وطنية - كتبت صحيفة الأنباء تقول: هي ذكرى استثنائية في كلّ المقاييس. الذكرى الثامنة والأربعين لاستشهاد المعلّم كمال جنبلاط، ذكرى انتصار الحقّ على الباطل، حيث تحققت عدالة التاريخ بعد صبرٍ وصمود، فكانت الشهادة المُضيئة في السادس عشر من آذار. ومع سقوط الطاغية تكشفت خيوط الحقيقة فاعتُقل القاتل وطُويت صفحة أخرى من الإجرام... وأما كمال جنبلاط فبقي فينا وانتصر.
كلمة مفصلية لجنبلاط
في الإطار، تتجه الأنظار إلى المواقف التي ستحملها كلمة الرئيس وليد جنبلاط خلال إحياء ذكرى المعلّم من المختارة اليوم. ووفق معلومات "الأنباء" فإنَّ كلام جنبلاط سينطوي تحت إطار الرد على كل الطروحات الداعية إلى سلخ الدروز عن ثوابتهم وعروبتهم، كما أن جنبلاط سيوجه رسائل للداخل والخارج بشأن المؤامرة الاسرائيلية المكشوفة لسلخ الموحدين الدروز عن محيطهم العربي.
المختارة تتحضّر ليوم الوفاء
تزامناً، اكتملت التحضيرات على خط إحياء ذكرى استشهاد المعلّم كمال جنبلاط في المختارة، حيث توافدت الحشود الشعبية منذ يوم أمس السبت للمشاركة في يوم الوفاء الكبير، تأكيداً على أن المسيرة مستمرة رغم كلّ العقبات، وتجديداً للعهد مع القيادة الحكيمة.
وفي المناسبة، زارت النائب السابق بهية الحريري على رأس وفد كبير من تيار المستقبل ضريح المعلم الشهيد كمال جنبلاط، لنقل تعازي وتقدير الرئيس سعد الحريري.
الحريري أكّدت في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية على متانة العلاقة بين الرئيس وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط والرئيس سعد الحريري، ونقلت تقدير الأخير لصداقة المختارة الصادقة مع الرئيس رفيق الحريري في حياته وبعد اغتياله.
من جهته، لفتَ عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله إلى أنّ الزيارة مميّزة وتأتي في سياق التأكيد على روابط العلاقة التاريخية بين الشهيد رفيق الحريري والرئيس وليد جنبلاط واستمرار هذه العلاقة، معتبراً في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية أننا كما نحن صبرنا وصمدنا وانتصرنا فأعتقد أن تيار المتسقبل كذلك، ودماء رفيق الحريري انتصرت كما انتصرت دماء كمال جنبلاط، ونحن نجسدُ هذان الرجلان لنستمر بإعادة بناء لبنان.
مواقف تستذكر المعلّم... ربيع دائم للبنان
إلى ذلك، توالت المواقف مستذكرةً دور المعلّم ومبادئه، كما انتصار روحه على قاتله ولو بعد حين، إذ اعتبرَ الرئيس سعد الحريري أن الذكرى تأتي هذا العام على وقع توقيف المتهم الأول في جريمة اغتياله بعد سنوات من الحمايات والمكافآت.
وأضاف: قبل ٤٨ سنة اغتال نظام حافظ الاسد كمال جنبلاط ودخل جيشه الى لبنان على دمائه، وبعد ٢٨ عاماً خرج هذا الجيش على دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري، معتبراً أننا أمام مرحلة جديدة تتطلب منا جميعاً التعاون على انجاحها، تحت عنوان بناء دولة طبيعية يكون فيها السلاح حصراً بيد الجيش والقوى الامنية الرسمية، ويكون الدستور الفيصل بين الجميع، وان ينضوي الجميع تحت سقف الدولة، فقط الدولة، ليكون لبنان اولا قولا وفعلا.
وعن العلاقة بينه وبين الرئيس وليد جنبلاط، قال الحريري: صحيح أن دماء كمال جنبلاط ورفيق الحريري جمعتنا، ولكن يبقى القاسم المشترك الاكبر بيننا هو السعي لتحقيق حلمهما بالعمل مع الجميع من أجل ربيع دائم للبنان.
أبو فاعور: انتصرت يا كمال جنبلاط
بدوره، قال عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور: "48 عاماً نغرقك بالورد كي تبقى ذكراك خضراء، 48 عاماً نرفع لك الشموع لكي تبقى الفكرة مضيئة... 48 عاماً جاء مجدك وعزك وانتصرت يا كمال جنبلاط".
فرنسا على خط التعافي... وصفحة جديدة من تاريخ لبنان
في الشأن السياسي، تترقب الأوساط زيارة رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى فرنسا في الثامن والعشرين من شهر آذار الحالي، والتي أعلن عنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال أجراه مع رئيس الحكومة نواف سلام، وتعتبر الزيارة المرتقبة بمثابة المؤشر على التزام فرنسا الكامل تجاه تعافي لبنان بعد الحرب الأخيرة المُدمرة.
وفيما المساعي الديبلوماسية للحل، التي يتمسك بها المسؤولون، تدور حتى اللحظة في حلقة مفرغة، أشار رئيس الجمهورية إلى أنه في خضم التحدياتِ التي يواجهها وطننا، يبرزُ موضوعُ تنفيذ القرار 1701 واتفاقِ وقف إطلاق النار كقضية محورية تستدعي اهتمامنا وعنايتَنا، مضيفاً أنه لا يمكنُ أن يستقرَّ لبنان ويزدهرَ في ظلِّ استمرارِ التوترِ على حدودِه الجنوبية، ولا يمكنُ أن تعودَ الحياةُ الطبيعيةُ إلى المناطقِ المتضررةِ من دونِ تطبيقِ القراراتِ الدوليةِ التي تضمنُ سيادةَ لبنانَ وأمنَهُ واستقرارَه، وانسحابَ المحتلِّ من أرضِنا وعودةَ الأسرى إلى أحضانِ وطنِهم وأهلِهم، وهذا يوجبُ أيضًا وضعَ المجتمعِ الدوليِّ أمامَ مسؤولياتِه للإيفاءِ بضماناتِه وتعهداتِه، وتجسيدَ مواقفِه الداعمةِ للدولةِ ووضعِها موضعَ التنفيذ.
واعتبرَ الرئيس عون أن إعادةَ إعمارِ ما دمرتْهُ الحربُ تتطلبُ منا جميعًا العملَ بجدٍّ وإخلاص، وتستدعي تضافرَ جهودِ الدولةِ في الداخلِ والخارج، والمجتمعِ المدنيِّ والأشقاءِ والأصدقاء، والقطاعِ الخاص، لكي نعيدَ بناءَ ما تهدم، ونضمدَ جراحَ المتضررين، ونفتحَ صفحةً جديدةً من تاريخ لبنان.
====