وطنية - وصف الرئيس المؤسس ل"المنتدى القومي العربي" معن بشور، الشهيد كمال جنبلاط ب"المثقف الكبير المفعم بالروح الوطنية والقومية والحكمة الإنسانية"، وقال في تصريح في ذكرى استشهاده: "كنت في القاهرة أحضر دورة المجلس الوطني الفلسطيني المنعقدة في مقر جامعة الدول العربية كضيف، حين وصلنا الخبر المزلزل باغتيال القائد الوطني اللبناني والعروبي والإنساني كمال جنبلاط فيما كان متوجهاً من بيروت الى دار المختارة في الشوف. طبعاً لم يكن اسم كمال جنبلاط اسماً عادياً للشعب الفلسطيني وقادته، لا سيّما ان اغتياله كان مرتبطاً بموقف الحركة الوطنية اللبنانية التي كان يرأسها جنبلاط والمتلاحم مع الثورة الفلسطينية.. يومها أوقف المجلس جلسته وتحولت الى جلسة تأبين لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وتم اعلان دورة المجلس الوطني آنذاك باسم " دورة الشهيد كمال جنبلاط".
أضاف: "في بيروت خرجت تظاهرتان رمزيتان احداها من احدى المدارس في برج ابي حيدر وتقدمتها طالبات اللجان والروابط الشعبية وأحزاب الحركة الوطنية، والثانية من أمام مقر تجمع اللجان والروابط الشعبية في محلة المصيطبة على بعد أمتار من منزل الشهيد جنبلاط وكان يقود تلك التظاهرة الشاب آنذاك هاني سليمان، الذي يرتبط اسمه اليوم بمبادرات كسر الحصار على غزة حيث أصيب في ساقه برصاص جنود الاحتلال الصهيوني خلال اقتحامهم لسفينة مرمرة في اسطول الحرية. وفي جلسة جانبية على هامش المجلس الوطني الفلسطيني مع الرئيس الشهيد ياسر عرفات يومها، الذي لم تفارق الدموع عيناه وهو يتحدث عن الشهيد جنبلاط قال عرفات :" أيّاً كان منفذ عملية اغتيال جنبلاط اليوم، لكنني اعرف جيداً ان قرار اغتيال كمال جنبلاط قد اتخذ في تل أبيب بعد أشهر على حرب 1976، لأنه رفض مشروعاً اسرائيلياً حمله احد المحامين اللبنانيين ويقضي بقيام دولة درزية تمتد من الشوف الى جبل العرب مروراً بقضائي البقاع الغربي وراشيا في البقاع اللبناني".
وتابع: "اليوم، وفي ذكرى غياب القائد المعلم كمال جنبلاط يعود هذا المشروع ليطل برأسه مستغلاً تدهور الأوضاع في سورية وأجواء التحريض الطائفي والمذهبي السائدة في المنطقة ليتصدى له أحفاد سلطان باشا الأطرش في السويداء وأبناء كمال جنبلاط في لبنان مذكرين الامة العربية ان كمال جنبلاط هو شهيد فلسطين والعروبة، بل شهيد الخيار المقاوم الذي التزم به شرفاء الامة لا سيّما الابطال في غزة وعموم فلسطين، وفي الجنوب وكل لبنان. وبين استشهاد الزعيم كمال جنبلاط عام1977 و استشهاد سيد شهداء المقاومة السيد حسن نصر الله عام 2024 ، ودع اللبنانيون عشرات الالاف من الشهداء من مراجع دينية وقادة ومناضلين ومقاومين ومواطنين شهداء على "طريق القدس" ليعطوا لأمتهم، كما للعالم كيف تنتصر الشعوب لقضايا الحق والعدالة ، مهما كانت قليلة العدد، ولتقول اذا كان بلدان صغيران ك لبنان واليمن قد قدّما لفلسطين والأمة كل هذا العطاء، فكم تستطيع الامة العربية والإسلامية أن تعطي لها اذا توحدت كلمتها، وتوفر لها قادة يصونون كرامة امتهم قبل مصالحهم الشخصية".
وختم بشور: "رحم الله كمال جنبلاط الذي لا أنسى دعوته لي ولرفيق العمر والنضال بشارة مرهج الى غداء "نباتي" في منزله في فرن الحطب في المصيطبة قبل سفرنا الى القاهرة لحضور المجلس الوطني الفلسطيني، وقبل ايام على اغتياله الاجرامي وكم كان حديثه معنا ممتعا وهو المثقف الكبير ومفعماً بالروح الوطنية والقومية والحكمة الإنسانية والتجربة الغنية الممتدة على مدى عشرات السنين".
============