الأنباء: مفاوضات واشنطن - طهران تنتقل إلى مستوى الخبراء ... سفير طهران في بيروت يصب الزيت على النار

وطنية - كتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: في خضم التطوّرات الإقليمية والدولية المتلاحقة، توجهت أنظار العالم إلى روما هذه المرّة، حيثُ عُقدت الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة بشأن برنامج طهران النووي، والتي جرت في "أجواء بنّاءة"، بحسب وسائل إعلام إيرانية، فيما اعتبر السفير الايراني لدى لبنان مجتبى أماني في تغريدة على صفحته على موقع "أكس" أن مشروع نزع سلاح "حزب الله" في المنطقة "مؤامرة واضحة"، الأمر الذي قد يشكل سبباً لوزارة الخارجية اللبنانية لاستدعائه. 

في الشكل، فقد جرت المفاوضات الأميركية الايرانية، التي استمرت أربع ساعات، على نحو سابقتها، في غرفتين منفصلتين، بينما تولى الوزير العماني نقل الرسائل بينهما، فيما من المقرّر أن تنعقد جولة جديدة من المحادثات في 26 نيسان المُقبل في عمان، بحسب ما أفاد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، مشيراً إلى أن "المناقشات الفنية على مستوى الخبراء ستبدأ الأربعاء".

أولوية إيران 

في السياق، لفتَ العميد المتقاعد أندريه بو معشر إلى أنَّ "الأولوية لدى إيران تكمُن في الحفاظ على نظامها، أكثر من الإبقاء على برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية، اللذين ينطويان تحت إطار العقيدة والنظام، أما اليوم فالنظام مهدد بسبب العقوبات، في ظلّ تصميم الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الذهاب إلى النهاية في هذا الشأن، وبالتالي ما من مكتسبات ستحصل عليها إيران، بل إنها تسعى إلى الحفاظ على مكانتها في ظلّ التغيّرات التي تشهدها المنطقة".

بو معشر رأى في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية أنَّ باستطاعة الإيراني اللعب على المدى الطويل، واستثماره بهدف تحسين الشروط، بينما أنَّ ترامب مقيّد بسنواتٍ أربع يريد خلالها تحقيق الإنجازات لتعزيز صورته"، مشيراً إلى أنَّ "الإشكالية تقع بين إسرائيل وإيران، في سياق الخطر من امتلاك إيران للسلاح، خصوصاً إذا توفّرت مؤشرات تفيد بأنها قد اقتربت من امتلاك سلاح نووي، حينها نكون أمام مواجهة شاملة، إذ أن إسرائيل لن تسمح بذلك بمعزل عن الموافقة الأميركية، بغض النظر عن أنَّها لن تشنّ أيّ ضربة على إيران دون غطاء أميركي، وهو ما تعتبره مسألة وجودية مع تهديدها المستمر منذ سنوات عدّة.

لا مساعدات للبنان إلّا إذا! 

توازياً، شدّد بو معشر على أنَّ المساعدات الدولية للبنان لن تُقدّم إلّا بعد أن تحسم الدولة قرارها لجهة بسط السيادة والمباشرة بتنفيذ الإصلاحات، إلّا أنَّ استمرار الاحتلال الإسرائيلي للنقاط الخمس، يشكّل عائقاً أمام بسط السيادة وتمكين المؤسسة العسكرية في ظلّ غياب الدعم المادي الدولي، مؤكداً أنَّ مسألة حصر السلاح قد حُسمت تحت جناح البيان الوزاري وخطاب القسم، فيما يبقى السؤال حول التوقيت، والمكان وأطر التنفيذ، اللذين من المفترض أن يشكلوا أحد جوانب الاستراتيجية الدفاعية.

وإذ رأى بو معشر أنَّ الملف اللّبناني مرتبط بشكل مباشر بالمفاوصات الأميركية- الإيرانية، لفتَ إلى أنَّ أيّ نتيجة إيجابية ستعكس إنفراجاً لناحية تسهيل عملية تسليم السلاح، أما تعثّر المفاوضات فهو لن يصبّ في مصلحة أحد، سواء لبنان أو الحزب أو إيران في ظل الضغط الدولي لتنفيذ الإصلاحات من أجل الحصول على التمويل.

 

قيامة جديدة للبنان ولكن!

في سياق متصل، يحتفل لبنان اليوم بعيد الفصح المجيد بعد سلسلة أزمات قاسية في ظلّ قيامة جديدة لا يزال يحتاج الى اكتمال عناصرها، في وقتٍ تتصاعد فيه حدّة التصريحات وآخرها خطاب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي رفع السقف رداً على ما يتردد حول مسألة حصر السلاح في الآونة الأخيرة.

تزامناً، لفتت مصادر أميركية إلى أنَّ تصريحات قاسم الأخيرة تقف عاجزاً أمام إعادة الإعمار، كما تُعيق الجهود الدولية لوقف الاعتداءات والدفع نحو الانسحاب الإسرائيلي. وتطرقت المصادر إلى رفض حصر السلاح بيد الدولة، معتبرةً أنَّه والخطاب التصعيدي يُعيقان مسيرة النهوض في لبنان، فيما يبقى على المسؤولين تلقف الفرصة الحقيقية للنهوض والتحلّي بالمسؤولية الوطنية لتجنب الوقوع في كوارث جديدة ترهق اللبنانيين.

السفير الايراني: نزع السلاح "مؤامرة"

إلى ذلك، صب السفير الايراني في لبنان مجتبى أماني "الزيت على النار" إذ اعتبر أن مشروع نزع سلاح حزب الله في المنطقة "مؤامرة واضحة" تستهدف أمن الدول واستقرارها، في إشارة إلى نزع سلاح حزب الله وتسليمه للدولة اللبنانية.

وحذر أماني في تصريح عبر منصة إكس "من أن الاستجابة لمثل هذه المشاريع تجعل الدول عرضة للهجمات والاحتلال".

وأضاف: "في الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة تزويد الكيان الصهيوني بأحدث الأسلحة والصواريخ، تضغط على دول أخرى لتدمير ترساناتها العسكرية تحت ذرائع مختلفة، وبمجرّد أن تستسلم تلك الدول، تصبح هدفاً سهلاً للهجوم، كما حصل في العراق وليبيا وسوريا، نحن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية نعي خطورة هذه المؤامرة ونحذر الآخرين من الوقوع في فخ الأعداء. إن حفظ القدرة الردعية هو خط الدفاع الأول عن السيادة والاستقلال."

ويرى مراقبون أن الخطاب الإيراني المتكرّر حول "الردع" يُستخدم لتبرير الإبقاء على سلاح حزب الله خارج إطار الدولة اللبنانية، يعمّق الخلاف الداخلي حول مفاهيم السيادة والشرعية، ويطرح تساؤلات حول دور طهران في رسم حدود القرار الأمني والسياسي في لبنان.

 

 

====

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب