وطنية - أكد النائب بيار بو عاصي أن "السياسة والمسؤولية الوطنية هما رؤية وجرأة، وإن تمت مقايضة السيادة بالاعمار وما يعتبر سلما آنيا، فستطير السيادة والسلم والاعمار"، وقال: "إن المبدأين السيادي والدستوري ومقررات الأمم المتحدة ووقف النار هي الركائز المهمة التي يجب البناء عليها اليوم، والأهم أن يكون اللبنانيون متساوين أمام القانون".
وقال بو عاصي، في مقابلة لـ"صوت كل لبنان": "لا سابقة في العالم أن دولة شاركت قرارها الاستراتيجي وسلاحها مع أي مجموعة وإستطاعت أن تنمو وتزدهر وتستقر، فهذه المصيبة أوقعنا فيها حزب الله منذ أكثر من 40 عاما، والنتيجة حروب عبثية وتدمير للبنان واقتصاده وانتهاك سيادته".
وتعليقا على موقف القيادي في "حزب الله" غالب أبو زينب بأن "السلاح لن يسلم وروحوا بلطو البحر"، قال: "إن كان الغالب هكذا، فبالتأكيد سيكون لبنان المغلوب، "نحنا بدنا نبلط ونبني"، ونضع سقفا للبنان الدولة لجميع أبنائها. وإذا كان غالب أبو زينب ومن يمثل يرفضون ذلك فليبلطوا هم البحر والبر والجو. الموقف الاستعلائي والاستكباري الذي يعبر عنه حزب الله، وآخره على لسان أبو زينب يعني انه لا يريد بناء دولة".
أضاف: "يقول حزبالله إن إسرائيل منذ عام 2000 حتى عام 2024، خرقت الأجواء اللبنانية أكثر من 30 ألف خرق صحيح، ولكن ماذا فعل هو؟ هو موجود في الجنوب، فيما الجيش لم يصعد إلى هناك، الا بعد عام 2006 اي بعد مرور 50 عاما على عدم وجوده".
وأكد أن "الدولة اللبنانية قادرة على الأقل أن تشكل مظلة سياسية وديبلوماسية تحمي لبنان"، شارحا أن "عناصر القوة ثلاثة: السلاح والاقتصاد وشبكة العلاقات الدولية"، وقال: "تبين أن حزب الله عاجز بسلاحه أن يحمي لبنان. أما شبكة علاقاته، فأضحت محصورة في بلد واحد هو إيران بعد سقوط نظام آل الاسد في سوريا. وعلى المستوى الاقتصادي، اقتصاده الموازي انكشف، فهو ضرب الاقتصاد اللبناني بممارساته".
وردا على سؤال هل حزب "القوات اللبنانية" الابن المدلل للإدارة الأميركية، كما هو للمملكة العربية السعودية، قال: "موقفنا السيادي ثابت، وعلاقاتنا الدولية مميزة وممتازة. نحن نفتخر بعلاقاتنا الجيدة سواء أكان مع الولايات المتحدة أم مع السعودية، وأنا أرفض هذا التوصيف لأنه يعني وجود أب وابن، فيما نحن علاقتنا ندية مع الجميع".
وعن دور الجيش جنوبا عملا باتفاق وقف النار، قال: "صحيح أن الجيش يعمل بجدية في الجنوب ويفكك بعض مواقع حزب الله، ولكن المطلوب ان تكون الوتيرةأاسرع كي يتحول حزب الله الى مكون سياسي كباقي الأفرقاء. هناك نغمة غير مقبولة نسمعها في مجلس النواب وخارجه بأنهم لن يقبلوا بان يستسلم حزبالله... فماذا يعني ذلك؟ اننا في عام 1991 استسلمنا مع تسليم سلاحنا؟ بالطبع لا، بل سلمنا بالعقد الاجتماعي كأفراد وأحزاب ومكونات بأن تكون الدولة هي الكفيلة بحماية لبنان وأبنائه".
أضاف: "نريد من حزب الله أن يسلم سلاحه، ومن الدولة اللبنانية أن تقوم بكل شيء كي تنتهي منظومة حزب الله العسكرية، وحينها أهلا وسهلا به كحزب سياسي، كما باقي الأحزاب".
وردا على سؤال، قال: " المرشد الايراني علي خامنئي ومشروعه خطر دائم، فجمهوريته لديها 3 مشاكل مع المجتمع الدولي، البرنامج النووي والسلاح البالستي وأذرع ايران في المنطقة. نحن مشكلتنا بهذه الاذرع، وعلى رأسها حزب الله، هذه الاذرع تنمو على حساب سيادة الدول من لبنان الى اليمن والعراق. ولذا، لدينا رفض لسياسة طهران. وفي النتيجة، من يصنع أذرع يخلقها لخدمة مصالحه".
وأشار إلى أن "إيمان أنصار حزب الله بإيران اهتز، ولكن ليس إلى درجة الكفر بها"، وقال: "هذا اعتقادي، وأنا خائف من السبب، وليس من النتيجة. إذا اعتبروا أن هذا السلاح يحميهم فكارثة كبيرة، لأنه لم يحمهم. أما إذا كان السبب أنه يعطي فائض قوة لمكون لبناني على حساب الآخرين فكارثة اكبر. أتمنى أن تعي بيئة حزب الله أن سلاحه أوصلنا إلى الكوارث ولم يفدنا بشيء، علما أن بيئته ليست مرتبطة كلها بإيديولوجيته".
وعلى صعيد آخر، أكد أن "التطبيع غير مطروح"، وقال: "نحن ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ووزير خارجيتنا نطالب بتحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي ولا ننتظر شهادة حسن سلوك من أحد".
ورداً على سؤال عن الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، قال: "إن تمسكه ببقاء الجناح العسكري لحزب الله كارثة الكوارث، وهو استمرارية لمنظومة تعمل على تدمير لبنان لمصلحة ايران وبقاء سلاح حزب الله. إن صح ما يحكى عن أجنحة داخل الحزب فضابط ايقاعها واحد في طهران، وأي وجود لأجنحة إيرانية لديه ايضا ضابط ايقاع واحد هو المرشد علي خامنئي".
================= ن.ح