وطنية - استضافت كلية العلوم الصحية ودائرة طب الأطفال والمراهقين في الجامعة الأميركية في بيروت (AUB)، المؤتمر السنوي للجمعية الدولية لطب الأطفال المجتمعي وصحة الطفل، بهدف مواجهة التحديات التي تواجه الأطفال في النزاعات المسلحة.
عقد المؤتمر بالتعاون مع الجمعية الدولية لمنع سوء معاملة الأطفال وإهمالهم والجمعية الدولية لطب الأطفال والجمعية الدولية لطب الأطفال، وحضره حوالي 200 من المهنيين والممارسين الصحيين من جميع أنحاء العالم.
غولدهاغن
وقد شدد رئيس الجمعية الدولية لطب الأطفال المجتمعي وصحة الطفل الدكتور جفري غولدهاغن في كلمته الافتتاحية على "أهمية هذا المؤتمر الذي يتميز خصوصا بالخلفيات المتنوعة للمشاركين فيه".
وقال: "من المهم للغاية أن يتعلم اختصاصيو صحة الطفل، بالتعاون مع المناصرين الآخرين للأطفال، كيفية النهوض بحقوق وصحة وعافية هؤلاء الأطفال وعائلاتهم. لم يحدث في أي وقت مضى في التاريخ الحديث أن تعرض الأطفال للصراع المسلح والعنف إلى الحد الذي نراه اليوم في جميع أنحاء العالم. وإذا كنا نحن، كمحترفين صحيين، لا نستجيب لهذه التحديات، فمن الذي سيفعل ومتى؟".
وشدد على "ضرورة الخروج من هذا المؤتمر بمخرجات واقعية وملموسة سيكون لها تأثير على حياة الأطفال وعافيتهم".
نويهض
من جهته، تناول عميد كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور إيمان نويهض، "أهمية استضافة هذا المؤتمر في لبنان، البلد الذي يستضيف حاليا أكثر من مليون ونصف لاجئ سوري وفلسطيني وعراقي، نصفهم من الأطفال".
ولفت الى أن "واحدا من كل أربعة أشخاص في جميع أنحاء العالم يعيشون في منطقة تتأثر بالصراع"، مؤكدا "الحاجة إلى استجابة عالمية متعددة الأبعاد، تشمل الأكاديميين والممارسين والباحثين والمنظمات الدولية والمؤسسات الحكومية".
وأكد الالتزام بـ"مهمة قيادة الصوت الأكاديمي والمحرك من أجل السلام والإنصاف والعدالة والصحة الأفضل في المنطقة العربية وما بعدها في كلية العلوم الصحية"، مشيرا إلى "المبادرات الأكاديمية التي أطلقتها الكلية بهدف تحقيق هذه المهمة وتحقيق المزيد من الانخراط في الاستجابة للصراع".
وقال: "إن لجنة الجامعة الأميركية في بيروت - لانست الخاصة بسوريا، ودورة الهندسة الإنسانية، وشهادة الصحة العامة في حالات الصراع والأزمات المزمنة، هي أمثلة على هذه المبادرات التي تقودها الكلية".
عبود
بدوره، شدد رئيس دائرة طب الأطفال في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت(AUBMC) الدكتور ميغيل عبود، على "الحاجة إلى التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والقطاع العام والمنظمات غير الحكومية"، واصفا العديد من المبادرات الانسانية التي تقودها دائرة طب الأطفال لصالح الأطفال اللبنانيين واللاجئين، بـ"دعم فعال من إدارة الجامعة الأميركية في بيروت وعميد كلية الطب فيها الدكتور محمد الصايغ". وقد تم استعراض العديد من هذه المبادرات بالتفصيل خلال الجلسات العامة للمؤتمر.
وخلال العروض التقديمية وحلقات النقاش، تبادل الخبراء والمهنيون خبراتهم الخاصة، واستكشفوا مجالات التعاون بهدف الدفاع عن صحة الطفل وعافيته، وتطوير استجابات عالمية مصممة لتلبية احتياجات الأطفال المتأثرين بالنزاع المسلح.
وفي الختام وبعد جلسات مكثفة، خرج المشاركون بمجموعة من التوصيات وخطط العمل. ومن خلال هذه التوصيات، حدد المشاركون التدابير والممارسات الناجحة وآليات التنسيق لتمكين أصحاب الشأن في مجال الصحة، ولا سيما المنظمات والحكومات والمهنيين، من الوفاء بمسؤولياتهم وقيادة مبادرات فعالة للتغلب على التحديات التي تعترضهم في ممارسة مهماتهم، وضمان حماية الأطفال أثناء النزاع المسلح، وكذلك المتابعة والانتعاش بعد انتهاء الصراع.
يشار الى أن المؤتمر تخلله خطب وعروض لأكثر من 70 خبيرا وباحثا وممثلا لمنظمات دولية وحكومية وغير حكومية من مختلف المجالات بما في ذلك الصحة العامة وطب الأطفال والتعليم والبحث والصحة العقلية والعمل الإنساني. وخلال ثلاثة أيام، تبادل المتحدثون خبراتهم ورؤاهم حول مواضيع خمسة أساسية: فهم آثار النزاع المسلح على الأطفال، المقاربة القائمة على حقوق الطفل لإنهاء العنف ضد الأطفال، إجراء البحوث في مناطق النزاع: التحديات والأساليب والأخلاقيات، النظم والتعليم والمناصرة، وإشراك أطباء الأطفال في الاستجابة العالمية لتأثير العنف والنزاع المسلح على الأطفال.
============== فدى مكداشي
المؤتمر السنوي للجمعية الدولية لطب الأطفال المجتمعي وصحة الطفل في الـAUB
الإثنين 10 آذار 2025 الساعة 07:53