وطنية - نظمت "جبهة العمل المقاوم" في ذكرى الإسراء والمعراج وفي ظل معركة "طوفان الأقصى" احتفالا في مركز الجبهة في برجا، "تأكيداً على الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة تحت عنوان إسراء محور المقاومة معراج طوفان تحرير فلسطين"، حضره حشد من الأهالي وشخصيات علمائية وحزبية.
بدأ الاحتفال بآيات بينات من الذكر الحكيم وقدمه الشيخ بلال دلّال، وتخللته تواشيح وأناشيد إسلامية من وحي المناسبة. وتحدث منسق الجبهة الشيخ زهير الجعيد عن معاني الإسراء والمعراج والاعتداءات الصهيونية على الشعب الفلسطيني في غزة والتصدي لهذا العدوان من قبل المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة في المنطقة. وقال: "نحتفل اليوم بالإسراء والمعراج ولخصوصية هذه المناسبة بما نعيشه من قهر وعدوان منذ أكثر من ٧٥ عاماً بل منذ أكثر من ذلك من وعد بلفور المشؤوم. سنوات طوال من المجازر والعذاب والتنكيل والمحارق بحق شعوب المنطقة من قبل هذا العدو الصهيوني، وللأسف كل العالم الغربي كان ينظر بعين التحريف والتضليل والغش المتمثل بالاستكبار العالمي والإمبريالية الأمريكية وإعلامها المتوحش وأغلب دول العالم الغربي وعلى رأسها أمريكا وكل منظمات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان وعلى رأسها مجلس الأمن ساكتاً وساكناً ومشاركاً بتغطية مجازر هذا الكيان". كان الشعب الفلسطيني يذبح ويقتل ولا بواكي له، والعالم الغربي المنافق يبكي على المعتدي والقاتل، واستمر الذبح والقتل إلى أن جاء طوفان الأقصى".
أضاف: "ارتباط ذكرى الإسراء والمعراج هذه السنة بطوفان الأقصى أردناه من خلال عنوان احتفالنا بهذه المناسبة الذي اخترناه وهو: "إسراء محور المقاومة.. معراج طوفان تحرير فلسطين".
وتحدث عن معاني المناسبة، وقال: "من الافتخار بنبينا محمد يأتي افتخارنا بفلسطين والقدس وحرصنا على المسجد الأقصى، لأن الله تعالى لم يجمع في هذه الدنيا الأنبياء على صعيد واحد إلا في المسجد الأقصى وصلى بهم النبي محمد وكانت بداية معراجه للسماء نحو لقاء الله تعالى، ومن هنا يصبح رمزية المسجد الأقصى ليس كغيره من المساجد، من هنا انتماؤنا وحرصنا وعشقنا وتضحيتنا في سبيل هذا المسجد، لهذا في أي مناسبة تكون فلسطين والقدس والمسجد الأقصى الأساس في كلامنا، وحين اختلفنا مع الآخرين في الخيارات كانت فلسطين هي البوصلة التي تحدد اتجاهنا وانتماءنا وقرارنا وخطنا الديني والسياسي، واليوم لم نغير ولن نبدل".
وتابع: "في كل زمان ومكان هناك فلسفة الإسراء والمعراج، إسراء زماننا هو لجماعة المقاومة الذين يسرون بنا نحو النصر في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن والجمهورية الإسلامية في إيران، اليوم معركة طوفان الأقصى وضحت الرؤية وأزالت الغشاوة، عندما كنا نتكلم بهذا الخطاب سابقاً كنا نتهم بتهم باطلة زائفة وتشوه صورتنا فيتهموننا بالتشيع بسبب موقفنا الوحدوي الرافض للفتنة ونحن أكثر الناس تمسكاً بسنيتنا من كل هؤلاء المنافقين والكاذبين، فلم نضيع البوصلة أبداً، وكنا في رحلة الإسراء مع المقاومة من أجل تحرير فلسطين، ولم نضيع في زواريب الطائفية والمذهبية".
ورأى أن "محور المقاومة متكون من جميع الأفرقاء سني وشيعي بعيداً عن كل عصبية زائفة، هذا المحور يمثل اليوم إسراء رسول الله ، وهذا المحور بمقاومته هو الذي سيعرج بنا كما عرج رسول الله إلى أعلى السماوات سيعرج بنا محورنا إلى تحرير فلسطين وكل حبة من ترابها الطاهر، لا ناقصة ولا دويلة ولا ضمن حل الدولتين، سيطوف بنا ويأخدنا المقاومون المجاهدون في فلسطين من حماس والجهاد الإسلامي وكافة فصائل المقاومة وسيأخذنا مقاومو ومجاهدو حزب الله وكل مقاوم شريف من كل الأحزاب والجبهات والأحزاب في لبنان، والشرفاء الصامدون الثابتون في سوريا، والحشد الشعبي في العراق، وأنصار الله في اليمن الذين استطاعوا أن يحدثوا مفاجأة غير متوقعة والذين يمثلون العروبة الحقيقية التي كان أصلها التاريخي من عندهم".
وختم: "صدقنا المقاومة وقيادتها وشبابها كما صدَّق سيدنا أبو بكر سيدنا رسول الله. لذلك أنتم الصدِّيقون، والمقاومة هي التي تحمل رسالة الأنبياء والرسل، وإن شاء الله نصلي جميعاً قريباً في المسجد الأقصى".
وكانت كلمة لمسؤول العلاقات العامة في "تجمع العلماء المسلمين" الشيخ حسين غبريس: "يخطىء من يظن أن سبب المعركة في غزة هو أمر حسابات سياسية أو مشاكل، اليوم بات العدو يعرف قبلنا أن المعركة معركة وجود، لم تعد كما كان يقال معركة حدود، ونحن اليوم في ذكرى الإسراء والمعراج والمبعث النبوي الشريف نربط هذه الأسس بما نحن عليه، ما هو واجبنا والمطلوب منا، لبنان مشارك، قد يظن البعض أن الحدود اللبنانية الفلسطينية من جهة شمال فلسطين هي المنطقة التي تشهد الحرب والمعركة، لا.. حتى الذين هم بعيدون جغرافياً عن حدود فلسطين هم شركاء في هذه المعركة. نحن بيئة المقاومة، الأولى أن نكون حاضرين في قلب المعركة، وبالتالي كل منا يقدم ما يستطيع عليه".
ورأى أن "معركة طوفان الأقصى عمَّدت أكثر وحدة المسلمين، عدونا يمتلك الكثير من الأساليب البغيضة، سيجند الكثير لإيقاع الفتن بين المسلمين، فالحذر كل الحذر في القادم من الأيام، يجب أن نحصِّن أنفسنا، وإذا استمرت المعركة نحن أسيادها وجاهزون لها، والمقاومون حاضرون وجاهزون في الساحة وخاصة المقاومة في فلسطين".
==== ن.ح.