وطنية - كتبت صحيفة الديار تقول: فيما أعلن الرئيس الفرنسي أنه سيستقبل نظيره اللبناني في 28 من الشهر الجاري في باريس، عشية مؤتمر لدعم لبنان تعمل فرنسا على التحضير له، ينهمك لبنان الرسمي في ورشة استكمال ملء الشواغر في الادارة، كباب الزامي لاستعادة انتظام عمل الدولة ومؤسساتها، في امتحان لمدى جدية نوايا الاصلاح والبناء والتغيير، بعيدا عن الفساد والمحسوبيات.
مرحلة جديدة
وفي مقابل الدعم الفرنسي الثابت، تظهر الولايات المتحدة في الاونة الاخيرة اشارات اكثر تشددا وصرامة تجاه لبنان، تزامنا مع التصعيد المستمر للانتهاكات الإسرائيلية، من غارات في العمق وخروقات مستمرة للحدود، حيث يزداد القلق بشأن مستقبل الاستقرار في لبنان والمنطقة، ما بات يتطلب تحركًا سريعًا لمواجهتها، اذ ان الاتصالات الدبلوماسية بين الاطراف المعنية لم تنجح حتى الساعة، في احداث أي تقدم جدي، لتجنب التصعيد الكبير، وان نجحت حتى الساعة في احتوائه.
ووفقا للمراقبين فان خطورة المشروع الحالي تكمن في محاولته «اللعب» داخل الطوائف، تماما كما يحصل في الملف الدرزي، حيث الانقسام الكبير داخل الطائفة، سعرت ناره زيارة الوفد الدرزي السوري الى الاراضي المحتلة، في ظل اتجاه يدعو للتطبيع مع إسرائيل، في مقابل آخر يرفض ذلك بشدة، ما يعكس التحديات الداخلية التي تواجه دول المنطقة عشية التحولات السياسية الكبرى التي تشهدها، وسط صراع سيستمر في التفاقم خلال المرحلة المقبلة.
المبادرة الاميركية
مشهد يضع لبنان في عين العاصفة، حيث يشير مصدر مطلع على المبادرة الاميركية، الى ان واشنطن لم تتحدث عن أي تطبيع للعلاقات بين لبنان واسرائيل في هذه المرحلة، بل على العكس ترى ان الامر سابق لاوانه، فالاولوية الآن هي امن الحدود وتطبيق الاتفاق والقرار 1701، لسحب أي حجج لتفجير الوضع.
وتابعت المصادر بان التصور الاميركي واضح لجهة تشكيل لجان العمل الثلاث، لاستكمال العمل الدبلوماسي، من عسكريين وخبراء مدنيين، وفقا للصيغة القديمة التي ارساها الوسيط الاميركي السابق آموس هوكشتاين، ونجحت في انجاز الترسيم البحري.
المصادر التي كشفت ان توقيت الحديث عن المبادرة واستغلالها في غير محلها، كاد يعطل عملية الافراج عن الاسرى متسببا بتاخيرها لساعات، رات ان استكمالها لن يكون سهلا، خصوصا ان الشروط الموضوعة تتطلب وقتا لتحقيقها، آملة ان تساهم حلحلة الترسيم في المساعدة على اقفال ملف الاسرى.
زيادة الضغوط
ورات المصادر ان ما كشف عن توصية نائب مدير الوكالة الاميركية للتنمية الدولية بيتر ماروكو للرئيس الاميركي، بالغاء المساعدات المخصصة للبنان تدريجيا، بعدما تبين انها لم تقدم أي افادة للولايات المتحدة، هو مؤشر خطير في هذه المرحلة، لتزامنه مع تحركات في الكونغرس لاقرار قوانين تفرض قيودا صعبة على الدولة اللبنانية، ما يهدد بتوسيع «بيكار» هذا «الحظر»، ما يفترض تحركا سريعا من قبل السلطات اللبنانية، لما ستسببه كل تلك الاجراءات من ازمات ستطال الاقتصاد اللبناني وفئات كبيرة من الشعب اللبناني، فما يحكى عنه من دعم للبنان سيكون بمثابة استثمارات وقروض، لا مساعدات مجانية، اكانت دولية او عربية.
وختمت المصادر، بان الجيش اللبناني نفذ حوالي 80% من المهمات التي اوكلت اليه عبر اللجنة الخماسية، حيث تقوم وحداته بجهد كبير لتطبيق القرار 1701، من ضمنها الدخول الى بعض الانفاق التي لم تستخدم خلال الحرب ولم تكن معروفة، فضلا عن توثيقه لعمليات مصادرة الذخائر واتلافها.
اللجان الثلاث
وفي هذا الاطار كشفت معلومات من واشنطن، أن ادارة الرئيس ترامب لن تتردد في الاجازة لنتانياهو بالتحرك عسكريا في لبنان، ما لم يتم إحراز تقدم في الملفات العالقة بين بيروت وتل أبيب، مما سيضع الحكومة أمام اختبار صعب، بين سعيها للحفاظ على الاستقرار الداخلي والتزامها بالبيان الوزاري، وبين ضغوط واشنطن المتزايدة لتنفيذ مطالبها، والتي هي: منع تهريب الأسلحة والأموال عبر الحدود والمرافئ إلى حزب الله، تعزيز انتشار الجيش اللبناني في الجنوب لضبط الوضع الأمني، والقضاء على القدرات العسكرية لـلحزب جنوب نهر الليطاني، حيث لا نتائج ملموسة او “إنجازات قابلة للإعلان” حتى الساعة، من وجهة نظر الطرف الاميركي.
فواشنطن، وفقا للمعلومات تعمل على الدفع باتجاه استبدال آلية المفاوضات التقليدية مع إسرائيل، في مقاربة تعكس تغييرا جوهريا في النهج الاميركي تجاه المفاوضات الغير مباشرة بين بيروت وتل ابيب، وهو ما عبرت عنه نائبة الموفد الخاص إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، امام اكثر من شخصية لبنانية، من هنا جاءت دعوتها لتأليف لجان «دبلوماسية لا عسكرية»، خلافا للتفسير اللبناني الرسمي، حيث تعنى اللجنة الاولى بايجاد حل للنقاط التي تحتلها اسرائيل في جنوب لبنان، والتي عددها عشر نقاط، تمارس من خلالها احتلالا بالنار على حوالي 63 قرية لبنانية، تصل الى شمال الليطاني، اما اللجنة الثانية، فمعنية بالحدود الدولية واتفاق الهدنة، وهنا تكمن مشكلة اكبر في ظل عدم اعتراف بتلك الحدود اصلا، في مقابل طرح اميركي – اسرائيلي يتحدث عن خط ابيض جديد، واللجنة الثالثة معنية بمسألة الاسرى اللبنانيين.
عون الى باريس
وسط ذلك كان لافتا، اتصال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالرئيس سلام، حيث كشف عن قمة ستجمعه برئيس الجمهورية نهاية الشهر، عشية التحضيرات التي بدأتها باريس لاقامة مؤتمر للدول المانحة في ايار، قد يعقد في بيروت.
افطار دار الفتوى
وكان شارك رئيس الجمهورية في الإفطار الذي اقامه مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، حيث كانت له كلمة شدد فيها على ان لبنان «هو وطنُ الرسالة والتنوعِ والتعددية، وطنٌ يتسعُ للجميعِ بمختلفِ انتماءاتِهم ومعتقداتِهم. ومن هنا تأتي أهميةُ المشاركةِ السياسيةِ لجميعِ شرائحِ المجتمعِ اللبناني، من دونِ تهميشٍ أو عزلٍ أو إقصاءٍ لأيِّ مكونٍ من مكوناتِه»، معتبرا ان « لا استقرار وازدهار في ظلِّ استمرارِ التوترِ على الحدودِ الجنوبية، ولا يمكنُ أن تعودَ الحياةُ الطبيعيةُ إلى المناطقِ المتضررةِ من دونِ تطبيقِ القراراتِ الدوليةِ التي تضمنُ سيادةَ لبنانَ وأمنَهُ واستقرارَه، وانسحابَ المحتلِّ من أرضِنا وعودةَ الأسرى إلى أحضانِ وطنِهم وأهلِهم».
المفتي دريان
من جهته تمنى مفتي الجمهوريةِ الشيخِ عبدِ اللطيفِ دريان «للبنان استعادة العافية الوطنية التي تعزز سلامته وتُعلي شأنه ودوره العربي والوطني». وتوجه لرئيس الجمهورية، بالقول «سيبدأ في لبنان عهد مشرف في الاصلاح وما عهدناك إلّا رجل المهمات الصعبة»، مضيفا «نعرف أن قيادة سفينة كانت على وشك الغرق ليس أمراً مستحيلاً، ولكن بحكم العقلاء وفي مقدمتهم رئيسي الجمهورية والوزراء استطاعا قيادتها، فإنَّ الارادة والتكاتف بين اللبنانيين أديا الى الخروج من الظلمة».
لقاء عين التينة
في الحركة السياسية الداخلية سجلت امس زيارة لرئيس الحكومة نواف سلام الى عين التينة، حيث عقد خلوة مع رئيس مجلس النواب، شمل جدول اعمالها، اولا، المبادرة الاميركية حول الحدود واللجان الثلاث، حيث المطلوب موقف لبناني موحد، وثانيا، مناقشة ملف التعيينات وآليتها، عشية جلسة الحكومة الاثنين، وفي مقدمة البحث تعيين حاكم المركزي وتامين الاجماع حول اسمه، حيث يعتبر وزير المال شريكا اساسيا.
التعيينات
فبعد الانتهاء من «قطوع» تعيينات الدفعة الامنية الاولى، تنصب الاتصالات على ورشة استكمال بناء الجسم الاداري في الدولة، حيث تبدو الامور شائكة وصعبة، مع اقرار مجلس الوزراء لالية التعيينات الادارية التي ستعتمد، تزامنا مع اتصالات على نار حامية، على الصعيد الدبلوماسي والعسكري والمالي.
وفي هذا الاطار علم ان تعيينات اعضاء المجلس العسكري في الجيش ستصدر هذا الاسبوع، وستكون على الشكل التالي: العميد فادي الكفوري (مفتشا عاما في وزارة الدفاع- اورتوذكس)، العميد يوسف حداد (عضوا متفرغا- كاثوليك)، العميد رياض علام، المساعد الاول لمدير المخابرات (مديرا عاما للادارة-شيعة)، على ان يبقى كل من رئيس الاركان اللواء حسان عودة (درزي) واللواء محمد المصطفى امين عام المجلس الاعلى للدفاع( سنة)، في وظيفتيهما.
كما كشفت المعلومات ان جلسة الخميس ستشهد تعيين حاكم مصرف لبنان، حيث تميل الدفة لصالح كريم سعيد، والمدعوم من رئيس الجمهورية، رغم عودة الوزير السابق جهاد ازعور للمنافسة، اما فيما خص نواب الحاكم فسيتم تعيينهم لاحقا.
وكشفت المصادر ان تعيين الحاكم فرضته عدة عوامل، ابرزها، ضغط البنك الدولي، الذي اشترط تعيين حاكم لمباشرة المفاوضات مع لبنان، وهو تعيين ياتي ضمن المهلة التي كان حددها وزير المال، قبل نهاية آذار.
صندوق النقد
الى ذلك علم ان وفد صندوق النقد الدولي ، الذي زار بيروت الاسبوع الماضي، نقل رسالة بان الاخير جاهز لاطلاق المفاوضات لتوقيع اتفاق مع لبنان وتمويل برنامج اعادة التعافي، شرط اقرار الاصلاحات المطلوبة وفي مقدمتها تعديل بعض القوانين، واعادة هيكلة القطاع المصرفي، محذرا من ان نيسان المقبل موعد نهائي للحكومة من اجل الالتزام، لتوقيع برنامج التمويل.
اجتماع طرابلس
وفي اطار خلط الاوراق الجاري على الساحة السياسية، شهدت دارة رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي في طرابلس، اجتماعا لقيادات سنية من المدينة وخارجها، رات فيها اوساط سياسية، عودة لميقاتي الى الساحة، بتحالف مع تيار المستقبل يمهد لخوض الاستحقاقات الانتخابية، ويؤمن حصانة لموقع الرئاسة الثالثة، في ظل الشعور السني، باقصاء شرائح واسعة من الطائفة، وحصر تمثيلها بمناطق معينة، ناهيك عن مصادرة قرارها في التعيينات لصالح زعامات من خارجها.
ذكرى 14 آذار
وفي ذكرى «حرب التحرير»، وبحضور لافت، ضم حوالي 1300 شخص، غلب عليهم طابع «المناصرون»، اقام التيار الوطني الحر «عشاءه التمويلي»، في مرحلة دقيقة عقب خروج التيار من الحكومة وبداية عهد سياسي لا يبدو وديًا تجاهه، حيث وجه رئيسه جبران باسيل رسائل في اكثر من اتجاه، مؤكدا ان فريقه السياسي هو 14 آذار الحقيقي، مشيرا الى ان التيار لا يزال ثابتا على الحرية والسيادة والاستقلال مقابل» 14 آذار للمزيفين»، معلنا ان التيار سيخوض الانتخابات المقبلة وسيتحالف وفق مصالحه، مضيفا سيسعى البعض للقضاء علينا مجددا لكنهم لن ينجحوا.
مصادر برتقالية كشفت ان ميرنا الشالوحي اوشكت على الانتهاء من وضع خططتها للانتخابات البلدية والنيابية، والتي وصفتها باللينة، تاركة للقواعد تحديد التحالفات وفقا للمعطيات الميدانية، متحدثة عن ان الانتخابات البلدية ستشكل اختبارا للتحالفات النيابية، والتي قد يقودها التيار بالتحالف مع المستقبل وحزب الله.
كلمة تاريخية
واليوم، تتجه الانظار الى ذكرى اغتيال كمال جنبلاط غدا في المختارة، وهي استثنائية اذ تحل للمرة الاولى بعد سقوط نظام بشار الاسد وبعد توقيف احد ابرز الضالعين في اغتيال «الملعم» ابراهيم حويجة. وعشية الاحتفال الذي يحمل عنوان «صبرنا صمدنا وانتصرنا» والذي ستتخلله كلمة «مفصلية تاريخية» لرئيس الحزب الاشتراكي السابق وليد جنبلاط وفق ما تقول اوساط اشتراكية ، يتطرق فيها الى التطورات المحلية والاقليمية كلها، من لبنان الى سوريا الى المخططات الاسرائيلية فالواقع الدرزي، زار وفد كبير من تيار المستقبل ضريح كمال جنبلاط في المختارة برئاسة النائبة بهية الحريري.
ازمة تربوية
على صعيد آخر أثار قرار مجلس الوزراء القاضي بإقرار راتبين للمعلمين في القطاع الرسمي واستبدال بدل الإنتاجية بالمثابرة جدلاً واسعًا في الأوساط التربوية، خاصة في ظل غياب التوضيحات الرسمية حول تفاصيله وآلية تطبيقه. ومع تزايد القلق بشأن تأثير هذا التغيير على حقوق المعلمين، برزت الحاجة إلى توضيح رسمي يبدد الغموض ويحدد كيفية تنفيذ القرار بشكل عادل ومنصف.
===