وطنية - نظم "لقاء كسروان الثقافي" في بلدية جونية ندوة ثقافية عن كتاب "بناء الوطن بعد الحرب" لمؤلفه الخوري الدكتور طوني بو عساف، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلا بالنائب البطريركي العام على منطقة جونية المطران انطوان نبيل العنداري، شارك فيها الوزير السابق زياد بارود، الدكتور ناصيف قزي والصحافي داود رمال، وادارتها الاعلامية رين رحّال، وحضرها رئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح ورئيس بلدية جونية جوان حبيش ووزراء ونواب حاليون وسابقون وسفراء، ومقامات روحية وسياسية وعسكرية وبلدية وتربوية واجتماعية واعلامية وحشد كبير من المدعوين.
العنداري
افتتح الاحتفال بالنشيد الوطني، وكلمة ترحيبية للاعلامية رين رحّال قدّمت في خلالها نبذة عن سيرة الاب بوعساف وعن المنتدين، ثم القى العنداري كلمة قال فيها: "شاء الخوري طوني بو عساف، الدكتور في العُلومِ التَربَوِيَّة، أَن يَنشُرَ في سِلسِلَةِ " غباليات " كِتَابَهُ الجَديد " بِناءُ الوَطَنِ بَعدَ الحَرب "، إِنطِلاقَاً مِن مُواطِنِيَّتِه وَوَعيهِ لِلشَأنِ العام، ومِن أَهَمِّيَةِ إِعادَةِ بِناءِ وإِنهاضِ الوَطَنِ مِن كَبوَتِه بَعدَ السَنواتِ العِجاف التي أوصَلَت لبنانَ إِلى ما وَصلَ إلَيه. إختَبَرَ المُعاناة بِأَبعادِهَا المُتَنَوِّعَة التي دَفَعَتهُ إلى أَن يَطرَحَ رُؤيَتَهُ وأَفكارَهُ وأَحلامَهُ لِمَرحَلَةِ البناء ما بَعدَ الدَمار. وهذه الطُروحات لَيسَت غَريبَةً عَن ناشِطٍ كَنَسي في وَسائلِ التَواصُلِ الإِجتِماعي ومجالاتِ الثَقافَة والشُؤونِ التَربَوِيَّة".
اضاف: "يُشَرِّفُني أَن أُلَبّي رَغبَةَ صَاحِبَ الغِبطَةِ والنِيافَة مار بشَارَة بُطرُس الراعي في هذا اللّقاءِ، وأَنقُلَ إِلى الخوري طوني والمُنتَدينَ والحُضور بَرَكَتَهُ الأَبَوِيَّة. ويَطيبُ لي في الوَقتِ عَينِه أَن أُعَبِّرَ عَن تَقديري ومحَبَّتي لِكاهِنٍ مِن أَبرَشِيَّتي وخادِمٍ في رَعِيَّةِ المَسيح".
وتابع: "تَصَفَّحتُ الكِتابَ مُتَوَقِّفَاً على التَحَدّيات والتَحَوُّلاتِ المُستَقبَلِيَّة والأَمل ِلِوطَنٍ يَستَحِقُّ السَلامَ والإزدِهار، وكَرامَةَ العيشِ والحُرِّيَةِ. وَأَن يَستَعيدَ مَكانَتَهُ، بِحَسَبِ الإِرشادِ الرَسولي " رَجاء جَديد لِلُبنان " مَنارَةً لِلشَرق ونَموذَجاً لِلشَرقِ والغَربِ في التَعَدُّدِيَّة والعَيشِ المُشتَرَك، وَطَناً لِلرِسالَة. وجالَت في خاطِري بَعضَ الأَفكارِ والتَعلِيقات، أَبدَأُها بِقِصَّةٍ مَعروفَة عَن بناءِ سورِ الصين: لَمّا أَرادَ الصينِيّونَ القُدامى أَن يَعيشوا بِأَمان، بَنَوا سوراً كَبيراً وعَظيماً. واعتَقَدوا بِأنَّهُ لا يُوجَدُ مَن يَستَطيعُ تَسَلُّقَهُ لِشِدَّةِ عُلوِّه. ولكن بَعدَ مائة سَنَة من بناءِ السور، تَعَرَّضَت الصينُ لِلغَزو ثَلاثَ مَرّات. وفي كُلِّ مَرَّةٍ لَم تَكُن جَحافِلُ العَدوِّ البَرِّيَة بحاجَةٍ إِلى اختِراقِ السورِ أَو تَسَلُّقِه...! بَل كانوا في كُلِّ مَرَّةٍ يَدفَعونَ لِلحُرّاسِ الرَشوَةَ ويَدخُلونَ عَبرَ الباب. لَقَد انشَغَلَ الصينيونَ آنَذاك بِبِناءِ السور ونَسَوا بِناءَ مَن يَحرُسُهُ".
واعتبر ان "من حَسَناتِ تَسارُعِ الأحداثِ الأَخيرَة أَنَّها أَسقَطَت الأَقنِعَة. وأنّ كُلَّ سُلطَةٍ تَسَعَى لِتَطويعِ الدُستور أَو تَأويلِهِ على هَواها، لا بُدَّ أَن تُواجِهَ مُجتَمَعاً مُتَمَسِّكاً بِالحُقوق، ورادِعاً مِن أجلِ التَغييرِ والبناءِ والتطوير. أَمّا عَمَلِيَّةُ بِناءِ الوَطَن فَتَستَلزِمُ مُراجَعَةَ الآفاتِ ومواجهتٍها، والعَمَلِ على التَوعِيَةِ والتَحفبزِ لِلخُروجِ مِنَ مُستَنقَعِ الفَساد المُستَشري، والإرتِقاءِ بِالنَفسِ إِلى المُساهَمَةِ في النُهوضِ والإِصلاح. فالمَطلوبُ سُلوكٌ يَومي في التَفكيرِ والتَصَرُّفِ كَمواطنينَ أَحرار ، كَأَربابِ بَيتٍ ووَطَنٍ، لا أُجَراءَ. حَريصينَ على البَيتِ والأَهل، مُدافِعينَ عَنِ الحُرِّيَةِ وكَرامَة الإنسان، مُحتَرِمينَ القَوانين العادِلَة، مُتَمَسِّكينَ بِالحُقوقِ وَالقِيَم، رافِضينَ ظُلمَ الإِستِنسابِيَّةِ لِصَيفٍ وَشِتاءٍ تَحتَ سَقفٍ واحِد، مُواجِهينَ الرَشوَةَ والفَساد العابِثَينَ في نَخرِ الأَخلاقِ والسِيَاسَةِ والإِقتِصاد. باختِصار، مَطلوبٌ مِن كُلِّ مُواطِنٍ وَكُلِّ مَسؤولٍ، في أَيِّ مَوقِعٍ كان، أَن يَحلُمَ بِنَهضَةِ وَطَنِه، وأن يَكونَ رائداً حَريصاً على أَهلِهِ وشَعبِه ومُحيطِه، لِتَتَغَيَّرَ العَقلِيّاتِ والسُلوكِيّات والنُظُمِ والأَعراف. وَتُفرَزُ قِيَادات وَطَنِيَّةٍ جَديدَة، مَسؤولَة، مُتَعاوِنَة، مُخلِصَة، بَعيدَةً عَنِ الإنتِهازِيَّةِ وهَوَسِ السُلطَة.. فَرِحلَةُ الألفِ ميل تَبدَاُ بِخُطواتِ تَقديمِ مَصلَحَةِ الوَطَن على الأَنانِيَّةِ والمَصلَحَة الشَخصِيَّة، وصِيانَةِ المُقَدَّرات لا سَرِقَتِهَا. إِنَّ التَعاوُنَ والتَفاني في بِناءِ الوَطَن يَفتَرِضانِ الوَحدَةَ والدِفاعَ عنِ الوَطَنِ ضِدَّ أَيِّ اعتداء داخِلي أو خارِجي".
وختم: "هذِه خَواطِرُ بَسيطَة قَد تَبدو أَحلاماً أَفلاطونِيَّة، لِمَن اعتادَ الغُربَةَ عَنِ الحَقائقِ، والإِنزِلاقَ إِلى المُهاتَرات، والإدمانَ على الأَطماعِ والتَبَعِيَّةِ والإِرتِهان. إِنَّ نِعمَةَ بِناءِ الوَطَنِ اللُّبناني والنُهوضِ بِه لا يَشعُرُ بِهَا إِلاَّ مَن خَرَجَ مِن رَحِمِ المَآسي ومُعاناةِ الأَحزان. إِنَّنا نَشُكرُ لِلخوري طوني بو عساف جُهودَهُ في إصدارِ هذا الكِتاب، ونُهَنِّئُه على تَوقيتِ إِخراجِه، ونَتَمَنّى أَن يَلقى كِتابَهُ الرَواجَ الذي يَستَحِق".
بارود
وكانت المداخلة الاولى لبارود الذي قال: "اراد الخوري طوني بوعساف ان يطرح، في زمن القحط حال الحرب وبعدها، افكارا سلامية، خلاصية، استشرافية، لان بناء الوطن بعد الحرب هو، عنده ، بمثابة ولادة جديدة. أليست المسيحية دعوة دائمة لولادة متجددة؟".
اضاف: "لفتني توقيت الكتاب، ونحن في حروب لم تنته وفي جراحات لم تندمل، ان يختار الاب الدكتور بوعساف المبادرة الى تسليط الضوء على التحديات التي تواجه مجتمعا منها وما تحمله هذه التحديات ايضا من فرص. رائعة هذه المعادلة: من أزمة نمضي الى فرصة. هذا البيت اللبناني بمنازله الكثيرة خاض ولا يزال أعتى الحروب، ونادرا ما كان مختارا لها وغالبا سدد أثمانها شهادة ودمارا".
وختم: "في ما كتب، حسب الاب الدكتور طوني بوعساف انه اضاء شمعة حيث كثيرون يكتفون بلعن الظلمة، حسبه انه كان امينا لكهنوته كما لوطنيته، فاستثمر في الوزنات وصحّفيه انجيل متى "لان كل من كان له شيئ، يعطى ويفيض".
قزي
وقال الدكتور ناصيف قزي في مداخلته: "شكراً الخوري الدكتور طوني بوعساف لأنك قارَبْتَ "سؤال الوطن" بعد الحرب، أيُّ وطن، علماً أن الوطنَ المركوزُ في وجدانِنا اليوم هو لبنان، لبنان في حروبه العبثيّة وانكساراته والهذيان، إلاّ أنّ هذا اللبنان، ورغم تعثّره والضياع، يبقى، عندي، وقبل كلّ شيء، حالةً قيميّة سامية، إذا ما تداعت، بطُلَ مبرّر وجوده".
أضاف: "إن لبنان هو الأنموذج الأبقى في عالم يترنّح كل يوم في ِمفاهيمِه ونُظُمِه وسلّم قِيَمِه، وإذا كان لا بد لنا أن نعيد ترسيم ما يجب أن يكون، فما علينا إلا أن نستهلّ "بناء الوطن بعد الحرب" بإعادة بناء الإنسان اللبناني. وهذا ما يطرح سؤالاً ملحّاً: أيّ إنسانٍ نريد أن نكونه، نحن اللبنانيّين، في هذا المشرق الجريح!؟ لننتقل، بعد ذلك، إلى ترسيم رؤيةٍ ثقافيّةٍ وطنيّةٍ إنسانيّة، وإذا شئتم، ما أسماه كمال الحاج، ذات جيل، "تنشئة وطنيّة إتسانيّة"، نستردّ بها هوّيتنا الضائعة. رؤيةٌ تقينا كلّ المخاطر والشرور، نجاهر من خلالها بانتمائنا الوطني، فلا نعود نتسكّع على دروب العالم استجداءً لإقامةٍ من هنا أو لجنسيّةٍ من هناك".
وختم: "لا بد لنا، وكما فعلت أجيال متعاقبة منذ تشكّل لبنان ككيانٍ سياسيّ في عشرينات القرن الماضي؛ لا بدّ لنا أن نتَفَكْرَن بعد أن تسيّسنا كثيراً، فنستحضرَ معاً أمهات النصوص في ثقافتنا الوطنيّة ((الحويك والحاج على سبيل المثال))، لنقيم عليها بنياننا السياسي والإجتماعي. فالقطيعة مع الماضي خطر على المستقبل". وكي لا نكون من ضحايا هذا الزمن، زمن حروب الآلهة وسط صمت الأنبياء، نحصّن أنفسنا في وجه نظريّات تفكيكيّة أعِدّتْ لنا ولغيرنا من شعوب الأرض".
رمال
قدم الصحافي داود رمال قراءة نقدية وتحليلية لكتاب الخوري الدكتور طوني بوعساف بفصوله الثمانية، وقال: "على الرغم من تعدد الاديان وسماحتها البشرية فانها تميل الى الظلم، والمثال الساطع اوروبا، اذ على الرغم من دور الكرسي الرسولي في الفاتيكان وجهود الباباوات في نشر وتعليم وتفسير تعاليم التسامح والسلام، ظهرت الفاشية والنازية والشيوعية، الامر نفسه ينطبق على الاسلام وظهور اخطر نموذج ظلامي كاره للانسانية جمعاء تمثل ب"القاعدة" و"داعش" وتوابعهما، علما ان الاسلام دين رحمة وعدل وتسامح ايضا. السؤال: هل المطلوب تغيير اسلوب التعليم؟، وهل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية تجعل الناس تخرج عن كل هذه التعاليم؟. والجواب غير معلوم، لانه لا شيئ يدل في المستقبل القريب او المتوسط بأن هناك عدالة وسلام".
أضاف: "هناك آية في القرآن الكريم تخاطب النبي محمد مباشرة وتقول "فاستقم كما أومرت ومن تاب معك"، والتي قال عنها النبي "لقد شيبتني هذه الآية قي سورة هود"، اذ يستطيع النبي ان يلتزم بالاستقامة، ولكن ما يضمن له ان يستقيم من معه؟، لان استقامة المجتمع غير استقامة الفرد. الانسان يتعامل مع نفسه، واذا صدق مع نفسه يستقيم، ولكن المجتمع حتى يستقيم مع نفسه لا بد من تأمين العدالة والكفالات الاجتماعية وكل الضمانات".
وتابع: "في لبنان الاخطاء كثيرة والتي تؤدي الى ازمات، واكبر الاخطاء عدم القدرة على التحليل الصح، وفقدان التعاطي الانساني، والكثير من الامور يمكن تلافيها بالنية الحسنة والهدوء بالتعاطي. كما ان هناك افتقاد الى طرف يساعد القوى السياسية على الحوار، ومهما كانت التدخلات والمبادرات الخارجية لا يمكن توقّع شيئ ان لم يكن له اساس في الداخل. إن قيام لبنان على التوافق يحتاج الى طريقة لانضاج هذا التوافق، اي آلية التوافق، وهناك ضوابط كثيرة للتوافق ولكن احيانا يتم الجنوح لتحقيق المكاسب الفورية لتثبيت النفوذ من دون الالتفات الى الاخر، لانه على الدوام، النزعة الانفرادية بالتصرّف التي تلغي الاخر او تهمّش وجوده تؤدي الى اختلال بالبنيان الوطني".
وختم: "هناك محاولة لتركيب بلد لم يركب بعد منذ اتفاق الطائف. في لبنان وصل الناس الى مطلب واحد وهو "نريد ان نعيش"، وليس صحيحا ان شعبية أي حزب او جماعة يمكن تحقيقها عبر شعارات التطرّف. من يطرح مشروعا جديا يريح الناس على مستوى عيشها هو الذي يكسب شعبيا ووطنيا".
بوعساف
وكانت كلمة ختامية لمؤلف الكتاب قال فيها: "الحديثُ عن بناءِ الوطنِ بعدَ الحَربِ ليسَ حَديثًا عن بناءِ الجُسورِ أو الطرُقِ أو الأبنيةِ فقط، بل هو حديثٌ عن إعادةِ تَشكيلِ الروحِ الجماعيَّة التي تتطلَّبُ إرادةً تتحدَّى كلَّ الصعاب. الحربُ تتركُ وراءَها الكثيرَ منَ الجُروح، بَعضُها مرئيٌّ والآخرُ مَخفيٌّ في أعماقِ النفوس، لكنَّها تَفتحُ أيضًا أمامَنا نافذةً منَ الفُرَصِ العظيمة. ففي كلِّ حَرب، هناكَ فرصَةٌ عظيمةٌ للتجديد، في كلِّ دَمار هناكَ بُذورٌ لإعادةِ الإعمار، وفي كلِّ هَزيمة هناكَ بدايَةٌ للانتصار".
أضاف: "إنَّ بناءَ الوطنِ بعدَ الحرب لا يَقتصِرُ على إعادةِ بناءِ ما تَهدَّمَ مِنَ المنازلِ أو المُنشَآت، بلْ هو بناءٌ للإنسانِ أوَّلًا. فالوطنُ لا يُبنى إلاَّ بالإنسان، وما دمَّرتْهُ الحربُ منْ مبانٍ، يُمكنُ أن يُعادَ بناؤُه، أمَّا ما دَمَّرتْهُ الحربُ منْ رُوحِ الأُمَّةِ وإيمانِها، فذلكَ ما يتطلَّبُ منَّا أعظمَ الجُهود. كيفَ نُعيدُ بناءَ الأملِ في القلوب؟ كيفَ نُعيدُ الثقةَ بالمُستقبل؟ كيفَ نَزرعُ في النفوسِ إرادةَ الحياة؟. فالإجابةُ على هذه الأسئلةِ لا تكونُ في الكلماتِ السهلةِ أو الوعودِ الفارغة، بلْ في العملِ المُستمرّ، في الفعلِ المُتواصِل، في التضحية، وفي الاستفادةِ منَ الدروسِ التي علَّمتْنا إيَّاها الحرب. أولى خُطواتِنا في بناءِ الوطن تَبدأُ بتقويةِ روحِ التعاونِ بينَ أبناءِ المُجتمع، لأنَّ البناءَ الحقيقيَّ لا يتحقَّقُ إلاَّ إذا تعاونَ الجميع، من دونِ النظرِ إلى اختلافاتِهم. بناءُ الوطنِ يتطلَّبُ وَحدةً في الهدف، وإرادةً مُشترِكةً في العملِ منْ أجْلِ غَدٍ أفضل".
وتابع: "كلُّ خطوةٍ نَخطوها نحوَ بناءِ وطنِنا هي خطوةٌ نحوَ مُستقبلٍ أفضَل، خُطوةٌ نحوَ رَجاءٍ نَغرِسُهُ في الأجيالِ القادمَة، خُطوةٌ نحوَ غدٍ أكثرَ إشراقًا. فليكُنْ هذا الكتابُ الذي بين أيديكم ليسَ مُجرَّدَ صفحاتٍ تَحكي عن ماضٍ ولَّى، بل دَعوةٌ لنا جَميعًا لنتحمَّلَ مَسؤوليَّةَ بناءِ الوطن، كلٌّ في مجالِه، وكلٌّ حسَبَ وزَناتِه".
وختم: "الوطنُ لا يُبنى إلاَّ بالحُبّ، ولا يُعمَّرُ إلاَّ بالعَزيمَة، ولا نُعيدُ له مَجدَهُ إلاَّ بالعملِ المُشترَك، فتعالَوا جميعًا لنَعمَلَ معًا من أجْلِ أنْ يكونَ وَطنُنا بعدَ الحرْبِ أقوى وأعظم، حيثُ الرجاءُ لا يَنقضي، والشمسُ لا تَغيب، وقلوبُنا لا تنكسر".
وفي ختام الندوة تسلّم المنتدون دروعا تذكارية، ووقع الخوري بوعساف كتابه للحضور.
==== ن.ح.