وطنية – طرابلس - نفذت الهيئتان الإدارية والتعليمية في مدرسة الجديدة الرسمية بالتعاون بلدية طرابلس، وقفة احتجاجية وتضامنية مع ذوي الطفل شادي يوسف (12) الذي قتل بطلقة رصاص امام محل بيع الدجاج في الزاهرية أثر خلاف بين صاحب المحل ومطلق النار بسبب نصف فروج.
شارك في الوقفة الى عائلة الضحية، رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق واعضاء من مجلس البلدية وموظفيها، رئيس رابطة التعليم الأساسي في الشمال مدير المدرسة حسان العلي وأفراد الهيئتين الإدارية والتعليمية ورفاقه الذين حملوا صورته وشعارات تطالب بضبط الفلتان الامني ومحاسبة القتلة.
العلي
بداية القى حسان العلي كلمة، نوه فيها بمشاركة رئيس البلدية وألاعضاء، مشيرا الى انها "تعني لنا الكثير كمعلمين وطلاب واهالي"، وقال: "انها وقفة عز وشرف لرفع الصوت بوجه الظلمة. فبإسمكم نقول في مدينتنا طرابلس بلدية وهي حكومة محلية تقوم بواجبها مع الناس ضمن الإمكانات المتاحة". كان اجتماعنا اليوم برمضان المبارك أن يكون لقاء فرح بشهر الخير، لكن أبت يد التفلت الأمني إلا أن تنغص علينا أمننا وسلامنا في المدينة، وقد انعدمت الأسباب واستمرت الجريمة، فرصاص الغدر الطائش أصابنا بمقتل تلميذنا وطفلنا شادي يوسف الذي كان متواجدا أمام المحل عند انطلاق رصاصة الغدر فسقط خائرا بسبب نصف فروج لم يكن متوفرا لنفاد الكمية".
يمق
ثم تحدث رئيس البلدية الدكتور يمق، فقال :" مشاركتنا معكم في هذه الوقفة التضامنية الاحتجاجية، لتأكيد أحقية الهدف من إقامتها وتعزيز فرص نجاحها وتحقيق اهدافها وبالتالي تسليط الضوء على مظلومية المواطنين، لا سيما ونحن نعيش يوميات شهر كريم وفضيل، والذي تصفد فيه الشياطين. وما نراه على أرض الواقع يؤكد أن شياطين الجن صفدت بينما شياطين الإنس أطلقوا العنان لشهواتهم وجبروتهم، فعاثوا فسادا وقتلا وتشبيحا وسطوا مسلحا وسلبا وترويع الفيحاء وظلم أهلها الآمنين".
وشدد على ان "الانفلات الأمني ليلا ونهارا حول عاصمة شمال ومدن الفيحاء المينا، القلمون، البداوي وادي النحلة والمنكوبين والجوار وصولا الى مدن وقرى المنية والضنية وعكار، الى ساحات حرب مأسوية تحصد في حصيلة شبه يومية شهداء وجرحى من خيرة الشباب تحت عنوان الرصاص الطائش والسلاح المتفلت. لن اعدد حالات التفلت الأمني والقتل في مدن الفيحاء مع بشاعتها وواقعها السيئ، إلا أنني أتوقف عند الحادث المأسوي الذي نحن بصدده احتجاجا، والذي أدى إلى استشهاد الطفل شادي يوسف البالغ من العمر12 عاما، متأثرا بجراحه أثر إصابته، بطلق ناري في رأسه عندما اطلق احدهم النار من مسدسه الحربي، بسبب عدم حصوله على نصف فروج، قيمة روح طفل نصف فروج، فهل يعقل ان نطلق النار لهذا السبب؟ وما هي النتيجة؟ كارثة حلت بعائلة طرابلسية آمنة، بفقدان فلذة كبدها، نحن في شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، نحن لسنا قتلة وقطاع طرق ونشل وتشليح وتشبيح، للأسف الشديد كل يوم اشتباكات وإطلاق نار وقتلى وجرحى، وخسائر في الممتلكات دون أي سبب منطقي يعقله الإنسان، واليوم نحن أمام اختبار بعد الاجراءات المشددة للقوى الأمنية والاجهزة الادارية، التي انتظمت دورتها المؤسساتية، بعد انتخاب رئيس للجمهورية ورئيس للحكومة وتشكيل الحكومة، ويجب أن يكون زمن التوظيف السياسي للمدينة قد انتهى".
وأشار الى ان "الجيش والقوى الأمنية تقوم بحزم في تنفيذ خططها الخاصة في مدن الفيحاء، لكن لا يزال الأمن ناقصا مع إستمرار التعديات"، مطالبا بـ"تضافر جهود الجميع قيادات سياسية وزراء ونواب وفاعليات وسلطة محلية وامنية وزيادة عديد قوى الأمن والجيش وكشف كل من يضخ السلاح ويروج المخدرات في المدارس والمعاهد التربوية والجامعات الرسمية والخاصة، وتقوية البرامج التوعوية والإرشادية مع إجبارية التعليم الابتدائي والتكميلي لبناء جيل مثقف وواع كونهم نصف الحاضر وكل المستقبل".
كما طالب يمق "كل المعنيين بضرورة الحفاظ على دماء المواطنين وأرواحهم وأرزاقهم وحماية مدن الفيحاء من الذين يحيكون المؤامرات لنسف أمنها وأمانها والتلاعب بمصيرها، والعمل على تطبيق الأحكام العادلة، وكما يقال ظلم بالسوية عدل بالرعية، لان العدل هو أساس الملك وهو الكفيل بردع القتلة والخارجين عن القانون. نشد على ايدي أهله وايدي رفاقه ونقف الى جانب الهيئتين الإدارية والتربوية ولجنة الأهل في مدرسته. وبإسمي واسم الزملاء في المجلس نتقدم منكم بأحر التعازي، وندعو الله أن يتغمد فقيدنا بواسع رحمته مع الشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا".
كما تحدث كل من التلاميذ سيف الحلاق ومحمود شغري وسميح نجار والمعلمة زهرة هرموش باسم الهيئة التعليمية، عن صفات الطفل يوسف وانصاته ومثابرته وخلقه، حيث "بات اليوم مقعده شاغرا سرقته يد الغدر والاجرام"، وأكدت "الألم والحزن لفقدان زميل وأخ رحل مظلوما بيد آثمة لم ترحم براءته ولم تدرك حجم الجريمة"، وسأل عن العدل والإنسانية، وكيف اصبحت قلوب بعض البشر قاسية. فهذا الحدث ليس فاجعة أصابت عائلة الفقيد فقط بل جرح في ضمير المجتمع كله وصوت يطالب بالحق والعدالة".
وفي الختام، تم قراءة الفاتحة عن روح المغدور يوسف.
=====م.ع.ش.