نداء منتدى التفكير الوطني في ذكرى 13 نيسان:  لمؤتمر يجدّد الميثاق ويلتزم استكمال الانسحاب وإعادة الأعمار

وطنية -  أذاع مدير المركز الكاثوليكي للاعلام المونسنيور عبدو أبو كسم، باسم "منتدى التفكير الوطني"، "نداء ذكرى 13 نيسان". ودعا المنتدى "الى مؤتمر وطني جامع يجدد الميثاق على قواعد وحدة اللبنانيين لاستكمال الانسحاب الإسرائيلي وإعادة الاعمار وحصر القدرات العسكرية بمؤسسات الدولة اللبنانية وبالابتعاد والحياد عن كل محاور إقليمية ودولية تزعزع استقرار لبنان وتهدد مستقبله، وتحقيق الإصلاحات المالية والرعاية الاجتماعية".

وجاء في النداء: "يشهد لبنان والمنطقة تحولات ومتغيرات مصيرية، تبدّل أنظمة وحكاماً وخيارات تتصل بتبديل خريطة الجغرافية السياسية والبشرية في المنطقة. وتتضح، بصورة جلية، معالم السياسة الدولية الهادفة الى هذه التغييرات من خلال طرح رؤى مستقبلية تقوم على عناصر التحويل والتغيير والتقسيم...

من الطبيعي أن يتأثر لبنان بهذه السياسة، التي تستهدفه أساساً، وقد تعرّض، في سياق هذا الاستهداف، الى انهيار اقتصادي غير مسبوق، والى حملات إعلامية مركّزة عمّقت الشرخ والتباعد بين اللبنانيين، وأنتجت محطة جديدة في تاريخه المطبوع باشكالية الحذر والخوف المتبادلين.

إن التحولات المصيرية الراهنة تحتّم على جميع اللبنانيين التحلّي بجرأة المصارحة وبشجاعة الاقدام على تنقية الذاكرة الوطنية ممّا شابها ماضياً، ولرسم معالم المستقبل على قاعدة الرسوخ في الوحدة، والتمسّك بالعيش معاً، وبناء دولة عصرية تنتظم مؤسساتها الدستورية بأحكام القانون، وبقواعد العدالة والمساواة. إن مسؤولية اللبنانيين تقتضي منهم أن يبيّنوا، بالممارسة العملية المعيوشة، أن إحدى فرادات الهوية اللبنانية هي التنوّع في الوحدة، وأن إحدى أهم حاجات العالم هي حمايته لهذه التجربة اللبنانية الحضارية، والتزامه بتعميمها في مواجهة الصراعات المدمّرة التي يشهدها.

تُطرح، وسط هذا الانقسام السياسي، أمور خطيرة، أولها هو تنامي الأصوات المطالبة بالفدرلة والتقسيم، وهي أصوات منها من "العهد القديم" ومنها من "العهد الجديد". وهذا الموقف هو صدى السياسة الدولية والقرار الدولي الواضح في مجال تسويات الشرق الأوسط الجديد، تسويات تتسم بالشرذمة والتفتيت والتقسيم. والأمر الثاني يتعلق بتداعيات التحولات في سوريا على لبنان، وأزمة النازحين السوريين، و"العودة الطوعية الى سوريا..." ان هذا الموقف هو أيضاً صدى السياسة الدولية والقرار الدولي الواضح في هذا المجال. أما الأمر الثالث فهو المتعلق بجمع السلاح وحصره بالسلطة اللبنانية وحدها. إنها أمور تسبب المزيد من الانقسام بين اللبنانيين.

يقابل مشهدية الانقسام هذه عناصر عديدة يعوّل عليها في مواجهة هذه المشهدية، أبرز هذه العناصر:

  • موقف عامة الشعب اللبناني الذي يجسّد المساحة الأوسع للقائه ولحياته المعيوشة معاً، ويجسّد صورة مثلى للوحدة الوطنية.
  • موقف القيادات الدينية الملتزمة بمسؤولياتها الروحية والأخلاقية، وبدورها كصمّام أمان وطني، وبرسالة الدين الإنسانية الداعية الى حفظ كرامة الانسان وصون المجتمع وحماية الموروث الثقافي الاجتماعي، ضامن التلاقي والتواصل والتشارك معاً.
  • موقف القيادات السياسية المؤمنة بوحدة لبنان في وجه سائر طروحات الشرذمة والانقسام.
  • مؤتمر وطني

إزاء ما تقدّم تبدو الحاجة ملحّة الى عقد مؤتمر وطني جامع تحت عنوان" تنقية الذاكرة في سبيل المستقبل معاً"، وعلى قاعدة إحياء شراكة وطنية جامعة تحمي الجميع، فكل المكوّنات اللبنانية بحاجة الى بعضها البعض، وليس ثمة طائفة أو جماعة مهزومة، كما ليس هناك طائفة أو جماعة منتصرة . فلبنان كلّه تعرّض للحرب المدمّرة، ونهوضه لا يكون إلّا بوحدة جميع أبنائه، ومعاً جميعاً بدون استثناء. إن هذه الثوابت يمكن أن تشكل تجديداً للميثاق الوطني، وفق قراءة موحّدة لاتفاق الطائف.

يقارب هذا المؤتمر، استناداً الى دراسات علميّة متخصصة وأبحاث موضوعيّة، المواضيع والقضايا التالية:

  1. ان استمرار الاحتلال الاسرائيلي يشكّل أولى الأولويات نظراً لتداعياته الأمنية والسياسية وارتباطه بالمخطط الدولي الجاري تنفيذه في المنطقة ولبنان، ومؤشراته التفتيت والشرذمة والتقسيم.
  2. ان إعادة الاعمار تشكّل مسألة وطنية جامعة لجهود وقدرات ومواقف جميع اللبنانيين، تعبيراً عن تمسّكهم بحقوقهم الوطنية، وفي طليعتها سلامة أراضيهم وسيادتها. وتقتضي تأسيس الصندوق الوطني للإعمار من المقيمين والمنتشرين اللبنانيين.(أعدّ المنتدى دراسة متكاملة حول موضوع إعادة الإعمار مع خبراء مختصين، يضعها بتصرف المؤتمر الوطني المقترح).
  3. التمسّك بخيار الوحدة الوطنية، وبمواقف المرجعيات الدينية وسواها من القيادات الجامعة، حول لبنان الوطن النهائي لجميع أبنائه، مسلمين ومسيحيين، والحياد عن أي ارتباطات أو تبعية خارجية في مواجهة مشاريع الفدرلة والتقسيم وتوالي الحروب.
  4. الحاجة إلى قراءة موضوعية وصريحة للحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، من جميع المرجعيات، بخاصة من المرجعية الشيعية، وتداعياتها على المجتمع اللبناني، على قاعدة تعزيز مشروع الدولة القادرة وحماية لبنان.
  5. توفير بيئة سياسية واعلامية ايجابية وتضامنية حاضنة ، من المرجعيات الدينية والوطنية لمثل تلك القراءة الموضوعية، تعكس مسؤولية القوى المؤمنة والملتزمة بوحدة لبنان، وبتعبير أوضح كما احتضن المسلمون المكوّن المسيحي سنة 1990، حين خرج منهكاً من الحرب، وحافظوا على شراكة مناصفة باتفاق الطائف، على المسيحيين اليوم اتخاذ الموقف المماثل تجاه هذه القراءة الموضوعية المطلوبة، بخاصة من المكوّن الشيعي .
  6. تعميق الوعي على خطورة التحولات الديموغرافية السلبية الحاصلة في لبنان. (تراجع الولادات، ارتفاع معدلات الشيخوخة، تزايد الهجرة الشابة...)
  7. دعم الجهود الهادفة الى معالجة الانهيار الاقتصادي والفساد الاداري وأزمات البطالة والمعيشة والتعلّم والصحة... وسواها مما يضاعف الهجرة من لبنان.
  8. مضاعفة الجهود الضاغطة لتحصيل موقف وطني جامع من موضوع النازحين السوريين على قاعدة ضرورة عودتهم إلى بلادهم حفاظاً على مصالح لبنان وسوريا معاً. 
  9.  ان المخططات الدولية الجارية في لبنان والمنطقة هي أكبر بكثير من قدرات اللبنانيين الماديّة، الذين لا يعوّضهم ذلك سوى وحدة الموقف والدفاع عن حقوقهم الوطنية".

وأورد النداء مجموعة مبادرات يضطلع بها منتدى التفكير الوطني متصلة بتنقية الذاكرة في خدمة المؤتمر الوطني المنشود.

 

 ==================

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب