وطنية- بعلبك- أكد مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي في خطبة الجمعة أن "الزكاة فريضة عظيمة شرعها الله لتطهير الأموال وتزكية النفوس، فهي ليست مجرد عبادة فردية، بل نظام إلهي يحقق العدل الاجتماعي، ويمنع الاحتكار والتفاوت الطبقي، كما قال تعالى: "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا". المال أمانة في يد صاحبه، والزكاة حق واجب فيه للفقراء، فلا يجوز للغني أن يمنعها أو يبخل بها، لأن الله جعله مستخلفًا في هذا المال، والواجب عليه أن يؤدي حقه كما أمره الله، حيث قال تعالى: "وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ, لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ".
وتابع: "الزكاة ليست مجرد مساعدة مؤقتة للفقراء، بل هي وسيلة دائمة لسد حاجاتهم، وتعزيز التكافل الاجتماعي، بحيث لا يبقى في المجتمع فقير محتاج إذا أداها الناس كما أمر الله، وإيمانًا بأهمية الزكاة ودورها في تحقيق التكافل الاجتماعي، سيتم تخصيص ما يجمع في مساجد بعلبك خلال هذه الجمعة والجمعة القادمة لصالح صندوق الزكاة، ليصل إلى مستحقيه من الفقراء والمحتاجين، وليكون بابًا للأجر والبركة لكل من يساهم فيه".
ورأى أن "انتظام عمل المؤسسات في لبنان وملء الفراغات الأمنية، والعسكرية، والمالية، وغيرها، يمثل الاختبار الأول لعمل الحكومة. وهو أمر يترقبه اللبنانيون بانتظار نتائجه، إذ يشكل أساسًا لما سيأتي بعده".
وأضاف: "يُعدّ ردّ الودائع إلى أصحابها من أبرز التحديات الاقتصادية التي تواجه الدولة، فهو حق مكتسب للمودعين ويتطلب حلولًا عادلة وشفافة تعيد الثقة إلى القطاع المصرفي وتحافظ على الاستقرار المالي. إن أي تأخير أو مماطلة في هذا الملف يفاقم الأزمة الاقتصادية ويؤثر على معيشة المواطنين وحقوقهم".
واعتبر أن "اللامركزية الإدارية هي خطوة ضرورية لتعزيز كفاءة الإدارة العامة وتحقيق التنمية المتوازنة بين مختلف المناطق. من خلال منح السلطات المحلية مزيدًا من الصلاحيات، يمكن تحسين الخدمات العامة، وتخفيف العبء عن الدولة المركزية، وتحقيق مشاركة أوسع في صنع القرار، مما يساهم في تحسين الأداء الحكومي وتلبية احتياجات المواطنين بفاعلية أكبر".
وأردف: "يستمر العدو الصهيوني في انتهاك المواثيق والاتفاقات، ضاربًا بعرض الحائط كل القوانين الدولية. فما يجري في فلسطين، وخاصة في غزة، من حصار وقتل وتدمير، وما يتكرر في لبنان وسوريا من اعتداءات، يؤكد أن هذا الاحتلال لا يلتزم بأي عهد أو اتفاق، ويواصل سياساته العدوانية دون رادع".
وختم الرفاعي: "لولا الدعم الأمريكي المستمر، سياسيًا وعسكريًا، لما تمادى الاحتلال في ممارساته. فهذا الدعم يوفّر له الحماية على الساحة الدولية، ويمنحه الغطاء لمواصلة انتهاكاته، رغم مخالفتها لكل القوانين والمبادئ التي يُفترض أن تحترم حقوق الشعوب وأمنها".
====================