رئيس الجمهورية التقى جميعة "جاد" ووفد شركات الإسمنت: خطورة المخدرات تفوق الإرهاب والفساد والدولة تعمل على التصدي لها

وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن "خطورة المخدرات تفوق الإرهاب والفساد، لأنها تتغلغل في العائلات والمجتمعات وتعمل على تفكيكها".

وحذر من "تنامي مسألة الإدمان الإلكتروني، الذي أثبت أنه واكب التطور لإلحاق الأذى بالشباب، ووجوب التصدي لها لما تحمل من تهديد جدي للبنانيين، مع وجوب التفريق بين مواكبة التطور واستغلال هذا التطور من أجل أذية الآخرين، مما قد يؤدي إلى الموت".

ومن جهة ثانية، أشار الرئيس عون إلى "أهمية تسهيل عمل شركات الإسمنت في لبنان وفق القوانين، تمهيدا لمرحلة إعادة الإعمار من جهة، واستمرارا لعمل العائلات التي تعتاش من هذا القطاع من جهة ثانية".
مواقف الرئيس عون جاءت خلال لقاءات عقدها بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا.

شركات الإسمنت في لبنان

وفي هذا الإطار، استقبل الرئيس عون وفد شركات الإسمنت في لبنان، الذي قدم إلى رئيس الجمهورية التهنئة بانتخابه. 

وخلال اللقاء، تحدث الوزير السابق نقولا نحاس، الذي أشاد بـ"الرئيس عون وبتوجيهاته وأفكاره والأهداف التي حددها من أجل النهوض بلبنان وإعادته إلى مسار التقدم والازدهار".

وأشار إلى أن "هذا القطاع ليس بحديث وعمره 100 عام، ومر في مختلف الظروف وصمد، ووضع كل إمكانات القطاع في تصرف الرئيس عون للمساعدة في أي مجال يراه مناسبا من اجل لبنان واعادته الى سابق عهده، وأبدى الاستعداد للمساهمة في تقديم الحلول لمشاكل عدة".

وعرض لـ"الصعوبات التي تواجه القطاع من خلال المراسيم والقوانين القديمة المتبعة، ووجوب تحديثها لتسهيل عمل النقابة، بالتنسيق مع وزيري البيئة والسياحة، من خلال الإسراع في الموافقة على التراخيص وفق القوانين المرعية الاجراء وعدم تضارب الإدارات الذي يشكل السبب في تأخير الموافقات"، لافتا إلى "وجوب الجهوزية في حال البدء بإعادة اعمار، نظرا إلى أهمية الترابة والإسمنت في هذا المجال".

الرئيس عون

ورد الرئيس عون، شاكرا "الوفد على الدعم الذي أبداه من اجل المساعدة على كل ما يعود بالخير على لبنان".

ولفت إلى "أهمية تسهيل عمل شركات الإسمنت من خلال الالتزام بالقوانين التي تحافظ على البيئة وتمنع الضرر على السكان والطبيعة، وتؤمن في الوقت نفسه استمرارية العمل لنحو 5 آلاف عائلة تعتاش من هذا القطاع"، وقال: "من المهم التفاعل مع الأفكار التي تقدمها الشركات في هذا الخصوص، ومنها الاستفادة من النفايات والردم ضمن المواصفات الموضوعة عالميا، لإنتاج الترابة والاسمنت وغيرها من المواد الضرورية من أجل إعادة الاعمار التي سيبدأ لبنان قريبا خطواته في هذا المسار".

وبعدها، تبادل الرئيس عون والمجتمعين "أطراف الحديث، حيث تم الإعلان عن اكبر مشروع للطاقة الشمسية يتم العمل عليه، على مستوى المنطقة وليس فقط على مستوى لبنان، اذ بدأ في سبلين بقوة 10 ميغاوات على مساحة 100 الف م.م، وهناك خطة عند تشكيل الهيئة الناظمة لوزارة الطاقة للانتقال الى 35 او 40 ميغاوات على مساحة 400 الف م.م لتشغيل المعمل على الطاقة البديلة وتحويله بالتالي إلى واحد من اكثر المصانع حفاظا على البيئة والطبيعة".

جمعية "جاد" لمكافحة المخدرات

ثم التقى الرئيس عون وفد جمعية "جاد - شبيبة ضد المخدرات" برئاسة رئيسها العام جوزف الحواط، الذي القى في بداية اللقاء كلمة قال فيها: "فخامة الحلم، عندما كنتم في قيادة الجيش قدمتم لنا دعما معنويا ولوجستيا مكننا من أن نشكل خط دفاع ساهم نسبيا في حماية شباب لبنان وشاباته. الآمال كثيرة اليوم بأن يتطور هذا الدعم على مستوى رأس الدولة ويترجم في الاستراتيجيات الكبرى، لا سيما أن فخامتكم اول رئيس في تاريخ لبنان تتضمن خطاب قسمه عهدا بمواجهة آفة المخدرات".

أضاف: "إن ظاهرة تعاطي المخدرات وتداعياتها لا تزال تتفاقم في لبنان. ولذلك، جئنا لفخامتكم بمقترح تحت مسمى الخطة الخمسية لإطلاق استراتيجية وطنية شاملة لمواجه آفة المخدرات لما لها من تداعيات على الصعيد الأمني والصحي والمجتمعي، تتضمن:
-إطلاق الهيئة الوطنية لمكافحة المخدرات تضم جميع المعنيين من خلال إعادة العمل بالمرصد اللبناني.
-تشكيل المجلس الوطني لمكافحة المخدرات (رئيس مجلس الوزراء) وفق المادة ٢٠٥ قانون ٩٨.
-إعادة العمل بلجنة الادمان (بقرار وزير العدل).
-انتخاب الهيئة الناظمة المعنية بقانون تشريع القنب الهندي لدواعي صناعية وطنية.
-تجهيز شعبة مكافحة المخدرات ومكتب مكافحة المخدرات بالعديد والعتاد.
-وضع استراتيجية مشتركة لمدة خمس سنوات للعمل بين الوزارات المعنية (الداخلية – العدل – التربية - الشباب والرياضة - الشؤون الاجتماعية – الإعلام – الثقافة – الزراعة – المالية - الصحة)".
وتابع: "فخامة الرئيس، كلنا ثقة بأن عهدكم سيحدث فرقا مهما في مجال مكافحة المخدرات ويدنا ممدودة لكم على أن نبدأ بالعمل لتنفيذ المقترحات المدرجة أدناه:
١-لقاء ٢٦ حزيران اليوم العالمي لمكافحة المخدرات (النصف الملآن) في القصر الجمهوري، بالتعاون مع كل المعنيين، معارض توعوية إلخ (لبنان خال من المخدرات).
٢-دعم برامج التوعية الوقائية والعلاجية والتدريبية المتطورة وإنشاء معهد على مستوى العالم.
٣-العمل مع الأجهزة الأمنية كافة وقيادة الجيش ضمن لجنة مشتركة لضبط ما تبقى من معابر غير شرعية برية وبحرية وتركيب ٣٢ سكانر على كل المعابر والحدود.
٤-إطلاق مؤتمر وطني لرد اعتبار الصناعات اللبنانية وفتح أسواق إضافية لها بالتعاون مع المعنيين في مجلس تعاون دول الخليج والمباحث الجنائية لمكافحة المخدرات.
٥-العمل مع المنظمات الدولية لدعم هذه الخطة UNODC منظمة الصحة العالمية BKA القانون الأميركي إلخ…
٦-فتح تحقيق بكل الضبطيات التي انطلقت من لبنان وضبطت حول العالم آخرها إسطنبول أمس وقبلها إيطاليا.
٧-إعادة النظر بكل مدفوعات الدولة من مساعدات للجمعيات الأهلية وجهات علاجية ومعنية ابتداء من جمعية جاد أقله آخر عشر سنوات.
٨-تعديل قانون ال٩٨ ومحاسبة المسؤول المتورط قبل تاجر المخدرات ومصادرة أمواله والأملاك على أن تعود إلى مكتب مكافحة المخدرات بعدد إصدار قانون لتأسيس شعبة خاصة به مثل باقي الدول.
٩-مراسلة مكاتب مكافحة المخدرات ودعوتهم للقاء موسع مع المعنيين في لبنان لرفع الغبن عن لبنان ولوضع خطط تعاون، أبرز الدول: المملكة العربية السعودية، قطر، الإمارات العربية المتحدة، سلطنة عمان، الكويت، ومكتب المخدرات في السفارة الأميركية.
١٠-متابعة ظاهرة ادمان القمار الإلكتروني وغيرها من الظواهر الإدمانية المستجدة بتوجيهاتكم للحد من الخطر المحدق بها".

وأردف: "فخامة الحلم، نحن جمعية جاد أول جمعية عربية تعنى بمكافحة المخدرات منذ عام ١٩٨١، هذه الجمعية التي تقف في الصف الأول على جبهة مواجهة هذه الآفة التي تفتك بمجتمعنا وتكلف الدولة والمجتمع فاتورة صحية وأمنية. ولذا، فإن مكافحة المخدرات أكثر إلحاحا من مكافحة الفساد، فالأخيرة يمكن تحقيقها في لحظة واحدة حيث الحزم والحسم وفرض تطبيق القانون على الجميع. أما الأولى، مكافحة المخدرات، فإذا تأخرت أو تعثرت، تفتك بأجساد أبنائنا وتتفشى في مجتمعنا بشكل يصبح العودة عنه بالغ الصعوبة والاستحالة".

الرئيس عون

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، شاكرا لـ"الجهود التي تبذلها الجمعية لمكافحة آفة المخدرات وإنقاذ الشباب من خطرها".

ووصف "المخدرات بأنها اخطر من الإرهاب والفساد، لانها تتغلغل في العائلات والمجتمعات وتعمل على تفكيكها. كما أن إغراءاتها للشباب باتت أكثر سهولة بفعل المواد المخدرة الرخيصة السعر التي تجعل من السهل بالنسبة الى الشبان والشابات، الحصول عليها". 

ودعا إلى "التعاون بين الأهالي والجمعية وكل المجتمع بما فيها المدارس والجامعات، في سبيل وضع حد لتفشي المخدرات في بيئتنا اللبنانية"، مشيرا إلى أن "الدولة ستعمل من جهتها على مكافحة الفساد، وهو أحد أسباب سهولة انتشار المخدرات. كما العمل على تعزيز العمل القضائي في هذا المجال وتقوية العقوبات بحق المذنبين في الترويج، إضافة الى تفعيل جهاز مكافحة المخدرات في قوى الامن الداخلي".


ولفت الرئيس عون الى "العمل أيضا على مستويات أخرى، منها محاولة ضبط الحدود التي ينشط فيها تهريب المخدرات، وتفعيل عمل الجمارك التي تضطلع بدور أساسي أيضا في هذا المجال، لانه قد لا يمكن القضاء على المخدرات بالكامل، انما يمكن العمل على الحد منها بنسبة كبيرة وهذا ما نلتزم به، خصوصا أن سمعة لبنان اخذت بالتأثر بهذه الآفة بعد ازدياد عمليات التهريب منه واليه، علماً انه يتم اتخاذ إجراءات اكثر حزما وجدية لضبط هذا الموضوع".

وشدد على "تنامي مسألة الإدمان الالكتروني الذي اثبت انه واكب التطور لالحاق الأذى بالشباب، ووجوب التصدي لها لما تحمل من تهديد جدّي للبنانيين، مع وجوب التفريق بين مواكبة التطور واستغلال هذا التطور من أجل أذية الآخرين، مما قد يؤدي الى الموت".
======================= ن.ح

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب