وطنية – كتبت صحيفة "الشرق": في الذكرى العشرين لانتفاضة 14 اذار او “ثورة الارز”، تنفس اللبنانيون، للمرة الاولى، الصعداء او شيئاً منه. هو شعار لبنان اولاً على درب التحقق. لا سوريا ولا ايران ولا غيرها من الدول التي سطت على قرار الدولة ووظفته لمصالحها طوال عقود، قادرة بعد اليوم على استمرار السطو. لبنان يبدو فعليا على درب التحرر من هيمنات الخارج، على ما يؤكد ويكرر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون منذ اعلان خطاب القسم، ومثله رئيس الحكومة نواف سلام، وتبقى العبرة في الخبرة، والأمل في استكمال تحرير الارض ونزع كل ذريعة تبرر استمرار وجود دويلات داخل الدولة وسلاح خارج الشرعية، ليتحقق حلم كل لبناني نزل في ذلك اليوم الى ساحة الشهداء منادياً “حرية سيادة استقلال”. الدرب طويل صحيح، لكن قطار الدولة انطلق واولى انجازاته اثمرت تعيينات امنية وعسكرية يليق من عُينوا خلالها بالمناصب التي سيشغلونها اعتبارا من اليوم.وحبل التعيينات الادارية على الجرار ينتظر تنفيذ الالية الخاضعة للدرس تمهيدا للاتفاق عليها واعتمادها في مجلس الوزراء الذي سيعقد جلسة في العاشرة من قبل ظهر الاثنين المقبل في السراي الحكومي لبحث جدول الاعمال.
الاصلاح والاعمار
في الغضون ووسط ترقب لكلمة الرئيس عون في افطار دار الفتوى اليوم، استقبل رئيس الجمهورية في بعبدا الرئيس ميشال سليمان الذي قال: “جاءت الزيارة اليوم بمناسبة 14 آذار، تاريخ ثورة الاستقلال عندما كان الجيش متلاحما مع الشعب في سبيل التعبير عن رأيه والحصول على الاستقلال مجددا. هذه هي المعادلة المفيدة التي تخلص البلد اي الجيش والشعب لان الجيش اللبناني هو جيش المواطن وليس جيش النظام، وقد تمكن من عدم الوقوع في الربيع الدموي الذي حصل في باقي الدول العربية لان تعامله كان مع المواطن وليس مع النظام”. أضاف: “في نفس الوقت، تم تعيين القادة الأمنيين ولا سيما في قيادة الجيش التي هي صمام الأمان في لبنان وفخامة الرئيس يعرف اكثر من غيره كيف يختار الضباط.. اما في ما خص التعيينات الأخرى، فيتم التحضير لآلية تعيينات لاتباعها في سبيل اختيار الأشخاص، الا ان النقاش حول الإصلاح وإعادة الاعمار هو كالنقاش حول من اتى قبل البيضة او الدجاجة. لربما علينا القول ان إعادة الاعمار ضرورية والدولة تعترف بالامر، والإصلاح أيضا اكثر من ضروري. لكن ان نقول ان لا اصلاح من دون اعمار فهذا خطأ كبير بحق الوطن، لان الإصلاح يأتي بالاموال عدا عن الهبات التي يمكن ان تأتي نتيجته، وهو بحد ذاته يشجع على الاستثمار ويحيي البلد” .
اما في بكركي، فاجتمع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مع وزير العدل عادل نصار.وخلال اللقاء، قال البطريرك الراعي: “نأمل خيرًا من عملكم، لأن الحكومة تحظى بثقة شعبية ودولية”.من جهته، قال وزير العدل بعد اللقاء عن قضية انفجار مرفأ بيروت: نحن على استعداد دائم لدعم عمل المحقق العدلي، وقد ساهم في تسهيل مهامه ضمن الصلاحيات الممنوحة لوزير العدل، لا سيما في إزالة العراقيل التي تعيق سير التحقيق”. وشدد نصار على أن “وزير العدل لا يملك حق التدخل في التحقيقات القضائية ويرفض التدخل بمضمونها، لكن من الواضح أن المواطنين بدأوا يلمسون عودة الملف إلى مساره الصحيح، وسيستكمل حتى نهايته”.
تحقيقات المرفأ
وفي السياق، استجوب المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، العميد المتقاعد في الامن العام محمد حسن مقلد، بحضور وكيل الدفاع عنه وفريق الادعاء الشخصي، وفي نهاية الجلسة قرّر تركه بسند إقامة.وكان البيطار رد الدفوع الشكلية المقدمة من مقلد وقرّر إجراء التحقيق معه، على أن يعقد جلسة يوم الجمعة المقبل، مخصصة لاستماع عدد من الشهود.
اجراءات حاسمة
اجتماعيا، رأس رئيس مجلس الوزراء نواف سلام الذي كان استقبل المدير العام لجهاز امن الدولة اللواء ادغار لاوندوس وهنأه على تعيينه وعلق على كتفيه شارة رتبة لواء، إجتماعاً موسّعاً في السراي حول شبكات الأمان الإجتماعي في لبنان بدعوة من وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيّد تحت عنوان: المرحلة التالية من الإصلاح. وامام سفراء عرب واجانب قال سلام: تحتاج الإجراءات الاجتماعية الطموحة، وإن كانت حاسمة، إلى دعم كبير في ظل سعينا لإجراء إصلاحات اقتصادية، قد تكون صعبة على بعض شرائح شعبنا. ونحن ملتزمون بضمان أقصى درجات الشفافية والمساءلة في برامجنا. في الختام، أودّ التأكيد على أن النمو يجب أن يرتكز على مبادئ راسخة للعدالة الاجتماعية والشمول. وكما قلتُ الليلة الماضية، فإن التزامي تجاه اللبنانيين هو العمل الجاد على وضع جميع جهود الإصلاح على المسار الصحيح، باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق النمو والازدهار اللذين يستحقهما وطننا العزيز.”
اطّلاع اميركي
على الضفة الجنوبية، جال وفد رفيع المستوى من السفارة الأميركية في بيروت على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة في القطاع الشرقي، يرافقه قائد اللواء السابع في الجيش اللبناني العميد طوني فارس واطلعوا على الإجراءات التي يتخذها الجيش اللبناني في البلدات الحدودية، كما اطلعوا على حجم الدمار الذي خلفه جيش الاحتلال في معظم البلدات في القطاع.
أحمد الحريري: انتصرنا لدماء الرئيس الشهيد
كتب الأمين العام لـ”تيار المستقبل” أحمد الحريري في الذكرى الـ20 لـ”ثورة 14 آذار 2005″، على حسابه عبر منصة “أكس”: “14 آذار هو اليوم الذي انتصرنا فيه لدماء رفيق الحريري، وكتبنا بإرادة المسلمين والمسيحيين تاريخا مجيدا لمستقبل لبنان أولا. 14 آذار، يوم انتصرنا لكرامتنا الوطنية وسرنا على دروب الحق الذي يعلو اليوم ولا يُعلى عليه، في لبنان وكل المنطقة”.
====