الحركة الثقافية - انطلياس نظمت في اليوم الأول من مهرجان الكتاب ندوة عن "استعادة الودائع المصرفية" وكرمت الفنان شوقي شمعون

وطنية - المتن - نظمت الحركة الثقافية - انطلياس في اليوم الأول من المهرجان اللبناني للكتاب في دير مار الياس ندوة بعنوان "استعادة الودائع المصرفية، وهم أم حقيقة؟"، شارك فيها الباحث الاقتصادي الدكتور كمال حمدان والمحامي والخبير القانوني كريم ضاهر، وأدارها أمين الشؤون الخارجية في الحركة المحامي روي نقاش الذي رأى أن "أزمة الودائع المصرفية هي إحدى أخطر الأزمات التي عصفت بلبنان منذ نشأته، ووضعت اللبنانيين رهائن لواقع مالي مرير غير مسبوق، بعدما تبخرت مدّخراتهم بين ليلة وضحاها، دون أي محاسبة أو تفسير رسمي واضح".

وأشار إلى أن "بعض الطروحات تتجه إلى إنشاء صندوق سيادي يستثمر أصول الدولة لتعويض الخسائر، وهو ما يُخشى أن يكون هروباً من المحاسبة ومكافأة لمن هرّب أمواله، فيما يبقى المودع العادي، الذي منع من التصرف بأمواله، وحده من يتحمل الخسائر".

حمدان

ثم تحدث حمدان فرأى أن "المواجهات المعلنة والمستترة تحتدم حتى يومنا هذا بين الأطراف اللبنانية المعنية بأزمة الودائع، لجهة توزيع المسؤوليات"، وأشار إلى أنه "استنادا الى القوانين والتشريعات المعمول بها، وبخاصة قانون النقد والتسليف، يقع جزء كبير من المسؤولية على المصارف التي تجاوزت بل تنكّرت للوظائف المحدّدة المنوطة بها واستسهلت التصرّف المفرط بودائع زبائنها عبر تحويل معظمها الى شهادات إيداع في مصرف لبنان، في وقت كانت الموازنات المتعاقبة تعاني على مدى عقود من عجوزات بنيوية وتفتقد الى قطع حسابات منتظم".

ولفت الى انه "بعد مضيّ أكثر من خمس سنوات على الانهيار المالي، لا تزال أطراف المنظومة السياسية والمالية والمصرفية المعنية بهذه الجرائم مصرّة على الإنكار وعلى وضع نفسها خارج نطاق المساءلة والمحاسبة". واشار إلى أن"معظم الحلول المقترحة لمعالجة موضوع إعادة الودائع فشلت وإصطدمت بتعقيدات جمّة".

واعتبر أن "الاقتراح الأكثر جذرية والذي يبقى للأسف ذا طابع نظري في ظل موازين القوى السياسية والاجتماعية الراهنة، يمكن أن يندرج تحت سلّة العناوين العامة الآتية:

- رفع السرية عن الحسابات المصرفية المتعلقة بالودائع، وكذلك رفع الحصانات عن كل من تعاطى الشأن العام منذ عام 1993.

- إخضاع الأرباح المتراكمة في هذه الحسابات منذ عام 2015 الى ضريبة لمرة واحدة، يجري تطبيقها بشكل تصاعدي  يراعي واقع تصنيف الحسابات على كبار المساهمين وكبار المودعين وعائلاتهم وفروعهم، بما في ذلك ما حولّوه من أرباح الى الخارج.

- إلزام  كل من ثبت أنه حوّل ودائع بعد تشرين الأول 2019 الى الخارج بإعادتها الى لبنان".

 

ورأى أنه "بالرغم من أن برامج الدعم وصيرفة وسداد القروض الدولارية قد صدرت بشأنها قرارات أو حتى قوانين، إلّا أن هذه الأخيرة بقيت من دون تنفيذ. غير إن انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة برئاسة نواف سلام يفترض أن يعزّزا الأمل بإعادة فتح هذه الملفّات وصولا الى تطبيق هذه القرارات".

ضاهر

بدوره، رأى ضاهر أن "الأزمة المالية ومعها حجز الودائع المصرفية قسراً دخلت عامها السادس ولا شيء يُبشّر بقرب انتهائها أو إنهائها بشكلٍ عادلٍ ومحق،  والسبب هو امتناع مقصود عن التعامل الجدي مع الموضوع وتطبيق القوانين سعياً ربما إلى تكرار تجارب القوى الحاكمة والمتحكمة، أو المنظومة كما تسمى بصورة أشمل، بقضم الحقوق بالنسيان أو بمرور الزمن وفي كلتا الحالتين الهروب من المسؤولية والتفلت من المساءلة والعقاب. وفي الحصيلة التنكر من أية مسؤولية عن الأزمة سواء لجهة نشوئها أو اندلاعها أو تفاقمها أو عدم معالجتها".

وشدد عل انه" حان الأوان للتخلص من آفة التسويات المغرضة والرخيصة على حساب المصلحة العامة والعدالة وطمس الجرائم والمخالفات من خلال نزعة "عفى عن ما مضى". وبالتالي، يقتضي مواجهة الوقائع بشجاعة وكشف الحقائق وتحديد المسؤوليات فعلاً لا قولاً وذلك، لمعرفة من يقف خلف تبديد المال العام وتراكم الخسائر في القطاع المالي، ومن تسبّب بهذه الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، وأوصل البلاد إلى هذا الدرك؛ أملاً بالحؤول دون تكرار الأخطأ والتجاوزات عينها ولوضع حدّ لمسار الإفلات من العقاب".

ولفت إلى أنه "مع كشف تلك الحقائق والأمور يضحى متاحاً إلزام الطبقة السياسية بالاعتراف بمسؤوليتها عن سوء إدارة الأموال العامّة والخاصّة، وتحمّل المسؤولية المترتبة عن ارتكاباتها بالتكافل والتضامن مع شركائها الماليين والمصرفيين. وعندها فقط يمكن الكلام عن تغيير وترشيد الحوكمة وإجراء إصلاحات وإسترداد الثقة على الصعيدين المحلي والدولي بغية إيجاد حل عادل ومنصف للودائع المصرفية المحجوزة قسراً منذ تشرين الأول من العام 2019 كما وإعادة إطلاق العجلة الاقتصادية وحماية المجتمع بدلاً من إعادة إنتاج أوجه البؤس نفسها والأزمات المتكرّرة التي لا نهاية لها".

واعتبر ضاهر أن "متسببات وقوع الأزمة هي السياسات الإقتصادية والمالية، انهيار المؤسسات وتدميرها المقصود والممنهج خدمةً للزبائنية والمصالح الخاصة بالإضافة إلى السياسات العامة والحوكمة غير الرشيدة. أما متسببات تفاقم الأزمة فهي عدم المبادرة الفورية إلى اتخاذ التدابير اللازمة لدى وقوع الأزمة ".

واشار إلى أن "أي خطة لإعادة الودائع يفتضي أن تتلازم مع خطة موازية للنهوض الإقتصادي تُبنى على نظرة شاملة تراعي متطلّبات نشوء أو نهوض جميع القطاعات الإقتصاديّة لا سيما اقتصاد المعرفة القادرعلى توظيف التكنولوجيا المتطورة وبناء قدرة إنتاجيّة متقدمة. كما يقتضي أيضاً اعتماد حوكمة جديدة للقطاع المالي وإصلاح هيكلي شامل للنظام المؤسساتي القائم  برمته من خلال أنظمة حديثة متطورة قوامها الشفافية والنزاهة والحوكمة الرشيدة والحكومة الرقمية  والمحاسبة والفعالية على أساس الكفاءة ".

تكريم الفنان شوقي شمعون

وتضمن برنامج اليوم الأول من مهرجان الكتاب تكريم الفنان شوقي شمعون في احتفال أدارته عضو الحركة الثقافية بريجيت كساب فأشارت إلى انه "من خلال أعماله، نقل لنا سحر الطبيعة اللبنانية، وأعاد تشكيل الذكريات والأحاسيس في لوحات ناطقة بالعاطفة والوجدان. لقد استلهم من تراثه ومن طفولته في بلدته، فجاء فنه انعكاسًا لحبه لوطنه، ورسالته للعالم بأن الجمال لا يُحاصر، بل يولد من رحم الإبداع والتجدد".

ورأت أن "تكريم الفنان ليس مجرد احتفاء بموهبته، بل هو اعتراف بقدرته على تحويل الأحاسيس والمشاعر إلى لوحات تنبض بالحياة، تأخذنا إلى عوالم مختلفة، وتروي لنا حكايات بلا كلمات".

العويط

ثم قدم الصحافي والشاعر عقل العويط المحتفى به فرأى أن "شوقي شمعون يختبر إشكاليّة التلامس بين فطرة الرسم واجتهاد الفكر، وخصوصًا عندما تتولّى الهندسة تدبير متطلّبات هذا اللقاء الكيميائيّ، وما ينجم عن اللقاء من تفاعلات الموادّ والأجسام والحالات، مجسَّدةً في شهواتٍ ورغباتٍ ونشواتٍ متحقّقة على مستوى التشكيل".

واعتبر أن "تجربة شوقي شمعون في مراحلها كافّة، وفي تنويعاتها، ومصاهراتها، لا تعود تنتمي إلى مدرسةٍ، أو إلى تيّار"، وقال:"أرى لوحته تقترح شيئًا مغايرًا في التجربة التشكيليّة اللبنانيّة والعربيّة، يمكن أنْ أسمّيه مذهب شوقي شمعون في الرسم والتشكيل".

ولفت إلى أن "لوحة شوقي شمعون تستحضر الأحلام والطموحات والتطلّعات، مثلما تستحضر الحروب، وقوافل التيه البشريّ عمومًا واللبنانيّ والعربيّ خصوصًا، والإنسانيّ مطلقًا، من دون أنْ تقول ذلك علنًا أو مواربة".

 وفي الختام كانت كلمة شكر للفنان شوقي شمعون وتخلل الحفل عرض فيلم وثائقي عن المحتفى به بعدسة وإخراج بهيج حجيج.

=========== ل.خ

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب