تحقيق - لميا شديد

وطنية - البترون - يمرّ لبنان بأزمات متتالية، من الاقتصادية إلى السياسية والأمنية، ما ينعكس بشكل مباشر على مختلف القطاعات، خصوصا التجارية والسياحية. ومع اقتراب موسم الصيف، الذي يُعتبر الأهم اقتصاديًا وسياحيًا، ما يضع كل القطاعات أمام تحدٍّ كبير يتطلب قرارات جريئة وسريعة.

الوضع الراهن يهدد الموسم السياحي

ويشير رئيس جمعية تجار البترون وقضائها المهندس جيلبر سابا إلى أنه "خلال هذه الفترة، تُحسم الحجوزات السياحية ويُخطط الزوار لوجهاتهم الصيفية. لكن التباطؤ في إيجاد حلول للوضع الأمني وعدم اتخاذ إجراءات واضحة لدعم الاستقرار الاقتصادي يهددان الموسم برمّته. إذا لم يتحرك المعنيون بسرعة، فقد نشهد تراجعًا ملحوظًا في عدد الزوار والمغتربين والأجانب الذي يُتّكل عليهم بشكل كبير، مما سينعكس على أصحاب المؤسسات التجارية والمطاعم والفنادق والمرافق الترفيهية، ويؤدي إلى خسائر جسيمة."

البترون في الصدارة.. ولكن

يقول سابا: "رغم التحديات، ما زالت البترون تتصدر المشهد السياحي في لبنان، بفضل موقعها، وتاريخها، وشواطئها، ومطاعمها، وحيويتها الثقافية. ولكن هذا التفوق لا يمكن أن يستمر من دون بيئة مستقرة وإجراءات تحمي ديمومته. فالقطاع الخاص يقوم بواجبه، ويستثمر في تطوير الخدمات واستقطاب الزوار، لكن على المسؤولين أن يتحملوا مسؤولياتهم في تأمين الاستقرار وتسهيل عمل المؤسسات."

وعن الحلول لإنقاذ الوضع يقول سابا: "المطلوب فورًا استقرار أمني واضح لأن لا سياحة ولا استثمارات من دون أمان والذي يتحقق بضبط الأوضاع الأمنية ومنع أي اهتزاز قد يؤثر على ثقة الزوار. هذا بالاضاقة الى ضرورة اتخاذ إجراءات اقتصادية محفزة من خلال دعم القطاعات المتضررة، تسهيل التراخيص والإجراءات، وتخفيف الأعباء عن المؤسسات التجارية والسياحية."

ويشدد على "أهمية تعزيز الترويج السياحي والعمل على التنسيق بين القطاعين العام والخاص للتسويق للبنان كوجهة آمنة وجاذبة للسياح. فالموسم الصيفي ليس مجرد فرصة سنوية، بل هو شريان حياة لعشرات آلاف العائلات التي تعتمد عليه. لا وقت للمماطلة، ولا مجال لإضاعة الفرص. المطلوب تحرك فوري ومسؤول، لأن أي تأخير اليوم قد يُكلفنا غدًا أكثر مما نتخيل."

ويختم: "البترون ستبقى وجهة أساسية، ولكن المحافظة على هذا الموقع يتطلب دعمًا حقيقيًا، وليس مجرد وعود فارغة. اما المسؤولية فهي على عاتق الجميع، فلنبدأ بالحلول قبل أن نجد أنفسنا أمام أزمة جديدة لن يكون تعويضها سهلًا."

                                                                ==========ر.إ