وطنية - دعا رئيس "المؤتمر الشعبي اللبناني" كمال حديد الى "تطبيق أمين لإتفاق الطائف، فذلك يطوي صفحة الحرب اللبنانية وتنهض دولة القانون والعدالة والمؤسسات". وقال في بيان: "نصف قرن مضى على اندلاع الحرب اللبنانية التي لا نزال نعيش تداعياتها حتى الآن. خمسون عاماً مرّت على حرب تداخلت فيها عوامل داخلية وخارجية، سبّبت ويلات وكوارث كبيرة على اللبنانيين، ما تزال نتائجها تعصف بالوطن والمواطن الى اليوم. وإذا كان معظم اللبنانيين رفضوا هذه الحرب، ويؤكدون على ضرورة الإستفادة من دروسها وعبرها لمنع تكرارها، فإن بعض القوى السياسية وللأسف الشديد ما تزال أسيرة المواقف والخطابات التي عملت من وحيها قبل الحرب وفي خلالها وبعدها".

وأشار إلى أن "القراءة النقدية والموضوعية لحرب 13 نيسان 1975، تظهر أنها كانت مزيجاً من عوامل داخلية وخارجية، أشعلت نار الاقتتال وصبّت عليه الزيت كلما كانت هناك محاولات لإخمادها. وأن من أبرز الأسباب الداخلية للحرب اللبنانية هو غياب العدالة والإنماء والمساواة بين اللبنانيين بفعل النظام الطائفي، ومن أبرز الأسباب الخارجية العامل الصهيوني الذي وجد في الحرب اللبنانية فرصة لتنفيذ مخططاته في تقسيم لبنان والسيطرة عليه وسرقة مياهه وثرواته، وإذا كان إتفاق الطائف نجح في إيقاف الحرب وحسم انتماء لبنان العربي ووحدته واستقلاله، إلا أن الطبقة السياسية التي حكمت لبنان منذ العام 1992 برعاية إقليمية ودولية، إنحرفت عن هذا الإتفاق، ولم تطبق أهم بنوده الإصلاحية حتى الآن".

ورأى أن "لبنان اليوم، وبعد خمسين عاماً على الحرب، ما يزال في قلب الأخطار الداخلية والخارجية، وأكبرها الفساد والإفساد والتبعية في الداخل، والخطر الصهيوني الذي أصبح في الداخل، إحتلالاً وحرباً وحشية مستمرة وسعياً محموماً للتطبيع معه واستباحته بالكامل.. ولا نرى سبيلاً للخروج من كل ذلك، إلا أن تسلك كل القوى اللبنانية طريق التطبيق الأمين والكامل لكل بنود اتفاق الطائف بلا إستثناء، من أجل بناء دولة المواطنة لجميع اللبنانيين، الدولة الحقيقية القوية، دولة القانون والعدالة والمؤسسات".

                       ==== ن.ح.