وطنية - عقدت في أكاديمية الدولة الوطنية التابعة لمؤسسة الحريري الجلستان الحواريتان الثانية والثالثة "صيدا تناقش البيان الوزاري"، من ضمن سلسلة جلسات حوارية تنظمها الأكاديمية لمناقشة البيان الوزاري لحكومة الإصلاح والإنقاذ ضمن عدّة مجالات قطاعية، وتهدف لتوفير المساحة للمجتمعات القطاعية بإبداء رأيها والتشارك حول تقاطع مجالات اهتمامها مع البيان الوزاري بما هو الرؤية الاستراتيجية للحكومة.
وتناولت الجلستان مجالات "التعليم وإنتاج المعرفة والإبتكار والثقافة، المرأة والشباب"، وشارك فيهما: الوزير السابق للتربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي، ورئيسة مؤسسة الحريري السيدة بهية الحريري، المديرة التنفيذية لمؤسسة الحريري الدكتورة روبينا أبو زينب، القاضية كالين عبد الله، رئيس منطقة الجنوب التربوية احمد صالح وفريق عمل المنطقة التربوية، أمين عام نقابة المعلمين الدكتور أسامة الأرناؤوط ممثلاً نقيب المعلمين الأستاذ نعمة محفوظ، رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في لبنان الجنوبي عبد اللطيف الترياقي، منسق عام تيار المستقبل في صيدا والجنوب مازن حشيشو ومنسقة قطاع المرأة في الجنوب المحامية وفاء الشماع، رئيس بلدية بقسطا ابراهيم مزهر، وأعضاء المجلس البلدي لمدينة صيدا مصطفى حجازي ومحمد البابا ووفاء شعيب وعرب كلش، وعدد من مديري مدارس الشبكة المدرسية لصيدا والجوار الرسمية والخاصة وممثلون عن عدد من الجامعات، السفير عبد المولى الصلح، البروفسور برهان الخطيب، وأكاديميون ومثقفون، ورؤساء وممثلو جمعيات وهيئات أهلية وثقافية، ومجموعة من الشباب المشاركين في الإستبيانات وفريق عمل مؤسسة الحريري.
افتتحت الجلستان بالنشيد الوطني وترحيب من مدير البحث والتطوير في مؤسسة الحريري محمد الحريري، وكان عرض قدّمه فريق عمل مؤسسة الحريري عن "البيان الوزاري والمصطلحات المذكورة وتقاطعاته العامة والخاصة بمجالي التعليم وإنتاج المعرفة والإبتكار والثقافة، المرأة والشباب، بالإضافة إلى تقاطعاته مع الاستراتيجية الوطنية لمنع التطرّف العنيف، انطلاقاً من أهداف ومحاور الاستراتيجية التي ساهمت المؤسسة في إنتاجها مع حكومة استعادة الثقة في وقت سابق".
وكان عرض للنتائج الأولية لإستطلاع أجرته أكاديمية الدولة الوطنية في المؤسسة لرأي الشباب حول مقاربة البيان الوزاري لهذه المجالات عبر استمارة إلكترونية شارك فيها 691 شابة وشاباً. وكان نقاش عام تخلّلته 15 مداخلة لممثلين عن قطاعات " التعليم والثقافة والمرأة والشباب".
الحريري
وألقت السيدة الحريري كلمة اشارت فيها الى الهدف من مناقشة البيان الوزاري لحكومة الإصلاح والإنقاذ وهو "أن نكون شركاء في التّعبير عن تطلّعاتنا وآرائنا وتحدّياتنا، ولنجعل من عملية إعادة بناء الدولة الوطنية شراكة حقيقية، وخصوصاً في قضية التّعليم التي نعتبرها المكوّن الأول للشّخصية الوطنية الجامعة، والتي ميّزت أجيال لبنان بالحضور في كلّ القطاعات والإختصاصات في لبنان والمنطقة والعالم، واليوم نناقش ما تضمّنه البيان الوزاري في التّعليم والثّقافة والمرأة والشباب وذلك عشية يوم المرأة العالمي وعيد المعلم في لبنان وربيع الشباب الدائم".
وقالت: "نتشارك اليوم في تأسيس بداية مسار طويل من أجل تعزيز المواطنية اللبنانية وحقّ كلّ مواطن في قراءة السّياسات وإبداء الرأي حولها والتّعبير عن تطلعاته وطموحاته بعيداً عن معايير المعارضة والموالاة. ويسعدني أن أرحّب بكم في أكاديمية الدولة الوطنية وأتمنى أن يكون ما تمّ تقديمه من فريق أكاديمية الدّولة الوطنية في مؤسسة الحريري يساعدنا اليوم على الإنطلاق في الجلسة التالية من برنامج صيدا تناقش البيان الوزاري ، وعلى أمل إستكمال هذه المسيرة في كلّ لبنان".
الحلبي
وتحدث الحلبي فاعتبر أن "مؤسسة الحريري بعقد هذه الجلسات تطرح عنواناً للنقاش يشكل حاجة ملحة للإضاءة على ملفات أساسية تهم اللبنانيين وتعنيهم مباشرة، انطلاقاً مما تضمنه البيان الوزاري للحكومة الجديدة. وحيا المنظمين على طرق باب هذا الموضوع الذي رأى أنه يفترض أن يشكل خارطة طريق للمرحلة المقبلة. وتناول الحلبي ما نص عليه بيان الحكومة في موضوع التربية والتعليم فاستعرض الحلبي ما تحقق في عهده على هذا الصعيد والذي يتقاطع مع ما تضمنه البيان الوزاري للحكومة الحالية"، معتبراً أن "المسؤولية استمرارية".
وفي موضوع دعم الجامعة اللبنانية قال: "ليس على الحكومة إلا أن تواصل دعمها للجامعة اللبنانية وتوفير الإمكانات والعمل مع رئيسها لاستكمال ملفاتها من تعيين العمداء إلى تشكيل مجلس الجامعة.. وأدعو مجلس الوزراء لإعادة صلاحيات رئاسة الجامعة ومجلسها لتدير نفسها بنفسها وفق حاجاتها، مع الملاحق التي تسهم في تعزيز ريادتها الاكاديمية وترسيخ موقعها في التعليم العالي".
وفيما يتعلق بالتعليم، أشار الى أن "ورشة المناهج باتت في طور الإعداد بعدما عملنا لأكثر من سنتين مع نخب تربوية ومختلف مكونات التربية وبجهود كبيرة للمركز التربوي للبحوث والانماء على انجاز الإطار الوطني لمنهاج التعليم ما قبل الجامعي، ووضع طرائق تعليم جديدة في كل مراحل التعليم، وسياسة وطنية للمناهج لتحديد المسارات التعلّمية.. وما على الحكومة إلا الاستمرار واستكمال المناهج انطلاقاً من خريطة الطريق التي وضعناها في ورشة الاعداد". واكد "ضرورة أن يتركز عمل الحكومة ووزارة التربية على أن يصبح التعليم جاهزاً لمواجهة الأزمات، ولمنع تأثير السياسة على التعليم ولإعادة استقطاب الكفاءات وتعزيز البنية التعليمية بما يتناسب مع التطورات العالمية".
ورأى أن "الإهتمام بالتربية واعتبارها من الأولويات يجب أن ينسحب أيضاً على الثقافة وتعزيز دور المرأة والشباب في الحياة العامة، وأن المدخل لذلك هو في البناء التربوي الذي يتصل مباشرة بالقضايا الاجتماعية.. وإن على الحكومة أن توفر البنية بما فيها الشق القانوني على منح المرأة المزيد من الحقوق بهدف المساواة بما يعزز أدوار النساء في المشاركة والقرار بعد القضاء على التمييز، وافساح المجال للنساء والشباب أن يكونوا شركاء بكل معنى الكلمة في عملية التنمية الشاملة والعادلة".
وختم الحلبي آملاً أن "تتمكن الحكومة الجديدة من تطبيق عناوين بيانها الوزاري، وضرورة أن تستفيد مما أنجز في التجارب السابقة وأن تستخلص العبر"، معتبراً أن "خطة الإنقاذ يجب أن تنطلق بالتربية وتأمين مقومات صمودها وتعزيز الإستثمار في التعليم لضمان الأمن الاجتماعي والاستقرار".
وجلسات "صيدا تناقش البيان الوزاري" تنعقد كل أسبوع وعلى مدى أربعة أسابيع خلال شهر آذار، ويشارك في كل جلسة ممثلون عن القطاعات المعنية بالمجالات التي يتم مناقشتها فيها. وتتناول سلسلة الجلسات 7 مجالات هي الصحة العامة والشؤون الإجتماعية، التعليم وإنتاج المعرفة والإبتكار والثقافة،المرأة والشباب، إعادة الإعمار والبيئة، الخدمات والمرافق العامة، التنمية الاقتصادية، الأمن والقضاء والإدارة العامة.
==== ن.ح.