وطنية - طرابلس - نظم معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية – الفرع الثالث لقاء توجيهيا بعنوان "منحنيات السلوك: كيف نواجه الانحراف الاجتماعي بالقيم والاخلاق" برعاية رئيس الجامعة البروفسور بسام بدران ممثلا بعميدة المعهد البروفسورة مارلين حيدر، في حضور النائب طوني فرنجيه ممثلا بالدكتور ادولف عبدالله، مفتي طرابلس الشيخ محمد امام، رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، المرشد العام للمرشدية العامة للسجون الاب جان مورا، قائمقام زغرتا ورئيسة بلدية الميناء بالوكالة ايمان الرافعي، مستشار رئيس الجامعة البروفسور نديم منصوري، العميد الياس إبراهيم ممثلا قائد منطقة الشمال في الامن الداخلي، الشيخ صفوان الشعار، الأب جوزف العنداري وبدوي السبع وطلاب المعهد ومهتمين.
الاميوني
استهل اللقاء بترحيب من مديرة المعهد البروفسورة وديعة الاميوني، وأكدت "التزام المعهد بدوره التربوي والاجتماعي في تعزيز الوعي الأخلاقي والحد من مظاهر الانحراف، خصوصا في ظل التحديات التي يعيشها الشباب اللبناني، وأهمية ترسيخ القيم الأخلاقية في مواجهة تحديات الانحراف السلوكي المتزايد في المجتمع".
حيدر
ثم تحدثت البروفسورة حيدر، مشيدة بالمبادرات التوعوية في نشر القيم الاخلاقية وتعزيز الحوار بين مكونات المجتمع"، وركزت على البعد الوطني والإنساني لمثل هذه المبادرات، وضرورة التكامل بين العلم والقيم في تربية الأجيال"، مؤكدة "دور المؤسسة التعليمية في صناعة التغيير الاجتماعي الإيجابي".
ثم تحدث كل من المفتي إمام والمطران سويف عن مسؤولية الفرد والمجتمع في حفظ منظومة القيم والاخلاق. واعتبرا أن مواجهة الانحراف لا تكون بالقمع أو الإقصاء، بل بالحوار والتربية وتعزيز القيم المشتركة التي توحد المجتمع".
وأعتبر المفتي امام أن "الانحراف لا يبدأ من سلوك سيء بل من غياب المرجعية الأخلاقية في حياة الإنسان"، وأكد أن "الدين لا يجب أن يختزل في المواعظ والنصوص، بل يجب أن يترجم إلى سلوك يومي في التعامل مع الآخر، وفي احترام القانون، وفي نبذ العنف والتعصب".
واعتبر أن "أخطر ما نواجهه اليوم هو تراجع الوازع الداخلي، وعلينا أن نعيد للضمير دوره التربوي فكل إصلاح يبدأ من الذات"، وشدد على أن "القيم الأخلاقية لا تختصر في دين واحد أو فئة واحدة، بل هي لغة جامعة بين الأديان والمجتمعات".
من جهته تطرق المطران سويف الى "أهمية التربية المبنية على المحبة والغفران والكرامة الإنسانية"، معتبرا أن "الانحراف غالبا ما ينشأ من غياب الشعور بالانتماء والقبول، ولكن حين يشعر الشاب أنه مسموع ومحترم، ينمو بداخله حس المسؤولية .لذلك فإن دور الأسرة والمدرسة والكنيسة والمسجد، هو أن تبني الإنسان أولا، قبل أي وظيفة أو نجاح خارجي".
وعرض سويف 12 نقطة كفيلة بخروج هذا الانحراف من الانسان وتنقيته، وذلك بـ"عدم إدانة المنحرف وفقدان كرامته، واعطائه العلاج الروحي والجسدي ومتابعته، وإعطاءه فرصة جديدة وتطهير الجسد بالكامل، فالرب يشفي والإنسان يشفى، واعطائه الحب و العاطفة، وعدم التنمر عليه، ودور الجماعة في عملية النهوض، ورفض اليأس والإنماء المتوازن للوصول الى الأمان الاجتماعي ونهاية العودة إلى العائلة".
برنامج حواري متنوع وشهادة حياة مؤثرة
وشهد اللقاء مداخلة توعوية من المحامية برنادت فضل الله التي تحدثت عن تجربتها مع المرشدية العامة للسجون وعن تزايد أعداد الطلاب الذين وقعوا ضحية المخدرات، واشارت إلى "التأثيرات السلبية الكبيرة لهذه الآفة على حياة الشباب"، وأكدت "أهمية اتخاذ قرارات حكيمة والابتعاد عن التصرفات التي قد تؤدي إلى التورط في قضايا قانونية أو السجن".
كما استعرضت بعض الطرق التي قد تعرض الطلاب لمخاطر المخدرات، داعية إلى "ضرورة توخي الحذر والوعي من المخاطر".
وتناول المحامي يوسف الدويهي من زاوية قانونية "العلاقة بين الانحراف والثغرات الحاصلة"، وتطرق الى "موضوع المخدرات وحوادث السير والتنمر والأصدقاء ذوي العشرة السيئة وألعاب الميسر، ومواقع تسيء الى الاداب العامة ويجب تجنبها".
وختم مشددا على أن "ظروف إجتماعية ومادية وتربوية قد تؤدي للدخول إلى السجن الذي من المفترض أن يكون مكان للإصلاح وليس للعقاب، علما أن كرامة الإنسان مهانة في السجون اللبنانية نظرا لأوضاعها الصعبة"، متمنيا "عدم تعريض أنفسنا وأهلنا لهذه التجربة المرة التي تنطبع في ذهن أقرب الناس إلينا ومجتمعنا في حال وصولنا إليها لا سمح الله".
واختتم اللقاء بشهادة حياة مؤثرة قدمها ميشال مسعود، تحدث فيها عن انزلاقه في مسار خاطئ خلال شبابه، قبل أن يجد طريقه نحو التغيير من خلال
احتضان عائلته ودعم مرشديه الروحيين والاجتماعيين، مؤكدا أن "الفرصة الثانية ممكنة عندما يجد الإنسان اليمان والانسانية"، شاكرا القيمين على معهد العلوم الإجتماعية في الشمال "لإتاحة الفرصة لمناقشة هذه المواضيع الهادفة مع الطلاب".
========م.ع.ش.