"مركز الضّاد الدّولي للتدقيق والتّصويب" اختتم مؤتمره الدولي الافتراضي الثالث "مستقبل التعليم في العالم العربي"

وطنية - اختتم مركز الضّاد الدّولي للتدقيق والتّصويب، برئاسة الدكتورة فاديا بومجاهد أبي فراج فعاليات مؤتمره الدولي الافتراضي الثالث، الذي عقد بالتعاون مع البورد الأوروبي لتدريب المدربين وإعداد القادة والرابطة العربية للبحث العلمي وعلوم الاتصال ومركز رواد العدالة الدولي عبر تطبيق "زووم".

هدف المؤتمر إلى إعادة تشكيل منظومة التعليم العالي من خلال استراتيجيات تعليمية حديثة تتماشى مع العصر الرقمي وتعزيز الهوية الثقافية في ظل العولمة الرقمية.  كما ركّز على تطوير الحوكمة الرقمية لمؤسسات التعليم لضمان فعالية القيادة الأكاديمية واستدامة المؤسسات التعليمية في ظل التحولات التكنولوجية. وأكد  تمكين الشباب عبر تكامل المعرفتين التقنية والإنسانية، بهدف إعداد جيل قادر على التفكير النقدي والإبداع المجتمعي، وتأهيل الطلاب لسوق العمل الرقمي عبر مناهج تربط بين المعارف التقنية والإنسانية

كما شدد المؤتمر على أهمية تحديث مناهج التعليم لتحقيق توازن بين التعليم الرقمي وتعزيز القيم الإنسانية، بما يسهم في تأهيل الطلاب لمواجهة تحديات المستقبل

شهد المؤتمر مشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء من عشرة دول عربية هي: لبنان، مصر، سوريا، الأردن، سلطنة عمان، الجزائر، المغرب، اليمن، العراق، وليبيا. حيث قُدمت اثنتان وثلاثون ورقة علمية تناولت موضوعات متقدمة حول التحولات الرقمية والتربوية والبحثية في مجال التعليم، تميزت بمستوى علمي رفيع، عكست عمق الخبرة والمعرفة لدى الباحثين المشاركين. كما تنوعت المواضيع والمقاربات، فغطت أبعادًا نظرية وتطبيقية في آنٍ معًا، مما أضفى على جلسات المؤتمر قيمة فكرية وعلمية متميزة، وأسهم في بلورة رؤى واقعية رصينة قابلة للتطبيق.

تمحورت أعمال المؤتمر حول أربعة محاور رئيسية شملت مراحل التعليم المختلفة. في المحور الأول، تم التركيز على التعليم العالي في ظل التطور الرقمي، مع إلقاء الضوء على التكامل بين العلوم الإنسانية والاجتماعية والتكنولوجيا. أما المحور الثاني فقد تناول التعليم الجامعي وسبل تمكين الشباب من خلال تكامل المعرفتين الإنسانية والتقنية. أما المحور الثالث، فقد تناول التعليم الثانوي، مع التركيز على تحديث المناهج وخلق بيئة تعليمية متكاملة تجمع بين المعرفة الرقمية والقيم الإنسانية. وتمحور المحور الرابع حول التعليم الأساسي وتم اقتراح أساليب تدريس مبتكرة تهدف إلى فهم احتياجات الطلاب وتحفيزهم.

ركزت المناقشات على إعادة تشكيل التعليم العالي باستخدام التكنولوجيا لتحقيق العدالة الاجتماعية  ودراسة تأثير العولمة الرقمية على الهوية الثقافية. واستعرضت أهمية دمج العلوم الإنسانية والاجتماعية في مواجهة التحديات التقنية بالإضافة إلى دور الجامعات في التغيير الاجتماعي والرقميكما ناقشت التحديات في استخدام التكنولوجيا في التعليم الثانوي، مع تأكيد ضرورة الحفاظ على القيم الإنسانية وتعزيز المهارات التعليمية من خلال أدوات رقمية متطورة.

وفي إطار تقدير الجهود العلمية وتعزيز ثقافة الوفاء للمتميزين، خصّ المؤتمر الشخصيات الأكاديمية المرموقة بجزء من اهتمامه، حيث تم تكريم الأستاذ الدكتور نمر منصور فريحة، تقديرًا لإسهاماته البارزة في ميدان التعليم والبحث العلمي.

عرض المؤتمر التوصيات التي خرج بها التي كانت شاملة ومتنوعة، تضمنت جوانب علمية وعملية مهمة. أبرز هذه التوصيات شملت: اعتماد استراتيجيات تعليمية مرنة تستند إلى مبدأ التعلم مدى الحياة، مع ربط مخرجات التعليم باحتياجات سوق العمل بفعالية وتعزيز دعم البحث العلمي كركيزة أساسية للنهضة التعليمية وتشجيع الدراسات البينية والتطبيقية المرتبطة بالتحولات الرقمية، بالإضافة إلى إدماج الذكاء الاصطناعي في تصميم المناهج والأنشطة. كما تم التركيز على تحسين أداء المعلمين والمتعلمين باستخدام حلول رقمية ذكية، وترسيخ الحوكمة الرقمية في المؤسسات التعليمية لضمان الكفاءة والجودة.
وفي سياق متصل تم التأكيد على ضرورة تطوير بنى تحتية رقمية متكاملة في المؤسسات التربوية، مع توفير التجهيزات والتدريب الكافي لتفعيل البيئات التعليمية الرقمية، بالإضافة إلى إنشاء منصات تعليمية عربية تفاعلية تدعم التعليم المدمج والمفتوح. كما شددت التوصيات على ضرورة مراجعة المناهج الدراسية لتشمل مهارات التفكير النقدي والإبداعي والعمل الجماعي، مع تدريب المعلمين على التقنيات الحديثة بما في ذلك الذكاء الاصطناعي.
من بين التوصيات البارزة أيضًا: إعطاء التعليم الأساسي والطفولة المبكرة عناية خاصة بوصفهما القاعدة الصلبة للتعلم المستدام، وتعزيز دور الجامعات في خدمة المجتمع من خلال شراكات استراتيجية مع القطاعات المختلفة. كما تم التأكيد على الحفاظ على مكانة العلوم الإنسانية والاجتماعية في التعليم الجامعي، ودعم التعليم الفني والمهني وربطه بالتكنولوجيا لتوفير فرص عمل نوعية.
كما شملت التوصيات اعتماد نظام تقويم إلكتروني متكامل يعكس الفروقات الفردية، ويعزز التعاون العربي في المجال التربوي عبر تبادل الخبرات من خلال مؤتمرات وبرامج تدريبية ومنصات رقمية موحدة.
كما ركزت التوصيات على ضرورة تبني الحكومات العربية سياسات تعليمية تحقق التوازن بين التقدم التكنولوجي والقيم الثقافية، وتضمن تكافؤ الفرص لجميع المتعلمين.

وأكدت رئيسة المركز في كلمتها الختامية أنّ المؤتمر كان نقطة انطلاق نحو مسيرة مستدامة من التقدم العلمي، حيث تم استعراض التحديات والفرص التي يواجهها التعليم في العصر الرقمي وكيفية دمج التكنولوجيا مع القيم الإنسانية.

وأشارت إلى أن المؤتمر شكّل منصة فكرية متميزة، جمعت بين الخبرات الأكاديمية والبحثية من المجالات المختلفة لتعزيز التعاون العربي في مجال البحث العلمي. كما أعلنت عن موعد انطلاق المؤتمر الدولي الرابع للمركز في شهر آذار 2026، مؤكدةاستمرار العمل في دعم الحراك البحثي والتربوي     

وأشارت إلى أنه سيتم اختيار أفضل أربعة أبحاث من كل مؤتمر لنشرها على نفقة المركز في كتاب علمي محكم، بهدف تشجيع الباحثين وتعزيز الاهتمام بالبحث العلمي.

جدد مركز الضّاد الدولي للتدقيق والتصويب تأكيده أهمية التعاون والشراكة، مرحبًا بالشراكات الجامعية والمؤسسات التربوية والمراكز التعليمية للمشاركة في مؤتمراته المستقبلية، في سبيل تبادل الخبرات وتعزيز البحث العلمي وتطوير التعليم في الوطن العربي.

في الختام  شكرترئيسة المركز الجهات المشاركة والداعمة، والمؤسسات الأكاديمية والإعلامية، والأساتذة والشخصيات العلمية والأكاديمية البارزة، والجامعات المحلية والدولية، والباحثين وطلاب الجامعات في لبنان والعالم العربي، وفريق مركز الضاد الدولي للتدقيق والتصويب، واللجان العليا والعلمية والاستشارية والتنظيمية، والمقدمين، ورؤساء الجلسات، والحضور الكريم، مثنيةً على التزامهم وجهودهم التي أثمرت هذا النجاح المشهود.

ثم التقطت صور تذكارية افتراضية مع المشاركين عبر تطبيق "زووم"، حيث تم توثيق هذه اللحظات الرقمية التي جمعت الأكاديميين والخبراء من مختلف الدول العربية لتخلد اللقاء العلمي المميز الذي أسهم في تعزيز التعاون العربي في مجال التعليم والبحث العلمي.

===ج.س

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب