تحقيق ريما يوسف
وطنية - قيمة الإنسان ترتفع بقيمة العمل الذي يؤديه وإخلاصه له، فمن يؤدي عمله بلا إتقان يصبح دون قيمة او فائدة، فالعمل يرفع من المستوى المعيشي والاقتصادي والثقافي، فكيف اذا ترافق عمل الانسان مع فائدة لاخيه بالانسانية؟
الجمعية اللبنانية لتقدم العلوم، التي تعمل على تطوير منهاج العلوم ودعم واستقطاب المهارات العلمية، تسعى الى بناء جسور التعاون والتواصل العلمي بين الباحثين اللبنانيين، والإنفتاح العلمي على المحيط العربي والعلمي، وخلق البيئة الحاضنة لتشجيع البحث العلمي، وتسليط الضوء على اهمية العلوم والبحث العلمي.
بعد نجاح مؤتمرها "الجامعة الريادية" الاول العام الماضي، تنظم الجمعية في 26 من الشهر الحالي مؤتمرها الريادي الثاني، بالتعاون مع جامعة لورين الفرنسية وجامعة القديس يوسف ووزارات ومؤسسات تعنى بموضوع ريادة الاعمال.
عويني
رئيس الجمعية البروفسور نعيم عويني اكد "ان ارتقاء الانسانية وتطويرها واستمراريتها منوط بالإكتشافات العلمية"، مشددا على أهمية ريادة العلماء اللبنانيين في مختلف الاختصاصات"، وقال: "هي حقيقة ثابتة في النشرات العلمية الغزيرة كما ونوعا، فالباحثون اللبنانييون هم طليعة هذا العصر ومحرابه في معترك ما يشهده من تقدم علمي".
اضاف: "لهذه الغايه، نظمت الجمعية في العام الماضي مؤتمر "الجامعة الريادية" الاول في حضور وزيرين. وفي ضوء نتائجه الناجحة، سيعقد في 26 من الشهر الحالي المؤتمر الثاني في حضور خمسة وزراء شخصيا، بالتعاون مع جامعة لورين الفرنسية وجامعة القديس يوسف ووزارات ومؤسسات تعنى بموضوع ريادة الاعمال".
واوضح ان المؤتمر الثاني "سيكمل مشروع تأهيل طلاب الدكتوراه من خلال ورشة عمل ستجمعهم بالخبراء الدوليين واللبنانيين وأصحاب الشركات والمعامل، ليصار إلى جمع الأبحاث التي يعمل عليها الطلاب عن متطلبات المصانع وحاجات السوق. إذ من المهم جدا التوصل إلى إنتاجات جديدة ذات جودة عالية وتكلفة أقل وتعكس المواصفات العالمية المطلوبة".
واشار الى ان هذا المؤتمر "يأتي في ظل ما يشهده العالم من تطور سريع في قطاع الصناعة، إذ إن التقارب بين المؤسسات البحثية والشركات المنتجة والمصانع ضروري بهدف وضع طاقة الباحثين في خدمة تطوير الصناعات اللبنانية إن على صعيد الجودة او على صعيد الصناعات الجديدة".
واكد ان "نتائج المؤتمر الريادي الاول كانت مهمة، فقد اقيمت دورة تأهيل لطلاب الدكتوراه، قسم منهم حولوا اطروحاتهم الى مشاريع لها علاقة بالمؤسسات المنتجة بمعنى انهم اقاموا علاقات مع الشركات واستفادت الشركات من عملهم".
اضاف: "هذا العام سنقيم الوضع في ما يخص طلاب الدكتوراه وسيأتي وفد، كما العام الماضي، من جامعة لورين في آذار المقبل ليقوم بتأهيل طلاب الدكتوراه في الدفعة الثانية. وكالعادة عندما تنتهي دورة التأهيل سيستضيفنا وزير الصناعة، مع الصناعيين، وسيعرض الطلاب مشاريعهم امامهم. وستتبنى الشركات المعنية والمهتمة مشاريع الدكتوراه وستستفيد من كل النتائج العلمية، وهكذا يصبح لبنان من الدول الكبرى المتطورة في هذا المجال".
وذكر عويني ان هناك امرا مهما لهذا العام، وهو العلاقة مع مراكز الابحاث في الجامعات والمؤسسات المنتجة، اي برعاية الدولة، مشيرا الى اجتماع 10 فرق بحثية من الجامعات في شهري تموز وآب من كل سنة بهدف مساعدتهم على تطبيق المعايير الدولية للمنتج الذي يقومون به، وقال: "سنساعد المؤسسات على تطوير الصناعة اي تخفيض سعر الكلفة وتطوير منتج جديد بقيمة اضافية".
واشار الى "ان العقلية اللبنانية تخضع دائما لمبدأ تعليم الاولاد الهندسة او الطب او المحاماة، بينما نرى ان سوق العمل بحاجة اكثر الى صناعيين يعملون حسب احتياجات سوق العمل، لنبقي شبابنا في لبنان ونحد من هجرتهم الى الخارج. هناك اختصاصات تطبيقية يحتاج اليها لبنان، في الكهرباء وتصميم البلاط والسيراميك وصناعة الذهب ،وغيره. وبالتالي يجب تطويرها وان تدرس هذه المواد في الجامعات، لان السوق بحاجة لهذه اختصاصات".
الجمال
واعتبرت الدكتورة سارة الجمال التي شاركت في المؤتمر الريادي الاول وعملت مع احدى شركات تصنيع الالبان والاجبان، ان "لبنان، مثل معظم دول البحر المتوسط ينتج الألبان، وسلامة وجودة الحليب يمكن أن تتأثر بمختلف الأخطار الميكروبيولوجية أو المواد الكيميائية، التي يمكن أن تؤثر على خصائص المنتجات. لذلك نضع ثلاثة أهداف محددة، وهي: لمحة عن المخاطر المصاحبة لصناعة الألبان من خلال وصف القطاع والعملية، وتقييم المخاطر الميكروبيولوجية والفيزيائية المتعلقة بالاستهلاك الحليب الخام ومنتجات الألبان، وتقدير حجم الملوثات والمنتجات الخطرة".
يذكر ان المؤتمر ينقسم الى محورين: الاول تحويل اطروحات الدكتوراه الى مشاريع منتجة، والثاني تقوية اواصر العلاقات بين الجامعات والشركات والدولة.
في المحور الأول ستعمل جامعة لورين، التي تملك خبرة عشر سنوات في هذا الاطار، على تأهيل طلاب الدكتوراه من خلال ورشة عمل تجمع فيها الخبراء وطلاب الدكتوراه. كما يتضمن ثلاث طاولات مستديرة، يترأس الأولى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة غسان حاصباني، وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة، ويديرها كل من رئيس الجمعية اللبنانية لتقدم العلوم البروفسور نعيم عويني ورئيس مجلس إدارة المعهد الوطني للإدارة البروفسور جورج لبكي.
أما الطاولة الثانية فيترأسها وزير الصناعة الدكتور حسين الحاج حسن، ويديرها كل من المدير العام للوزارة داني جدعون ومديرة المعهد الفرنسي التابع للسفارة الفرنسية فيرونيك أولانيون ورئيس مجلس إدارة ومدير عام شركة بيرتيك مارون شماس.
فيما ستكون الطاولة الثالثة برئاسة وزير العمل محمد كبارة ويديرها كل من المدير العام للوزارة جورج إيدا ورئيس مجلس إدارة ومدير عام المؤسسة الوطنية للاستخدام السيد جان أبي فاضل.
=============== ن.م