وطنية – اعتبر الأمين العام لـ"مجموعة السلام العربي" المهندس سمير الحباشنة أن "قمة الرياض تمثل محطة حاسمة لإعادة ترتيب الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية"، مؤكدا "ضرورة أن تكون مخرجاتها بحجم التحديات التي تواجه المنطقة، خصوصا في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة وازدياد الضغوط على الشعب الفلسطيني".
وأكد الحباشنة أن "القادة العرب يجتمعون في الرياض، وسط إجماع على رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين"، معتبرا أن "أي حديث عن ترحيل الشعب الفلسطيني من أرضه يشكل نكبة جديدة لا يمكن القبول بها"، لافتا إلى أن "القمة ستناقش إعادة إعمار قطاع غزة"، وقال: "هناك خطة مصرية واضحة، عملية ومرتبطة بجدول زمني تستند إلى كفاءات مصرية وعربية قادرة على تنفيذ هذا المشروع في وقت قياسي".
ورأى أن "القمة ستؤكد ضرورة إطلاق مسار سياسي واضح يقود إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس"، مبينا أن "القادة العرب، وعلى رأسهم الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأمير قطر، وأمير الكويت، يدركون أن أي تسوية لا تضمن حقوق الفلسطينيين ستكون ناقصة وغير مقبولة"، وقال: "هناك توجه عربي واضح لربط التطبيع مع إسرائيل بقيام الدولة الفلسطينية، وهذا الموقف سبق أن عبرت عنه المملكة العربية السعودية بوضوح، حيث لن يكون هناك تطبيع شامل، إلا بعد تحقيق العدالة للفلسطينيين وإقامة دولتهم المستقلة".
ولفت إلى أن "قمة الرياض تأتي تمهيدا لقمة عربية كبرى مرتقبة في بداية شهر رمضان"، متوقعا "أن تخرج القمة المصغرة بقرارات تمهيدية تستكمل في القمة الكبرى"، وقال: "إن المطلوب توظيف القدرات السياسية والاقتصادية العربية لضمان تنفيذ القرارات وعدم الاكتفاء بإصدار بيانات غير ملزمة".
وأكد أن "القادة العرب مطالبون اليوم بتقديم رؤية عربية موحدة لمواجهة المخططات الإسرائيلية والأميركية"، مشددا على "ضرورة أن تكون هذه الخطة بديلا عمليا لخطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بما يضمن تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة".
وشدد على "ضرورة أن تتضمن قرارات القمة إدخال المساعدات الإنسانية والمساكن الموقتة إلى غزة بشكل عاجل، إضافة إلى اتخاذ موقف عربي واضح ضد التوسع الإسرائيلي في لبنان وسوريا، وعمليات التهجير القسري في الضفة الغربية، التي قال إنها تبدو كأنها مقدمة لمخطط تهجير أوسع على غرار ما يحدث في غزة"، وقال: "إن القمة لا بد أن تعمل على تحصين الأردن ومصر والسلطة الفلسطينية من أي ضغوط مالية أو سياسية، وأي ضغوط على عمان أو القاهرة ستؤثر في الموقف الفلسطيني، نظرا لكون الأردن ومصر هما الداعمان الأساسيان للقضية الفلسطينية".
وأشار إلى أن "التحديات الاقتصادية يجب ألا تكون وسيلة للضغط على هذه الدول"، داعيا القادة العرب إلى "تعزيز الدعم السياسي والاقتصادي للأردن ومصر، لضمان استمرار دورهما المحوري في دعم الحقوق الفلسطينية"، وقال: "في حال تعرض الأردن ومصر لضغوط مالية، فمن الضروري أن يتم تعويضهما عربيا، لتجنب أي تأثير في موقفهما السياسي ودورهما المحوري في دعم القضية الفلسطينية".
وأكد الحباشنة أن "المصالحة الفلسطينية يجب أن تكون من أولويات القمة"، داعيا إلى "إلزام الفصائل الفلسطينية بإنهاء الانقسام وفقا للمبادرات العربية السابقة، وخصوصا المبادرات السعودية والمصرية والجزائرية"، وقال: "إن إعادة توحيد الصف الفلسطيني تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية هي الطريق الوحيدة لتشكيل موقف فلسطيني قوي".
وشدد على "ضرورة منع أي فصيل من الانفراد بقرارات الحرب أو الدبلوماسية، بحيث يكون القرار الوطني الفلسطيني موحدا وشاملا"، وقال: "إن المصالحة الفلسطينية يجب أن تضمن دخول حركة المقاومة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، بحيث تصبح الكلمة الديبلوماسية والبندقية قرارا وطنيا مشتركا، من دون أن ينفرد أي فصيل وحده باتخاذ قرار الحرب أو السلام، وهو ما يضمن وحدة الصف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي".
وسأل "من سيدير غزة بعد الحرب؟"، مشيرا إلى أن "هذا الموضوع محل خلاف بين أطراف عدة"، مؤكدا أن "الحل الأمثل هو أن تبقى غزة تحت المظلة الوطنية الفلسطينية، ضمن إطار السلطة الفلسطينية"، وقال: "إن تشكيل إدارة فنية للقطاع، تضم متخصصين وأصحاب كفاءات بإشراف السلطة الفلسطينية، سيكون الخيار الأمثل لضمان استقرار غزة والخروج من المأزق الحالي".
كما شدد على أن "من سيديرون غزة يجب أن يكونوا إدارة فلسطينية من أصحاب الاختصاص، لضمان وحدة القرار السياسي والإداري داخل الأراضي الفلسطينية".
وأكد أن "القمة العربية في الرياض يجب أن تخرج بقرارات قوية وملزمة تواكب حجم التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، سواء في غزة أو الضفة الغربية أو حتى في لبنان وسوريا"، متمنيا "أن يرتقي الموقف العربي إلى مستوى التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، بحيث تكون هناك خطة عربية واضحة وقابلة للتنفيذ، بعيدا من البيانات البروتوكولية التي لا تترجم إلى أفعال".
واعتبر أن "العرب أمام لحظة تاريخية حاسمة"، لافتا إلى أن "الرياض قد تكون المحطة التي تعيد ترتيب الأولويات العربية تجاه فلسطين"، مطالبا بـ"قرارات شجاعة تعكس الإرادة العربية الموحدة في دعم الحقوق الفلسطينية".
========================== ن.ح