وطنية - شيعت حركة "أمل" إقليم بيروت وأهالي منطقة الخندق الغميق، الشهيد موسى سمير حمود (كربلاء)، وتقدم المشيعين أعضاء كتلة "التنمية والتحرير" النواب: علي حسن خليل، محمد خواجة وأيوب حميد، عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب أمين شري، رئيس الهيئة التنفيذية الدكتور مصطفى الفوعاني، رئيس المكتب السياسي جميل حايك، المسؤول التنظيمي المركزي في الحركة المحامي يوسف جابر، أئمة المساجد في المنطقة، المسؤول التنظيمي لاقليم بيروت محمد عباني واعضاء قيادة الاقليم والمناطق الحركية ووفد من قيادة اقليم جبل لبنان في الحركة، وعدد من اعضاء المكتب السياسي والمجلس الاستشاري وقيادة كشافة "الرسالة الاسلامية"، وفاعليات سياسية ووفد من مكتب شؤون المرأة في حركة "أمل" وحشود شعبية من مختلف المناطق اللبنانية.
وعلى وقع لحن الوداع الذي عزفته الفرقة الموسيقية لجمعية "كشافة الرسالة"، حُمل النعش على أكف عناصر "أفواج المقاومة اللبنانية" وصولا الى المنصة التي سجي عليها الجثمان، ثم أديت له التحية، فقسم الولاء ومتابعة المسيرة.
الفوعاني
وقال الفوعاني باسم "أمل": "للشهيد موسى، للعمر الذي زها بك جهادا وعلما وأخلاقا، لجسدك الطاهر كأنه صوتك ذات كربلاء "والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقرُ إقرار العبيد". ولأن الحسين سيد الشهداء ولأنك متيم بعشق الشهادة كان صوت ابي عبدالله للشهادة دروسا لكل الأجيال: "وخير لي مصرع أنا لاقيه كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات... فيملأن مني أكراشا جوفا وأجربة سُغبا".لا محيص عن يوم خُط بالقلم... وانت تخط أيامنا دما وشهادة وعزة وكرامة وصوتا ملء الآفاق هيهات منا الذلة".
اضاف: "ولأنك يا أخي موسى ابن أمل وابن الخط الرسالي تحفر في ميثاقنا عمق الانتماء لبنان وطن نهائي، لبنان الدور والرسالة ولبنان الوحدة الوطنية لبنان العيش الواحد، لبنان العزة الكرامة والطريق واضح بدأ بالتضحيات ولا ينتهي بالشهادة. وما وهنٍا وما بدَلنا. ها أنت تغادرنا على صمت وتمتلئ بك الدنيا حضورا فأنت الأكثر منا حياة: أنت من الذين: أحياء عند ربهم يرزقون. وأنت يا أخي موسى وتدت في الارض قدمَ طهرٍ وبعت لله جمجمة وما وهنت وقاومت حتى أقصى الحياة، الشهادة وغادرت الموت من فانية إلى باقية".
أضاف: "كنت الحياة كل الحياة، وكنت بوجه لا يتقن إلا الجرأة، ولا تعرف إلا صوت هتاف : اسرائيل شر مطلق والتعامل معها حرام، وقاتلوها بالأسنان والأظافر والسلاح مهما كان متواضعا."
وتابع: "نحن عبّرنا في حركة أمل، وأكثر من مرة على لسان الأخ دولة الرئيس نبيه بري، عن التزامنا بتطبيق القرار 1701، وتطبيق القرار خارج كل التغيرات التي يمكن أن تُعطى للإتفاق هو تفسير واضح يستوجب اندحار وانسحاب العدو الإسرائيلي من كل ذرة تراب من أرضنا إلى الحدود الدولية المعترف بها، كل التبريرات، كل محاولات إعطاء تبرير لهذا العدو للبقاء في أي نقطة من النقاط على امتداد أرضنا، هو أمرٌ مرفوض ليس منا فقط، بل من كل اللبنانيين الذين يتوقون حقيقةً إلى السيادة والحرية والإستقلال. وكل ذرة من ترابنا يصر العدو أن يحتلها ستتحول إلى زلزال وبركان وستجعل احتلالهم قاعا صفصفا. وهذا كلام الأخ الرئيس: "لبنان ليس مستعمرة اسرائيلية ولن يكون".
وأردف: "على هذا العدو وداعميه أن يعوا بأن الجنوبيين واللبنانيين جميعا، يرفضون أي مسّ بالسيادة اللبنانية، يرفضون أي تسليم بوجود نقطة واحدة لهذا العدو، لأنها احتلال مقنع، تبقي الجرح مفتوحا، وتُبقي الأبواب مفتوحة أمام كل الخيارات من أجل استكمال التحرير، نحن دفعنا الكثير على امتداد عقود، وما زلنا قادرين على العطاء أكثر من أجل ألا تمس هذه السيادة وهذه الحرية، وهذا الإستقلال الحقيقي".
وقال: "نؤكد أننا في حركة أمل مع ما صدر البارحة بإجتماع الرؤساء الثلاثة حيث التأكيد على رفض بقاء الاحتلال الاسرائيلي ولو في شبر واحد من لبنان. نحن وغيرنا نسلّم أن هناك مسؤولية اساسية على الدولة، وعلى الجيش اللبناني الذي ندعمه بكل قوانا، وندعو إلى تأمين كل المقومات المادية، من عديد وعتاد، من أجل أن يقوم بدوره كاملا في الجنوب وفي كل لبنان، نحن ندعم هذه الدولة وهذا الجيش في تحمل مسؤولياته في استخدام كل الوسائل المتاحة، من أجل استكمال عملية التحرير، وحماية الأرض وردع أي عدوان إسرائيلي".
أضاف: "صحيح اليوم أن هناك حكومة جديدة، نحن ندعمها، نحن نريد لها أن تنجح، لكن على كل الرعاة الذين عملوا من أجل الوصول إلى انتخاب رئيس جديد، والى تشكيل حكومة، ألا يضعوا أمامها هذا اللغم الكبير المتمثل ببقاء العدو الإسرائيلي في أرضنا، هذا تحدٍ سياسي ميداني بكل الأشكال والأوجه، ويجب التعاطي معه على هذا الأساس".
وتابع: "نحن نتطلع إلى مرحلة جديدة على الصعيد الداخلي، إلى مرحلة تفتح الباب أمام توسيع مساحة علاقات لبنان مع العالم، وعلى القيام بمجموعة من الإصلاحات السياسية والإقتصادية والمالية، التي تسمح بانطلاقة جديدة لوضعنا نحو الأفضل، والتي تسمح بإعادة إعمار القرى التي هدمها العدوان الإسرائيلي".
واردف: "إعادة الإعمار ليست مسؤولية محلية ترتبط بفئة أو منطقة، هي قضية وطنية تتصل بتأمين الإستقرار الإجتماعي لهذه المناطق لكي تصبح فاعلة مندمجة في الحياة الوطنية وقادرة على القيام بالأدوار المنوطة بها، هذا الأمر واحد من أهم التحديات أمام الحكومة الجديدة، التي يجب أن تنطلق في اولى إجتماعاتها من أجل وضع خطة تفصيلية لتأمين المقومات لعملية إعادة الإعمار، نحن نعتقد أن هذا الامر سينجز بوحدة اللبنانية وبتكامل الإرادات مع بعضها البعض، ونحن هنا بكل إيجابية نقول ان يدنا ممدودة إلى جميع الشركاء في هذا الوطن، لكي نصيغ معا صورة جديدة لمرحلتنا المقبلة، أن نصيغ معا برنامج عمل إنقاذي يحيد مصالحنا الخاصة ويضعها جانبا".
وختم: "لنتفق معا على مصلحة وطنية جامعة تعيد ثقة اللبنانيين بوطنهم ودولتهم على كل المستويات، هذه الثقة نعيدها عندما نحفظ سيادتنا ونؤمن كرامة الإنسان ونبني المؤسسات القادرة على حماية إنسان هذا الوطن وجعل إنسانيته متقدمة على كل انتماء آخر يحاول أن يقزم دوره وفعله في بناء المستقبل الأفضل. للشهيد ولكل الشهداء سنبقى نحمل امانتكم منارة للاجيال ونحفظ دماءكم ونصون لبنان".
===========