وطنية - إستضاف قطاع المرأة في "تيار العزم" في مقره في طرابلس، المفتي الدكتور أسامة الرفاعي في لقاء بعنوان "رمضان مقدم الخير"، في حضور فعاليات دينية واجتماعية وثقافية.
شندب
بداية، رحبَت ايمان شندب باسم القطاع بالحاضرين، وقالت: "نستقبل شهر رمضان بالايمان، شهر الخير والبركة والصيام والقيام، شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النيران وتصفّد فيه الشياطين. ضيف عزيز يأتينا كل عام محملا بالرحمات، يوقظ في قلوبنا معاني التقوى والصفاء، ويذكرنا بقيمة الصبر والعطاء. فهنيئا لمن أعد نفسه لاستقباله وأقبل عليه بروح تواقة للطاعة والعبادة".
الرفاعي
وتحدث الدكتور الرفاعي عن شهر رمضان، فأوضح أن "هذا الشهر الكريم من جملة ما أكرم الله سبحانه به الأمة الاسلامية، اذ فرض علينا صيام نهاره وسن لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قيام ليله، ولله تعالى اختصاصات في خلقه ميزها وفضلها، فمنها في الأشخاص، كالأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام وكالملائكة الكرام عليهم السلام، فيصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس، وكذا توفيق الأولياء والأتقياء وأهل القرآن والذكر. وهناك اختصاصات في المكان كفضيلة مكة المكرمة والمدينة المنورة وبيت المقدس، حيث المسجد الأقصى وبركة بلاد الشام وغيرها، وهناك اختصاصات في الزمان، كالأشهر الحرم وشهر رمضان، ففيه أنزل القرآن الكريم وفيه ليلة القدر خير من ألف شهر من قامها ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، وهذا أيضا تخصيص العطاء بعد العطاء والكرم الالهي العام في الشهر كله، فمن صامه ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".
أضاف: "كما بين سيدنا ومولانا محمد عليه وآله الصلاة والسلام ذلك وفضيلة يوم مولده عليه الصلاة والسلام وليلة الاسراء والمعراج وخصوصية شعبان، وهكذا، فشهر رمضان اصطفاء من الله سبحانه وتعالى، فاذا أقبل صفدت الشياطين وأرسلت الملائكة وفتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار ونادى المنادي ياباغي الخير أقبل وياباغي الشر أقصر ولله في كل ليلة عتقاء من النار وفيه فضيلة مع ما تقدم خصوصية العشر الأخير منه، من أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة، فيما سواه ومن أدى نافلة فيه كان كمن أدى فريضة فيما سواه وللصائم عند افطاره دعوة لا ترد وللصائم فرحتان يفرحهما، اذا أفطر فرح بفطره واذا لقي ربه فرح بصومه وجعل الله تعالى كفاء عبده الصائم له، فقال عليه الصلاة والسلام: كل عمل ابن آدم له الحسنة تضاعف الى عشر أمثالها، قال الله تعالى الا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، فجعل جزاء الصائم على صومه له سبحانه وعليه تفضلا، والكريم الغني القادر اذا جعل كفاء عبده على عمله له، فحدث ولا حرج عن العطاء الالهي والكرم الرباني، فهو شهر الصبر والصبر ليس له جزاء الا الجنة".
وتابع: "للصوم رتب ثلاث، صيام العامة، وذلك بالامساك عن الطعام والشراب وسائر المفطرات في نهار رمضان، من الفجر الصادق الى غروب الشمس حقيقة، والثانية صيام الخاصة، فبالاضافة الى صيام العامة تصوم جوارحهم عن المعاصي، فلا نظرة محرمة ولاغيبة ولا نميمة ولا كذب ولا قول زور، فمن لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه، وهكذا بقية الجوارح. والثالثة صيام خاصة، الخاصة وهم أهل الاحسان والمراقبة، فيصومون عن السوى (أي ما سوى الله) مع ما ذكر في صيام العامة والخاصة، فلا يخطر ببالهم الا رضا الله ومراقبته ودوام ذكره ومناجاته، فهم في حالة حضور مع الله وشهود دائم كما ورد في الحديث بيان مقام الاحسان: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"، فعلينا أن نستقبل هذا الشهر في مقدمه المبارك بهذه المعاني ونستعد الاستعداد الكامل لاستقباله والقيام بحقوق الله فيه، كما يجب لتؤتي عبادة الصيام ثمرتها وغايتها المطلوبة (لعلكم تتقون)، والتقوى كما ورد عن سيدنا علي رضي الله عنه وكما ورد عن غيره قال: "التقوى الإيمان بالجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل"، وان كانت هذه في عمق فهمها وسائل ومظاهر للتقوى وهي في الأصل أن يجعل العبد بينه وبين غضب ربه وقاية ويعمل لاستجلاب رضاه، هذا الاستقبال لهذا القادم الكريم يحملنا على تصحيح النية والمبادرة الى اغتنام كل لحظة فيه بقراءة القرآن الكريم، فهو شهرالقرآن الذي أنزل فيه وبالاكثار من النوافل والصدقات وصلة الارحام وافشاء السلام واطعام الطعام وكف الأذى عن الخلق والتسامح والتغافر وتصفية القلوب فهو نفحة ربانية علينا اغتنامها".
======م.ع.ش.