لبنان يتخذ القرار بتفكيك الجناح العسكري لـ"حماس"
وطنية – كتبت صحيفة "نداء الوطن": أسفرت القمة اللبنانية - القطرية عن نتائج إيجابية وملموسة، أكدت عمق العلاقات الثنائية والتزام الدوحة بدعم لبنان في هذه المرحلة الدقيقة، حيث أعلن عن "تجديد الهبة القطرية المخصصة لدعم رواتب الجيش اللبناني بقيمة 60 مليون دولار" إضافة إلى تقديم "162 آلية عسكرية" من شأنها تعزيز قدرات المؤسسة العسكرية في مهامها الوطنية، خصوصاً في حفظ الأمن والاستقرار وضبط الحدود على امتداد الأراضي اللبنانية.
وجاء في البيان المشترك الصادر عن الجانبين اللبناني والقطري تأكيدٌ مشترك على أهمية الدور الوطني الذي يضطلع به الجيش اللبناني، وضرورة توفير كل أشكال الدعم له، إلى جانب "التشديد على وجوب تطبيق القرار 1701 بكامل بنوده".
ولم يكن الدعم القطري للبنان جديداً أو ظرفياً، بل هو امتداد لمسار طويل من الوقوف إلى جانب لبنان في أحلك الظروف، لا سيما عقب "حرب تموز 2006" حيث ساهمت الدوحة بشكل فعّال في إعادة الإعمار، وقوبلت مبادراتها الشعبية والرسمية بامتنان لبناني واسع تحت شعار "شكراً قطر". كما كان لها دور رئيسي في جهود اللجنة الخماسية لإنضاج الاستحقاق الرئاسي اللبناني، ومتابعة الوضع الجنوبي.
توتر دبلوماسي بين بيروت وبغداد
في موازاة الحراك اللبناني - القطري، أثارت حفيظة العراق عبارة للرئيس جوزاف عون خلال مقابلة مع صحيفة "العربي الجديد"، إذ عندما سُئل عمّا إذا كانت تجربة "الحشد الشعبي" في العراق تصلح كنموذج في لبنان، فأجاب "أبداً، لا حشد شعبي ولا وحدة مستقلة داخل الجيش".
وبالرغم من أن الإجابة جاءت في سياق رد مباشر على سؤال، فقد اعتبرتها السلطات العراقية "إقحاماً غير مبرّر للحشد الشعبي في الشأن الداخلي اللبناني"، ما دفع وزارة الخارجية العراقية إلى استدعاء السفير اللبناني لدى بغداد علي الحبحاب وإبلاغه اعتراضها الرسمي.
وأشار وكيل وزارة الخارجية العراقية لشؤون العلاقات الثنائية، السفير محمد بحر العلوم، إلى أن "الحشد الشعبي" هو مكوّن أساسي من المنظومة الأمنية الرسمية في العراق، وما صدر عن الرئيس اللبناني لم يكن موفقاً، وكان من الأجدر عدم الزج باسم العراق في الخلافات اللبنانية.
تحرّك رسمي لاحتواء الأزمة
السفير اللبناني أعاد التأكيد على عمق العلاقات الأخوية التي تربط لبنان بالعراق، متعهداً بنقل الموقف العراقي الرسمي إلى بيروت، والعمل على تصويب ما حدث بما يحفظ العلاقات الثنائية ويمنع انعكاس التوتر على مسار التعاون المشترك.
وفي إطار احتواء الأزمة، تحرّك المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير، الذي أجرى سلسلة اتصالات مع القيادات العراقية، وفي مقدمها رئاسة الحكومة، موضحاً أن تصريحات الرئيس جوزاف عون أُسيء تفسيرها وتم إخراجها من سياقها.
وقد لُوحظ أن جهات إعلامية عراقية مقربة من "الحشد الشعبي" سارعت إلى تضخيم الموقف وتقديمه كإساءة مباشرة، ما ساهم في تصعيد التوتر.
الخلية الأردنية تلقت تدريبات في لبنان؟
في سياق أمني موازٍ، كشفت مصادر أمنية أن أفراد الخلية التي أوقفتها السلطات الأردنية مؤخراً بتهمة التخطيط لأعمال تخريبية، "تلقّوا تدريبات عسكرية في أحد المخيمات الفلسطينية في بيروت"، تحت إشراف عناصر من حركة "حماس".
وسألت مصادر دبلوماسية ما إذا كانت الأجهزة الأمنية اللبنانية ستقوم باستدعاء قادة "حماس" للتحقيق. وقد أكدت مصادر في السراي الحكومي لـ"نداء الوطن" أن الملف بات موضع تنسيق بين وزارتي العدل في لبنان والأردن، لتبادل المعلومات حول مجريات التحقيق ومواقع التدريب المفترضة.
انسحاب "المستقبل" من الانتخابات البلدية
في تطور داخلي بارز، أعلن الرئيس سعد الحريري أن "تيار المستقبل" قرر عدم المشاركة في الانتخابات البلدية في العاصمة بيروت، لا ترشيحاً ولا دعماً، محذراً من محاولات بعض الأطراف التحدث باسم التيار أو الوصاية على جماهيره.
وأكد الحريري أن هذا القرار يشمل جميع المناطق اللبنانية، انطلاقاً من حرص التيار على الطابع الإنمائي والعائلي للانتخابات، واحتراماً لخصوصية كل بلدة ومدينة في معالجة شؤونها المحلية.
الجيش يوقف مطلقي الصواريخ جنوباً
في تطور أمني لافت، أعلنت قيادة الجيش اللبناني أن مديرية المخابرات، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية الأخرى، تمكّنت من تحديد وتوقيف أفراد المجموعة التي أطلقت صواريخ باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة في عمليتين وقعتا بتاريخي 22 و28 آذار 2025، في منطقتي كفرتبنيت وأرنون وقعقعية الجسر - النبطية.
وأوضح بيان الجيش أن المجموعة تضم لبنانيين وفلسطينيين، وتمت مداهمة عدة مواقع أدت إلى توقيف عدد من أفرادها، إضافة إلى ضبط الآلية والأعتدة المستخدمة. وتم تسليم المضبوطات وبدء التحقيقات بإشراف القضاء المختص.
وفي السياق نفسه، أفادت وكالة الصحافة الفرنسية أن ثلاثة من الموقوفين تابعون لحركة "حماس"، ما أثار تساؤلات حول ما إذا تمت العملية بالتنسيق مع "حزب الله"، أم بشكل منفرد، في ظل العلاقة الجيدة بين الطرفين؟
مصير الجناح العسكري لـ"حماس"
وأكدت مصادر سياسية وأمنية لـ"نداء الوطن" أن القرار اللبناني اتخذ بانهاء الذراع العسكري لحركة حماس في لبنان ولاسيما في منطقة الجنوب، وسيبدأ تنفيذه من خلال مصادرة الاسلحة ووضع حد لتحرك المسلحين، إذ لن يقبل لبنان بعد اليوم بوجود أي مسلح غريب على أرضه.
وعن آلية التنفيذ فقد أعطيت الأوامر للقيادات العسكرية لوضع الخطة التي تراها مناسبة لكن من دون تأخير.
وعن ترحيل القيادة السياسية لحركة حماس من لبنان، أشارت المصادر الى أن الاولوية الآن لتفكيك الجناح العسكري لحماس والخطوات التالية تأتي لاحقًا.
السريَّة المصرفية معدَّلة
نيابياً، وبعد جلسة شبه ماراتونية أقرت اللجان المشتركة في المجلس النيابي، مساء، تعديلات قانوني السرية المصرفية والنقد والتسليف كما وردا من الحكومة مع تعديلات بسيطة.
====