الأربعاء 23 نيسان 2025

06:11 am

الزوار:
متصل:

وزيرتا التربية والبيئة وفارينا وكوسا تفقدن "دار لويس أبو شرف للمعلمين" كرامي: حماية البيئة ليست خيارا بل مسؤولية  الزين استحضرت رسالة البابا فرنسيس ودعوته لاحترام "الارض بيتنا المشترك"

وطنية - زارت وزيرتا التربية والتعليم العالي ريما كرامي والبيئة تمارا الزين ومديرة مكتب اليونسكو الإقليمي كوستانزا فارينا وملكة جمال لبنان ندى كوسا "الغرفة الخضراء" في دار لويس أبو شرف للمعلمين والمعلمات في جونية، بمناسبة "يوم الارض"، لمعاينة مكان استخدام الطاقة المتجددة والنظيفة وتشغيل المرافق بالطاقتين الشمسية والهواء، وتفقد مركز ذوي الحاجات الخاصة. وكان في استقبالهن رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء هيام اسحق وعدد من الأساتذة والطلاب.

اسحق

بعد النشيد الوطني، تحدثت اسحق عن ورشة تطوير منهج التعليم العام ما قبل الجامعي، وخصصت حيزا مهما للمحافظة على البيئة و"ضرورة العناية بالموارد البيئية ليعيش الإنسان بصورة متوازنة مع أخيه الإنسان بسلام وإستقرار في ظل إقتصاد متنوع ومنتج".

وشددت على أن "ورشة تطوير المناهج التربوية بقيادة الوزيرة كرامي، أصبحت في مرحلة كتابة مناهج المواد الدراسية، وهدفها إعداد جيل من المواطنين المندفعين لخدمة الوطن بإنفتاح على الثقافات العالمية وإستخدام واع للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ضمن بيئة متجددة وموارد طبيعية تستمر للأجيال المقبلة".

كوسىا

بدورها، أكدت ملكة جمال لبنان "أهمية العناية بالأرض"، وقالت: "إنها مسؤوليتنا وعلينا الإهتمام بها في كل خطوة نقوم بها مهما كانت بسيطة والإنتباه إلى عواقب أفعالنا السلبية وتأثيرها على الأرض"، مشددة على "أهمية ثقافة الأرض الخضراء والحفاظ على البيئة وضرورة تطبيق هذه الأمور في المناهج التربوية".

الزين

وبعد كلمة لمديرة مكتب اليونسكو الإقليمي، قالت وزيرة البيئة: "كنا نفكر ماذا سنفعل في يوم الارض، هل نحتفل مع رسميين أو على مستوى وزاري؟ لكننا قررنا أن يكون الاحتفال معكم كتلاميذ، فأنتم مستقبل الأرض والارض أمانة بين أيديكم".

اضافت: "في البيان الوزاري كان هناك موضوعان يتم ذكرهما للمرة الاولى: الأول هو البحث العلمي لأنه لا يمكن الحديث عن الأرض أو البيئة أو المناخ إذا لم يكن لدينا بحث علمي وبيئة تربوية وعلمية سليمة تسهم في حل المشاكل البيئة والمناخية. والأمر الثاني هو موضوع المناخ خصوصا لجهة ما نراه من كوارث وفيضانات وحرائق وموجات جفاف وأحداث مناخية متطرفة ما يدفعنا للعمل أكثر على الوقاية ولاسيما أننا نعرف قدرات البلد المادية والتقنية الضعيفة نتيجة الأزمات المتتالية".

وعرضت الزين لعمل وزارة البيئة، فقالت: "وضعنا خطة عمل وتكلمنا عن العديد من القضايا، والبيئة ليست كما يعتقد البعض للأسف أنها تتعلق فقط بقضايا النفايات وتلوث الهواء وتلوث المياه وغيرها من القضايا، إنما هناك شؤون جمالية منها المحميات والطبيعة والأشجار وغيرها. ووضعنا بندا اساسيا في خطة العمل له علاقة بالمواطنة البيئية، وهذه المواطنة البيئية مع المواطنة المناخية باتت اليوم من أسس بناء أي إنسان، وسنعمل على مواضيع لها علاقة بالاعلام البيئي لتشجيع الطلاب على الكتابة حول المواضيع البيئية والمناخية، وآمل العمل على عيادات بيئية مع اليونيسكو وعلى دورات توعية أكثر للمواطنين والبلديات والمجتمعات المحلية حول كيفية الالتزام بقوانين البيئة وكيفية التعريف عن الجريمة البيئية أو التعدي البيئي ليكون كل مواطن خفيرا على نفسه وعلى غيره".

وختمت وزيرة البيئة مستحضرة كلاما للبابا فرنسيس في آخر رسالة مفتوحة وجهها في تشرين الاول 2023 قبل قمة المناخ في دبي، دعا فيها قادة العالم إلى وجوب التقيد باحترام الارض التي كان يسميها بيتنا المشترك، كما دعا كل إنسان إلى عدم الشعور بأنه لامحدود القوة وبأنه مستقل ومتفلت من أي قيود. وقالت: "أعتقد أن هذا درس يجب أن نتعلمه جميعا ونلتزم به، لأن الارض شأن ايماني وكذلك وجوب الحفاظ على الخَلق والخليقة، وكل عيد أرض وأنتم بخير، وكل عيد أرض ولبنان بخير".   

كرامي

من جهتها، قالت وزيرة التربية: "أقف بينكم اليوم في مناسبة عزيزة على قلوبنا جميعا، "يوم الأرض"، هذه ليست فقط مناسبة عالميّة نحتفي بها، إنما هي دعوة لنتأمّل بحال كوكبنا، ونجدد التزامنا لحمايته، وبالنسبة لنا في وزارة التربية، يوم الأرض هو جزء من التزامنا التربوي ومن رسالتنا الوطنيّة ونحن جميعا في الوزارة نعتبرها دعوة للعمل، لأننا نؤمن بأن حماية البيئة ليست خيارا إنما هي مسؤولية تبدأ بالبيت وتستكمل بالمدرسة، وتجسد انتماءنا الحقيقي للبنان".

اضافت: "ندعو المدارس كافة الى أن يكون يوم الأرض محطة سنوية أساسية في حياة كل مدرسة، نفعله عبر أنشطة صفية ولاصفية تترجم القيم البيئية إلى ممارسات يومية لنزيد وعي التلاميذ البيئي، ولنعزز علاقتهم بالبيئة التي يعيشون فيها. في الصفوف، يمكن أن تتجسد هذه القيم من خلال الأبحاث، المشاريع البيئية، وحصص التوعية. وخارج الصفوف، عبر حملات التشجير، تنظيف المحيط المدرسي، والمسابقات الفنية والثقافية التي تُعزز ارتباط الطلاب العاطفي والمعرفي ببيئتهم".

وتابعت: "رؤية وزارة التربية للمدرسة في هذا العهد الإصلاحي تتجاوز كونها مكانا لاستكمال المنهاج، أراها مجتمعا حقيقيا يعد الطلاب ليكونوا مواطنين ملتزمين، يحبوا بلدهم ويحرصوا على بيئته وعلى بيئة الكوكب الذي نتشاركه جميعا. أريد للمدرسة أن تخرج مواطنا يحلم بالغد الأفضل، يسأل، يفكر ويبادر لحماية بيئته، وبالتالي يبني مع زملاءه ومعلميه مستقبلا أكثر عدلا واستدامة. ولأن التربية البيئية ركن من أركان مدرسة الغد، فإن الوزارة مستمرة في تبني مبادرة التعليم الأخضر التي أُطلقت بالشراكة مع مكتب اليونسكو في بيروت ووزارة البيئة. وأنا اشكر  المركز التربوي للبحوث والإنماء على دوره الأساسي في هذه المسيرة، من خلال تفعيل الغرفة الخضراء في جونية، التي استقبلت حتى اليوم أكثر من 2500 تلميذ من مختلف المدارس اللبنانية، وبتدريب مدربين طوّروا مواد تعليمية تُمكّن الأساتذة والمدراء من دمج القيم البيئية في المنهج".

وفي هذا الإطار، أكدت كرامي أن "المنهج اللبناني الجديد يعمل على دمج مفاهيم التنمية المستدامة، التعليم الأخضر، والمواطنة البيئية، بهدف بناء كفايات تجعل كل الطلاب مسؤولين عن بيئتهم، مدركين لأهمية الموارد الطبيعية. وهذا التوجه يشكل تحولا نوعيا في رؤية التعليم في لبنان نعمل على تحقيقه ليصبح التعليم بلبنان رافعة حقيقية لتغيير بيئي إيجابي"، معلنة "إطلاق الاستراتيجية الوطنية للتعليم الأخضر في صيف 2025، والتي ستترجم رؤيتنا لمسارٍ طويل الأمد نحو تعليم بيئي مستدام، بالشراكة مع وزارة البيئة، اليونسكو، الجمعيات الأهلية، المحميات الطبيعية، وكل من يؤمن بأهمية حماية البيئة".

وتوجهت الى الحضور قائلة: "أنتم اليوم، أكثر من أي وقت مضى، شركاء في حماية الوطن وبيئته. لا تستهينوا بأي تصرف بسيط: إطفاء ضوء، زراعة شجرة، أو الامتناع عن رمي ورقة. كل خطوة واعية بيئيًا، هي خطوة لحماية لبنان وقدرتنا على العيش فيه والإستمتاع بجمال طبيعته. الوزارة من جهتها، تجدد التزامها بجعل التعليم محركا أساسيا نحو بناء بيئة مستدامة. فالتلميذ الواعي اليوم، هوالمواطن المسؤول غدا. أشكركم جميعا، شركاء وإدارة وأساتذة وتلاميذ، على جهودكم، وأعدكم بأننا مستمرون ومصمّمون على التطوير، سويا، من أجل مدرسة أفضل، ولبنان أخضر".

 

=======م.ع.ش.

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب