جابر يستكمل مشاركته في الكويت في اجتماعات المؤسسات المالية ونقاشات اليوم تتمحور حول كيفية تحقيق أهداف التنمية وسط تحديات التمويل وأعباء الدين

وطنية - يستكمل وزير المالية ياسين جابر  لليوم الثاني على التوالي مع وفد من الوزارة الذي ضم المدير العام والمديرين والخبراء المختصين، مشاركتهم في الاجتماعات السنوية للمؤسسات المالية العربية المنعقدة في  الكويت بين التاسع والعاشر من نيسان 2025، وذلك في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية والمالية بين لبنان والدول العربية الشقيقة، بمشاركة ممثلين عن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
وكان  الوزير ياسين جابر أشار في اجتماع محافظي صندوق النقد العربي واجتماعات تمويل التنمية الاقتصادية. كما افتتح الجلسة العامة لمجلس محافظي الصندوق وأدار جزءًا من النقاشات بصفته رئيسًا للمجلس، حيث كان للبنان حضور فعّال ودور مميز في صياغة المداولات.
وقد تناول الوزير جابر في كلمته التحديات التي تواجه الدول النامية في سياق الحد العالمي الادنى للضريبة المفروضة على أرباح الشركات متعددة الجنسيات، مشدداً على أهمية تعاطي لبنان الإيجابي مع هذا التوجه العالمي، وانعكاساته على تحقيق التنمية المستدامة. كما تطرق إلى ظاهرة الضرائب المنخفضة والتحويلات الضريبية غير العادلة، التي تحرم الدول من مواردها السيادية، مؤكدًا أن المعالجة الفعّالة لهذا الواقع لا يمكن أن تتم من خلال إجراءات أحادية، بل من خلال تنسيق جماعي بين الدول. وقد دعا من هذا المنطلق، إلى إنشاء اتحاد للإدارات الضريبية العربية بهدف توحيد الرؤى وتعزيز التنسيق في هذا المجال الحيوي.
وأكد التزام الحكومة اللبنانية الجديدة تحويل لبنان من اقتصاد استهلاكي قائم على الدين إلى اقتصاد إنتاجي يرتكز على مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، مشددًا على أهمية الإصلاحات الاقتصادية وتعزيز التعاون مع المؤسسات الدولية كصندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي. وقال:" المطروح ليس بيع أملاك الدولة الخصوصية، بل حسن إدارتها واستثمارها بشكل فعّال بما يعود بالنفع على المالية العامة والاقتصاد الوطني".
وعلى هامش الاجتماعات، التقى الوزير جابر عددًا من نظرائه العرب ناقش معهم سبل التعاون الاقتصادي والمالي، واتُّفق على استكمال هذه النقاشات في الاجتماعات الربيعية المقبلة لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

 

لقاء مع الجالية اللبنانية

وكان للوزير جابر والوزير البساط  لقاء مع الجالية اللبنانية في الكويت، عقد في مقر سفارة لبنان حيث تحوّل الى حلقة حوارية بالتعاون مع مجلس الأعمال اللبناني في الكويت  بعنوان "من الأزمة إلى الحل: استراتيجية الحكومة للتعافي المالي والاقتصادي". تخللها نقاشات حول خطط الإصلاح وأفق الازدهار الاقتصادي، والدور الذي يمكن أن يلعبه المغتربون في دعم مسيرة النهوض الوطني.

استهلّ اللقاء بكلمة القائم بالأعمال في السفارة اللبنانية لدى دولة الكويت  أحمد عرفه رحب فيها  بالوزراء شاكراً لهم قبولهم الدعوة الحوارية مع أبناء الجالية اللبنانية في الكويت كما شكر لمجلس الأعمال اللبناني في الكويت  التعاون مع السفارة لتنظيم هذا اللقاء. 

ثم افتتح السيد علي حسن خليل اللقاء الحواري بكلمة قال فيها: "أود أن أرحب بمعالي الوزراء السيد ياسين جابر وزير المال والدكتور عامر بساط وزير الاقتصاد، وأشكر لهما تلبية دعوة سفارة لبنان في الكويت، بالتعاون مع مجلس الأعمال اللبناني في الكويت. كما أتوجه بالشكر إلى  القائم بالأعمال الأستاذ أحمد على استضافتنا في قاعة "لبنان" التي كانت دائمًا ملتقى للخير ولدعم وطننا الحبيب". 
 

اضاف:"نرحب اليوم بضيفين مرموقين، أوكلت إليهما مهمة تصور وتنفيذ إصلاحات مالية واقتصادية تهدف إلى تحقيق النمو والازدهار. ولا حاجة لاستعراض سيرتهما الذاتية، فهما غنيّان عن التعريف: يجمعان بين المعرفة التقنية، والمصداقية داخل لبنان وخارجه، بالإضافة إلى الحنكة السياسية، والرؤية الواضحة، والعقلية المنفتحة على القطاع الخاص. إن وجود رئيس للجمهورية ورئيس للوزراء وأعضاء في الحكومة من كافة الأطياف السياسية والمجتمعية هو دليل على قدرتنا على توحيد الجهود وجمع افضل ما لدينا من الكفاءات الوطنية المؤهلة لمعالجة مشاكل لبنان المزمنة. وهذا نهج محصلته إيجابية – نتقدم من خلاله جميعًا. ماذا نريد أكثر؟ لدينا رئيس مصمم على إعادة بناء المؤسسات – المالية، القضائية، والأمنية. ورئيس وزراء مرجع في القانون الدستوري والدولي. ووزراء يتمتعون بالكفاءة والقدرة على التنفيذ. أما نحن، فليست لدينا أي طموحات سياسية. نحن مجموعة من رجال الأعمال الذين جاؤوا إلى الكويت، لكن قلوبهم ما زالت في لبنان. جمعنا هدف مشترك: أن نظل موحدين وملتزمين، بالقدر نفسه، رفاهية كل من الكويت ولبنان من خلال تشجيع التبادل التجاري والثقافي".
 

تابع:"نحن البرهان الحي على أنه رغم اختلاف الخلفيات الدينية والثقافية متحالفين على العمل معًا بشكل بنّاء لما فيه خير الوطن والجالية. نحن شركاء في هذا الوطن، ونتطلع معًا إلى نهوضه وازدهار..
طالما استثمرنا في لبنان بدافع الانتماء والولاء العاطفي، لكننا اليوم نأمل أن يتحوّل هذا القرار إلى خيار عقلاني يحقق عوائد ملموسة. لقد ولّى زمن المبادرات العاطفية المجانية، وآن أوان الشراكات المبنية على المنفعة المتبادلة".
ختم:"نأمل أن يتحوّل لبنان إلى بيئة جاذبة للأعمال business doing of ease، قائمة على قواعد واضحة وشفافة في التجارة والضرائب، وعدالة سريعة، ونظام مصرفي متين، وبنية تحتية فعالة من كهرباء وإنترنت وخدمات أساسية. أعطونا ذلك، وسنضاعف استثماراتنا وتجارتنا أضعافًا مضاعفة. سنستورد، وسنستثمر، وسنبني المصانع، وسنوظف". 

وكانت كلمة للوزير جابر اكد فيها "ضرورة اعتماد الرقمنة ومواكبة التطور، للحد من البيروقراطية وتسريع المعاملات وتعزيز الشفافية"، مشددًا على "ضرورة تفعيل الخدمات الضريبية الإلكترونية  الموجودة "ضريبتي"، والخدمات العقارية الرقمية "عقاري" للوصول لاحقا من خلال توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي كأداة أساسية لتعزيز التطوير واتخاذ القرارات ، لما لها من دور محوري في خدمة المواطن المقيم والمغترب".

 

وفي نهاية اللقاء قدم السيد علي حسن خليل باسم مجلس الأعمال اللبناني في الكويت للوزيرين جابر والبساط دروع شكر وتقدير على تلبية الدعوة.

يذكر ان من أبرز بنود جدول نقاشات اليوم تتمحور حول كيفية تحقيق أهداف التنمية وسط تحديات التمويل وأعباء الدين.

 

===ج.س

 

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب