ندوة عن موريس عواد في اليوم الخامس من مهرجان الكتاب وتكريم أنطوان رعد

وطنية - المتن - عقدت ندوة في اليوم الخامس من "المهرجان اللبناني للكتاب" الذي تنظمه "الحركة الثقافية" في أنطلياس بنسخته الثانية والأربعين، بعنوان "موريس عواد: 55 سنة شعر باللبناني"، منشورات مؤسسة موريس عواد، تحدث فيها الكاتب والشاعر حبيب يونس، الدكتورة ندى معوض والكاتب ملكار الخوري، وأدارتها باتريسيا قسيس شماس.

وتلا الندوة تكريم الشاعر أنطوان رعد، أداره الدكتور عصام خليفة وقدم له الرئيس الدكتور غالب غانم.

شماس

بداية قالت مديرة الندوة باتريسيا قسيس شماس: "عندما نقول "شعر" كما نحس ونفكر نكون نعني موريس عواد. عندما نتحدث عن الثقافة التي لم تعد من الأولويات في مجتمعنا  نتذكر أن هناك مؤسسات تحارب من أجل الكلمة وتؤمن بها. هناك معرض الكتاب ومؤسسة موريس عواد. لأن موريس عواد لم يكن مرة إلا "غير شكل" فهو الشاعر اللبناني بكل تفاصيله. منذ 20 شباط 1934 تعلم اللغة اللبنانية من إمه، أحبها، وقدسها. يفكر ويكتب باللغة اللبنانية".

اضافت: "هذا الشاعر الصادق الذي يفيض وطنية وانتماء كتب الشعر، القصة، الرواية، الفلسفة واللاهوت"، وقالت: "هذا الشاعر الكبير ترك إرثا أدبيا شعريا ثقافيا كبيرا يتضمن أكتر من 56 كتاب، عدا المخطوطات غير المنشورة و أكتر من 250 أغنية و الكثير من الأعمال المسرحية وهو أغنى الإذاعة بأجمل وأرقى البرامج".

وختمت: "هذا الشاعر الكبير جمعنا اليوم و بعد 6 سنوات على غيابه لنحتفل به وبإبدعاته ونقدم تحية لروح "موريس عواد".

يونس

من جهته قال حبيب يونس: "أنتم بخير .. كيف حال موريس عواد؟  هذا السؤال الذي كان موريس عواد يطرحه على كل من التقى، كان جزءا من أسلوبه الشاعري أكثر منه طرافة او لعب على الكلام. أسلوبه ميزه عن شعراء سبقوه، أو عاصروه

أو تبعوه، لأنه كان ولايزال وسيبقى محطة من خمس محطات مفصلية في الشعر اللبناني الذي مر على ولادته، من رحم الزجل اللبناني، مئة سنة تقريبا، موريس عبأ من هذه المئة، 55 سنة".

أضاف: "موريس عواد لا يكتب عنه إلا بلغته، باللغة التي أحبها، لغة أمه وصلاته وتأمله. اللغة التي قال عنها: "زيحوا هيك، إجا وقت اللغا اللبنانيي، وأنا جيت". ليش وين رحت يا موريس ت تقول جيت؟".

وتابع: "الأرزة المغروزة في القلب دقات قلب، لا تذهب الى أي مكان. لا عاصفة تلويها، والتراب يتقدس فيها، والمدى يتسع كي يسع مشقتها. موريس عواد... كان ولا يزال يجعل الشعر يأتي إليه. موريس عواد... أمس واليوم والغد، جميعها له. وسيظل يأتي حتى يوجعنا اسمه، وكلما أوجعنا يمرر أصابعه على جبيننا، ويمسحنا بميرون محبته وإنسانيته، ويشفي بالشعر كل جروحنا. موريس عواد من أجمل القصائد اللي كتبها الله، في ديوان الشعر اللبناني".

معوض

ثم كانت مداخلة لندى معوض تعمقت فيها بشعر موريس عواد، فاعتبرت أن "شعره يتحدث عن الحب والمشاعر"، مشيرة الى أنه "ثار للمرأة وحرر جسدها كاسرا حاجز المجتمع بكسره حواجز الدين ومحررا الجسد بالكلمة وباللغة اللبنانية". كذلك توقفت عند صورة المرأة عند موريس عواد وهي صورة مريم العذراء والأم".

الخوري

وقال ملكار خوري الذي تحدث باسم "مؤسسة موريس عواد": "موريس عواد: 55 عاما من الشعر باللبناني"، هو عنوان هذه الندوة بمناسبة صدور كتاب موريس عواد poemes choisis. مختارات من الدواوين ال 16 التي نشرها على مدى حياته، من "أغنار" (1963)  الى "2 ب صباط واحد" (2014)، وضع فيهما البراءة، الغزل،، الشك والإيمان، وجع الوطن، الأسئلة التي لا أجوبة لها، والزمن الذي ليس له نهاية. هذا المشروع كان لسنتين على الورق، ووجدنا أن وقته حان، لأكثر من سبب: منذ ست سنوات نحن نستذكر شاعرا بغير الشعر. غالبية دواوين موريس عواد نفدت من المكتبات".

أضاف: "نحن بحاجة لأن نعرف الناس الذين لا يعرفون موريس الشاعر، على شعره، وهذا الكتاب هو مختصر الدواوين ال 16. إن إيمان موريس عواد بالشعر وبقدسيته، لا يقل عن إيمانه باللغة اللبنانية. حتى أن تعبيره عن هذا الإيمان كان بمفردات بيبلية: يقول في مقدمة الأنطولوجيا: "منذ سبع سنوات رسمت على وجهي علامة الشعر، حملت قنديلي ورحت أبحث وأفتش وأجمع غمار "القصايد ع بيدر الورق". ويقول أيضا عن الشعر في مقابلة على أل.بي.سي "كما الكاهن خوري يقدس كل يوم، هذا قداسي أنا، أقف على مذبح الشعر".

وتابع: "أثناء تحضيرنا لكتاب موريس عواد poemes choisis""قال لي أحد أصدقائي: هذا الكتاب سوف يخلد موريس عواد. هذا الأمر جعلني أفكر بأسماء الشعراء الكبار من ال antiquite، للmoyen age، الى اليوم، وما بقي منهم في الذاكرة: كتاب، عنوان كتاب، قصيدة، أو بيت شعر؛ ومنهم من بقي في الذاكرة لأنه شكل نقطة تحول وعلامة فارقة في الشعر فاتحا له أفقا جديدا. هذا الأمر ينطبق أيضا على موريس: من هذا ال corpus  الضخم الذي كتبه، في أعمال ستسقط من الذاكرة مع الوقت، أو تنتقل منle devant de la scene  لل coulisse، وهناك أعمال ستجتاز مسافة لوقت خارقة حائط النسيان النسيان".

واذ سأل: "ماذا سيتبقى من موريس عواد؟"، قال: "سيبقى حاضرا كونه في كل أعماله حاكى الهم الإنساني ،les questions du Coeur: الحب والفرح والحزن والوجع والقلق والشك والإيمان، وغيرها. سيبقى حاضرا كونه كان علامة فارقة وصوتا صارخا بوجه الكذب والظلم والاحتلال، في وقت كان الجبن والتخاذل واللوفكة والصفقات والسمسرات والتسويات والهروب من المسؤولية هي النمط السائد. سيبقى حضوره قويا لأن لا نسخة ثانية منه".

تكريم أنطوان رعد

وقال الدكتور عصام خليفة في يوم تكريم الشاعر أنطوان رعد - علم ثقافة: "المربي الذي علم الأدب العربي في كبرى المدارس المتفوقة. النقابي الذي دافع عن حقوق المعلمين وشارك في نضالات المجتمع المدني، من خلال المؤتمر النقابي الوطني العام، من أجل إيقاف حروبنا المركبة.صاحب الذاكرة الإستثنائية الذي يذكر قصائده منذ مرحلة الشباب ويعرف أيضا أشعار العرب في الفترات المختلفة، والصديق

الذي وقف دائما إلى جانب أصدقائه في كل الظروف. الشاعر الذي طوع لغة الضاد إلى أجمل وأنقى المشاعر الإنسانية، تجاه المرأة، وتجاه الطفولة، وتجاه الوطن والحرية. هذه بعض من خصال علم الثقافة أنطوان رعد الذي تتشرف الحركة الثقافية - انطلياس في تكريمه في المهرجان اللبناني للكتاب-الدورة 42".

أضاف: "على امتداد عقود علم الأدب العربي والعروض والبيان وقواعد اللغة العربية. وألف الكتب في هذه المواد. تنقل بين ثانوية حلبا الرسمية، وسيدة اللويزة، وراهبات اليسوعية، وراهبات القلبين الأقدسين، والكريم، والكرمل سان جوزف، والليسه عبد القادر والسان جورج وغيرها. وأينما حل كان محط إحترام من زملائه في الهيئة التعليمية، وموضع محبة واحترام من طلابه وطالباته. وليس صدفة أن تتزوجه تلميذته زهوى الحاج، من دوحتنا البجانية الوارفة، وكانت خير ملهمة له من خلال جمالها الإستثنائي في غزارة انتاجه الشعري. وعلى صعيد النضال النقابي قاد علمنا نقابة المعلمين في مرحلة دقيقة وصعبة وتمكن من خلال أضرابات قاسية أن يحقق جملة مطالب".

وتابع: " وأنطوان الصديق يتمتع بملكة قل نظيرها في هذه الأيام. ما طلب منه زميل معلم مساعدة أو استشارة إلا واهتم به. وعلى مستوى الهيئات الثقافية التي كان عضوا فيها كان المشاركون يبادرون إلى انتخابه رئيسا. هذا ما حصل في النادي العربي في بريطانيا، وهذا ما حصل مع المجلس الثقافي في بلاد جبيل، وكذلك جمعية "أهل الفكر". ورابطة خريجي معهد الرسل. وبالنسبة لأنطوان رعد الشاعر يمكنني أن أطلق عليه، ضمن حدود معرفتي بالشعر، إنه واحد من كبار أمراء الشعر عندنا".

وختم: "في يوم تكريم كبيرنا أنطوان رعد، في المهرجان اللبناني للكتاب-السنة 42، كعلم ثقافة في لبنان والعالم العربي، نتمنى لهذه القامة الشعرية والتربوية والنقابية المرموقة استمرار الصحة والعطاء. وهو على كل حال استمرار لأدبائنا اللبنانيين الكبار الذين كانوا أركان النهضة العربية الحديثة".

غانم

بدوره قال القاضي الدكتور غالب غانم: "على إيقاع بيروت ولبنان، وحركة الحياة ونداءاتها وإغراءاتها...وعلى غرار الطماحين والملوحين للغد، كان عليك أن تترقب نجمة الصبح وأن تشق طريقا بعد اجتياز البداوات المدرسية في منابتك الأولى، ثم تحت خيام " الرسل" في جونيه حيث جددت مسراك، وصوبت وجهك إلى كتاب الأدب، وإلى الجامعة اللبنانية التي ضمت في تلك الغضون أعلاما من أساتذة الأدب العربي، وأطلقت على أيديهم أعلاما آخرين أمثالك. ولكنك لم تطأ حرمها فارغ اليدين. فالوافدون إليها من قصي الديار، سواء كانوا – مثلك- أبناء الكورة الهيفاء، المكللة بشجرة السلام، أو من سائر هضبات لبنان وقبابه ومفارش سهوله وقراه الثريات، حملوا إليها ثقافة وحرفة تولدان معهم بالفطرة، وتنموان بالمراس، هما ثقافة الحرية وحرفة الكرامة. ناهيك عما حملوه من مواهب ربانية. ولعل بعض ما ذكرته في هذه الالتفاتة يقرأ على محياك، ويستشف من طوالع عصيانك آن المقام للعصيان، وانبساط صدرك ورؤياك آن المقام للانبساط. ولعله سيكون، ذات ليل حل بالوطن، وذات انفلات وافتئات، وسجون فكرية وصد للألسن وللأنفاس، علة من العلل التي دفعتك إلى التغرب بعد مقاساتك من الاغتراب".

أضاف: "وحين استوت المعارف، وامتلأت الأجاجين، صوبت ماءتك إلى غير حقل من حقول الأدب والثقافة والتربية والتنوير والتأليف. فدرست الأدب العربي في مؤسسات  كبرى تلقف فتيانها وفتياتها أمثولاتك الأنيقة تلقفا، وأغنيت الكتاب المدرسي الممسوح بذائتك الفنية، فبت من معلمي الطبقة الأولى، ومن المناهل والمراجع التي تستفتى في شأن تراثنا الأدبي الثري ولغتنا العربية".

وقال: "ومن ذاتياتك ومحطات حياتك أنك غادرت، على رغم وقهر، وطنا عشقته وأفردت له ديوانا معززا بالرسوم الفنية. في العام 2013، شاركت على منبر هذه الحركة الثقافية الحبيبة، في الاحتفاء به، ومما جاء في كلمتي التي أعطيتها عنوان "أنطوان رعد في لبنان صورة وشعرا، كل قصيدة صلاة"، يدخل إلى التاريخ بلفتة، وإلى الجغرافيا بطرفة عين، ويمر بالمدن والقرى مرور باعة الورد وحساسين الجرد والعشاق القدامى الذين يزورون مساكن حبيباتهن خفافا يستطلعون ولا يقتحمون".

المكرم

كلمة الختام كانت للمكرم أنطوان رعد وشكر فيها "للحركة الثقافية - أنطلياس تكريمي في هذه العشية، لأنها الوريثة الشرعية لعامية أنطلياس وطنيا، ولكونها الوريثة الشرعية للندوة اللبنانية التي كان يرئسها ميشال أسمر، ثقافيا، وهي رغم كل المحاولات أبت إلا أن تكون مستقلة، واستقلالها هو سر قوتها".

 

كما شكر "الدكتور عصام خليفة رفيق النضال في الزمن الصعب"، "والرئيس غالب غانم الذي أضاء على شعري في كلمة أقل ما يقال فيها أنها كتراب الوطن"، "وللحضور الكريم تشجيعي طوال مسيرتي الأدبية"، "ولزوجتي الحبيبة اهتمامها بي وبالعائلة"، وقال: "لا يسعني إلا أن أذكر بالخير معلمي الذين كان لهم الفضل في تكوين شاعريتي".

وفي ختام كلمته ذكر "اللبنانيين أنه ما من مرة حاول سيف القمع أن يبري قلم الحرية إلا وبرى القلم السيف".

 

=====م.ع.ش.

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب