وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، انه جاء "لبناء دولة وليعود لبنان منارة الشرق، الامر الذي لا يمكن ان يحصل الا عبر تضافر جهود الطبقة السياسية والدينية والمصرفية والمجتمع اللبناني كافة"، وشدد على ان "المسؤولية مشتركة ولا تقع على عاتق شخص واحد، وهذا كله يتطلب بناء الثقة التي تبدأ بقضاء نزيه وأمن ممسوك وإصلاحات اقتصادية ومالية".
كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدا من الرهبنة المارونية المريمية برئاسة الاباتي ادمون رزق جاء مهنئا بانتخابه رئيسا للجمهورية وعارضا لما تقوم به الرهبنة لا سيما في المجالات العلمية والتربوية.
الاباتي رزق
في مستهل اللقاء، القى الاباتي رزق كلمة قال فيها: "فخامة الرئيس، يطيب لي باسم اخوتي الأباء والمدبرين العامين وعموم أبناء الرهبانية المارونية المريمية في لبنان وبلدان الانتشار رفع الشكر للرب على انتخابكم على رأس الجمهورية اللبنانية بعد سنوات الفراغ التي كادت أن تدمر البشر والحجر؛ ويسعدنا عشية احتفالكم بتذكار القديس يوسف "حارس الفادي"، كما سماه البابا القديس يوحنا بولس الثاني، أن نرفع صلاتنا معكم ومن أجلكم كي يسدد الله خطاكم لما فيه خير وطننا لبنان آملين أن يعود درة الشرق كما وعد حبيبنا سليل رهبانيتنا خادم الله الاب الحبيس انطون طربيه الذي نرجو إعلان قداسته في عهدكم المبارك، حين قال منذ أكثر من خمس عشرة سنة، أنه سيأتي اليوم الذي سيقال فيه "نيال من له مرقد عنزة في جبل لبنان".
اضاف: "صاحب الفخامة، تأسست الرهبانية المارونية المريمية سنة (١٦٩٥) وهي أم الرهبانيات المارونية وملهمة العديد من الرهبانيات المشرقية لتكون في خدمة لبنان وشعبه؛ ولا يزال الختم الذي استعمله الرئيس العام الأول على الرهبانية شاهدا على الارتباط الوثيق مع لبنان ومع أرزة لبنان. وحرصا منا على عدم الإطالة والإسهاب في الكلام، اسمحوا لنا أن نضيء على بعض المحطات من تاريخ رهبانيتنا التي أعطت، ولا تزال تعطي عبر مختلف المجالات الرعوية والرهبانية والتربوية والفكرية والكنسية، وجوها وقامات يفتخر بها الوطن. نتوقف باعتزاز عند الدور الكبير الذي لعبته الرهبانية في سبيل انعقاد المجمع اللبناني في رحاب دير سيدة اللويزة مقر الرئاسة العامة سنة (١٧٣٦) ومجمع اللويزة سنة (١٨١٨) واجتماعات مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في ثمانينات القرن الماضي وإلى غيرها من المحطات الوطنية والمارونية المشرفة. سعت الرهبانية منذ السنوات الأولى لتأسيسها إلى الانطلاق خارج لبنان في سبيل خدمة الموارنة والكنيسة فكانت الانطلاقة إلى روما سنة ألف وسبع مئة وسبع (١٧.٧) حيث لا يزال ديرها شاهدا على محطات ناصعة من تاريخ لبنان ومن ثم إلى مصر سنة (١٧٤٥)، واهتمت الرهبانية منذ فجر تأسيسها بتوفير التربية والعلم لأبناء شعبنا، جادة في نقل المعرفة والعلم من دون تفرقة، والعمل في سبيل ابقاء شعلة الارتباط بلبنان مستعرة، وصولا إلى أميركا اللاتينية وأفريقيا ومنذ سنوات بدأنا العمل إلى جانب أبناء شعبنا في استراليا".
وتابع: "صاحب الفخامة، تمكن رهباننا وخلال ثلاثة قرون ونيف من المحافظة على الودائع التي سلمها المؤسسون وأحسنوا المتاجرة بالوزنات ساعين بكل جهد إلى تطوير العمل المؤسساتي فحولوا مدارس تحت السنديانة إلى صروح تربوية فأنشأوا المدارس في لبنان وعالم الإنتشار، وجامعة سبق أن استقبلتم رئيسها وهيئتها الاكاديمية والإدارية، ونأمل ان تكون موضع اهتمام من فخامتكم في مختلف الحقول والكليات والمعاهد في عهدكم الميمون، وبالإستحصال على الترخيص لعدد من الكليات الجديدة للمساهمة معكم وإلى جانبكم في الحد من هجرة الأدمغة والشباب اللبناني. فخامة الرئيس، من مدعاة فخر رهبانيتنا، اننا وبمبادرة مشكورة من قبل أبناء بلدتكم العزيزة، العيشية، أسسنا مركز ابونا يعقوب الذي سنسعى إلى تطوير رسالته في منطقة الجنوب، ليكون منطلقا لعمل رسولي اجتماعي يلبي تطلعات أخوتنا وأخواتنا الذين يعبرون كل يوم من خلال صمودهم على تعلقهم بلبنان".
واردف: "صاحب الفخامة، إن تبوؤكم منصب رئاسة الجمهورية في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان شكل ارتياحا في مختلف الأوساط لا سيما من خلال خطاب القسم - خارطة الطريق - للنهوض بوطننا وإعادته إلى لعب الدور المرجو منه في العالم العربي والأسرة الدولية ونعدكم يا صاحب الفخامة أنكم ستكونون حاضرين في صلاة رهباننا ملتمسين شفاعة أمنا مريم العذراء شفيعة رهبانيتنا وواضعين بين أيديكم مجسما لشعار الرهبانية التي تحبكم وتدعو لكم بالتوفيق في مهمتكم الانقاذية مرحبين بزيارتكم التي نتمناها في وقت قريب".
الرئيس عون
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مثنيا على ما جاء في كلمة الاباتي رزق عن تاريخ الرهبنة المريمية والموارنة في لبنان. وقال: "لقد اشرتم الى اهمية العلم، الذي اعتبره امرا اساسيا، وثروة لبنان. فلبنان ليس غنيا بالثروات الطبيعية إنما يمتلك ثروات فكرية. فالثروات الطبيعية من الممكن أن تزول ولكن الطاقات الفكرية لا تنضب، وهي رسالتكم الاساسية وقد بدأتم بها "من تحت السنديانة"، وانتشرتم لاحقا في عالم الاغتراب واصبحتم صلة الوصل بين الشرق والغرب. واصلوا مهمتكم، وأتمنى، منكم على رغم الظروف الصعبة، متابعة المسيرة متسلحين بتصميمكم وارادتكم".
اضاف: "لدينا اليوم فرص كثيرة وقد جئنا لنبني دولة وليعود لبنان منارة الشرق. وهذا لا يمكن ان يحصل الا عبر تضافر كافة الجهود. جهود الطبقة السياسية والدينية والمصرفية وطبقات المجتمع اللبناني كافة. فالمسؤولية مشتركة ولا تقع على عاتق شخص واحد. والمهمة ليست صعبة ومستحيلة إذا صفت النوايا. فالفرص موجودة، ونحظى بدعم دولي وعربي كبيرين، ولكن الجميع ينتظر من لبنان الكثير من العمل ليظهر بمظهر الدولة المستقلة القادرة على ان تحكم نفسها، وعلى بناء المؤسسات بعيدا عن الفساد والمحاصصة، وهذا كله يتطلب بناء الثقة التي تبدأ بقضاء نزيه وبأمن ممسوك، وبإصلاحات اقتصادية ومالية. ان ظرف لبنان لا يعتبر سيئا، على الرغم مما يحصل اليوم في الجنوب وفي منطقة الهرمل، ولكن علينا ان نستغل هذا الاحتضان الدولي لمصلحة لبنان ونقتنص الفرصة، والا فسنتحمل نحن المسوؤلية".
سفيرة فنلندا
الى ذلك، شهد قصر بعبدا لقاءات ديبلوماسية وسياسية.
ديبلوماسيا، استقبل الرئيس عون سفيرة فنلندا في لبنان Anne Meskanen واجرى معها جولة افق تناولت العلاقات اللبنانية- الفنلندية، إضافة الى الأوضاع العامة في لبنان ودول الجوار.
سفير استراليا
كذلك استقبل الرئيس عون سفير استراليا في لبنان Andrew Barnes وعرض معه العلاقات اللبنانية- الاسترالية والتطورات الراهنة.
مخزومي
سياسيا، استقبل الرئيس عون النائب فؤاد مخزومي وعرض معه الأوضاع العامة في البلاد. وأوضح النائب مخزومي انه هنأ الرئيس عون لمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية وقدم له نسخة عن مشروع تعديل قانون السرية المصرفية الذي قدمه الى مجلس النواب في آب 2023 بعد التشاور مع صندوق النقد الدولي. وأشار الى ان البحث تناول أيضا التطورات على الحدود اللبنانية- السورية، إضافة الى الوضع في الجنوب.
عبد الصمد
وفي قصر بعبدا، الوزيرة السابقة منال عبد الصمد التي بحثت مع الرئيس عون في عدد من المواضيع الراهنة.
======م.ع.ش.