وطنية - البترون - احتفلت رعية مار نوهرا في سمارجبيل البترون، برعاية راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله ، بتدشين أعمال ترميم جدران كنيسة مار نوهرا، في حضور ممثلة وزارة الثقافة -المديرية العامة للإثار مسؤولة المواقع الاثرية في الشمال الدكتورة سمر كرم، النائب غياث يزبك، النائب جبران باسيل ممثلا بالدكتور خالد نخله، المطرانين ميشال عون وادوار ضاهر، قائمقام البترون الاستاذ روجيه طوبيا، المضيفة في مكتب البترون السياحي رفقا نصر ممثلة وزارة السياحة، الرئيسة العامة لجمعية راهبات العائلة المقدسة الام ماري انطوانيت سعادة، رئيسة جامعة العائلة المقدسة الأخت هيلدا شلالا ممثلة بعميدة كلية الصحة الاخت ماري مارغريت كيوان، رئيسة دير مار يوسف جربتا الأخت راغدة يونس، مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت كونستانزا فارينا، الكهنة والراهبات، رئيس رابطة مخاتير قضاء البترون المختار جاك يعقوب، مدير وادي قاديش سابقا المهندس المرمم رولان حداد وفريق الاخصائيين في ترميم الجداريات، مديرة قسم الآثار وعلم المتاحف في جامعة البلمند الدكتورة باتريسيا انطاكي، أهالي القرى المجاورة واهالي سمارجبيل.
بعد النشيد الوطني بصوت المرنم جورج نون ورافقه على الاورغ العازف رامي حنا، ودقيقة صمت إجلالا لروح البابا فرنسيس، القت الزميلة لميا شديد كلمة ترحيب وقالت: "سمار جبيل إسم من التاريخ، من العراقة المتجسدة في كل معلم من معالمها التاريخية والأثرية، في قلعتها، في كنائسها، في كل ناحية منها. وهي اسمٌ من الأصالة الظاهرة حبًا في ساحاتها ووجوه أهلها... وأنتم أهلُها." واضافت: "سمار جبيل مزهوّة اليوم بوجوه أحبة حضروا لمشاركتها البهجة والأمل في محطة جديدة من محطات الحفاظ على إرثها وعلى تاريخ كنيستها وتظهير معالمها.. أمانةً للتاريخ أرثاً للحاضر وكنزاً للمستقبل."
ثم ألقت الدكتورة مهى نعمه الديك كلمة لجنة الوقف فقالت: " بفيض من السعادة والاعتزاز والامتنان، اجتمعنا اليوم في هذا المكان المقدس الذي استعاد بهاءه. هذا اليوم يمثل تتويجًا لمشروع ترميم كنيسة مار نهرا، الشاهدة على تاريخنا وإيماننا، والتي تضررت بمرور الزمن."
وأضافت: "رغم التحديات الاقتصادية الصعبة ونقص الميزانية الأولية، وبدافع والإيمان والتعلق بالكنيسة، بدأنا العمل. لم يكن الطريق سهلًا، فتأخرت الأعمال بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية . ولكن تدفق تبرعات أبناء سمار جبيل السخية كان تجسيدًا لانتمائكم وحبكم للكنيسة. اليوم، نتأمل ثمرة جهودنا المشتركة، حيث استطعنا إبراز وحفظ الزخارف والرسومات التي تشهد على فن وإيمان الأجيال السابقة. كنيستنا اليوم محمية ومستعدة لمواجهة المستقبل".
وختمت: "نشكر من أعماق قلوبنا كل من ساهم في هذا الترميم الرائع، من المتبرعين وأعضاء اللجنة والخبراء والحرفيين، لتعلقهم وحبهم لهذا البيت المقدس".
وتناول الخوري إيلي سعاده "مَا قَامَتْ بِهِ الرَّعِيَّةُ حَتَّى الْيَوْمِ، فِي إِطَارِ تَسْلِيطِ الضَّوْءِ عَلَى مار نُوهْرَا الشَّهِيد" وعرض للمشاريع المستقبلية التي يتم العمل لتنفيذها.
ووَجِّهُ التَحِيَّةٍ "لِأَبْنَاءِ الرَّعِيَّةِ، "الَّذِينَ آثَرُوا التَّضَامُنَ مَعَ الْكَاهِنِ وَلَجْنَةِ الْوَقْفِ، وَسَاهَمُوا مِنْ مَالِهِمْ وَمَعَارِفِهِمْ فِي إِنْجَازِ مَا أُنجِزَ، بِالتَّنْسِيقِ الدَّقِيقِ مَعَ أَخْصَائِيّيِنَ، وَبِمُبَارَكِةِ سِيَادَةِ الْمَطْرَانِ مُنِيرِ خَيْرِاللَّهِ، وَبِإِشْرَافِ الْمَدِيرِيَّةِ الْعَامَّةِ لِلْآثَارِ بِشَخْصِ مُدِيرِهَا الْعَامِّ الْأُسْتَاذِ سَرْكِيسِ الْخُورِيِّ وَالسَّيِّدَةِ سَمَرِ كَرَمِ."
وَقَال: "ارْتَكَزْنَا فِي عَمَلِنَا عَلَى ثَلَاثَةِ مَبَادِئِ:أَوْلَوِيَّةُ الْعَمَلِ مَعَ أَخْصَائِييِّنَ فِي مُخْتَلِفِ الْمَجَالَاتِ، لِتَجَنُّبِ الْأَخْطَاءِ الَّتِي قَدْ تَرهِقُ لجان الوقف الْمُقْبِلَةِ. الْعَمَلُ الْجَمَاعِيُّ بِرُوحٍ رَعَوِيَّةٍ، مِنْ خِلَالِ إِطْلَاعِ أَبْنَاءِ الرَّعِيَّةِ دَوْرِيًّا عَلَى الْمَخْطَطَاتِ وَالْمَرَاحِلِ، وَإِشْرَاكِهِمْ مَادِيًّا وَمَعْنَوِيًّا فِي كُلِّ مَشْرُوعٍ. الضِّيَافَةُ وَحُسْنُ الاسْتِقْبَالِ، عَبْرَ تَسْهِيلِ أُمُورِ الْمُؤْمِنِينَ زَائِرِي كَنَائِسِنَا أَوْ طَالِبِي الْخِدْمَاتِ اللِّيتُورْجِيَّةِ كَالْعَمَادِ وَالزَّوَاجِ وَالْخِطْبَةِ."
وَشكر لاعضاء لجنة الوقف جهودهم وعَلَى شَهَادَتِكُمْ كَمَسِيحِيِّينَ مُلْتَزِمِين.َ
حداد
بعد ذلك شرح المهندس المرمم رولان حداد عن مراحل الترميم وتقنياته. وقدم عرضا مصورا عن الاعمال. ونوه بالجهود التي بذلت لإنجاز المشروع. كما ثمن التعاون الوثيق الذي ساعد على تنفيذ المشروع بالرغم من التحديات والعقبات خصوصا ما فرضته الاوضاع الاقتصادية.كما شكر للمديرية العامة للآثار تعاونها ومواكبتها للأعمال منوها بجهود لجنة الوقف والخوري ايلي سعاده والاهالي.
كرم
أما كرم، فأكدت اهتمام المديرية العامة للإثار بما تم تنفيذه من اعمال وقالت:" منطقة البترون عزيزة على المديرية العامة للآثار، ودورنا ان نرافق هذا العمل في أي مكان، لكن التجربة التي عشناها في سمارجبيل كانت مميزة لجهة التنسيق مع المديرية التي تابعت تنفيذ الأعمال بكل تفاصيلها. ونوهت بجهود لجنة الوقف ومتابعتها وثمنت التضحيات والجهود التي بذلت لتنفيذ هذا المشروع وقالت: "ما جرى في كنيسة مار نوهرا يذكر بإنجيل الوزنات التي استعملها أهالي سمارجبيل".
وختمت: "مشوارنا معكم طويل لأن الطموحات كثيرة وهناك مراحل مستقبلية سنتابعها ويد الرب ستكون معكم."وهنأت "بالحلة الجديدة للكنيسة على امل أن نكمل المشوار معا في المستقبل."
خيرالله
واستهل المطران خيرالله كلمته عن البابا فرنسيس، وقال: "سمعنا الكثير عنه ولكن انا أريد ان أسميه "بابا السينودسية " وهي عمل الكنيسة، جسد المسيح السري والتي يعمل كل أعضائها مع بعضهم. هذا ما شدد عليه البابا فرنسيس ووضعه في برنامجه وهو ان يعيد الكنيسة الى المسار السينودسي، أي ان يلزم كل المعمدين، شعب الله، ابناء وبنات الكنيسة بمسيرة العمل معا، بالاصغاء، بالحوار والتمييز لاتخاذ القرار".
وتحدث عن علاقته بكنيسة مار نوهرا منذ صغره. ثم عرض للعقبات التي تسببت بتأخير اعمال الترميم ومنها تأمين التمويل والحاجة لتقنيات حرفية عالية. وقال: "أما المفتاح ابذي فتح البابا المقفل فهو الخوري إيلي سعاده الذي التقى حوله أشخاص ولجان وقف على مدار سنوات وبذلك تمكننا من إنجاز هذا العمل المهم الذي شجعنا عليه وتابعنا مراحل خطوة خطوة."
وشكر "فريق العمل الذي نفذ هذه الاعمال وكل الأشخاص والمحبين لكنيسة مار نوهرا ولتاريخ سمارجبيل الذي يعود الى العهد الفينيقي. اليوم نبارك هذا العمل ونكلل مرحلة من مراحل عدة علينا استكمالها. وما تم انجازه واظهار الغنى الكبير بعد ازالة الكلس يعبر عن تاريخنا، عن تاريخ كنيستنا المارونية التي بني على مراحل وعلى طبقات وهذا ما اظهرته اعمال ترميم أيقونة سيدة إيليج حيث وجدت 9 طبقات من الرسوم. هذا تاريخنا، والتاريخ يبنى من الماضي ويستمر، وهو ليس جامدا".
وختم: "نشكر الرب عن هذه النعم التي أعطانا اياها، نشكره عن كل الاشخاص الذين عملوا وخططوا وتبرعوا، نشكر الرب عن ابناء الرعية وكل الذين سبقونا ووضعوا في قلوبنا حب تاريخ كنيستنا وانتمائنا الى هذه الكنيسة، جسد المسيح الحي، حيث لكل فرد منا دوره وموقعه ويجب ان يعيش انتماءه وينظر الى الامام، الى مستقبل ابنائنا لنقول لهم: هذا تاريخنا المركب الذي يحتضن طبقات عمرها مئات السنوات، وهذا التاريخ سيستمر في المستقبل بفضل الجميع. شكرا لكل الجهود، وشكرا على هذه الهدية والرب يبارك أعمالكم ونحن مستمرون مهما كانت التضحيات".
وتخلل الاحتفال ترانيم وتراتيل بصوت المرنم جورج نون.
بعد ذلك، توجه الجميع الى الكنيسة لقص الشريط وكانت جولة للاطلاع على الاعمال والاستماع عن شرح من الاخصائيين ثم أقيم كوكتيل بالمناسبة.
========== ل.خ