مجلس "تلاقي الأديان" احيا عيد البشارة في بيت الابرشية المارونية في سيدني تزامنا مع الذكرى الـ50 للحرب الاهلية والكلمات ركزت على الوحدة والمصالحة

وطنية - إستضاف راعي الأبرشية المارونية في أوستراليا ونيوزيلندا وأوقيانيا المطران أنطوان - شربل طربيه، في بيت الأبرشية في ستراثفيلد  سيدني، الاحتفال السنوي لمجلس "تلاقي الاديان" بعيد البشارة تزامنا مع الذكرى الـ50 للحرب الاهلية في لبنان، في أجواء من الوحدة والتآخي، حيث اكدت الكلمات "الالتزام الجماعي بالسلام والقيم المشتركة للإنسانية".

وشارك في اللقاء، راعي أبرشية الروم الملكيين الكاثوليك المطران روبرت رباط، راعي أبرشية الكنيسة الأرثوذكسية الأنطاكية المتروبوليت باسيليوس قدسية، مفتي أوستراليا الشيخ رياض الرفاعي، ممثل دار الفتوى  في أوستراليا الشيخ مالك زيدان، ممثل مشيخة العقل للموحدين الدروز في لبنان الشيخ منير الحكيم، الشيخ أحمد جندي من الطائفة الإسلامية العلوية، الى النائب مارك كوري ممثلا زعيم المعارضة مارك سبيكمان، النائب جايسن يات سين لي، الرئيس التنفيذي لوزارة التعددية الثقافية جوزيف لا بوستا ممثلا الوزير ستيفن كامبر، وزيرة التعددية الثقافية قنصل لبنان في سيدني سارة الديراني ورؤساء وأعضاء مجالس بلدية وممثلين عن الأحزاب والتيارات اللبنانية ووسائل إعلامية ورؤساء جمعيات ومؤسسات.

وبعد كلمة المراسيم الترحيبية التي ألقاها رئيس المجلس البلدي لمنطقة بيروود جون فخر بإسم السكان الاصليين "Welcome to Country"، افتتح الاحتفال بالنشيدين اللبناني والاوسترالي، فصلاة مشتركة قرأها بالانجليزية المونسنيور مارسيلينو يوسف وبالعربية عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الشيخ الزائر فايز سيف.

المطران طربيه 

ثم رحب المطران طربيه بالحضور، مشددا على "رسالة اللقاء الموحدة"، وقال: "عيد البشارة هو مناسبة سنوية في جاليتنا الأوسترالية اللبنانية لنلتقي ونكرم أمنا العذراء مريم والدة الاله ونصلي من أجل السلام. وما يميز الاحتفال هٰذه السنة أننا نعود بالذاكرة إلى سنة 1975، إلى محطة سوداء في تاريخ لبنان، الى أحداث أليمة مطبوعة في الذاكرة الجماعية  والفردية عند اللبنانيين مقيمين ومنتشرين، ألا وهي بداية الحرب اللبنانية أو بداية حروب الآخرين على أرض لبنان".

ورأى أن "مقولة "تنذكر وما تنعاد" التي غالبا ما تتردد في هذه السنوية لا تكفي للنهوض وبناء أسس الوطن والوطنية في قلوب اللبنانيين"، وقال: "آن الأوان ليس فقط لنزع السلاح غير الشرعي وحصره بيد الدولة، وإنما المطلوب ايضا نزع السلاح من العقول والنفوس، سلاح الأحقاد والانقسام، سلاح الأنانيات والفساد وسلاح المشاريع الإقليمية التي لا تخدم مصلحة لبنان واللبنانيين. آن الأوان في هذه الذكرى الأليمة التي عاشها الكثيرون منا، أن نضع مشروعا مشتركا لتنقية الذاكرة الوطنية، يكون مدخلا لمصالحة حقيقية بين اللبنانيين".

واعتبر أن "هذه المصالحة لن تتحقق إلا من خلال رؤية جديدة قائمة على أولوية الانتماء للبنان وطنا نهائيا لجميع أبنائه وبناته، وقبول الآخر المختلف واحترامه في معتقداته وحياته، وليس من منطلق الهيمنة أو العداء، بل من خلال بناء مجتمع متوازن،  تلتقي فيه الأديان وتتاعيش  لخير الإنسان ورقيه. والمصالحة تعني أيضا أعتماد الحياد الإيجابي الفاعل، كما طرحه غبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، كطريق لانقاذ وحدة لبنان ورسالته ، وكمشروع يحمي التعددية،  وكضامنة لكي يبقى لبنان واحة سلام وكيان لقاء  لجميع ابنائه مقيمين ومغتربين".

وختم مشيرا الى أن "المصالحة محطة لتكريم الشهداء الذين قدموا حياتهم ليبقى الوطن، كما تقتضي القيام بمسح شامل لضحايا الحرب اللبنانية".

المفتي الرفاعي

وألقى المفتي الرفاعي كلمة، دعا فيها الحضور ليكونوا "دعاة سلام كما كان الأنبياء من قبل، فقد قالها عيسى عليه الصلاة والسلام وقالها الأنبياء من قبله وقالها النبي محمد عليه الصلاة والسلام من بعده"، وقال: "في الذكرى الخمسين للحرب اللبنانية الأليمة التي مرت على هذا الوطن الجريح، نقول: لقد دفعنا جميعا ثمنا باهظا وتحملنا من الآلام ما تنوء به الجبال، وخرج الجميع منها خاسرا بلا غالب ولا مغلوب. آن لنا أن نستخلص الدروس وأن ندرك أن لا سبيل إلى العيش الكريم إلا عبر الجهاد الأكبر، جهاد بناء الوطن ورأب الصدع ولم الشمل والتكاتف والتآلف ونبذ الماضي بكل جراحاته، والانطلاق نحو مستقبل مشرق يجمع اللبنانيين مسلمين ومسيحيين، يجمع اللبنانيين بكل توجهاتهم واتجاهاتهم على قلب واحد من أجل وطن يحيا بالعدل ويزدهر بالمحبة".

المطران رباط

بدوره دعا المطران رباط في المناسبة أبناء المجتمع اللبناني إلى "تجاوز الماضي والمسامحة وبدء مسيرة جديدة نحو المصالحة"، متحدثا عن معاني  ألوان العلم اللبناني الأحمر والأبيض والأخضر كرمز لأنواع الشهادة الثلاث، وقال: "الأحمر يرمز إلى المفهوم التقليدي للتضحية بالدم والأبيض يعبر عن الشهادة من خلال النضال السلمي واللاعنف، أما الأخضر فيجسد الشهادة من خلال التخلي عن كل شيء من أجل حياة جماعية قائمة على الدعم المتبادل والانسجام الأخوي".

كوري

والقى النائب كوري كلمة، أكد فيها "أهمية الوحدة بين الأديان"، وقال: "في وقت يواجه فيه العالم انقسامات عميقة وحالة عدم اليقين، لم يكن لقوة الوحدة بين الأديان والاحترام المتبادل أهمية أكبر مما هي عليه الآن. إن التقاء الديانتين المسيحية والإسلامية حول قيم السلام والإحسان والتواضع والعدالة، أمر يحتذى به، وهي مبادئ يمكن أن توجهنا في بناء مجتمعات أقوى وأكثر تعاطفا، ومن خلال الحوار والتفاهم، نؤكد أن ما يوحدنا هو أعظم بكثير مما يفرقنا".

وختم قائلا: "لقد قدمت الجاليات اللبنانية والشرق أوسطية مساهمات استثنائية في النسيج الثقافي والاجتماعي والمدني لنيو ساوث ويلز. ومن خلال تقاليدهم الغنية وروحهم الريادية والتزامهم الراسخ بالأسرة والإيمان، عززوا الأسس ذاتها لمجتمعنا المتعدد الثقافات".

 لابوستا

وأشار لا بوستا إلى "أهمية الحوار بين الأديان"، وقال: "كأوستراليين من ثقافات وتقاليد متنوعة، نتحمل مسؤولية متساوية في بناء مستقبلنا المشترك. وبغض النظر عن خلفياتنا الثقافية والإثنية، فنحن جميعا مرتبطون أولا وقبل كل شيء، بالتزامنا المشترك تجاه أوستراليا. لهذا السبب، يجب أن نواصل العمل معا لبناء جسور تلاقي عبر الاختلافات السياسية والدينية والثقافية وفهم وجهات نظر بعضنا البعض"، معتبرا أن "هذا الحوار أصبح الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى".

وبعد كلمة شكر من الدكتور عماد برو بإسم اعضاء مجلس "تلاقي الاديان" الذي ينظم اللقاء كل سنة، إختتمت الأمسية بصلاة جماعية من أعضاء المجلس شارك فيها الحاضرون والقادة الروحيون، مؤكدين ان عيد البشارة "محطة فريدة في حياة الجالية اللبنانية الأوسترالية تشجع على المصالحة واللقاء مع الاخر المختلف".

 

======م.ع.ش.

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب