وطنية - نظم المركز العلمي للتصنيع والإنتاج ندوة بعنوان " واقع الصناعة في لبنان ، مشاكل وحلول " حضرها رؤساء المصالح في وزارة الصناعة في بيروت والمناطق الإقليمية والقطاع الصناعي الخاص ممثلاً بجمعية الصناعيين اللبنانيين، بغرف التجارة والصناعة والزراعة في بيروت والجنوب وبرؤساء التجمعات الصناعية في البقاع والمتن وكسروان والشويفات والضاحية الجنوبية والجنوب وجبل عامل والناعمة، بمشاركة المركز الوطني للبحوث العلمية، بالاضافة إلى المدير العام والعاملين في المركز.
هدفت الندوة الى تسليط الضوء على الواقع الصناعي في لبنان تمهيداً لوضع الدراسات العلمية والتقنية التي تساهم في إنشاء مصانع جديدة في لبنان وإمكان تدعيم بعض المصانع الموجودة بالتكنولوجيا بغية إعطائها بعض القيمة المضافة التي تعطيها الميز التنافسية.
إستهل المدير العام للمركز العلمي للتصنيع والإنتاج الدكتور داوود نوفل الحديث عن المركز وإنشائه وعمله والهدف من إجراء الندوة، وأطلع الحاضرين على الإمكانات المادية والعلمية التي يمكن أن يضعها المركز في خدمة القطاع الصناعي وأهمها إنشاء مصانع ومعامل جديدة في لبنان تنمي الواقع الإقتصادي والاجتماعي .
طرح المجلس الوطني للبحوث العلمية CNRS موضوع تعرّض القطاع الصناعي اللبناني لسلسلة الأزمات والتحديات المختلفة التي أثرت بشكل كبير على استقراره ونموه. ورأى أهمية التعاون بين القطاع الصناعي والقطاع العلمي الذي ما زال محدوداً وأهمية تعزيزه بالشكل المطلوب لرفد القطاع بالأبحاث والخبرات والتدريبات اللازمة.
ركزت كلمة رؤساء المصالح في وزارة الصناعة على التعاون في ما بين الصناعيين انفسهم لزيادة كفاءة عمليات الانتاج و زيادة الميز التنافسية لا سيما على مستوى التصدير، حيث تمت الإشارة الى أن دور وزارة الصناعة هو دور توجيهي مرتبط بالدور العام ، وأن المعوقات تتعلق بالأنظمة والقوانين وغلاء المناطق الصناعية، فهناك فجوة بموضوع الثقافة على المستوى الصناعي بدأت تسد تدريجياً، ونحن كصناعيين أمام تحدي كبير لمواكبة الثورة الصناعية في لبنان والإعتماد على القوانين الذكية والابتكارية في حل المشاكل كالنفايات والطاقة باستخدام الذكاء الإصطناعي ، مع تأكيد تشجيع ريادة الأعمال و الابتكار وتشجيع زيارة طلاب الجامعات للمصانع.
ركز رؤساء التجمعات الصناعية على أهمية تعزيز البحث والتطوير في الصناعات المحلية وتبادل المعرفة والخبرات بين الشركات الصناعية، بالاضافة إلى تحسين الجودة والكفاءة في عمليات الإنتاج ، والعمل على تعزيز الاتفاقيات التجارية مع الخارج والاستفادة القصوى من تقديمات وفحوص المختبرات الموجودة ودقة النتائج المحصلة، كما تمت الإشارة إلى نقاط القوة في القطاع الصناعي في لبنان من بينها تلك المتعلقة بالانتشار اللبناني في جميع أرجاء العالم والموقع الجغرافي المميز، وتمت الإشارة الى بعض التحديات كالمشكلة البيئية الناتجة عن الروائح المنبعثة من مسالخ الحيوانات ومزارع الأبقار ودباغات الجلود خاصة في منطقة الشويفات و طريق المطار إضافة الى مشكلة طوفان نهر الغدير بشكل سنوي و دخول المياه الى المصانع المجاورة ، إضافة الى موضوع تهريب البضائع والجمارك ، وتضمنت الكلمة حلول مقترحة من بينها إعادة هيكلة القطاع العام و تدقيق الحسابات والمصارف، تخفيض الرسوم الجمركية ورفع مستوى الاكتفاء الذاتي،وكذلك التحول من النموذج الاقتصادي الريعي الى النموذج الاقتصادي الانتاجي، وتنويع مصادر الطاقة وتأكيد تنفيذ خطة العمل التي تم اقتراحها في ظل غياب المراسيم التطبيقية ، استخدام الطاقة المتجددة داخل المصانع على قاعدة ال solar fund لاستثمار المشاريع الصغيرة إما عبر نظام الدين ، أو البيع ، بحسب القدرات المالية لكل مصنع إما بشراء الكهرباء بسعر محدد. ( مشروع الأجار التمويلي). Industry 4.0 ضرورة ملحة ، data collection industry لها علاقة بعلم الصناعة ومبدأ تنمية المهارات Remote production line على مبدأ زيادة الإنتاج وخلق فرص عمل.
كلمة غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت والجنوب التي ركزت على اهمية الابتكار واستقطاب الصناعات التقليدية الخفيفة والمتوسطة والصناعات الأجنبية ( التجميعية مثلاً) مما يزيد من فرص العمل خاصة لذوي الاختصاصات المهنية، والدعوة الى الإستفادة من تجربة الأرجنتين في سياسة ترشيد الإنفاق بعد انهيار الدولة مع اقتراح الغاء العملة لتفادي استغلالها في البلاد .
خلص المؤتمر الى العمل على اقتراح مشاريع سواء من جهة المركز أو من جهة الصناعيين تعتمد على البحث العلمي لحل بعض المشاكل في بعض المناطق في ظل التمويل الميسّر وتشجيع الاستثمار في القطاع الصناعي ، الدفع باتجاه زيادة صادرات الصناعة اللبنانية ، توسيع السوق المحلي بزيادة الإنتاج وخفض الإستيراد، تدريب الموارد البشرية وتحسين النوعية، تشجيع استخدام الطاقة البديلة، تعزيز الاستثمار في الابتكار التكنولوجي لتحسين الإنتاج والخدمات في القطاع الصناعي بما يؤثر بشكل أو بآخر على باقي القطاعات في لبنان لا سيما مشاريع Low tech كما المشاريع التي تتلازم مع الثورة الصناعية الرابعة .
وسيعد المركز تقريراً مفصلاً وموسعاً عن واقع الصناعة والحلول المطروحة على أن يضعها في متناول المعنيين من أجل النهوض بالقطاع الصناعي.
==== ج.س
