وطنية - رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين جشي أن"الانتخابات النيابية التي ترسم من خلالها الوجهة السياسية للبلد اقتربت، ومن خلالها تحدد السياسات الاقتصادية والمالية والمعيشية للوطن والمواطنين". وسأل: "هل نريد للبنان أن يكون سيدا حرا مستقلا على المستويات كافة، أو يريدون لنا أن نكون أتباعا ومستخدمين لدى الولايات المتحدة الأميركية كما هو الحال في بعض الدول الخليجية، حيث يأخذ الأميركي ما يشاء من ثروات الشعب، كما حصل عندما أخذ الرئيس ترامب بمرافقة ابنته 460 مليار دولار دفعة واحدة من السعودية وعبر عنها بالبقرة الحلوب".
وقال خلال احتفال تأبيني في بلدة زغدرايا: "الأميركي يريد أن يفرض على لبنان التطبيع مع العدو الصهيوني كما حصل مع الإمارات والبحرين، وفرض عليهما إملاءاته في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها، والمستهجن أن يطالعنا بعض شركائنا في الوطن برفع شعار انتخابي عنوانه نزع سلاح المقاومة، ورفع الهيمنة الإيرانية عن لبنان".
ولفت الى أن "المقاومة وسلاحها حررا لبنان من الاحتلال الصهيوني والإرهابيين والدواعش وغيرهم، ولولا المقاومة لكانت العاصمة بيروت ما زالت تحت الاحتلال، ولم يكن لينعم لبنان بدولة ولا سيادة ولا حرية، وحتى هذه الانتخابات اليوم لم تكن لتحصل، وإن حصلت فتكون تحت الحراب الصهيونية"، مشيرا إلى أن "لبنان تعرض على مدى عشرات السنين الماضية للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على شعبه ومؤسساته، فضلا عن المجازر والمآسي الناجمة عن الاحتلال ووحشيته، فيما لم يسجل لمجلس الأمن وللأمم المتحدة وللمجتمع الدولي أنهم منعوا حصول هذه الاعتداءات المتكررة منذ احتلال فلسطين عام 1948، وعليه، فإنه من الواضح أن المقاومة المسلحة هي التي حررت ودافعت ومنعت العدو من الاعتداء، وحفظت السيادة والكرامة للوطن والمواطنين جميعا بلا استثناء".
وتوجه إلى "بعض الشركاء في الوطن الذين يريدون التخلص من المقاومة وسلاحها، لمصلحة من تفعلون ذلك، وما هي الضمانات التي تمنع الصهاينة والتكفيريين من الاعتداء مجددا على لبنان واللبنانيين بلا تمييز، وإذا كان لديكم إجابات واضحة ومقنعة فاذكروها على الملأ، واقنعوا الشعب اللبناني بجدوى التخلي عن المقاومة وسلاحها، ولكنكم حتى اليوم لم تقدموا أي طرح، ولم تستطيعوا أن تقنعوا أحدا، حيث أن الاحصاءات والاستبيانات تؤكد التمسك الجماهيري الغالب بخيار المقاومة".
وأضاف: "على بعض هؤلاء الشركاء أن يعلموا أن طرحهم بسحب أو نزع سلاح المقاومة، ينم عن إفلاس سياسي لكونهم يعلمون تماما أن ما ينادون به غير قابل للتحقق، في ظل تمسك أغلبية الشعب اللبناني بالمقاومة، وبجدوى الحفاظ عليها في ظل الهمجية والوحشية لطبيعة العدو الصهيوني الإجرامية، وبالتالي، فإن إصرارهم على ذلك، هو إصرار على مشروع الفتنة بين اللبنانيين، وخراب البلد، وإراحة العدو الصهيوني المتربص بوطننا شرا، والذي يريد سلب ثرواته من النفط والغاز والمياه".
واعتبر أن "الشعار الانتخابي الذي يرفعه البعض ضد المقاومة وسلاحها، يؤكد التماهي مع الأهداف الأميركية لإخضاع شعوب المنطقة وسلب ثرواتها، وفرض التطبيع مع العدو الصهيوني الذي يخدم أهدافه التوسيعية التي يحلم بها"، متسائلا "هل سلاح المقاومة كان عائقا أمام النهوض الاقتصادي في البلد، وهل هو الذي منع أصدقاء من يطالبون بنزع سلاح المقاومة أو غيرهم من بناء معامل كهرباء على أرض لبنان، ومن استخراج النفط والغاز لإنقاذ الوضع الاقتصادي المأزوم، ومنع عودة النازحين السوريين الذين كلفوا البلد الكثير، وهل سلاح المقاومة هو الذي رسم السياسات الاقتصادية ووضع الهندسات المالية لمصلحة المصارف التي نتج عنها الانهيار الاقتصادي والمالي والمعيشي، وعليه، فإننا نقول لهؤلاء البعض في لبنان، كفى كذبا وافتراء وتعمية للحقائق، وليعلم أهلنا وشعبنا، أن ما يريدون من خلال هذا الشعار هو تنفيذ أوامر السفارات، وطلبا للارتزاق المالي من المال الأسود الذي يشبه نوايا أعداء لبنان تجاه بلدنا وشعبه".
وختم جشي: "الولايات المتحدة الأميركية هي التي تفرض الحصار على البلد وتمنع حصوله على الكهرباء والغاز من مصر والأردن وليست إيران التي عرضت على لبنان بناء معملي كهرباء وتزويده بالمازوت والبنزين بالليرة اللبنانية، وهي بنت المباني والجسور المهدمة بالصواريخ والطائرات الأميركية عام 2006، وأهلت الطرقات على امتداد الوطن، كما أن السفير الإيراني لم يتدخل يوميا في الشؤون اللبنانية وفي كل شاردة وواردة، على عكس السفيرة الأميركية المشؤومة التي تقبع في وكر التجسس في عوكر".
==============ر.إ