود قبرصلي رئيسا لشعبة المعلومات، خلفا للعميد خالد حمود الذي وضع في تصرف المدير العام، حيث كانت ترددت معلومات عن اقتراح لتعيينه سفيرا في احدى الدول العربية، الا انه سقط نتيجة رفض وزير الخارجية، كما تم وضع كل من العمداء، بلال الحجار، زاهر عاصي، خالد عليوان، سعدالله سمروط، جورج خير الله بتصرف اللواء المدير العام.
وفي هذا الاطار توقعت مصادر متابعة ان تشهد المديرية العامة تشكيلات لعدد كبير من ضباطها بعد اتمام تعيين مجلس قيادتها الجديد.
تراخيص السلاح
تزامنا وفي انتظار حسم مصير مديرية المخابرات، شارفت وزارة الدفاع الوطني على انجاز آلية جديدة لمنح رخص السلاح، للمستحقين حصرا ضمن شروط قاسية، في اطار السعي للحد من ظاهرة انتشار السلاح المرخص، بعد فترة الفلتان التي سادت خلال السنوات الماضية ، نتيجة الاوضاع التي مرت بها البلاد.
======