الشيخ أكرم بركات يوقع في المجلس الشيعي كتابه "شيعة لبنان الاجتماع الثقافي الديني"

 

وطنية - وقع الشيخ الدكتور اكرم بركات كتابه الموسوم بعنوان "شيعة لبنان الاجتماع الثقافي الديني (2022/1900)"، في اجواء ولادة الامام الحسن المجتبى، وبرعاية نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، في حفل في مقر المجلس في الحازمية، حضره وزير الصحة ركان ناصر الدين، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال ما بشارة بطرس الراعي المونسينيور عبده ابو كسم، ممثل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الشيخ بلال الملا، ممثل الكاثوليكوس آرام الأول كاثوليكوس الأرمن الأرثوذوكس الأرشمندريت سركيس ابراهاميان، ممثلا البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان الأب كارو طاتيوسيان والاب رافي اوهانيسيان، القائم بأعمال سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان توفيق صمدي، النواب: علي عمار، امين شري ود. ابراهيم الموسوي. الوزيران السابقان: طراد حمادة وعلي حمية، النائب السابق محمد برجاوي وحشد كبير من علماء الدين والشخصيات السياسية والقضائية والتربوية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والمهتمين.

بداية قدم للحفل د. كمال لزيق وتلا المقرئ احمد المقداد ايات من الذكر الحكيم.

وألقى العلامة الخطيب كلمة ترحيبية، مشيرا إلى أنها "مناسبة طيبة، خصوصا أننا في شهر رمضان المبارك وشهر الصوم أيضاً عند إخواننا المسيحيين، ولذلك تجمع بيننا أمور كثيرة في لبنان ومنها الإيمان والصوم، وهي مناسبة طيبة في ظل الأجواء الجديدة التي نعيشها في لبنان بعد إنتخاب فخامة رئيس الجمهورية وتأليف الحكومة والتعيينات التي نأمل إن شاء الله أن تتم بتوافق وفق معايير دقيقة، وفق الكفاءات التي تُخرج لبنان من أزماته القديمة والجديدة. ونأمل من هذه المناسبة ان نساهم في جمع الشمل بين اللبنانيين وأن يتعرف اللبنانيون على بعضهم البعض".

أضاف: "كان الخطأ في الماضي أن تكتب السلطة ما تريد عن الآخرين، ما أعطى صورة غير صحيحة ومشوهة عن المكونات اللبنانية بعضها عن بعض. ونأمل أن يُكتب تاريخ لبنان كما هو وأن تُعطى المكونات اللبنانية جميعها حقها، فهو غنى للبنان وليس إنتقاصاً لأحد، بل بالعكس حينما تكتب تصوراتك عن الآخرين أو ما تريد أن تعطي الصورة عن الآخرين، انت تخطئ في حق نفسك وفي حق بلدك وفي حق الآخرين".

واردف قائلا: "كتاب سماحة الشيخ الدكتور بركات عن شيعة لبنان يلقي صورةً حقيقية عن مساهمات الشيعة اللبنانيين في الثقافة وفي الأدب، وفي هذا التاريخ النضالي، وإن اقتصر الكتاب على هذا الجانب الثقافي فهو أساسي في كل شيء. الثقافة التي تحملها هي التي تعطي صورة للمستقبل، والفعل الذي يصدر عنك ويعبر عن ثقافتك وتوجهاتك، وهي صورة مشرقة كما رسمها سماحته. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقه للمزيد من هذه الإنجازات وله الكثير من المؤلفات ساهم فيها في تنمية هذه الثقافة وفي ثقافة الجيل الجديد الذي عليه المعول في هذا المستقبل، والذي به نستطيع أن نتصور لبنان القادم، لبنان الواحد. و هناك في كل بلد من البلدان تعدد ثقافي وتعدد قومي، وإذا إتبعنا القاعدة التي للأسف يسير البعض فيها، وهي أن التعدد الطائفي والتعايش بين الطوائف المتعددة مستحيل، أو يوجد حاجز طائفي في التواصل مع الآخرين، فهذا خطير جداً. المطلوب هو أن يكون هناك انفتاح الثقافات نحو الإندماج، وعلى نحو من التواصل لكي ينتج أيضا أمرا أفضل للمستقبل وثقافة أفضل وإجتماعاً أحسن للمواطنين" .

وأمل أن "نفصل بين الطائفية وبين الدين، الطائفية ليست ديناً، الطائفية عصبية، الطائفية هي التي تصنع الحواجز بين الناس وتمنع أن يتفاهم الناس في ما بينهم، وتعطي صورة عدوانية لكل طرف للطرف الآخر. الدين على عكس من ذلك فهو الذي يدعو إلى الحوار ويدعو إلى التفاهم، يدعو إلى التعايش (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا)، أن يتعرف بعضنا إلى بعض وأن يكون هناك حوار ثقافي ينمي ثقافتنا ويجعلنا نسير في موكب واحد يغني لبنان ويغني هذه المنطقة التي هي أم الثقافات التي ولدت فيها ثقافة، ولد فيها الأنبياء وبُعث فيها الرسل إلى العالم. نحن أغنى أمة بكل مكوناتها، المسيحية من هنا والإسلام من هنا، النبي موسى سلام الله عليه من هنا، كل الأنبياء وجدوا في أرضنا، لذلك لماذا نعكس الآية ولماذا نعطي صورة أخرى مغايرة نتقاتل فيها بعضنا مع بعض ويتخذ فيها بعضنا أعداءً. إننا نأمل بعد هذه التجارب المريرة أن نفقه أن الطوائف في لبنان هي غنى كما قال الإمام السيد موسى الصدر، وأن نفقه أن الطوائف ليست أعداء بعضها البعض، وإنما يكمل بعضها بعضاً، وأن نفقه بأن العدو الواحد للبنان هو العدو الإسرائيلي، وأنتم ترون ماذا يحصل في سوريا وفي جنوبها وساحلها . هل هي هذه الصورة التي نريدها؟ بل نحن في لبنان قطعنا مرحلة خطيرة جداً بعد العدوان الإسرائيلي الذي كان على لبنان، وأراد العدو الإسرائيلي أن يُفهم أنه عدوان على الشيعة في لبنان، وبعضهم صدق ذلك للأسف، ولكنه عدوان على الجميع. حينما يفرق بين القرى المسيحية والسنية والشيعية ويضرب الشيعية وهي بجوار القرية السنية والمسيحية، إنما يريد أن يفرّق وأن يلقي في أنفسنا الشك في وطنية أخواننا الآخرين. نحن أبداً لا نشك في وطنية أخواننا السنة وفي وطنية أخواننا المسيحيين. كلنا نريد لبنان واحدا في مواجهة العدو الإسرائيلي وفي مواجهة هذه الثقافة ثقافة التفريق بين اللبنانيين" .

وختم: "أسأل الله سبحانه وتعالى أن تكون هذه بداية مع العهد جديد لتاريخ جديد يكتب للحكومة أن تقوم بواجبها في هذا المجال، لتغني الإجتماع اللبناني ولتقرب اللبنانيين بعضهم من بعض وأن تعطى الصورة الحقيقية والحق لكل طائفة من هذه الطوائف، ونحن أخوة في الإيمان وفي المواطنية".

بركات

وألقى الشيخ بركات كلمة استهلها بالقول: "مُبارك لكم يوم ولادة الإمام الثاني من أئمّة أهل البيت (ع) الحسن بن عليّ المجتبى سلام الله عليهما. لقد عرضت في كتابي "شيعة لبنان، الاجتماع الثقافيّ الدينيّ" سرديّة هذا الاجتماع بدءًا من مطلع القرن العشرين الذي قدم فيه إلى لبنان ثلاثة أعلام كبارا كانوا بمثابة فجر جديد للمجتمع، وهم العلّامة السيّد محسن الأمين، والعلّامة الشيخ حسين مغنيّة، والعلّامة السيّد عبد الحسين شريف الدين رضوان الله عليهم. وانتهاءً بعام 2022 الذي يمثّل أربعينيّة المقاومة منذ خوضها غمار الجهاد أبّان الاحتلال الإسرائيليّ عام 1982" .

أضاف: "في مطلع القرن العشرين كان الوضع الاجتماعيّ للشيعة في لبنان صعبًا وقاسيًا ومزريًا. في ذلك الزمن تجاوزت نسبة الأميّة في المجتمع خمسة وتسعين في المئة (95%)و في بيروت كان أطفال هذا المجتمع ينتشرون في الشوارع يبيعون المارّة، في وقت يجب أن يكونوا في المدارس، حتى جاءهم سارق الأطفال رشيد بيضون ليدخلهم في عامليّته الشريفة.

في صور عانى الإمام شرف الدين ما عاناه ليؤسّس فيها كليّته الجعفريّة، وإلى جانبها مدرسة الزهراء للبنات، في وقت كانت جميع مدارس منطقة صور تضمّ مئة وخمسين تلميذة فقط، والمدرسة الرسميّة في النبطيّة تضمّ بين ثلاثين إلى خمسين تلميذة.

 وفي البقاع واجه العلّامة الشيخ حبيب المهاجر الأميّة المستشرية إلى أن استطاع عام 1935 الحصول على مرسوم جمهوريّ بتأسيس تسع مدارس".

وتابع: "وعلى الصعيد الاجتماعيّ عانى هذا المجتمع، لا سيّما أبّان الحرب العالميّة الأولى من الفقر المدقع الذي أعلن الإمام شرف الدين الجهاد لمقاومته، معتبرًا أنّه جهاد في سبيل الله. وفي عام استقلال لبنان (1943) وصَفَ حال ثلاثماية قرية في لبنان الجنوبيّ بقوله: "لا يوجد مستشفى واحد من كلّ المنطقة" التي كانت محرومة من مشاريع الريّ، فكان أغلب الناس يشربون من المياه الراكدة.

أمّا حال الطرقات، فكان المريض يموت فيها قبل أن يصل إلى المدينة، وقد خاطب الإمام شرف الدين رئيس الجمهوريّة، وهو يتحدّث عن الهرمل: "ألا ترون أنّ إعمار المدارس والمستشفيات يغني عن إعمار السجون والقبور، وشقّ الشوارع والطرقات يغني عن شقّ الجيوب والصدور".

وعلى الصعيد الدينيّ دوّت صرخة الإمام شرف الدين في صور "لا جامع لنا، ولا مجتمع، ولا جماعة، ولا جمعيّة، ولا جمعة، ولا عيد، ولا أذان".

وقد بقي رضوان الله عليه واحدًا وعشرين عامًا يسعى حتى استطاع بناء مسجد واحد في مدينة صور، واكبه بالعمل على بناء المساجد والحسينيّات في قرى جبل عامل، وبارك بناءها في مناطق أخرى كالضاحية الجنوبيّة لبيروت من خلال دعمه للحاج أبو رياض نجل الحاج حسين الخنسا العاشورائيّ في إنشاء حسينيّة الإمام الحسين في الغبيريّ.

وفي البقاع كان الجهد الكبير من العلّامة المهاجر في ترميم المساجد التي رآها ضروريّة في المجتمع الذي كان بعيدًا عن الثقافة الدينيّة، فالمجتمع في مدينة بعلبك، مثلاً، عن معرفة عيد الغدير الأغرّ كما ذكر العلّامة المهاجر رضوان الله عليه.

ورغم هذه المعاناة بقيت المجامع العلميّة ترفد المجتمع بعلماء كبار من الحوزة العلميّة، وبمثقّفين نشطين كالشيخ أحمد عارف الزين الذي أسّس مجلّة العرفان الرائدة في التوثيق والتنمية المعرفيّة، وبرزت نساء عالمات مؤثّرات كـ زينب فوّاز الشاعرة الكاتبة التي واجهت قاسم أمين في دعوته إلى ما سمِّي تحرير المرأة، وشاركت الشيخ محمّد عبده في الردّ على مزاعم بعض الغربيّين الذين كانوا يهاجمون الإسلام، وكـ سميرة علي قاسم عوالي صاحبة كتاب "سكب العبرات"، والحاجة صبح الهدى كوثراني الرائدة في تثقيف المجتمع النسائي من خلال إقامة دورات محو الأميّة، وتعليم القرآن الكريم، وقراءة العزاء. ورغم كلّ المعاناة بقي المجمتع الشيعيّ اللبنانيّ في تلك الحقبة مؤكِّدًا على وحدة المسلمين، من "الفصول المهمّة في تأليف الأمّة" للإمام شرف الدين إلى "الحقائق في الجوامع والفوارق" للعلّامة الشيخ حبيب المهاجر".

واردف:" كما كان هذا المجتمع مصرًّا على الوحدة الوطنيّة، فكان نداء إمامه شرف الدين له: "ألا وإنّ النصارى إخوانكم في الله، وفي الوطن، وفي المصير، فأحبوا لهم ما تحبّون لأنفسكم".

وكذا بقي هذا المجتمع داعمًا للقضيّة الفلسطينيّة مؤكِّدًا على تحرير فلسطين، ومواجهًا لأطماع الصهاينة، متصدّيًا لاعتداءاتهم على لبنان، داعيًا الدولة اللبنانيّة إلى أخذ موقعها الوطنيّ العروبيّ في الصراع مع العدوّ الإسرائيليّ الذي رأى الإمام شرف الدين أنّه يستدعي عند ضعف الدولة عن حماية لبنان أن ترعى المقاومة الشعبيّة لتحقيق ثنائيّة الدولة والمقاومة، فهو الذي قال لرئيس الجمهوريّة اللبنانيّة بشارة الخوري في رسالته: "فإن لم يكن من قدرة على الحماية، أفليس من طاقة على الرعاية".

وأقبل الإمام موسى الصدر في أواخر الخمسينيّات إلى لبنان إمامًا لهذا المجتمع ليعمل على استنهاضه في ظلّ زعامات إقطاعيّة ساهمت في بقاء الحرمان، أو لم تنجح في مواجهته، وفي ظلّ بعض علماء الدين التقليديّين الذين أثّرت في رؤيتهم تردّدات ثورة العشرين في العراق التي كانت مباركة في منطلقاتها وأهدافها، وفي ظلّ تيارات يساريّة ويمينيّة جذبت شبّانًا من هذا المجتمع كانوا توّاقين إلى بعض الاحترام الذاتيّ المفتقَد، وفي ظلّ انتقال عدد كبير من شيعة الأرياف إلى بيروت لتحسين وضعهم المعيشيّ، حيث سكنوا في ما سماه الإمام الصدر "أحزمة البؤس"، والذي واكبه تحسّن بدا على الشيعة المغتربين الذين بقوا ملتفتين ومساندين لمجتمعهم المحروم، إضافةً إلى تغيير حصل في نمط الحياة التي تأثّرت بالوسائل الحديثة".

وقال: "في ظلّ هذه الأوضاع أراد الإمام الصدر أن يحقّق رؤيته المنطلقة من الإيمان التوحيديّ العميق، ودور العدالة في تحقيق الهدف الإلهيّ، ودور خدمة الناس في تكامل البشريّة، فرسم عناوين الموجهة في مسيرته وهي:

أوّلًا: رفع الحرمان الداخليّ، لا سيّما في الطائفة الشيعيّة، والذي كان يستهدف أوّلًا معالجة المشكلة السيكولوجيّة التي أصابت المجتمع المحروم، فكان همّ الإمام الصدر أن يركّز في المجتمع قيمه الروحيّة، وينمّي الشعور باحترام الذات.

ثانيًا: مواجهة الانقسام الداخليّ المهدّد للوطن.

ثالثًا: التصدّي للعدوّ الإسرائيليّ، وتشييد مجتمع المقاومة الذي سمّاه مجتمع الحرب.

رابعًا: نصرة الحراك الثوريّ في إيران، لما كان يؤمّل به في مساندة قضايا الحقّ، ودعم المجتمع المحروم.

وكان تأسيس هذا المجلس الكريم منطلقًا لتحقيق هذه العناوين، إضافةً إلى المؤسّسات الكثيرة الأخرى التي شيّدها في مسيرته.

وقد طرح الإمام الصدر رؤية واقعيّة لمستقبل هذا المجتمع أثّرت إيجابًا على العديد من العلماء والنخب الذين عايشوا مرحلته، وقد تعرّضت لهم في كتابي، وما زالت هذه الرؤية هي الحاكمة على مسار القادة فيه، واختطف الإمام الصدر، وانتصرت الثورة الإسلاميّة في إيران بقيادة الإمام الأكبر الخمينيّ كما سمّاه الإمام الصدر في مقالة في صحيفة لوموند الفرنسيّة عام 1978، ليكون لثورته، ثمّ للجمهوريّة الإسلاميّة التي أسّسها أثر بالغ على العالم المستضعَف والحرّ، وعلى المسلمين بالخصوص، وعلى المجتمع الشيعيّ بالأخصّ. وحصل احتلال العدوّ الإسرائيليّ للبنان الذي واجهته المقاومة التي أسّسها الإمام الصدر، والتي واكبها الإمام الخمينيّ ووثق بها ورعاها، واعتبر جهاد مجاهديها حجّة على العلماء".

وتابع: "ومع التغيير الإيجابيّ الذي حصل في المجتمع في الستينيّات والسبعينيّات من القرن العشرين، إلّا أنّ تاريخ مقاومة الاحتلال عام 1982 كان مفصلًا أساسيًّا في التطوّر الذي حصل في المجتمع الشيعيّ في لبنان، فقد انتقل هذا المجتمع، كما كان يقارب ذلك سماحة شهيد الأمّة الحجّة السيّد حسن نصر الله. من الذلّ إلى العزّة من المهانة إلى الكرامة من العشوائيّة إلى التخطيط من الضعف إلى الاقتدار. وقد برز ذلك من خلال نتاج كبير جدًّا من الشخصيّات الكفؤة المؤثّرة، والأعمال اللائقة المتنوّعة، والمؤسّسات الرائدة، والمراكز والهيئات والجمعيّات والمجالس والمجمّعات التي تميّزت بحضور الثقافة الدينيّة الأصيلة المرتكزة على رؤية واعدة.

وكان لشهيد الأمّة العلّامة الحجّة السيّد حسن نصر الله رضوان الله عليه على مدى أكثر من ثلاثة عقود مضت تأثير بارز وبصمة دامغة في ترسيخ هذه الثقافة الدينيّة الأصيلة المنفتحة في المجتمع المقاوم الذي طالما حلم وخطّط له الإمام موسى الصدر.

وقد أظهرت في كتابي أبرز معالم هذا النتاج، بعد عرضٍ لنتاج سبق من مكوّنات مؤثّرة، مريدًا من ذلك أن نتعرّف على أنفسنا مجتمعًا في التاريخ كما في الحاضر، لنحافظ على المنجزات التي بنيت بالجهد والعرق والدم، لنرسم، بناء عليها، أفق المستقبل الواعد بما يليق مع هذه التجربة الغنيّة".

وختم: "ولتكون هذه التجربة نصب أعين جيل المستقبل ومحل استفادةٍ لشعوب أخرى لما تساهم به من تحقيق التكامل الاجتماعيّ.

فسلام على كل من أثرى هذه التجربة وأغناها بعلمه ومداده وعمله. وسلام على الشهداء الذين رووا هذه التجربة بدمائهم.

وسلام على المجاهدين الذين رسموا بجهادهم عناوين العزّة والكرامة، وكانوا حجّة على العلماء. وسلام على عمائم لبنان الحسينيّة التي أضاءت هذه التجربة علمًا وعزّة وكرامة وجهادًا من عمامة شرف الدين إلى عمامة الصدر إلى عمامة نصر الله".

بعد ذلك، وقع الشيخ بركات للحضور الكتاب الذي وزع مجانا.

========= ر.ع

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب