وطنية - أقامت لائحة "بيروت تواجه" أمس، سحورا رمضانيا في مقهى "الروضة"- الحمام العسكري، في حضور حشد من الفاعليات البيروتية والأهالي وممثلين عن هيئات نقابية واجتماعية وفي حضور رئيس اللائحة الوزير السابق خالد قباني والأعضاء: المهندس بشير عيتاني، الدكتورة لينا تنير، المهندس ماجد دمشقية، الدكتور أنطوان حداد والصحافي أحمد عياش.
بعد أن رحب رئيس اللائحة "بالحضور البيروتي" اللافت"، وإشادته بـ"حماسة أهل بيروت وحضورهم الطاغي خلال الفترة الحالية"، أكد "دور بيروت الحضاري والثقافي وأصالة بيروت واحتضانها لكل اللبنانيين والعالم العربي وعلى اعتدالها إنطلاقا من موقعها المحوري بالإضافة الى دور أهلها وإنفتاحهم وتعاونهم وعقلانيتهم وبيوتهم المفتوحة على الدوام لكل اللبنانيين".
ولفت قباني إلى انه "على الرغم من طيبة أهل بيروت وحبهم للجميع، إلا أن هذا لا يعني انهم ضعفاء". وقال: "نعم هم متسامحون ومتعاطفون ولكنهم لا يتنازلون عن الحق وعن كلمة الحق ووقوفهم بثبات إلى جانب الحق والمظلومين. كما أن تاريخ بيروت وأهلها أشبه بصفحة بيضاء والعالم كله ومعه جميع اللبنانيين يعلمون هذا التاريخ، ويعلمون وقوف بيروت بوجه كل معتدي لتدافع عن حقها وعن وجودها وكيانها. هذا هو تاريخ بيروت الذي يجب المحافظة عليه لأنه مدعاة فخر لنا جميعا على كل الصعد".
وتابع: "بيروت هي العائلات واليوم تتجلى هذه العائلات بروح الوفاق والتضامن والتعاون. واليوم هو دور العائلات وحقها وممنوع التنازل عن هذا الحق والدور لأن من يتقاعص في الدفاع عن حقه وقراره وموقفه سيضيع حتما ولذلك سندافع جميعنا عن كرامتنا وحضورنا ودورنا وعيشنا وبقائنا وعن هويتنا وعن لبناننا. وكل نقطة تراب من أرض بيروت ومن أرض لبنان نحن معنيون بها. وعندما نتحدث عن بيروت يعني أننا نتحدث عن كل لبنان، فنحن لسنا مناطقيين ولا إلغائيين بل نحن أبناء هذه الأرض، أرض العز والكرامة والشعب الحر".
وإذ شدد على "قرار أهل بيروت الذي هو بمثابة كرامتهم"، قال: "اليوم جاء الدور لكي ندافع عن قرارنا وكلمتنا وإرادتنا خصوصا ان بيروت ظلمت وها هي اليوم تعيش في الظلام بسبب سياسة هذه السلطة وممارساتها الظالمة بحق بيروت وكل لبنان. أين حياة بيروت، أين أضواء بيروت، أين منارة بيروت؟ لماذا أضعنا بيروت الحضارة والرقي؟ لقد آن الأوان لكي نسترجع بيروت ودورها وهذا لن يكون إلا من خلال أبناء بيروت وقرارهم في الخامس عشر من أيار. وسنقول للجميع في هذا التاريخ بأن بيروت لا تموت ولا تلغى ولا أي جهة قادرة على إلغائها لسبب وحيد هو أن بيروت غنية برجالها وعائلاتها وتاريخها وحاضرها ومستقبلها".
وأكد أن "المعركة الأولى هي من خلال الإنتخابات"، وقال: "نحن نعلم مواقفكم ووجدانكم، فنحن تربينا على الخير والصدق والأمانة وعلى الحق والحقيقة، ولذلك ممنوع ان تتنازلوا عن دوركم وحقكم في التصويت لأن ما يمكن ان نخسره اليوم من الصعب جدا أن نستعيده، لذلك علينا في الخامس عشر من أيار التوجه بكثافة نحو أقلام الإقتراع للإدلاء بأصواتكم الغالية والتي ستحدد وجهة بيروت الصادقة والأمينة. هذه قوة بيروت وهذه قوة اهلها. وانا أقول لكم أنكم أحرار أن تنتخبوا من تريدون لكن أن ترضوا قبل كل شيء ضمائركم وقناعاتكم ووجدانكم، وعندها نكون قد حصلنا على حقنا".
وختم: "أما المعركة الحقيقة فستكون بعد صدور النتائج لأن هناك تحديات كبيرة سنخوضها لاحقا بدءا من تشكيل الحكومة واختيار رئيسها ثم انتخابات رئاسة الجمهورية، وهذا يعني أننا مقبلون على تحديات مفصلية وتاريخية ومن شانها ان تحدد مصير بيروت ومصير لبنان كله. هذا كله بالإضافة إلى موضوع "أتفاق الطائف" الذي يجب المحافظة عليه. وهذا يتطلب وجود رجالات قادرة على مواجهة الصعاب والتحديات ولذلك نحن متكلون على أهلنا في بيروت وعلى روحهم وإيمانهم بقضيتهم".
تنير
من جهتها، عرفت المرشحة الدكتورة تنير عن نفسها بأنها "إبنة بيروت" وتحديدا إبنة "عين المريسة" حيث ولدت ونشأت فيها ومن دون ان تستغرب مدى تعلق أهل بيروت بمدينتهم وبوطنهم. وقالت: "على الرغم من العديد من المشكلات التي يمر بها لبنان، إلا أن إيماني بوطني لم يتزعزع ولم يتراجع".
وذكرت بالمرحلة التي عملت فيها في وزارة المالية والصعوبات التي واجهتها "وسط إصرار على بناء هيكلية الوزارة ومكننة الدوائر العقارية ومكننة الجمارك والضرائب وعلى تحديث نظام الضرائب من خلال ضريبة موحدة".
وتابعت تعريفها عن الأنشطة التي مارستها حيث أشارت إلى أنها عملت لمدة 12 عاما في مكتبات بلدية بيروت وأنها كانت رئيسة لهذه الجمعية خلال السنتين الأخيرتين وقالت: "وضعنا حجر الأساس لمكتبة الطريق الجديدة قبل أن يوقفوا العمل بها بسبب تغيير السياسات. ومن ضمن الفن والثقافة فأني لأكثر من خمسة عشرة عاما عضو بلجنة مهرجانات بيت الدين لأنني أؤمن بدور لبنان السياحي والثقافي. وأهمية المهرجانات أنها تخلق فرص عمل من مطارات وفنادق ومطاعم".
وشددت على "ضرورة مكافحة الفساد كخطوة أساسية لإستعادة حقوقنا والعيش بكرامة في بلدنا وتأمين مستلزمات الحياة الكريمة لنا من كهرباء ومياه وإستشفاء وطبابة وتعليم"، وقالت: "لكن ما يمنع بناء كل هذه الأمور هو الفئة المسلحة التي قررت أخذ الدولة رهينة وبناء مشاريع ترتبط بالخارج. ولذلك انا على قناعة تامة أنني لا يمكنني أن أعد الناس ببرامج إصلاحية من دون إيجاد حلول لهذه المعضلة. من هنا قررت الدخول بلقاءات وأنشطة سياسية فكان العمل من خلال "لقاء سيدة الجبل" الذي يضم كل الطوائف وكل لبنان".
أضافت: "بعد كل هذا المخاض في العمل السياسي والثقافي والإجتماعي، فجأة وجدت نفسي أترشح على لائحة "بيروت تواجه" لخوض الإنتخابات النيابية. وقد اخترت هذه اللائحة تحديدا لانها تمثل طموحاتي وطموح أهالي بيروت والأبرز أن العاملين على دعم تشكيل هذه اللائحة (الرئيس فؤاد السنيورة) يعرفون كيف يبنون الدولة وقد عملت معهم في اعادة بناء وزارة المالية وفي السرايا الحكومية. وبما انه لا يمكن بناء الدولة طالما ان تلك الفئة مسيطرة على قرار الدولة، اخترت الأشخاص الذين وقفوا قولا وفعلا بوجه هذه الفئة".
وختمت: إن هذه الفئة المسيطرة على الدولة، قد صدرت حروب للخارج وافتعلت الحروب في الداخل لكن القيمين على هذه اللائحة صنعوا السلم والجميع يذكر كيف وقفوا في العام 2006 بوجه هذه الفئة وأصروا على المواجهة عندا تمت محاصرتهم داخل السراي الحكومي. ونحن في هذه اللائحة نريد إستعادة هذا النفس وكلنا ثقة أننا قادرون على إحداث هذا التغيير".
==========إ.غ.