الثلاثاء 29 نيسان 2025

10:57 am

الزوار:
متصل:

البناء: إيران تهدّد برد شامل وغير متناسب على أي اعتداء «إسرائيلي» يستهدف منشآتها

البحرية الأميركية تعترف بفقدان طائرة أف 18 خلال هروب الحاملة ترومان
قاسم: العدوان على الضاحيّة لفرض قواعد جديدة والمطلوب حزم الدولة وشجاعتها

وطنية - كتبت صحيفة "البناء": أعلن المسؤولون الإيرانيون أنهم لن يكتفوا بالرد المتناسب في حال تعرّض بلدهم لعدوان إسرائيلي بعد تهديدات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بتدمير البرنامج النووي الإيراني، وهي التهديدات التي وضعت في دائرة محاولة التأثير على مسار التفاوض الأميركي الإيراني حول البرنامج النووي لإيران، وتساءل المستشار الاستراتيجي للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي أكبر شمخاني عما إذا كانت تهديدات نتنياهو تعبر عن موقف إسرائيلي فقط أم أنها منسقة مع واشنطن، خصوصاً أن ليس بمقدور "إسرائيل" أن تنفذ تهديداتها دون أميركا. وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحافي أن ""إسرائيل" تدرك جيدًا أن أي مغامرة أو خطوة خاطئة ضد إيران ستواجه رداً مدمراً". وأضاف بقائي أن هذه التصريحات الإسرائيلية ما هي إلا محاولة لـ"التغطية على جرائم الإبادة التي ترتكبها ضد الفلسطينيين، وتعطيل المسار الدبلوماسي الجاري". وفي سياق منفصل، أعلن المتحدث عن وصول وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران لإجراء مشاورات مع مسؤولي منظمة الطاقة الذرية الإيرانية. وأوضح أن المحادثات ستتركز على الجوانب الفنية، خاصة في ما يتعلق بـ"اتفاقية الضمانات".
في البحر الأحمر سقطت طائرة أميركية من طراز أف 18 عن ظهر حاملة الطائرات هاري ترومان، خلال هروب الحاملة من الصواريخ اليمنية، وصرّح مسؤول أميركي بأن التقارير الأولية من موقع الحادث أشارت إلى أن حاملة الطائرات هاري إس ترومان انعطفت بشكل حادّ لتجنب نيران الحوثيين، مما ساهم في سقوط الطائرة المقاتلة في البحر. وكانت جماعة أنصار الله قد أعلنت شنّ هجوم بطائرات مسيّرة وصواريخ على حاملة الطائرات، الموجودة في البحر الأحمر، في إطار العملية العسكرية الأميركية الرئيسية ضد اليمن.
في لبنان رأى الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن هدف العدوان على الضاحية الجنوبية هو إيجاد قواعد اشتباك جديدة والضغط على لبنان، وأوضح أن من حق الدولة بسط سلطتها، ولكن من واجبها حماية المواطنين فلا يمكن أن تأخذ الدولة كل شيء ولا تقوم بأي شيء، وأقول لهم "مكّنوا أنفسكم بتكثيف اتصالاتكم"، والدولة وكل القوى السياسية مسؤولة عن مواجهة "إسرائيل"، وهناك بعض الأطراف لم نسمع لهم صوتًا ضد العدو، بل علت أصواتهم ضد المقـاومة وهم "جماعة فتنة". ولفت إلى أن "إسـرائيل" تريد السيطرة على لبنان وتريد بناء مستوطنات فيه، وتريد إضعافه ومن لا يؤمن بذلك فليفسر لنا لماذا بقيت "إسـرائيل" 18 عاماً ولم تخرج إلا بالمقاومة. وأشار الشيخ قاسم إلى أننا أوقفنا كل الألوية على حدود بلدنا ويُراد منا أن نقدم تنازلات؟، لا تطلبوا منا تنازلات بعد لأننا لن نتخلى عن قوة لبنان وحتى أميركا تقف عند حدّها إذا وقفنا وقفة صحيحة، ولبنان كان قويًا وسيبقى قويًا بمقاومته وجيشه وشعبه ولن نعود لزمن تتحكم أميركا و"إسرائيل" بنا. وتوجّه للدولة اللبنانية بالقول: "لتقف على قدميها كما يجب ودون تقديم تنازلات للعدو حتى نستطيع أن ننهض بالبلد".
وذكر الشيخ قاسم أنّ على الدولة مسؤوليّة في الضغط على أميركا وفرنسا والأمم المتحدة ومجلس الأمن لوقف الاعتداءات، والضغط الذي مارسته الدولة حتى الآن هو ناعم وبسيط وهذا أمر غير مقبول، وعلى الدولة أن تتحرّك بشكل فاعل وأن تستدعي دول الخماسيّة وأن ترفع شكاوى لمجلس الأمن واستدعاء السفيرة الأميركيّة التي تنحاز لـ"إسـرائيل"، وأن تتحرّك بشكل أوسع دبلوماسيًا.
وقال الشيخ قاسم خلال كلمة له: "تعرّضت الضاحية الجنوبية لعدوان إسـرائيلي بدون أي مبرر، والهدف منه الضغط السياسيّ، ولكن ميزة هذا الاعتداء أنه بموافقة أمـيركية وفق كلام العدو، والعدو لا يزال يعتدي على المواطنين ويستهدفهم ويقصف الأراضي الزراعية والبيوت الجاهزة، وعلى الدولة رفع صوتها وأن تفعّل تحركاتها بشكل أفضل". وأكد بأن واجب الدولة أن تتصدّى وعليها أن تضغط على أميركا وتسمعها أن لبنان لا يُبنى إلا بالاستقرار، والدولة حققت التزاماتها من الاتفاق.
وأوضح الأمين العام لحزب الله بأن من حق الدولة بسط سلطتها، ولكن من واجبها حماية المواطنين فلا يمكن أن تأخذ الدولة كل شيء ولا تقوم بأي شيء، وأقول لهم "مكّنوا أنفسكم بتكثيف اتصالاتكم"، والدولة وكل القوى السياسيّة مسؤولة عن مواجهة "إسرائيل"، وهناك بعض الأطراف لم نسمع لهم صوتًا ضد العدو، بل علت أصواتهم ضد المقـاومة وهم "جماعة فتنة". ولفت إلى أن "إسـرائيل" تريد السيطرة على لبنان وتريد بناء مستوطنات فيه، وتريد إضعافه ومن لا يؤمن بذلك فليفسر لنا لماذا بقيت "إسـرائيل" 18 عاماً ولم تخرج إلا بالمقاومة.
وأشار الشيخ قاسم الى أننا أوقفنا كل الألوية على حدود بلدنا ويُراد منا أن نقدّم تنازلات؟ لا تطلبوا منا تنازلات بعد لأننا لن نتخلى عن قوة لبنان وحتى أميركا تقف عند حدّها إذا وقفنا وقفة صحيحة، ولبنان كان قويًا وسيبقى قويًا بمقاومته وجيشه وشعبه ولن نعود لزمن تتحكم أميركا و"إسرائيل" بنا. وتوجّه للدولة اللبنانية بالقول: "لتقف على قدميها كما يجب ولعدم تقديم تنازلات للعدو حتى نستطيع أن ننهض بالبلد".
وعلّق خبراء في الشؤون السياسية والعسكرية على كلام الشيخ قاسم، مشدّدين على أنه رسم الإطار العام لتوجهات حزب الله للعمل العسكري والسياسي والإنمائي والبلدي في المرحلة المقبلة، والأولويات الوطنية التي تبدأ من تحرك الدولة الدبلوماسي المكثف مع القوى الكبرى والمجتمع الدولي والأمم المتحدة للضغط على "إسرائيل" للانسحاب من الجنوب ووقف الاعتداءات على لبنان. ثم الانتقال إلى ثانية الأولويات وهو الحوار بين الدولة والمقاومة للتوصل إلى استراتيجية دفاع وطنيّ تحدّد طبيعة المخاطر والتهديدات وحجمها ووضع آليات لمواجهتها وكيفية استفادة الدولة من المقاومة ضمن هذه الاستراتيجية. وحسم الشيخ قاسم وفق ما يقول الخبراء لـ"البناء" استعداد المقاومة للحوار مع رئيس الجمهورية والدولة على قاعدة حماية لبنان واستثمار المقاومة للدفاع، لا التفريط بها. وبالتالي وضع قاسم ورقة قوة بيد الدولة يمكن الاستفادة منها أيضاً في إطار الضغط على القوى الكبرى لإلزام "إسرائيل" بالانسحاب. وثالثة الأولويات هي إعادة الإعمار ودور الدولة في هذا الصعيد وفق ما تعهّدت به في خطاب القَسَم الرئاسي والبيان الوزاري للحكومة، وبالتالي لا نهوض أو إعادة بناء الدولة العادلة والقادرة والقوية والسيدة من دون إعادة إعمار، وبطبيعة الحال انسحاب إسرائيلي من الجنوب ووقف العدوان على لبنان. كما طمأن قاسم إلى أن المقاومة لن تنجرّ إلى دعاة الفتنة الداخلية لا مع الجيش الذي هو شريك الدم والمواجهة والتحرير والدفاع، ولا مع أي طرف داخلي، حيث إن الدولة والجيش ضمانة السلم الأهلي والاستقرار.
وعلمت "البناء" أن رئيس الجمهورية فعّل إحدى قنوات التواصل والحوار مع حزب الله على أن يتخذ الحوار مساراً جديداً وجدياً خلال الأسبوعين المقبلين. كما علمت أن حزب الله وفي كل الرسائل التي تلقاها من رئيس الجمهورية قابلها بإيجابية وطنية كبيرة، لكنه طرح بعض الهواجس والأسئلة التي تتعلق بدعوات بعض الأطراف الداخلية لنزع سلاح المقاومة والتهديدات الإسرائيلية بشنّ حرب جديدة على لبنان، وبكيفيّة حماية لبنان ودور الدولة ودور المقاومة في أي استراتيجية للدفاع الوطني، والآليات التي يمكن التوصل إليها، والهدف دائماً كيفية حماية لبنان ودفع الأخطار وعدم التفريط تحت أي ذريعة بورقة قوة في يد الدولة ولبنان خدمة لـ"إسرائيل". فضلاً عن غياب الظروف المؤاتية لبحث مسألة السلاح في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لجزء من الجنوب ومواصلة العدو عدوانه على لبنان.
ووفق ما تشير مصادر سياسية لـ"البناء" فإن استهداف الضاحية الجنوبية أمس، لا قيمة عسكرية له بل هو رسالة سياسية مزدوجة أميركية - إسرائيلية، أولاً للضغط على إيران بالتزامن مع جولة المفاوضات الثالثة في روما، والثانية بأن "إسرائيل" ليست مقيدة بسبب المفاوضات الأميركية - الإيرانية بل ستبقى مطلقة اليدين في المنطقة باستهداف حزب الله ولبنان وسورية وغزة وحتى في إيران ولو تقدّمت مفاوضات روما. كما تحمل محاولة إسرائيلية للتشويش على الإيجابيات التي حملتها جولات التفاوض الثلاث بين مسقط وروما.
وذكّر جيش الاحتلال الإسرائيلي، بأنه "هاجم في الشهر الأخير 50 هدفاً في عموم لبنان"، زاعماً أن "هجماتنا في لبنان جاءت بعد خروقات للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان شكلت تهديداّ لنا".
وأضاف: "سنواصل العمل لإزالة أي تهديد ضد "إسرائيل" ومواطنيها ولمنع حزب الله من إعادة بناء نفسه".
في المقابل، أكدت مصادر عسكرية لقناة "الجديد" أن الجيش لم يتبلّغ مسبقاً بالضربة الإسرائيلية وأن لا وجود لصواريخ دقيقة في المكان لأنه لو كان كذلك لكانت انفجرت المنطقة برمّتها.
وتفقَّدَ قائد الجيش العماد رودولف هيكل قيادة لواء المشاة السابع في ثكنة فرنسوا الحاج - مرجعيون، حيث التقى الضباط والعسكريين، مؤكدًا أن جهودهم رسالة للّبنانيين في الداخل وكذلك للمجتمع الدولي، إذ يثبتون أن لبنان وطن نهائيّ لأبنائه من مختلف الانتماءات، وينفّذون مهماتهم كاملة على مساحة الوطن حفاظًا على علم بلادهم دون أي تردد.
وتوجّه إليهم بالقول: "إن دور الجيش أساسيّ وحيويّ من أجل استمرار الوطن، ولا شيء يثنينا عن مواصلة أداء واجبنا".
بدوره، أبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وفداً من مجلس الشيوخ الفرنسي أن "قرار حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية متخذ وفق ما ورد في خطاب القَسَم وتتم معالجته بهدوء ومسؤولية حفاظاً على السلم الأهلي في البلاد". وأكد الرئيس عون أن "الجيش اللبناني يقوم بواجبه كاملاً جنوب منطقة الليطاني وفقاً للاتفاق الذي تمّ التوصل إليه في تشرين الثاني الماضي ويواصل تنظيف القرى والبلدات التي ينتشر فيها من الذخيرة والمظاهر المسلحة، علماً أن وحدات الجيش تعمل في منطقة واسعة ما يتطلّب وقتاً لاستكمال مهماتها". ولفت إلى أن "العائق الأساسي الذي يحول دون وصول الجيش إلى الحدود هو وجود خمس تلال يحتلها الجيش الإسرائيلي، علماً أن لا قيمة عسكرية لهذه التلال، لكن رفض الإسرائيليين الانسحاب منها يعقد الأمور ويمنع الاستقرار على الحدود، الأمر الذي يجعل الانسحاب الإسرائيلي من هذه التلال أمراً ضرورياً ليستكمل الجيش انتشاره وتكون الدولة اللبنانية قد بسطت سلطتها على كامل أراضيها".
وكان الشيخ قاسم لفت في كلمته أمس، إلى أن "الدولة تأخرت كثيرًا بإعادة الإعمار، وهذا أمر ألزمت به نفسها في البيان الوزاري وحتى الآن لم نر شيئًا، وعلى الدولة البدء بوضع جدول أعمال لإعادة الإعمار ولا اتفاق بدون إعمار، وعدم الإعمار يعني إفقار الناس ويعني التمييز في المواطنة، وحزب الله أراح الدولة من عبء الإيواء والترميم، وهذا أمر لا يقوم به حزب أو مقاومة، ونشكر إيران وقيادتها وخاصة الإمام السيد علي الخامنئي على رعايته لهذا الأمر"، وتابع: "الأولوية الثالثة هي بناء الدولة وكنا ولا زلنا مع هذا الخيار، ولبنان لا ينهض إلا إذا تعاونا جميعاً ونحن نمدّ يدنا ونتمنى عليكم التجاوب، ونحن سرنا بانتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة وماضون بالمسار الذي يؤمن بناء الدولة، كما ندعم رئيس الجمهورية والحكومة بوقف الاعتداءات وإعادة الإعمار وبناء الدولة ولن نستمع لجماعة الفتنة".
وحول الانتخابات البلدية والاختيارية، أكد بأن المشاركة في الانتخابات البلدية هي لخدمة الناس وليست استثمارًا وهذه مدرستنا، ويجب أن نساهم في إصلاح إدارة البلديات وأن تكون تجربتنا رائدة وتقديم نموذجًا يرضي المواطنين، كما يجب أن نحرص على جو الوحدة في البلدة ونحفظ تمثيل العوائل والشعائر ونعزّز روح المشاركة وننمّي الحس التنموي، وأن تكون الخيارات للمجالس البلدية لديها كفاءة وقبول لدى الأهالي ومهتمة بالشأن العام. وتمنّى على المواطنين جميعًا أن يكون هناك إقبالٌ على الاقتراع في الانتخابات البلدية لأن مَن يريد تنمية بلده يجب أن يتحمّل المسؤولية.
إلى ذلك، أُطلقت غرفة العمليات المركزية الخاصة بالانتخابات البلدية والاختيارية في وزارة الداخلية والبلديات في حضور رئيس الحكومة نواف سلام ووزير الداخلية أحمد الحجار، الذي أعلن أن وزارة الداخلية جاهزة للاستحقاق البلدي ويجب أن يتمّ بوقته، مشيرًا إلى أنّ لدينا قوى أمنية وجيشاً فاعلاً على الأرض. أما رئيس الحكومة نواف سلام فأكّد أن الانتخابات البلدية والاختيارية ستتم في موعدها المقرّر، مشدداً على أنها استحقاق دستوري وديموقراطي وأن الحكومة قد التزمت بتنظيم هذه الانتخابات. وأوضح خلال زيارة لمقر وزارة الداخلية أنّه تأكد من استعداد الوزارة التام للإشراف على العمليّة الانتخابيّة بعد جولة قام بها في الوزارة.
وكشف وزير الداخلية أحمد الحجار، عن "اتصالات ديبلوماسيّة مع لجنة مراقبة اتفاق وقف النار لتأمين إجراء الانتخابات البلدية كما يجب".
وشدّد على "أننا نسير وفق أجندة الدولة اللبنانيّة وليس على أجندة العدو الإسرائيليّ".

  ====

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب