وطنية - كتبت صحيفة "الجمهورية": فيما تعيش البلاد حالة انتظار لما سيرسو عليه المشهد الإقليمي في ضوء المفاوضات الأميركية ـ الإيرانية، تدلّ التطورات الجارية إلى أنّ المرحلة اللبنانية الراهنة لا تحمل أي آمال واعدة، وإنما تبدو مرحلة مراوحة على صعد مختلفة. فالعمل الحكومي يراوح ولم يحقق أي نتائج على مستوى الملفات المهمّة الكبرى، والاستحقاق البلدي مربك بين إصرار فريق على إنجازه مقابل فريق آخر يدعو إلى تأجيله، ويزيد من الإرباك تعدّد اقتراحات ومشاريع القوانين المطروحة لتعجيل القانون الانتخابي، وتزيد في الطين بلّة الطروحات المتعددة حول تكوين المجلس البلدي لبيروت العاصمة.
خلافاً لكل ما يُشاع عن موضوع الحوار حول السلاح بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، لم يُحدّد بعد موعد لزيارة وفد من "حزب الله" إلى القصر الجمهوري، يمكن أن تتناول هذا الحوار وترتيباته، خصوصاً أنّ بعض مستلزمات هذا الحوار لم تتوافر بعد نتيجة استمرار إسرائيل في خرق وقف إطلاق النار والقرار 1701 يومياً.
وعلمت "الجمهورية"، انّ الرئيس عون يجري اتصالات مع الأميركيين لسؤالهم عن استمرار الخروقات الإسرائيلية، كونهم يرأسون لجنة مراقبة وقف إطلاق النار منذ التوصل إليه في 27 تشرين الثاني الماضي، خصوصاً أنّ الحوار مع "الحزب" لا يمكن ان يحصل عملياً ما لم تلتزم اسرائيل وقف النار وتنسحب من المناطق الحدودية التي لا تزال تحتلها، في الوقت الذي بات الجيش وقوات "اليونيفيل" يمسكان بمنطقة جنوب الليطاني التي لم يعد لـ"حزب الله" أي وجود عسكري او سلاح فيها.
وعلى رغم عطلة عيد الفصح، بقي ملف السلاح يتفاعل. وقد حرص رئيس الجمهورية على التأكيد مراراً أنّ القرار المتعلق بحسم هذا الملف قد اتُخذ، لكن المسائل الداخلية لا تُحلّ إلاّ بالحوار.
إلّا أنّ المناخ السياسي تأثر خلال العطلة، بتغريدة السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني على صفحته على "X" حول موضوع حصرية السلاح، وبدا فيها معارضاً لفكرة نزع السلاح في المطلق، وداعياً إلى إحباطها، وقال: "إنّ مشروع نزع السلاح هو مؤامرة واضحة ضدّ الدول. ففي الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة الأميركية تزويد الكيان الصهيوني بأحدث الأسلحة والصواريخ، تمنع دولاً من تسليح وتقوية جيوشها، وتضغط على دول أخرى لتقليص ترسانتها أو تدميرها تحت ذرائع مختلفة. وبمجرد أن تستسلم تلك الدول لمطالب نزع السلاح، تصبح عرضةً للهجوم والاحتلال، كما حصل في العراق وليبيا وسوريا". وأضاف: "نحن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية نعي خطورة هذه المؤامرة وخطرها على أمن شعوب المنطقة، ونحذّر الآخرين من الوقوع في فخ الأعداء. وإنّ حفظ القدرة الردعية هو خط الدفاع الأول عن السيادة والاستقلال، ولا ينبغي المساومة عليه".
وقالت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية"، انّ هذا الموقف يخالف الرؤية اللبنانية الرسمية التي عبّر عنها "خطاب القَسَم" الرئاسي والبيان الوزاري، والقاضية بحصر السلاح في أيدي القوى الشرعية. وتردد أنّ وزير الخارجية يوسف رجي سيستدعي السفير الإيراني على خلفية هذا الموقف.
الحل بالحوار
وكان عون عبّر خلال استقباله أمس رئيس المجلس الوطني الاتحادي في دولة الإمارات العربية المتحدة السيد صقر الغباش، عن أمله وتفاؤله بالمستقبل، مشيراً إلى انّه لا يملك عصا سحرية بل كل التصميم والإرادة على تحقيق إلانجازات والانتقال بلبنان إلى ضفة الأمان والاستقرار، لافتاً إلى "انّ الأمن والقضاء هما معركتنا الأساسية لمكافحة الفساد ومحاربة الجريمة". وأعاد التأكيد على أنّ أي موضوع خلافي يجب ان يُحلّ بالتواصل والحوار مع الآخر.
وقال: "لقد أنجزت الحكومة في فترة زمنية قصيرة الكثير من الملفات رغم الصعوبات والتحدّيات. الّا أننا مصممون على مواصلة المسيرة، ليس فقط لوجود رغبة عربية ودولية في ذلك، بل لأن الأمر يشكّل حاجة لبنانية قبل أن يكون حاجة خارجية". وأضاف: "على لبنان في هذه المرحلة ومن خلال ما يقوم به إعادة الثقة مع الدول الشقيقة والصديقة. فالشعب اللبناني يريد أن يعيش بعدما ملّ الحروب على مدى خمسين عاماً، ونحن اليوم نقوم بالتأسيس لمرحلة جديدة فيها الكثير من التحدّيات، ومنها إعادة الإعمار التي تتطلّب مساعدة الدول العربية".
وأكّد عون، انّ استمرار الاحتلال الإسرائيلي لخمس تلال لا يساعد على استكمال تطبيق القرار 1701 وانتشار الجيش حتى الحدود، "ونحن نسعى لمعالجة الأمور بالطرق الديبلوماسية"، مؤكّداً على انّ أي موضوع خلافي يجب أن يُحلّ بالتواصل والحوار مع الآخر. وقال: "مهما كانت المواضيع أكانت تتعلق بسلاح "حزب الله" او التحدّيات الداخلية او هيكلة المصارف او الوضع المالي والاقتصادي، يجب ان تُعالج بالحوار الداخلي".
وقد نقل الغباش لعون تحيات رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وثقته وتقديره لشخصه وللبنان، وحرصه على متابعة ما يتمّ من إعادة بناء الدولة، كما ثقته بالحكومة اللبنانية، واعتبر "انّ ما أُنجز خلال الفترة القصيرة قياساً بالزمن، يمثل نقلة نوعية ويثلج صدورنا ويطمئننا على لبنان وأهله بما نملكه من محبة وتقدير له ولشعبه". وأضاف: "للبنان خصوصية في العالم العربي لجهة غناه وتنوعه الذي يميزه بين مختلف بلداننا العربية، ومحبة خاصة نظراً لطبيعته وقربه منا، والجميع متشوق لهذا البلد. وصاحب السمو يؤكّد دائماً على وقوفه إلى جانب لبنان وشعبه ووحدته وعودته إلى الحضن العربي، وإلى جانب بناء الدولة الوطنية الجامعة بكل أطياف الشعب اللبناني".
الخروقات
على الجبهة الجنوبية، استمرت إسرائيل في خرق وقف إطلاق النار لتطاول أمس منطقة الدامور، حيث أغارت إحدى مسيّراتها على سيارة في بعورتا ما أدّى إلى استشهاد القيادي في "الجماعة الإسلامية" الشيخ حسين عطوي (من بلدة حاصبيا مرجعيون - الهبارية). كذلك استهدفت مسيّرة أخرى سيارة "بيك اب" ودراجة نارية عند طريق بلدة الحنية (قضاء صور) وأوقعت شهيداً. كذلك ألقت مسيّرة ثالثة قنبلة صوتية على بلدة كفركلا. فيما ألقت رابعة قنبلة صوتية وسط بلدة عيتا الشعب (قضاء بنت جبيل). واستهدفت المدفعية الإسرائيلية أطراف بلدة شبعا.
ودان "حزب الله" اغتيال عطوي، وقال مسؤول العلاقات الإسلامية الشيخ عبد المجيد عمّار "إنّ تمادي العدو في إجرامه بغطاء وتشجيع أميركي فاضح، هو نتيجة لتخاذل الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار، وتقاعس المجتمع الدولي عن القيام بمسؤولياته، مما يشجع العدو على انفلاته الوحشي وعلى الاستمرار في عربدته دون أي رادع". وأضاف: "إنّ هذا العدوان المتواصل، والذي قد تكرّر ظهرًا في بلدة الحنية الجنوبية وأدّى إلى سقوط شهيد وعدد من الجرحى، يُحتّم على الدولة اللبنانية أن تتحمّل مسؤولياتها الوطنية الكاملة، وأن تخرج من موقع المتفرّج العاجز، وألّا تكتفي ببيانات الإدانة التي لم تُجدِ نفعًا، ولم تردع العدو، وأن تقوم بخطوات فاعلة وجادة وعاجلة على كل المستويات، وبجميع الوسائل المتاحة".
جلسة تشريعية
من جهة ثانية، اجتمعت هيئة مكتب مجلس النواب في عين التينة أمس، حيث ناقشت جدول الأعمال الذي سيُوزع في الجلسة التشريعية غداً الخميس. ويتصدّره مشروع قانون السرّية المصرفية، البند الأوّل ومشروع قانون معجل مكرر أقرّته الحكومة حول المباني المتضررة جراء العدوان الإسرائيلي إضافة إلى مشاريع اقتراحات قوانين حول الانتخابات البلدية وقانونها ومنها انتخابات بلدية بيروت، حيث اكّد بري خلال الاجتماع، أنّ لبيروت رمزيّتها. مشدداً ان يكون مجلسها البلدي مناصفة بين المسيحيين والمسلمين، بحيث انّه سيتمّ البحث في تعديل قانون الانتخابات في ما يتعلّق بالعاصمة في هذا الاتجاه.
في واشنطن
في غضون ذلك، شدّد وزير المال ياسين جابر من واشنطن، على أهمية إقرار قانون السرّية المصرفية في المجلس النيابي غداً، وقال: "انّ إقراره يعطي دفعاً للوفد اللبناني المشارك في اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن".
وأكّد جابر بعد لقاء جمع الوفد اللبناني بمدير منطقة الشرق الأوسط للصندوق جهاد أزعور مع وفد من الصندوق المفاوض مع الجانب اللبناني وعدد من المسؤولين والخبراء، انّ الجانب اللبناني عازم على بدء التحضير لإعداد قانون معالجة الفجوة المالية، لكن في الموازاة من المهم أن يتمّ تسريع إقرار قانون تنظيم المصارف الذي أحيل إلى لجنة المال والموازنة.الأمر الذي يسهّل عمل مصرف لبنان وهيئة الرقابة على المصارف ووضع الأسس العلمية لمعالجة الفجوة المالية.
وإذ لفت جابر إلى تفهم البنك الدولي والصندوق للظروف والأوضاع الصعبة التي مرّ ويمرّ فيها لبنان، أبدى ارتياحه لما أبدوه من تعاون وجهوزية للدعم، سواء على المستوى التمويلي الذي يقوم به الصندوق وحشد المانحين والمقرضين، أو على مستوى دعم التحوّل الاقتصادي الجذري الذي تترجمه الخطط الإصلاحية للحكومة اللبنانية، وذلك لخلق نمو مستقر وآمن ومستدام.
وكشف جابر أنّه سيوقّع غداً مع رئيس منطقة الشرق الأوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه اتفاقية القرض الذي سيقدّمه البنك بقيمة 250 مليون دولار أميركي، والذي سيوظف لمعالجة موضوع الكهرباء، ولاسيما منها شبكات النقل.
الفاتيكان يكشف عن موعد تشييع البابا
أعلن الفاتيكان أنّ جنازة البابا فرنسيس ستُقام عند الساعة العاشرة من صباح يوم السبت 26 نيسان، في ساحة القديس بطرس. وقد أعلن مكتب الاحتفالات الليتورجية البابوية، أنّ الطقوس الجنائزية سيرأسها عميد مجمع الكرادلة، الكاردينال جوفاني باتيستا ري.
وعقب الاحتفال الإفخارستي، ستُقام طقوس الوداع الأخير والتوصية الختامية، ومن ثم سيُنقل نعش الحبر الأعظم إلى داخل بازيليك القديس بطرس، ليُحمل بعد ذلك إلى بازيليك القديسة مريم الكبرى، حيث يُوارى الثرى. وقد أعلن عدد من رؤساء الدول والحكومات نيتهم المشاركة في هذا الحدث.
====