وطنية - البترون - إحتفلت رعية مار نوهرا في سمار جبيل، بالقداس الأول في كنيسة مار نوهرا بعد انتهاء أعمال ترميمها وترأس راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله القداس وعاونه فيه خادم الرعية الخوري إيلي سعاده في حضور أبناء الرعية.
قبل القداس، أقيمت رتبة تبريك الأعمال حيث مسح المطران خيرالله باب الكنيسة والمذبح بالميرون ورش المياه المباركة.
وفي بداية القداس، ألقى الخوري سعاده كلمة ترحيب وشكر لكل أبناء الرعية "مساهمتهم بتنفيذ اعمال الترميم" واستذكر الكهنة الذي خدموا الرعية، وقال: "أبعد من ترميم الجدران الداخلية للكنيسة، هناك حجارة حية بنى الله عليها كنيسته، عنيت أبناء هذه الرعية المحبوبة والمحبة للمسيح."
وشكر لجان الوقف المتعاقبة والشبيبة والطلائع والفرسان ولكل من ساهم وشارك وفي تنظيم وانجاح الاحتفالات بالترميم.
العظة
وبعد تلاوة الانجيل المقدس القى المطران خيرالله، عظة قال فيها: "أشعر بالاعتزاز ويكبر قلبي لأنني معكم اليوم في الأحد الجديد الذي يلي قيامة الرب يسوع المسيح لنحتفل معا مع الرسل وتوما بنوع خاص بقيامة الرب ونعلن إيماننا بالمسيح القائم من الموت. في هذه المناسبة نجدد كنيسة مار نوهرا بحلتها الجديدة في الأحد الجديد، هي مناسبة ونعمة كبيرة من الله أعطانا اياها لكي نعرف فعلا كيف نعيش ايماننا وثباتنا وتمسكنا بايماننا بالرب، بحضوره معنا، بانتمائنا للكنيسة."
وأضاف: "تجديد كنيسة مار نوهرا كان حلما منذ 47 عاما واليوم تحقق وأصبح واقعا وعادت الكنيسة الى رونقها بعد أن حالت الحرب دون ذلك، الحرب التي بدأت منذ 50 عاما، 3 أجيال مروا ودفعوا ثمنا باهظا لهذه الحرب التي كانت نتيجة للبغض والحقد والضغينة والانتقام الذين زرعوهم في قلوبنا نحن اللبنانيين، ونحن لسنا كذلك ولا نريد أن نكون، لكن نتائج سنوات الحرب وعواقبها كانت كبيرة على الجميع، على لبنان وعلى اللبنانيين وكلنا دفعنا ثمنا بطرق مختلفة."
وتابع: " بعد 50 سنة، نلتقي هنا، في سنة الرجاء، سنة يوبيلية مقدسة، أعلنها قداسة البابا فرنسيس للعالم كله ولكنيستنا، وهو الذي حمل لبنان وتاريخ لبنان ورسالته ودعوته التاريخية التي حملها بقلبه متل كل الباباوات الذين سبقوه لأنهم كانوا يعتبرون لبنان وطن رسالة، رسالة لكل بلدان العالم ولكل شعوب العالم، رسالة بالعيش معا بين تعددية الطوائف والديانات والثقافات والانتماءات، لبنان وطن رسالة. اليوم، وبعد 50 سنة، وفي هذا الأحد الجديد نعيش حدث تجديد كنيسة مار نوهرا بحجرها وشعبها، لنقول للبابا فرنسيس الذي ودعته الكنيسة وودعه العالم أمس، أننا سمعنا نداءك لنعيش الرجاء، ونعيش ايماننا من جديد أن رجاءنا يتحقق ولو بعد 50 سنة بالحضور الدائم للمسيح معنا، بتجددنا جميعا."
وقال: "الشكر الكبير للرب على هذه النعمة، على نعمة وجودكم وتضحياتكم ومساهمتكم وتعبكم لتجديد هذه الكنيسة بالرغم من عقبتي التمويل والتقنيات المهنية اللتين شكلتا بابا مقفلا أمام تجديد كنيستكم واليوم فتحتم الباب بحضور الخوري إيلي الذي حمل هذا الهم بقلبه معكم ومع لجان الوقف. لقد أظهرتم أنكم قادرين على التجدد، ووتجديد كنيستكم من دون منة من أحد لتكون كنيسة تليق بكم وبنا، وبأبرشيتنا، أبرشية البترون، أبرشية القداسة التي تحمل تراثا تاريخيا كبيرا من مار يوحنا مارون وقبله وبعده والرب وحده الذي يكافىء. المهم أن نقتنع بقدرتنا على تحقيق المستحيل بنعمة ربنا، بوحدتنا، بجهودنا، وعندما نكون معا كنيسة واحدة".
وتابع :"اليوم، نحن كرعية مار نوهرا وكل الرعايا في المنطقة نحمل هم تجديد الكنيسة، نقول للبابا فرنسيس: نحن كنيسة سينودسية، كنيسة شعب الله، من المطران الى الكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين من آباء وأمهات، وكل الملتزمين، نحن كنيسة سينودسية نسير معا لتحقيق ملكوت الله بين البشر وكلنا يحمل المسؤولية وأثبتنا أننا قادرون على ذلك."
وختم: "نعلن معا اليوم، أمام بعضنا البعض، وأمام أبرشيتنا وأمام العالم، مثل مار توما: ربي والهي، المسيح قام... حقا قام."
وبعد القداس، التقى أبناء الرعية على مأدبة غداء في قاعة الكنيسة.
=============