جعجع في عشاء منسقيّة المتن: انتقلنا من وضع خطير جداً إلى أكثر استقراراً ولكن لن نتمكن من التوغل الكامل في أرض الأمان ما لم تقم دولة فعلية وتطبق الإصلاحات

وطنية - أكّد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع أننا "وصلنا إلى شاطئ الأمان، صحيح أننا لم نتوغّل بعد في أرض الأمان، ولكننا انتقلنا من وضع خطير جداً إلى وضع أكثر استقراراً، رغم أن الطريق ما زال يتطلب جهداً". وأشار إلى أنه "في العهد الجديد ومع الحكومة الجديدة هناك أشياء كثيرة تبشر بالخير، كما أن ائتلاف القوى الموجود في الوقت الراهن في السلطة اللبنانيّة يبشّر بالخير أيضاً، ولكن على المواطنين ألا ينسوا للحظة واحدة، أننا ورثنا ٣٥ سنة من دون دولة فعلية". وقال: "نحتاج إلى وقت إضافي، لأننا نعيد بناء كل شيء من الركام. لكن العمل جارٍ، ويجب أن نتابع بثبات".

وشدد على ان "هناك موضوعين أساسيين ورئيسيين إذا لم يتحققا، لن نتمكن من التوغل الكامل في أرض الأمان: الموضوع الأول هو قيام دولة فعلية في لبنان، والموضوع الثاني هو اقرار وتطبيق الإصلاحات اللازمة".

وتطرّق إلى موضوع الإنتخابات البلديّة، وقال: "نحن لا نخوض الانتخابات البلدية لإيصال أشخاص من بيننا إلى المجالس البلديّة لمجرد إيصالهم، وإنما ترشيحنا للأشخاص يقوم حصراً على مسألة توافر المؤهلات لديهم والقدرات المحلية اللازمة للترشح، باعتبار أن البلدية هي مجموعة من القوى المحلية. وبطبيعة الحال إذا ما وجدنا أن رفيقاً من رفاقنا يمتلك طبيعيا المؤهلات المطلوبة، فلا مانع لدينا في ترشيحه ولكن في غالبية  الاوقات، ندخل المعركة من أجل تحقيق النهج الذي نؤمن به. وأبرز مثال على ذلك، بلديّة الجديدة البوشريّة والسد، فنحن، وبكل صراحة، كنا نستطيع أن نأخذ خياراً أسهل بكثير من الذي اتخذناه عبر دعم المرشح لمنصب رئيس بلدية الجديدة- البوشرية- السدّ أوغست باخوس، لقد كان لدينا خيار آخر يؤمّن لنا الربح السريع، لكننا اخترنا الطريق الأصعب، الذي يتطلب جهداً أكبر وتضحية أكبر، لأننا نريد أن نحقق تغييراً حقيقياً. وعندما رأينا أن هناك وجوداً لمقومات فعليّة لإحداث التغيير اللازم والمطلوب جداً في تلك المنطقة اتخذنا الخيار الذي اتخذنا، فنحن لا نخوض الانتخابات لنربح فحسب وإنما لنغيّر، ولو كان هدفنا الربح فقط، لسلكنا الطرق الأسهل".

كلام جعجع جاء خلال عشاء منسقيّة المتن السنوي، الذي أقامته في المقر العام للحزب في معراب، في حضور النائبين ملحم الرياشي ورازي الحاج، الأمين العام للحزب اميل مكرزل، أمين سر تكتل الجمهوريّة القويّة سعيد مالك، منسق منطقة المتن الشمال إيدي حران، عدد من رؤساء البلديات الحاليين، عدد من المرشحين إلى منصب رئيس بلديّة وعضوية المجالس البلدية، عدد من المخاتير والمرشحين إلى منصب مختار، فاعليات اقتصاديّة واجتماعيّة وثقافيّة واعلاميّة وعدد من رؤساء مراكز "القوّات" في المنقطة.

وتوجّه جعجع للحضور بالقول: "الانتخابات البلديّة بالنسبة لنا كقوات لبنانية، أريدكم أن تكونوا على يقين بأننا، في أي وقت من الأوقات، لم ولن نسعَ من خلالها إلى منصب معيّن أبداً أبداً. أنتم ترون، وأود أن أذكّر الجميع، أنه في المرحلة التي سبقت حل حزب "القوات" واعتقالي، طرح علينا الكثير من المناصب، وفي الوقت الذي كانوا يعرضون على الآخرين منصباً أو اثنين، كانوا مستعدّين لإعطائنا خمسة أو ستة مناصب، ومع ذلك كنا نرفض، لأننا لم نكن مقتنعين بما هو حاصل. لذلك يمكنني أن أؤكد لكم أن السياسة لم تكن بالنسبة لنا في أي يوم من الأيام مجرد مناصب، وإنما كانت وستبقى بالنسبة لنا مسؤولية أولاً وأخيراً".

وتابع: "في لبنان للسياسة سمعة سيئة جداً لأنها تُمارس بكثير من السوء، لكن بالفعل، أشرف عمل يمكن لأي إنسان أن يقوم به هو العمل السياسي، شرط أن يخوضه كما يجب. فهل تعلمون ماذا تعني السياسة؟ تعني أن يهتم الإنسان بالشأن العام كما يهتم بمصلحته الخاصة. فالإنسان الذي يسهر على عمله أو مؤسسته أو منزله، يجب عليه إذا دخل الشأن العام أن يسهر عليه بالحرص ذاته. إذا أردت أن تمارس السياسة كما يجب، عليك أن تعمل من أجل الشأن العام بهذه الروحية. وللأسف، هذا ما نفتقده اليوم في الوسط السياسي اللبناني. فأكثريّة هذا الوسط موجودة في السياسة فقط من أجل "الوجاهة". ولو أردت يمكنني الآن تسميّة ثلاثين أو أربعين نائباً في مجلس النواب لم يتكلفوا على الأقل عناء القيام بمداخلة واحدة في المجلس. ولو عرضتُ عليكم صورهم، أجزم بأنكم لا تعرفون أنهم نواب أصلاً. ولو راجعنا الصحف اليومية، لوجدنا أن لا أحد من بينهم أدلى بمجرّد تصريح في مسألة مفيدة. لكن بالرغم من ذلك إذا ما كنتم تتساءلون لماذا يترشحون إلى الإنتخابات النيابيّة ويريدون الوصول إلى البرلمان؟ فالسبب بسيط جداً وهو تعليق "النمرة الزرقاء" على سياراتهم. وهذا واحد من التقاليد السيئة التي لدينا في بلدنا".

واستطرد: "أتعرفون ماذا يعني أن يتولى الإنسان مسؤولية في الشأن العام؟ يعني أنه يجب ألا يكون في استطاعته بعد ذلك أن ينام الليل مرتاحاً، باعتبار أن مصير جميع الناس أصبح معلقاً به. فإذا كان يملك معملاً أو لديه عمل صغير، عندها يكون مصير خمسة أو ستة أو عشرة أشخاص أو عشرين أو مئة أو مئتي شخص معلقاً به، أما إذا كان نائباً أو وزيراً أو في أي موقع في الشأن العام، فمصير الناس جميعهم معلق "برقبتو" جراء عمله والمسؤوليات المنوطة به. لهذا السبب تحديداً تجدون أنه عندما تهطل الأمطار وتغرق الطرقات، وعندما تهب رياح العواصف وتضيع المواسم الزراعية، فهذا الأمر يتضرر منه جميع الناس من دون أي استثناء، ولكن في بلدنا يتكرّر الأمر سنوياً لأن لا أحد موجود، ولا أحد يهتم، ولا أحد يعمل لتفادي هذه الكوارث".

وقال: "كل ذلك لأنهم لا يتحملون مسؤولياتهم كما يجب، إلى حد أننا وصلنا إلى حرب "طويلة عريضة" وليس هناك من يتحمّل المسؤوليّة. ففي الحرب التي وصلنا إليها، لا تظنوا أن أحداً لم يكن يعرف أننا ذاهبون إليها. وأطلب منكم أن تراجعوا تصريحات جميع المسؤولين في القوات اللبنانيّة، فجميعنا كنا نقول منذ بدأت ما تسمى بـ"حرب الإسناد" وبشكل يومي: "يا جماعة، نحن ذاهبون نحو كارثة كبيرة"، والذين كان يُفترض بهم أن يتخذوا القرارات المصيرية، سواء في محور الممانعة أو حتى في الحكومة، كانوا يتهرّبون من المسؤوليّة. ففي محور الممانعة لم يحركوا ساكناً لأنهم كانوا ملزمين باستراتيجيّة معيّنة وبالتالي كانوا يتركون الأمور تستمر على ما هي عليه، أما في الحكومة اللبنانيّة فكانوا يتهربون من تحمّل المسؤوليّة كالعادة. فهل تعرفون كم أن المسؤولين في الدولة اللبنانية يتهربون من مسؤولياتهم؟ يجلسون في مراكزهم، وقد لا يكونون فاسدين مالياً بالضرورة، لكن الفساد الأكبر من كل فساد هو ألا يقوموا بأي عمل وألا يتحملوا أي مسؤولية. يتهربون من المسؤوليات "شمالاً ويميناً"، ويتركون الأمور تتراكم، تاركين للأجيال المقبلة أن تواجه المشاكل التي صنعوها أو ورثوها عن الجيل الذي سبقهم".

ولفت إلى أننا "في الأمكنة التي نترشح فيها إلى الانتخابات البلدية، هدفنا ليس أبداً أن يصل أحدنا إلى المنصب البلدي لمجرد الوصول، بل كنا نحاول أن "نحسّن النسل". فالبلديات هي السلطة المحلية الفعلية. وإذا كانت البلديات تقوم بعملها بشكل جيد، فمهما حصل على مستوى الحكومة المركزية، تبقى تبعاته أقل وأقل على الناس، إلا أنه عندما تكون السلطات المحليّة ليست كما يجب أن تكون وليست من الجودة التي يجب أن تكون عليها وليست بالنظافة والشفافيّة التي يجب أن تكون عليها، فعندها ستتراكم المشاكل من فوق ومن تحت، وسيعاني المواطن اللبناني مأساة يومية، وتصبح حياته جحيماً، كما هو الحال منذ خمس أو ست سنوات حتى يومنا هذا".

وتابع: "نحن نخوض الانتخابات البلدية ليس لإيصال أشخاص من بيننا لمجرد إيصالهم، وإنما ترشيحنا للأشخاص يقوم حصراً على مسألة إذا وجدنا فيهم المؤهلات والقدرات المحلية اللازمة، للترشح، باعتبار أن البلدية هي مجموعة من القوى المحلية. وبطبيعة الحال إذا ما وجدنا أن رفيقاً من رفاقنا طبيعياً يمتلك المؤهلات المطلوبة، فلا مانع لدينا من ترشيحه ولكن في غالبية الاوقات، ندخل المعركة من أجل تحقيق النهج الذي نؤمن به. وأبرز مثال على ذلك، بلديّة الجديدة البوشريّة والسد، فنحن، وبكل صراحة، كنا نستطيع أن نأخذ خياراً أسهل بكثير من الذي اتخذناه عبر دعم المرشح لمنصب رئيس بلدية الجديدة- البوشرية- السدّ أوغست باخوس، كان لدينا خياراً آخر يؤمّن لنا الربح السريع. لكننا اخترنا الطريق الأصعب، الذي يتطلب جهداً أكبر وتضحية أكبر، لأننا نريد أن نحقق تغييراً حقيقياً. وعندما رأينا أن هناك وجودا لمقومات فعليّة لإحداث التغيير اللازم والمطلوب جداً في تلك المنطقة اتخذنا الخيار الذي اتخذنا، فنحن لا نخوض الانتخابات لنربح فحسب وإنما لنغيّر، ولو كان هدفنا الربح فقط، لسلكنا الطرق الأسهل. وفي هذا الإطار، لا أخفيكم أننا في بعض البلديات ربما نخسر بعض الأصوات بسبب ارتباط الناس بأشخاص معينين، حتى لو لم يكونوا صالحين. وبطبيعة الحال نحن لا يمكننا أن نسير بالوضع كما هو، لأننا نعتبر أن علينا مسؤولية دائمة أن ننقل مجتمعنا من حال إلى حال أفضل، وسنواصل هذا المسار إلى ما لا نهاية إن شاء الله. هذا هو التوجه الأساسي الذي نخوض فيه الانتخابات البلدية".

وطلب جعجع من الحضور، بذل "أقصى الجهود لكي نحقق التغيير المطلوب على مستوى السلطات المحلية، تماماً كما نحاول أن نفعله على مستوى السلطة المركزية".

أما بالنسبة للوضع السياسي العام، فقال: "ما لا شك فيه أننا اليوم في وضع متفائل، وإنني أتذكر عندما كنا نلتقي سابقاً كنا نقول إن الوضع صعب، ولكننا نعمل ونناضل وعلينا بالصبر والمثابرة والجهد، ويجب ألا ننكسر وألا ننهزم أو نترك الأحداث تؤثر علينا، أما الآن، فتغيرت الصورة، ولذلك أقول لكم بكل صراحة: لم نعد في هذه الحالة أبداً، فنحن صراحةً وصلنا إلى شاطئ الأمان. صحيح أننا لم نتوغّل بعد في أرض الأمان، ولكننا انتقلنا من وضع خطير جداً إلى وضع أكثر استقراراً، رغم أن الطريق ما زال يتطلب جهداً. ففي العهد الجديد والحكومة الجديدة هناك أشياء كثيرة تبشر بالخير، كما أن ائتلاف القوى الموجود في الوقت الراهن في السلطة اللبنانيّة يبشّر بالخير أيضاً، ولكن لا تنسوا للحظة واحدة، أننا ورثنا ٣٥ سنة من دون دولة فعلية".

وتابع: "هناك قطاعات بحاجة إلى إعادة تأسيس من الصفر، مثل قطاع الكهرباء. لو لم تكن هناك أساساً كهرباء في لبنان، لكان من الأسهل أن نبدأ من جديد بدلاً من محاولة إصلاح الخراب الموجود. فخلال شهرين فقط، أنجز وزير الطاقة الحالي الإجراءات الإدارية اللازمة كلها، وأرسل المستندات إلى وزارة التنمية الإدارية، ونحن الآن بصدد تشكيل الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء، وهي خطوة مهمة جداً. لذا في الأسابيع المقبلة، سنشهد فتحاً شاملاً لمسار الإصلاح الفعلي في الكهرباء ومؤسسة كهرباء لبنان".

ولفت إلى أننا "في مرحلة تفاؤل اليوم ولسنا أبداً في مرحلة صمود، كما أننا لسنا بعد في مرحلة ازدهار. نحتاج إلى وقت إضافي، لأننا نعيد بناء كل شيء من الركام. لكن العمل جارٍ، ويجب أن نتابع بثبات".

وشدد على ان "هناك موضوعين أساسيين ورئيسيين إذا لم يتحققا، لن نتمكن من التوغل الكامل في أرض الأمان: الموضوع الأول وجود دولة فعلية في لبنان، والموضوع الثاني هو تنفيذ الإصلاحات اللازمة".

وتابع: "بالنسبة للموضوع الأول، نحن نفتقد دولة فعلية منذ خمس وثلاثين سنة. ما معنى وجود دولة فعلية؟ معناه أن يكون القرار بيد الدولة وحدها، تماماً كما في  دول العالم كلها. وعلى سببل المثال، في الأردن، قامت مجموعة معيّنة بإطلاق صواريخ على إسرائيل، وفي هذا الإطار إطلاق الصواريخ على اسرائيل "حلال" ولكن "الحرام" هو أن تتولى مجموعة غير الدولة إطلاق هذه الصواريخ. وخلال 24 ساعة اكتشفت السلطات الأردنيّة من هي المجموعة التي قامت بهذه العمليّة، وخلال الساعات ال24 اللاحقة، تمكنت السلطات من اكتشاف علاقات هذه المجموعة وارتباطاتها وانتهت المسألة منذ يومين أو ثلاثة بحل "تنظيم الأخوان المسلمين" في الأردن، لذا تشعر أن هناك من يتخذ قراراً حازماً هناك. أما في لبنان، فنرى الصواريخ تُطلق من دون علم أحد، وتُهرّب المخدرات عبر الحدود بالأطنان، ويلقون القبض على سائق الشاحنة من دون معرفة من يقف وراء هذا العمل وما هي ارتباطاته، وعلى سبيل المثال لا الحصر، الجيش منتشر منذ ثلاثة أسابيع على حدودنا الشرقيّة انطلاقاً من طلب سكان تلك المنطقة، وهذا الأمر هو ما منع الفريق السوري من التقدّم نحو الحدود اللبنانيّة، إلا أنه في الأمس تم إطلاق صواريخ من لبنان في اتجاه الأراضي السوريّة، فكيف انتشر الجيش وكيف أطلقت الصواريخ؟

وأوضح أننا "بحاجة إلى دولة فعليّة، وهذا يعني أنه في المكان الذي ينتشر فيه الجيش ممنوع على أغصان الشجر أن تتحرّك أو أن ينتقل عصفور من غصن إلى آخر من دون إذن الدولة، فالمطلوب ليس انتشار الجيش فحسب وإنما أن يقوم بالسيطرة على الوضع أيضاً. نحن بحاجة إلى دولة فعليّة، ولكي يحصل هذا الأمر على الدولة أن تحتكر السلاح وتدير الأمور بالكامل، ومن دون ذلك لا يظنن احد أبداً أنه في استطاعتنا التقدم ولو خطوة واحدة في اتجاه الداخل على شاطئ الأمان الذي وصلنا إليه، وإنما في أفضل الظروف نبقى في مكاننا نراوح، هذا إن لم نتراجع إلى الوراء".

وتابع: "لا يمكن أن نبني دولة حقيقية إذا لم تحتكر الدولة السلاح، وهناك بعض الأمور التي يجب أن تقال جهاراً من دون أي خجل، فرئيس الجمهورية اتخذ هذا القرار في خطاب القسم، والحكومة عادت وأكدته في بيانها الوزاري. فيما لا نزال نسمع أن هناك من يريد الحفاظ على السلاح بحجة أنه من دون هذا السلاح كيف لإسرائيل أن تخرج من لبنان، بينما الواقع أن اسرائيل دخلت إلى الأراضي اللبنانية بسبب هذا السلاح".

أضاف: "علينا أن نقول الأمور كما هي عليه، فالفجور ليس جيداً أبداً فيما المنطق هو الأساس، وإذا  كان من مسبب لدخول اسرائيل إلى الأراضي اللبنانية فهو هذا السلاح، وهي تتذرع به الآن لعدم الإنسحاب من الأراضي اللبنانيّة، فيما بعض الفرقاء في حالة انكار تامة ولا أعرف ما بالهم، وكأنهم لا يقرأون الصحف ولا يتابعون الأخبار ولا يقرأون الإتفاقات، أو كأنهم لا يعرفون ما وافقت عليه وأقرّته الحكومة السابقة في تشرين الثاني 2024".

وشدد على انه "يجب على الدولة احتكار السلاح شأنها شأن كل باقي دول العالم، فهل من دولة في العالم تترك لكل مجموعة أن تقوم بانشاء مقاومات وإطلاق بطولات، وفي نهاية المطاف تودي بالناس إلى هلاكهم وتخسر الأرض، فيما تصر تلك المجموعات على الإستمرار بهذه المقاومات و"الحركات" التي لا معنى لها".

ورأى أن "السلاح الذي يعتبرونه عنصر قوّة هو أكبر نقطة ضعف للبنان في الوقت الراهن، وهو كما الإنسان الذي تلفّه الحرائق من كل حدب وصوب ويحمل بيده قارورة من البنزين زاعماً أنه يمتلك سلاحاً فتاكاً سيمكنه من إطفاء الحرائق وإخمادها، في حين أن ما يحمله سيكون سبب هلاكه".

أما بالنسبة للموضوع الثاني وهو اقرار وتطبيق الإصلاحات اللازمة، فقال جعجع: "بدأنا بالإصلاحات في القطاع المصرفي بإقرار قانون رفع السرية المصرفية، وكان لرفيقينا رازي الحاج وملحم رياشي دور أساسي في إقرار هذا القانون. ونحن بحاجة إلى سلسلة إصلاحات متتالية، أهمها: قانون إعادة هيكلة القطاع المصرفي. قانون تحديد الخسائر، وعلينا العمل على إقرار هذه القوانين بشكل جدي وسريع. من دون الإصلاحات اللازمة في القطاع المصرفي لا يمكن للبنان أن يحصل على أي مساعدات دولية، فنحن بحاجة، وللأسف، لختم صندوق النقد الدولي".

وأشار إلى أنه "من دون قضاء سليم لا توجد دولة سليمة أو مواطن سليم، ولا يستطيع المواطن أن يحمي حقوقه، ولا يمكن لأي مستثمر أن يستثمر بثقة. وللأسف أقول لكم أنه لدينا بعض القضاة الأكفاء ولكن ليس لدينا قضاء. واليوم هناك صديق موجود على رأس وزارة العدل، ولذلك نأمل أن يتم إصلاح القضاء في أقرب وقت ممكن، وتباعاً، باعتبار أن كل شيء يتطلب الكثير من الجهد والعمل لإنجازه".

وأوضح أننا "بحاجة إلى سلسلة إصلاحات إدارية، وقانونية، وقضائية، ومالية، بالتوازي مع قيام دولة فعلية تحتكر السلاح، وهذا هو مدخلنا للتوغل أكثر وأكثر في بر الأمان".

وكان استهل كملته بالقول: "أشكركم وأحييكم فرداً فرداً على كل ما تقومون به، كل في موقعه. "الحجر بمطرحه قنطار"، وبالفعل، كل إنسان منا، بما يقوم به، "قنطار" في مكانه، وأهمّ ما في الأمر أن يؤدي عمله بأفضل طريقة ممكنة".

وتوجّه بالتحيّة لكل من النائبين ملحم الرياشي ورازي الحاج، منسق المنطقة ايدي حران وأمين سر تكتل "الجمهوريّة القويّة" سعيد مالك، وقال: "أحيّي هنا رفيقانا رازي الحاج وملحم الرياشي على العمل الذي يقومان به في مجلس النواب، وأحيّي أيضاً منسق المنطقة، إيدي حران، على العمل الذي يقوم به. كما أحيّي رفيقنا سعيد مالك، الموجود معنا اليوم، وأنتم تعرفونه وتعلمون أن هناك ألقاباً كثيرة تُطلق على الناس: فهذا يسمونه "حارس الجمهورية"، وذاك يطلقون عليه لقب "حارس المتن"، وإلى ما هنالك، أما رفيقنا سعيد هو: "حارس الدستور".

ولفت إلى ان "الجميل في هذه اللقاءات أنها ليست لقاءات ذات مغزى فحسب، وإنما هي لقاءات للأحبة بكل ما لهذه الكلمة من معنى. فمن سنة إلى سنة، نعود ونلتقي ونتبادل الأحاديث في ما بيننا، وفي الوقت نفسه، نجدد عهدنا أمام الله وأمام القضية". اضاف: "لا أخفيكم أنني عندما كنت أستقبل الحضور قبل دخولي إلى القاعة، مع كل مرة أصافح فيها ضيفاً، كان يعرفّني إليه إما إيدي حران، أو ملحم الرياشي، أو رازي الحاج، على أن حضرته إما رئيس بلدية كذا، أو مرشح لرئاسة البلدية كذا، أو عضو مجلس بلدية كذا، وكنت أقول في نفسي، بما أن المسألة على هذا النحو، يمكننا من الآن أن نبدأ بانتخاب رئيس أو رئيسة اتحاد بلديات المتن".

واختتم كلمته واعداً الحضور "بأننا مستمرون على الجبهات كلها، سواء على جبهة بناء دولة فعلية في لبنان، أو على جبهة إقرار الإصلاحات المطلوبة. كما أود أن أقول لكم "يعطيكم مئة ألف عافية على كل ما تقومون به، كنا أقول لرفيقاتي ورفاقي في "القوات اللبنانية"، وخصوصاً الذين ساعدوا وأشرفوا وأعدّوا هذا العشاء: "يعطيكم ألف عافية على كل ما قمتم وتقومون به". فبصريح العبارة نحن لدينا رهبنة إضافيّة في لبنان وهي "القوّات اللبنانيّة" وفيها رهبان وراهبات حقيقيون يعملون ليل نهار للوصول بلبنان إلى برّ الأمان، وليس هذا فحسب، بل كي ندخل إلى غابة الأمان إلى أبد الآبدين آمين".

 

ملحم الرياشي

من جهته ألقى النائب ملحم الرياشي كلمة شدّد فيها على أنه "بعد جهدٍ جهيد فريد، تمكّنت القوات اللبنانية من عبور جسر الآلام والموت، إلى رحاب الحياة الوطنية. تجاوزت عذابات الإعتقال، العزل ومحاولات الإلغاء، واستعادت، بعد سرقة موصوفة، شعبيتها والرأي العام المحايد والحاضن لها، بسبب صمودها ومثابرتها وبعدما تمكّنت من إنجاز المصالحة الكبرى لخلاف مسيحي-مسيحي دام  لأكثر من ثلاثين سنة عجافا، فأسدلت الستارة نهائياَ على أكاذيب العصر." وقال: "بلغت القوات اللبنانية اليوم حدّ إقناع الرأي العام المسيحي بمشروعها بشكلٍ شبه شامل، كما تمكّنت من فك عقدته من عقيدتها، والتغلغل الى حدود الإنسياب في نسيجه الإجتماعي، وهذا ما يحدث الآن في بلديات المتن الشمالي مثلاً لا حصراً، لترتفع قدرتها التمثيلية من ثمانية نواب الى حدود العشرين نائباً، "والحبل عل جرار". ونتيجة لهذا النجاح المنقطع النظير، تقف القوات اللبنانيّة اليوم في حضرة التاريخ الذي سيبادر الى سؤالها في العمق عن مسار الجماعة وعن مسار الإجتماع السياسي؛ وخصوصاً التاريخ الإنعكاسي كما يصفه هيغل، أي الطريقة التي يجعل فيها المؤرخ من الحدث الماضي مرآةً يتعرف من خلالها على ذاته. وأسئلة التاريخ ليست مجرد استفسارات ظرفية، انما هي في صلب مقاربة الجماعات لنوعية وجودها وأهميته ودور هذا الوجود ورسالته في شرق المتوسط. قد يسأل التاريخ، ماذا فعلت ايتها القوات بُــــعيد انتصاراتك، في المهزومين من بين أهلك؟ أو ماذا فعلت أيتها القوات بعدما أصبحت مطلباً ومشروعاً وطنياً عابراً للطوائف والجماعات، وخصوصاً أن في صلب عقيدتك يقوم اللماذا والـمِن اين، والكيف نفعل لتثبيت قاعدة الإعتراف بالآخر المختلف وكيف نمد اليد إليه، ومتى؟ويستفيض التاريخ في سؤال القوات، وهي التي تصرفت بحكمة حكيم في زمن الضعف، كيف تتصرفين في زمن القوة؟ هي تعادي بل تخاصم حزب الله عقيدةً ونمطاً وأسلوباً، ولكن كيف ستتعامل مع جماعته أو مع بيئته، خصوصاً انها تصرّ على دعوته الى اللقاء معها تحت سقف الدولة، في وضعٍ يعبـّر عن أكثر الازدواجيات تناقضاً في الهوية السياسية للبنان؟ أو في أوضاع ٍ ثقافية متعرّجة تجعل من لبنان واحة ثقافية، وفي الوقت ذاته مساحةً عميقة لصراع ثقافات حتى لا أقول حضارات؟"

تابع: "القوات التي بقيت وفيّة لإلتزامها القناعات ومع التاريخ، وتعلم أن التاريخ ينظر وينتظر ليحكم على أدائها في الحكم وهي جزء منه، هل تتهيأ لمحكمة التاريخ حين تكون كلاً  في هذا الحكم- وسوف تكون- او فلنقل الجزء الأكبر منه في المستقبل؟ ويسأل التاريخ، وخصوصاً أن الزلزال الذي ضرب سوريا لم تستقرّ  فوالقه بعد، يسأل التاريخ، ماذا سيفعل رئيسكم مع ما تبقى من مسيحيين في هذا الـمشرق؟ وكأن قلعتكم اللبنانية هي آخر المعاقل لهم بعد انقباضهم في العراق وسوريا وسواهما، وبعدما تحوّل هو - أي رئيس القوات - الى محط أنظار  المسيحيين أو حتى مسلمين تواقين الى وعي الحرية، والى قائدٍ أو الى راعٍ كما يقول الكتاب؟ هذه الأسئلة سوف تُطرح بغض النظر عن موقف الرأي العام الآني، لأن التاريخ لا يهتم بالشعارات انما بانعكاس الحدث وتردداته الفعلية على الواقع. هذه ألاسئلة العميقة تعكس القلق حول ماذا وكيف ستبني القوات اللبنانيّة في مستقبل لبنان، ولا سيّما أمام ملفات ساخنة، في طليعتها التوطين والتطبيع، في ظل التحولات الدولية والإقليمية. وماذا عن حياد لبنان الفاعل؟ يسأل التاريخ، وماذا عن هجرة الشباب؟ وبأي نظام سياسي نواكب جيلنا الخامس في زمن الذكاء الإصطناعي الذي يغيّر ، وسوف يغيّــــــــر العالم ويقول لنا التاريخ، أيها القواتيون الفخورون بما حققتم، أهديكم القلق وأعدكم بالأرق، لأن قدركم أن تكونوا حراس هيكل أرز الرب الذي خلق.. ومن جيل الى جيل، من الآباء والأجداد والشهداء، الى أقوى قوة طلابية لديك أيتها القوات، وهي خزّان التاريخ وذخيرة المستقبل؟ إن التاريخ لا يسأل فحسب، بل يفرض التحديات ويقيّم التطلعات أمام عصر جديد حدوده الفضاء، أي لبنان سوف تصنعون ولأي أجيال وبأي نظام؟"

وبعدما استشهد الرياشي بما قاله تشرشل "إن الإجابة الوحيدة على الهزيمة هي الإنتصار"، أكد أن" اليوم يضع التاريخ الإنتصارات التي صنعها صمودك أيتها القوات في وجه المتغيرات والهزائم التي مرت ردحاً طويلاً على لبنان، ليس لشيء بل لأنك يا قوات، القاطرة الطبيعية ووطن الأرز مقطورتك وحدك ... نعم وحدك".

وختم: "سمعتُ صوتاً من العلاء يقول لي: طوبى للشهداء الذين صنعوا التاريخ، وفتحوا لنا ابواب النور... للزمن الآتي".

 

رازي الحاج

أما النائب رازي الحاج فقد القى كلمة استهلّها بالترحيب بأهالي "المتن" في معراب "قلب القضية اللبنانيّة" وقال: "في السنة الماضية، كنا نعيش في وضع أصعب من العام الحالي فالمواجهة كانت أخطر، في ظل وجود "أخطبوط" خطف المؤسسات وعطّل الإستحقاقات وأخذ لبنان كساحة من ساحات الحروب والدمار والإنقسامات. بينما اليوم وبعد 55 سنة من المؤامرت والإغتيالات والقتل والتنكيل والاضطهاد والتهجير، تمكّنت الجمهورية من استعادة أنفاسها، فبات لديها رئيس وحكومة جديدة ومجلس فاعل وسياسة خارجية حرّة، وأكيد أكيد قرار نهائي ببسط سلطة الدولة على كامل الأراضي وحصر السلاح،  "حتـى عن جدّ نرتاح."

أضاف: "إلا أن هذا لم يتحقق لولا مقاومة وصمود و "عين قاومت المخرز"، ولولا قوات لبنانية صمّمت أن تخوض المواجهة ولا تستسلم، ولولا "مين وقف وقال لا، بوقت كل الناس مشيت بالصفّ"، وقف قائد القوات اللبنانية وقال"لأ"، فألف تحية للحكيم الذي ومنذ 31 سنة نظر إلى رفاقه وقال لهم آنذاك "بشوف وجكن بخير، وهيك صار".

وتوجّه الحاج إلى رئيس القوات قائلاً:  "رغم كل التضحيات، نقول لك اليوم "حكيم" نحن نرى خير لبنان في وجهك وفي إرادتك الصلبة التي لا تتزحزح، "ولأنو بالفعل ما بصح الا الصحيح."

وبعدما أثنى على الحضور المميّز، من شخصيات وناشطين وناشطات، صمّموا أن يقوموا بنقلة نوعية من خلال المشاركة في الإستحقاق البلدي بعد 9 أيام، دعا الحاج هؤلاء، إلى عدم "تكرار التجارب التي عشناها من قبل "اذا الله وفّقكم".

وتابع: "وعن تجربة أقول لكم دافعوا عن مبدأ ولا تحتموا بظرف، كافحوا الفساد ولا تعمّموه، إبنوا إدارة حديثة وعصرية ولا تعتمدوا على المحاصصة والزبائنية، طبّقوا القانون ولا تتعلموا كيف تتحايلوا عليه. وبكل وضوح وبساطة: أعيدوا البلديات مؤسسات "مش دكاكين"، كما تعمل "القوات اللبنانيّة" و"تكتل الجمهورية القوية" على إعادة لبنان جمهورية بعدما حوّلوه إلى مزرعة فاسدة وفاشلة. ونحن دائما إلى جانبكم، وهنا أذكّر في هذا الإطار، بأن التكتل قدّم أكثر من إقتراح قانون لدعم البلديات، أبرزها اقتراح قانون قدّمته أنا بإسم التكتل، ليصبح الصندوق البلدي بالفعل مستقلاً وبإدارة البلديات نفسها من دون الخضوع لرغبات سلطات الوصاية، بالإضافة إلى قوانين كثيرة أخرى".

وختم: "لنتعاون جميعاً في سبيل وضع مخطط توجيهي متكامل، والسعي إلى بيئة نظيفة وبنى تحتية "مرّتبة"، وطرقات وخرائط سياحية وإنماء وزراعة متجدّدة، وصناعة منظّمة، وتجارة نشيطة، "لأنو المتن بيستاهل". لنتعاون، من خلال البلديات، على وضع حجر الأساس للامركزية الموّسعة على أبعد مدى. والى اللقاء بعد 4 ايار حين تنتهي المعركة الإنتخابيّة وتبدأ معركة الإلتزام بمشروعنا المشترك من أجل أن يستعيد لبنان عافيته انطلاقاً من البلديات بعد سنوات من الحرمان والتعطيل".

 

كلمة الإفتتاح وكلمة منسق المنطقة

وكان استهل العشاء، بالنشيد الوطني ونشيد حزب "القوّات اللبنانيّة"، ومن ثم كان هناك كلمة ترحيبية لعريفة الحفل المرشحة لعضوية بلديّة الجديد البوشريّة السد باسكال فارس، أثنت في خلالها على أهمية قضاء "المتن" إن لناحية موقعه الجغرافي أم لجهة أهله وناسه وبلداته العريقة "الغنية بالتاريخ والثقافة والوطنيّة، أو مساهمته بشكل كبير في الحياة السياسيّة والثقافيّة في لبنان".

بعدها تحدّث منسق المتن إدي حران فقال: "يصادف اليوم تاريخ جلاء آخر عسكري في جيش طاغية الشام من لبنان في الـعام 2005، هذا التاريخ الذي يشكّل محطة في درب مقاومتنا. لنتذكر ولا ننسى كيف أن غالبية اللبنانيين ساومت وعقدت صفقات مع هذا الإحتلال وعاشت الرفاهية وتقاسمت الجبنة، في الوقت الذي فيه عاشت القوات الإضطهاد والتنكيل والإغتيال والتهميش والتضييق والمحاكمات المعلبة في سبيل وطنيتها وعدم تبعيتها وارتهانها".

أضاف: "حبذا لو نتذكر دائماً كيف عاش الحكيم 11 سنة في زنزانة "مترين بمتر" في ثالث طابق تحت الأرض . ورغم ذلك، لم ينكسر ولم يستسلم ولم يتخلَّ عن القضية وكان يمارس داخل هذه الزنزانة الصغيرة والباردة حريته وقناعاته، وكنا آنذاك نستمدّ منه القوة والصمود والثبات في نضالنا. وفي نهاية المطاف، هم خرجوا من التاريخ وليس من لبنان فحسب. وأثبتت هذه التجارب كلها أن من يؤيد الطاغية يغادر معها. ولو لم يتخذ "الحكيم" في تلك المرحلة هذه القرارات "لكنا نحنا كمان اليوم فلّينا معن. وهذا تحقّق بفضل إيمان وثبات وقوة هذا القائد وإلتزام وقوة صبايا وشباب القوات وثقتهم بقيادتهم الحكيمة. تحية لك "حكيم"، واذا الزمن لم ينصفك فنحن كلنا ثقة بأن التاريخ سوف ينصفك".

ولفت إلى أن منسقية المتن الشمالي "هي بنت القوات وبنت هذه التجارب التي سبق وذكرت، ولأن المتن في قلب لبنان وفي قلب القوات ولأن المتن والمتنيين يستحقون الخير كله وهم "غاليين" على قلب القوات، لا تفوّت منسقية المتن أي فرصة أو مناسبة أو إستحقاق، إلا وتضع اهتمامها وطاقاتها وإمكانياتها وخبراتها كلها لإنجاز الأفضل للمتن وللمتنيين".

وقال: "نحن على أبواب انتخابات بلدية وإختيارية، وفي هذا السياق، أجزم بأن القوات ومنسقية المتن تقدّر تضحيات وتعب كل رفيقة ورفيق، وكما تعلمون إن المراكز والمسؤوليات الإدارية وسواها بالنسبة للقوات ليست هدفاً بحد ذاته، بل هي وسيلة لتحقيق الهدف، بتوجيهات القيادة وإرشادها في كل تفصيل صغير أو كبير، والمنسقية حريصة على الإلتزام بمبادئ القوات وأخلاقياتها ومعاييرها، كما أنها حريصة على دعم قواتيين أو مرشحين يشبهون القوات، وهذه الخيارات مرتبطة بخصوصيات ومعطيات وحيثيّات كل منطقة على حدا".

أضاف: "نعتمد يا رفاق على وعيكم ونضوجكم والتزامكم ونفَسكم القواتي وروحكم النضالية وعلى جهودكم لأنكم أبناء القوات وأولاد مدرستها كما نعتمد على وعي المتنيين وخياراتهم. والقوات باتت حزباً مؤسساتياً خلاقاً وبنّاءً من خلال آدائه السياسي والإداري والتنظيمي والمؤسساتي ونظافة كفه وثبات مواقفه السيادية التي أصبحت مصدر ثقة ومحط إعجاب وتقدير من غالبية القوى السياسية، والدليل الرغبة الكبيرة التي نشهدها في هذا الإستحقاق على التحالف مع القوات".

وبعدما شدّد على أهمية هذا الإستحقاق الأول في هذه المرحلة الجديدة والدقيقة لإعادة لبنان إلى السكة الصحيحة، أشار إلى أن كل لبناني يشارك بشكل مباشر في اتخاذ القرار، ولا سيّما أن الإصلاح يبدأ من البلديات التي تتعاطى بشكل مباشر بتفاصيل حياة المواطن اليومية. وتمنى التوفيق لجميع المرشحين المتواجدين في هذا اللقاء، ودعاهم إلى تحمّل مسؤولياتهم الكبيرة ابتداءً من تاريخ 5 أيار باعتبار أن الفوز بمقعد بلدي او إختياري ليس جائزة بل مسؤولية".

 

                      ==== ن.ح.

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب