ميشال معوض في تخرّج الدفعة الأولى من التعليم الدامج في "سيدة اللويزة":
لا يمكن بناء مستقبل وطن مزدهر من دون ضمان فرص متساوية لكل طالب

 

وطنية - احتفل مركز "التعلم مدى الحياة "في جامعة سيدة اللويزة وبالتعاون مع مؤسسة SKILD بتخرّج الدفعة الأولى من التعليم الدامج تحت عنوان: "الدمج من إجل مجتمع أفضل"، في حضور ضيف الشرف النائب ميشال معوّض ، الرئيس التنفيذي لمؤسّسة رينه معوّض، في حرم الجامعة – زوق مصبح.

شارك في الحفل: عضو لجنة التربية والثقافة والتعليم العالي النائب سليم الصايغ ممثلاً رئيس حزب الكتائب اللبنانيّة سامي الجميّل، عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عقيص، رئيسة المؤسّسة المارونيّة للإنتشار وعضو مجلس أمناء جامعةِ سيّدة اللويزة السيّدة روز شويري ، الأمين العام للمدارس الكاثوليكيّة الأب يوسف نصر ، رئيس إتحاد بلديّات كسروان الفتوح جوان حبيش، مؤسّس مركز سكيلد لذوي الصعوبات التعلميّة الدكتور نبيل أسطا،رؤساء البلديات، مديرو وممثلو المدارس، رئيس جامعة سيّدة اللويزة الأب بشارة الخوري وأسرة الجامعة مع هيئاتها الاداريَّة والتعليميَّة.

بوهدير

إستهل اللقاء بالنشيد الوطني، ومن ثم كلمة الإفتتاح مع مدير الشؤون العامة، البروتوكول والعلاقات الإعلاميّة في الجامعة الأستاذ ماجد بوهدير رحب فيها بضيف الشرف وبالحضور، وقال:" العائلة، هي الكلمة الأساس؟ كلا، هي الإطار الأساس؟ نعم، هي الضمانة الأمضى؟ نعم وألف نعم. حصانتها، هي صمّام الأمان لمجتمع يسير نحو شاطئ أمان. وبالحديث عن الأمان هو الشعور الذي ينساب إلى بناتنا، أبنائنا، وإخوتنا الذين تسبّبوا للمعاجم اللغوية، بأزمة ما دونها أزمة عندما احتاروا ما هو اللقب الذي يلائمهم: ذوي الإعاقة، ذوي الإحتياجات الخاصة، أصحاب الهمم، المجروحون بذكائهم، المختلفون بطريقة أو بأخرى؟ في هذا المكان، أيها الأحباء، لا مكان لهذه التسميات، ولا تسبّب بالأزمات، المكان هو جامعة سيّدة اللويزة."

وتابع: "في هذا المكان تتحلّق اليوم عائلة تربوية متكاملة تطبع لقاءات هذه الجامعة اللويزيّة التي ومن خلال بنوّتها للرهبانيّة المارونيّة المريميّة تخوض مشوار الرسالة التعليميّة الإلزامية للبنين والبنات والتي أقرّها المجمع اللبناني الذي عقد في اللويزة عام 1736، إلى جانب العديد من المدارس، ومنها مدرسة سيّدة اللويزة الممثلة فيما بيننا من خلال رئيسها الأب حنا الطيار، ومدرسة القديسة ريتا من خلال رئيسها الأب المدبّر سمير غصوب،  وهي وإلى جانب باقة من المدارس التي نفتخر بها يتحلّقون اليوم حول أساتذتهم الذين تابعوا دورة أكاديمية في جامعة سيدة اللويزة وذلك تحت مظلة مركز التعلّم مدى الحياة وبإشراف مديره الدكتور داني قزّي، وبالتعاون المميز مع مركز سكيلد  لذوي الصعوبات التعلميّة".

مداخلة طالب

ثم كانت مداخلة للشاب جو كنعان، الذي هو طالب في جامعة سيدة اللويزة، ومن خلال خدمة "تسهيلات التعلم" (Learning Accommodation Service) التابعة لمكتب شؤون الطلاب، يتمكن من الاندماج في الكليات ضمن تخصصاته، ويحصل على شهادة جامعية إلى جانب 50 طالب آخرين. والشاب أليكس وهبة، الذي هو جزء من البرنامج المتخصص (Ideal Program) في الجامعة أيضا، والذي يهدف إلى تعزيز الدمج والمسار الأكاديمي للأفراد الذين يواجهون صعوبات تعليمية أكبر. ومن خلال هذا البرنامج، يحصل أليكس على شهادة (Certificate) بعد عامين من الدراسة، مع شكرهما لمؤسسة SKILD.

أسطا

ثم تحدث الدكتور نبيل أسطا، وقال: "في البداية، كانت هذه مبادرة فردية ثم تحولت إلى ثقافة مجتمع مع جامعة سيّدة اللويزة، وهي تُعتبر ثورة في عالم التعليم، حيث أصبح هناك مدارس تهتم بمسألة دعم دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع اللبناني."

وتابع أسطا: "منذ 15 عامًا ونحن نسعى لتطوير هذه الأفكار، لأننا نعتبر أنَّ التعليم هو مُفتاح النمو. نتوجه إلى المعلمين كما الطلاب لبناء إنسان مثقف قادر على مواجهة تحديات الحياة، على الرغم من الصعوبات التي قد يواجهها في معتركه اليومي."

وأكد "إن دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس الخاصة والجامعات الخاصة هو أمر في غاية الأهمية، لأنَّه يعكس التزامنا بتوفير فرص تعليميَّة متساوية لكلّ فرد في المجتمع. هذا الاندماج يعزز التعددية ويتيح لكل طالب فرصة للوصول إلى كامل إمكاناته. وهو جزء أساسي من بناء مجتمع متساوٍ وعادل."

كلمات

كما كانت هناك مداخلة للدكتور داني قزي،مدير مركز التعلم مدى الحياة ومركز التعلم الإلكتروني في جامعة سيّدة اللويزة ،اعتبر فيها "أنَّ التعاون بين مؤسسة SKILD والجامعة خطوةً مهمةً في تقديم برامج متخصصة تدعم الجميع في تحقيق التقدّم التعليمي".

واضاف:" يسهم هذا التعاون في تطوير مهارات الأفراد وتمكينهم من مواجهة التحديات التعليمية بفعالية." 

وكان للسيدة هبة جمّال مديرة مؤسسة سكيلد كلمة شكرت فيها جامعة سيدة اللويزة كما الأساتذة المشاركين من مختلف المدارس، وقالت: " الجمع بين النظرية والعمل العملي في الصف يعزز عملية التعلم ويجعلها أكثر فعالية من خلال فهم أعمق".

وتابعت: "فالنظرية توفر الأساس المعرفي، بينما العمل العملي يظهر كيفية تطبيقها في الواقع، مما يعزز استيعاب المعلومات. وهذه البرامج تعمل على تطوير المهارات العملية، كما تحسين الأداء الأكاديمي و إعداد الطلاب لسوق العمل".

وأنهت جمّال كلمتها: " باختصار، الجمع بين النظرية والعمل العملي يُنتج تعليمًا متوازنًا يُعد الطلاب لفهم العالم والمشاركة الفعالة فيه".

أما رئيس جامعة سيّدة اللويزة الأب بشارة الخوري، قال:" صحيحٌ أنّنا في 14 آذار، لَكِنْ لسْنا في لِقاءٍ سياسيٍّ أو في لقاءِ مواجَهة مع تاريخٍ آخَرَ يَقَعُ هو أيضاً في آذار بل نحنُ في لقاءٍ تربويٍّ، أكاديميّ، ووطنيّ إذا صَحَّ التعبير، ولسنا في تظاهُرةٍ في وسطِ المدينةِ، بل نحنُ في تظاهُرةٍ علميّةٍ في وسطِ جامعةٍ بَلْ في قَلْبِ جامعةِ سيّدةِ اللويزة. تلاقينا هُنا ليسَ لتلبيةِ دعوةٍ، بل استعداداً لتلبيةِ نداءاتِ الغَدِ وما أكثَرَها، من الوَطن، مِنَ الدولةِ، ومن الإنسانِ اللبنانيّ، ولَكِنْ عندما نكون معاً، نَستطيعُ تلبيةَ كلّ النداءاتِ ذاتِ الصلة بقطاعِنا التربويّ- التعليميّ والتثقيفيّ".

وأضاف :" ولمّا كُنّا نَعْلَمُ كَكُلّ المتابعينَ والمعنيّينَ أنَّ لبنانَ ينْتَظِرُ ولادَةَ مناهِجَ تعليميَّةٍ باتَتْ وشيكَةً، ولقد خُصِّصَتْ في وثيقةِ الإطارِ الوطنيِّ لمنهاجِ التعليمِ العامّ ما قَبْلَ الجامعيِّ أكثر من فقرةٍ وَبَنْدٍ لذوي التّحديات والصعوباتِ التعلُّميّةِ وللتربيةِ الدامِجَةِ، فإنَّ جامِعَتَنا وفي خُطوةٍ بلْ بمبادَرَةٍ اسْتِباقيَّةٍ سارَعَتْ، وبالتعاونِ مع مركز SKILD إلى إعْدادِ معلّماتٍ ومعلّمين قادرينَ على مواجَهَةِ هذهِ التحدّيات بطرائِقَ حديثةٍ وأساليبَ علميّةٍ أثْبَتَتْ فعاليّتَها عالميّاً. وها هي اليومَ، بحضورِكم ومشاركَتِكُم كممثّلينَ لمدارِسَ وهيئاتٍ تربويّةٍ فاعلةٍ، تخرّحُ دُفْعَةً بَلْ فوجاً جديداً من معلّماتٍ ومعلّمينَ شاركوا وتابعوا دوراتٍ تدريبيّةً مكثّفةً على مدى ساعاتٍ وأيّامٍ، هُنا في هذهِ الجامعةِ الدامِجَةِ، لا بَل الرائدةِ في هذا المجالِ."

وختم الخوري : "إنّ جامعةَ سيّدة اللويزة تُعِيدُ إِحْيَاءَ البُرُوتُوكُولِ الخَاصِّ مَعَ جَمِيعِ المَدَارِسِ لِدَعْمِ المُعَلِّمِينَ الرَّاغِبِينَ فِي مُتَابَعَةِ دِبْلُومِ التَّعْلِيمِ، وتُفّعِّلُ من جديدٍ ما يُعْرَفُ باسْمِ Teaching Diploma أَوْ دَرَجَةِ مَاجِسْتِيرٍ فِي التَّرْبِيَةِ التي تهدِفُ إلى تمكينِ الموارِدِ البشريّةِ التي سَتَشْهَدُ على تطبيق هذا المنهاج في المدارِسِ. وكل ذلك لكي لا ننسى أنّنا أمامَ تحدٍّ جديدٍ اسمُهُ الذكاءُ الاصطناعيُّ الذي سيُلْغي كُلَّ أنواعِ الذكاءاتِ التي لا زِلْنا نتباهى بِها. نَعَمْ، وقد يكونُ مِنْ لزومِ ما لا يَلْزمُ القَوْلُ بأنَّ التطوّر متسارعٌ، لذا فإنّنا مُصِرّون على جَعْلِ هذهِ الجامعة مِنصَّةٍ منها نُخاطِبُ التجدُّدَ ونُحاكيه، وَنُمْسِكُ بيدِ التطوُّرِ لنسيرَ بمحاذاتِهِ من دونِ لهاثٍ للّحاقِ بِهِ".

ثمَّ كانت كلمة للأب يوسف نصر الأمين العام للمدارس الكاثوليكيّة قال فيها: "لا شكّ بأنَّ التربية في عصر ما بعد الحداثة وصلت الى أن تكون تربية متكاملة وشاملة éducation intégrale، تهتمّ بتطوير كلّ جوانب شخصية الإنسان، العقلية والنفسية والروحيَّة والاجتماعيَّة والخلقيَّة وتسعى لتطال كلّ إنسان مهما تنوعت واختلفت قدراتُه وطاقاته وكفاياته، وذلك انطلاقاَ من المبدأ القائل بحقّ كلّ طفل بالتعلّم. وهذا ما عرف بالتربية الدامجة. فهذه الأخيرة هي جزء لا يتجزأ من التربية وصفة متلازمة بها".

وتابع: " إنَّ إيماننا بهذه الحقيقة، دفعنا الى وضع رؤية تربوية للأمانة العامة، أطلقنا عليها تسمية: vision 2030  تهدف الى جعل التربية في مدارسنا تربيةً رقميةً دامجةً خضراء. ولتحقيق هذه الرؤية، تقوم الأمانة العامة بتنظيم مجموعة من الأنشطة تساعد مدارسنا على الانخراط في هذا المسار الطويل والمكلف ولكنه في الوقت عينه مسار نافع ومجدي بحسب كلّ الأبحاث التربوية العلمية الحديثة".

 

النائب معوض

وقال النائب ميشال معوض:" أنّ الاندماج التعليمي هو حق لا يتجزأ في دستورنا اللبناني وقوانيننا، وهو في صلب قيمنا اللبنانيَّة. فلا يمكن بناء مستقبل وطن مزدهر دون ضمان فرص متساوية لكل طالب، بغض النظر عن ظروفه. إنَّ تعزيز بيئة تعليميَّة دامجة يعزز الوحدة الوطنية ويكرس مبدأ العدالة الاجتماعيَّة."

وأضاف: "هذه التجربة الرائدة مع "SKILD" التي أنجزتها جامعة سيدة اللويزة تثبت مرة أخرى تعاليم رهبانيتها التي تتبنى قضية الإنسان وتؤكد دور التعليم في بناء مجتمع يتسم بالعدالة والمساواة، ويشجع على تبني قيم التسامح والاحترام المتبادل بين جميع الأفراد. ومن خلال هذه المبادرات، نرسخ في الأجيال القادمة أهمية العمل المشترك لبناء وطن شامل ومزدهر."

وأشار النائب معوض الى "اهداف مؤسسة رينه معوض، وقال :" تتجلى أهداف المؤسسة في مجالات عدة منها التعليم كتوفير خدمات تعليميَّة للأطفال والشباب، بما في ذلك مراكز متخصصة لرعاية الأطفال العاملين، ومعاهد تقنية، ودور حضانة، ومراكز مجتمعية للشباب، والرعاية الصحية كتقديم خدمات الرعاية الصحية للمحرومين في شمال لبنان، من خلال عيادات مجتمعية ووحدات طبية متنقلة، مما يضمن وصول الخدمات الصحية إلى المناطق النائية والمحرومة، ثم التنمية الزراعية لدعم التنمية الريفية والزراعية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية".

وختم معوض : "التحدي اليوم هو نقل هذه المبادرة من الفردي إلى الاندماج الثقافي الوطني، الذي هو جزء لا يتجزأ من الدولة والوطن. علينا أن نعمل على تطوير البرامج التربويَّة من أجل تحسينها وبناء إنسان أفضل قادر على خوض معترك الحياة بكل آفاقها. إنَّ هذه المسؤولية تقع على عاتقنا جميعاً لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة".

في الختام، تمَّ تقديم هدية تذكارية للنائب معوض عبارة عن كتاب لبنان الكبير.

كما تمَّ توزيع الشهادات والتقاط الصّور التذكاريَّة.

 

                          =========

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب