وطنية - أنجزت جمعية "عدل ورحمة" بالتعاون مع جمعية العناية الصحية، دراسة حول واقع السجون في لبنان وأوضاع السجناء وعائلاتهم خلال جائحة كورونا وتأثيراتها على المدى القريب والبعيد (سجن رومية ونظارة جديدة أنموذجا).
نفذت الدراسة الدكتورة سحر نبيه حيدر، المتخصصة في شؤون المرأة ومناهضة العنف، خلال شهري حزيران وتموز 2021.
يذكر أن تلك الدراسة أتت في إطار مشروع "استدامة خدمات فيروس نقص المناعة البشرية لفئات السكان المعنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا"، الممول من الصندوق العالمي لمكافحة الآيدز والسل والملاريا.
وركزت الدراسة على تحليل مضمون كمية من الاستمارات طاولت عددا من السجناء وعائلاتهم. وتناولت الدراسة عدة نقاط أبرزها:
وصف الواقع الميداني للنزلاء ووضعهم، المستوى العلمي والوضع الاجتماعي، طريقة عيشهم داخل الزنزانة من ناحية الطعام، النظافة والرعاية الصحية، المنامة، زيارات الاهل، التأهيل والتدريب، الملف القضائي، التواصل مع العالم الخارجي. كما لفت الى انعكاسات جائحة كورونا على السجناء، وسلطت الضوء على مطالب النزلاء، الصعوبات والمعوقات التي تواجه النزلاء أنفسهم كذلك عائلاتهم.
واقترحت الدكتورة حيدر بعض التوصيات التي يمكن ان تسهم في الحفاظ على صحة وسلامة نزلاء السجون في مواجهة أي وباء قد يزيد من صعوبة عيشهم الحياة السجنية، مشيرة الى دور وعمل جمعية عدل ورحمة والخدمات التي تقدمها للسجناء وعائلاتهم.
وتوقفت الدراسة حول بعض أسباب تردي الواقع في السجون: عدم تناسب الابنية وأهليتها، الاكتظاظ الشديد، البطء في السير بالمحاكمات، عدم توافق الإطار التشريعي والاداري (اختصاص في علم السجون)، عدم توافر الإمكانات المادية، غياب الخطط والإستراتيجيات والسياسات التشريعية والقضائية والإدارية والمالية، وغيرها من الأسباب الظاهرة للعلن او المستورة.
وعرضت لبعض الصعوبات التي نتجت عن انتشار الجائحة بخاصة في السجون ومنها:
منع دخول الجمعيات الى حرم السجون، توقف تنفيذ المشاريع وتراجع اهتمام المؤسسات الدولية بتمويل برامج التأهيل، تردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي انعكست سلبا على أوضاع السجون والسجناء وعائلاتهم، صعوبة التواصل المباشر مع المستفيدين من البرامج.
وهدفت الدراسة الى تبيان واقع الاحتجاز المرير، من أجل تحسين ظروف الاحتجاز، ومساعدة ودعم السجناء وعائلاتهم، كما تشبيك العلاقات في ما بين السجناء أنفسهم، والعائلات مع الجمعيات، والمثابرة في حث السلطات القضائية والتشريعية والتنفيذية على تعديل التشريعات والقوانين بتطبيق الاحكام والعقوبات، كما الطلب من المعنيين مكافحة الجريمة وأسبابها وإيجاد الحلول المناسبة والسريعة، التي تصب في خانة المحافظة على البيئة السليمة والصحيحة حيث العدل والامان والسلام سيد الموقف.
وخلصت حيدر بدراستها المعمقة والمشبعة بالمراجع العلمية والتواصل مع العاملين والمسؤولين عن السجون والمدافعين عن حقوق الانسان الى ما يلي:
- توعية النزلاء على ضرورة إتباع السلوك الصحي على جميع الاصعدة.
- توفير الرعاية الصحية للسجناء من دون تمييز (علاجات، ادوية).
- تدريب إداريي السجون والعاملين فيها (طمأنة النزلاء بكل التطورات).
- تشجيع العاملين الصحيين للتعامل مع كافة السجناء بالعدل والمساواة.
- خلق بيئة سليمة وصحية، من خلال التوعية، وتأمين وسائل الراحة والسلامة العامة، كما مواد التعقيم والتنظيف، أي متطلبات النظافة الشخصية والعامة.
- صيانة أماكن الاحتجاز.
- التشديد على ضرورة متابعة الملف القانوني بطريقة سريعة وفعالة، باستعمال الطرائق والوسائل المتطورة والحديثة، من أجل تحقيق العدالة ورفع الظلم عن الموقوفين والمشتبه بهم الذين هم قيد رهن التحقيق.
- تخفيض العقوبات، كما اعتماد العقوبة البديلة.
- وضع خطط طوارئ مسبقة للتصرف السريع.
- دعم الجمعيات على كافة المستويات.
- متابعة برامج التأهيل داخل السجن من خلال برامج تدريبية ومتخصصة، من خلال نشاطات متنوعة وتحضير النزلاء للخروج من السجن بعد تتميم العقوبة، استعدادا للدمج الاجتماعي.
- دعم الجهات المانحة للسجناء وعائلاتهم بالمحافظة على حقوق الانسان وكرامته بالرغم من ارتكابهم شتى أنواع المخالفات والجرائم.
وشرحت حيدر عمل جمعية "عدل ورحمة" ورسالتها تجاه فاقدي الحرية أو المرتهنين للمخدرات او المهمشين، من خلال الخدمات الصحية والنفسية والاجتماعية والقانونية والمناصرة التي تصب في الدفاع عن حقوق الانسان: مناهضة التعذيب والاعدام.
============ر.إ